أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس وتأملات 298















المزيد.....


هواجس وتأملات 298


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8110 - 2024 / 9 / 24 - 14:47
المحور: قضايا ثقافية
    


على حزب الله أن يبحث عن مخرج لأزمته، وأزمة لبنان، أن يحل هذا الحزب نفسه وينضم إلى الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، أن يتحول إلى حزب سياسي، بعيدًا عن إيران، ومشاريعها المشبوهة.
دائمًا كان العديد من الدول العربية مجرد بيادق في السياسات الإيرانية، تقاتل بهم، وتفاوض على أجسادهم ومصالحهم.
ماذا استفاد لبنان من العهر الإيراني وكذبه ودجله سوى أنه تريف، بل تحول إلى دولة فاشلة، يستدعي المساعدات الخارجية.
الخميني، وصبيه الخامئني جاءا إلى السلطة تحت الإشراف الإسرائيلي الأمريكي، لهذا نقول أن حروب إيران استمرت على ظهر حزب الله، الذي بدوره سار بلبنان إلى حيث تدميره سياسيًا واقتصاديا واجتماعيًا.
أصحاب اللحى السياسية في إيران خاصة، والعالم عامة إلى مزبلة التاريخ، مكانهم هناك.


عندما يتأنسن الإنسان، تذهب عنه خشونته، يبحث عن اللطف في وحدته، بل يصبح ثمرة حب جاف، فاقد القدرة على مجاراة الطبيعة والعيش فيها، لفقدانه القدرة الجسدية السابقة، ويستعاد بدلا عنها بالقدرة العقلية.
هل كانت المرأة هي السبب الأول للانتقال إلى المدنية، كما تذهب ملحمة جلجامش، أم أنها وسيلة لتبرير هذا الانتقال؟
أليس الرجل هو من ألغى دور المرأة في المدنية السابقة عليه، فلماذا يوظفها عنوة توظيفًا، خدمة لنهجه، في تبرير لذاته المسيطرة، ولنقله هذه الحضارة من حياة طبيعية، إلى مدنية جامدة معدومة الحياة؟

الصراع بين البداوة والمدينة، المدنية لن ينتهي.
البداوة لن تنتهي في المدى المنظور، خاصة بعد أن نقلت بداوتها إلى الحواضر العالمية وجلست فيها تداافع عن عصبيتها وجهلها وتخلفها، واستقالتها عن الواقع الجديد والسباحة في الفراغ.

كان عصر الوثنية، عصر الدهشة والانبهار، عصر البحث عن الذات في ركام هذه الذات.
موقفها المنبهر من هذا الكون والوجود جعلها في حالة يقظة دائمة تبحث عن مفاتيح الحياة والولوج فيها.
انبهارها أو دهشتها، فتح لها أفاق واسعة على الفلسفة والأسطورة والفن والنحت والموسيقى, وانفتح العقل على وسع في محاولة البحث لنقل البشرية إلى مسارات مختلفة.
وازدهرت العلوم لتعبيد الأرضية المناسبة للارتقاء إلى الأعلى.
جاءت المسيحية, عصر الكآبة والحزن والجمود, فحدت من عنفوان العقل وتحرره, وربطت هذا العالم بإله ضيق المقاس, كئيب, عاشق لذاته.
غاب الجمال وانفتاحه على أفاق واسعة, ومات الإبداع الفني والأدبي وتحولت الحياة إلى مجرد تكرار أو اجترار للذات المكررة في بيئة يكتنفها الخوف والبؤس, لحماية هذا الإله من السقوط والهزيمة.
تمحورت الحياة حول الإله العاجز، وغاب العقل والبحث والاكتشاف، وساد الظلام ألف سنة، وتابع الإسلام ما عجزت عنه المسيحية في ترييف الثقافة وجمود الإبداع وموت الفن والإنسان
الرأسمالية جاءت كتمرد قاسي على الفراغ الذي أحدثته الأديان, فأضحت أكثر توحشًا منها, وليس الفنون والأداب والموسيقى إلا كصور وأصوات مجملة أو تخفيف لهذا التوحش الغير محدد بقيود وقواعد.
الذي لا ينبهر ويعيد الاعتبار للحضارة السورية والفرعونية والبابلية والرومانية والأغريقية والفارسية والهندية والصينية والهنود الحمر وغيرهم, لا يمكن أن يشعر بالجمال والحرية والفرح.
إعادة الاعتبار للحضارات السابقة هو لتخفيف غلواء الرأسمالية على البشرية.

تعاملت ملحمة جلجامش مع المرأة على أنها مجرد أداة إنتاج اللذة، للغدر بأنكيدوا، وإخراجه من الطبيعة البكر، ورميه في عالم المدنية المتوحش.
في الحقيقة بدأ الانتقال من العيش في الطبيعة،، والاعتماد على الصيد، إلى التمركز في المدن بعد اكتشاف الزراعة، عندما أصبح لدى الإنسان فائض في الإنتاج الجاهز للتبادل، أو للدفاع عن هذا الفائض من هجمات الغزاة.
لهذا تم تأسيس بؤرة جنينية لتمركز القوة في يد فئة قليلة من الناس.
هذه الفئة كانت تعطي الأوامر وتوجه الناس، لأنها كانت تملك الأفكار الجديدة، والقوة، فتوجه الجيش، وتخزن الفائض لها.
فأصبحت مهمة هذا الموجه التفرغ للسلطة.

في ملحمة جلجامش، جرى تحليل الرواية ظلمًا، عندما قالوا، أن المرأة هي السبب في أنسنة الإنسان.
أرى أن هذا التحليل فيه الكثير من التضليل، لأن الملحمة حولت المرأة إلى أداة، موضوع لغاية، عمليًا تم توظيف جسدها لخدمة الرجل، توظيف خارج، الجسد وسيلة للوصول إلى غاية، للعمل عليه والوصول إلى الهدف.
المرأة، عاهرة المعبد، جاءت إلى أنكيدو، بإشارات مدنية، قدمت خدمات، ثم اختفت من الملحمة، بمعنى لم نعد نرى لها وجود أخر.
المرأة جلبت انكيدو من الغابة، جلبت الصياد البري البريء، الكائن الطبيعي، الذي كان يعيش مع الكائنات البريئة كالغزلان والأرانب والأسود، ونقلته مباشرة إلى أوروك، المدينة، بيد أننا لم نر الدهشة على وجهه وملامحه، لم نر رفضه أو قبوله، كأنه كان يعرفها سابقًا، وتأقلم معها بسرعة.
هل تأقلمنا مع هذه المدينة، المدنية إلى اليوم، هل نحن راضون عن أنفسنا؟
ما هي ضريبة هذه المدنية، أليس كان هذا تأسيسًا لطبقة الأغنياء والمرفهين، ونخبة الفن والأدب والموسيقا، كجزء حيوي ومهم من القائمين في أعلى التراتبية الاجتماعية؟
لمن هذه الحضارة، من صاغها، وبنى أسسها، ووضع حجر الأساس لها؟
أليس فائض الإنتاج، كان السبب الأول في الانتقال من الصيد إلى التدجين والحروب وتأسيس الدولة، والمدن والسلطة والممالك؟
انتصر جلجامش المسلح بالمدنية، بالأسلحة والخبث والمراوغة والتورية على أنكيدو، على البراءة والطبيعة الخيرة.
لنعري هذا التاريخ، ولنقف أمام أنفسنا قبل أن نقدس عبوديتنا بكل رحابة صدر.
قلت مرات كثيرة، لاتنجبوا المزيد من العبيد، قلتم، أنه الخصب، خصب ماذا؟

اليوم صباحًا قرأت هذا النص الصغير، أرسله لي صديقا لي. وأنا في حالة ذهول. سابقًا كنت أشك في إسلامية رياض الترك، بيد أن هذا النص عن إعلان دمشق أدخلني في دوار.
مفهوم علمانية الدولة غائب عن عقل ومخ رياض الترك بالكامل، لهذا عندما أسلمت الثورة لم يتفوه بكلمة واحدة.
يا للعار!
من كتاب عطب الذات لبرهان غليون
تحت ضغوطٍ متقاطعة مني، ومن مثقفين وناشطين كثر، وفي مناخٍ بدا فيه النظام السوري في أزمة علاقاتٍ دوليةٍ وداخليةٍ مستعصية، بعد إعلان الرئيس جورج بوش الابن عن مشروع تصدير الديمقراطية للشرق الأوسط، في سياق شرعنة الحرب على العراق عام 2003، استجاب الطرفان المعارضان لضغوطنا، وقبِلا بالعمل من أجل تشكيل تجمعٍ واحد موسع، أطلق عليه اسم تجمع "إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي"، ضم معظم الأحزاب والشخصيات المعارضة السورية، بما في ذلك الإخوان المسلمون الذين كان القانون يدين أعضاء تنظيمهم بالإعدام لمجرد الانتماء.
بعد مداولات طويلة، أرسل إلي رياض الترك النص الأخير للبيان المزمع إصداره للإعلام عن ولادة التجمع الجديد. ودهشت لفقرةٍ وردت فيه، تقول إن الإسلام هو ديانة الأغلبية من السوريين، وينبغي أن يحظى باهتمام خاص. قلت لرياض: هذه الفقرة غير ضرورية ومسيئة للبيان، إذا كان الإسلام دين الأغلبية، فهو الدين المهيمن على الفضاء الثقافي والروحي، ولا داعي لتأكيد ما هو واقع. في المقابل، ما كان ينبغي عليكم أن تعيروه اهتماماً أكبر هو تطمين الجماعات الدينية الأخرى على موقعها، لا العكس. لكنني طالبت بأن تُحذف الفقرة تماماً، وإلا سأرفض التوقيع على البيان/ الإعلان. كما أضفت: لا تستطيعون أن تعلنوا عن تشكيل الائتلاف المعارض الجديد، وهو الأول من نوعه في تاريخ سورية بعد انقلاب البعث، من دون أن تشيروا، ولو بطريقة غير مباشرة، إلى مبدأ علمانية الدولة المنشودة مقابل طائفية النظام القائم. ونصحته بأن يستخدم العبارة التي استخدمها مؤسسو الدولة الأوائل التي تقول: "الدين لله والوطن للجميع"، وهي جوهر العلمانية بالمعنى الصحيح للكلمة. وفي انتظار جوابه، بعد المشاورات مع بقية الأطراف، اتصلت بصدر الدين البيانوني، وكان في موقع المرشد لجماعة الإخوان المسلمين، وسألته إذا كانوا مصرّين فعلاً على هذه الفقرة التي تسيء للبيان والإعلان ومشروع العمل الديمقراطي المعارض معاً. قال: أبداً، لسنا نحن الذين وضعناها، ولا نطالب بوجودها ولا نتمسّك بها. نقلت ذلك إلى رياض، الذي أجابني أنهم لا يستطيعون حذف الفقرة، لأن الوقت قد تأخر. قلت: هذه ذريعة واهية، الخطأ ينبغي أن يُصحَّح، ولا شيء يدعو إلى العجلة من أجل يوم إضافي. قال مباشرة: جورج صبرا هو الذي وضعها، وهو مصرٌّ عليها. فأعلمته بأنني أرفض التوقيع على بيان إعلان دمشق الذي كنتُ من أول الداعين له، والضاغطين لإصداره.
يجب قراءة التراث أولًا وتفكيك الدين، والأفكار العالق فيه.
أول البارحة كنت أتابع ما يقوله يوسف زيدان حول الرسائل بين محمد بن عبد الله والنجاشي، وسمعت الكم الهائل من الكذب فيه.
والمأساة أنه تم بناء مجتمعات كبيرة مترامية الأطراف بناءا على هذا الكذب. إنه يفند بشكل رائع هذه الرسائل من موقع الباحث وبالادلة. وقس على هذا. الدين انتهت وظائفه على كل المستويات، هذا يجب أن يقرأ، ولأن رياض الترك ليس مثقفًا ولا يقرأ ما يدور حوله في المجال الثقافي وصل إلى السياسي السطحي.
مشكلتنا مع برهان غليون، أنه مثقف من خارج، بمعنى هذه الثقافة غير مهضومة في معدة عقله، يسوقها لأنه قرأها كمادة دراسية، وهناك شخصيته كإنسان فيها مشكلة، أنه متردد.
قارعنا الاستبداد بآليات الاستبداد، لهذا لم نجن إلا الخواء وبسببه وصلنا إلى هنا، إلى الضياع وسلمنا أمرنا لصغار الوعي والممارسة.
نحتاج إلى تفكيك الدين الذي التصق في جذر عقلنا كشرقيين، ولن نتخلص منه في الزمن القريب.
الكاتب والباحث والمفكر والعالم والأديب والفنان في وادي، والمجتمع في وادي لعطالة الفكر وجمود العقل.
اسوأ شيء في العمل السياسي أو الثقافي هو مسايرة العوام، ومحاولة كسبهم.
هذا العوام مجرد فقاعة، بالون لا قيمة له، لأنه لم يحاول أن يعطي لنفسه قيمةسياسية، بالرغم من أنه في واقع سياسي، وأنه جزء من معمعة السياسة.
إن نكون سجناء ومناضلين لا يكفي، لأن الأرضية التي نحن عليها فاسدة، علينا بالعمل من الثقافة.
نحن دفعنا من أعمارنا في السجون سنوات طويلة، خسرنا فيها شبابنا وأعمارنا وخسرنا وظائفنا ورواتبنا وتعرضنا للهجرة والغربة من أجل كلمة حق. رياض الترك لم يستشر أي إنسان في الحزب حول سبب دخوله في المجلس الوطني ثم الائتلاف، وبأي شروط وبأي برنامج.
لم يقل لنا ماذا قدم وماذا أخذ.
أين الدولة السورية القادمة في المجلس الوطني، أين الديمقراطية؟ ولماذا لم يدن هو أو الحزب المنظمات المسلحة التي امتلأت في سوريا وعاثت فسادا وخرابا؟
ولماذا لم يدن التدخل العربي والأقليمي والخارجي في الشأن السوري؟
أين كان رياض خلال سبع سنوات أثناء قيام الثورة إلى حين خروجه؟ يا للألم، لو أنني انبعج من الحزن لن يفي حقي.
كنا ساذجين أننا اشتغلنا مع احزاب ذات تكوين شمولي



أليست فكرة الدين والإله غير المرئي وغير المجسّد على شكل تماثيل وأحيانا من العجوة والتمر انتصارا للتجريد الفكري للانسان؟
إنه سؤال؟
طبعًا أنه تجريد ويحمل في طياته حمولة من الرموز والإشارات ودعوة للخضوع. الفن تجريد عالي والأدب والفكر، وهذا الإله المخصي تجريد وبالتالي انه شغال على كل الخطوط


احيانًا كثيرة يتوحد المثقف، القارئ النهم للثقافات الأخرى، مع الشخصيات الرئيسية او الهامشية التي تمر معه في الكتب، ينفصل عن ذاته الحقيقية ويتقمص الأخر.
ما زلنا ظل لم نرق إلى مستوى التوحد بين الذات، الكينونة الذاتية وظلنا. ودائما ظلنا يسبقنا، ونحن نركض وراءه كمجرد ظل.
ففي النضال أو فعل الخير لا نعرف من هو البطل الحقيقي، هل هو نحن أم الظل، ومن يسيطر على من، ومن هو الأصل ومن هو المزيف؟
إنها مأساة كبيرة، بل معقدة، فيه تواطأ بين أثنين الفرد وظله، يصلان إلى مرحلة الاندماج تارة والانفصال تارة أخرى، حسب التطورات.
في هذا التغير يصبح لنا شخصيتان، نخلق واحدة منّا وفينّا ودون شعور منّا، وأخرى قابعة في داخلنا تتحول إلى خارج، منفصل عنّا وعن نفسها وزمانها وهي معنا وفينا.


تعتقد أنك مهم جدًا، وتتصرف على هذا الاساس. هذا رأيك بنفسك. ومن حقك. بيد أن الأخرين يرونك إنسانا عاديا، بل أقل من عادي.
وتستحق الشفقة.


كان تشان كا شيك قاد الكومنتانغ يقول عن المحتل الياباني أنهم مرض على الجلد، بينما الشيوعيون مرض في القلب.
وعندما اختطف من قبل ضباطه، أنقذه الشيوعيون، وقالوا له تعال وتعاون معنا لإخراج اليابانيون وبعدها لكل حادث حديث.
وهكذا حدث.
تم تحرير الصين الشعبية، وهرب تشان كا شيك وشكل حكومة في الصين الوطنية أو ما تسمى فورموزا أو تايوان اليوم.
الحقيقة، من يقرأ عن وضع الصين في بداية القرن العشرين الى حين قيام الثورة، يرى العبودية بأحط اشكالها.
الناس كانوا يبيعون أولادهم، وتتحول بناتهم إلى جواري.
أحدهم باع ابنته عمرها عشرة أعوام بعشرة كيلو غرام من الرز، لتتحول الى جارية.
بعد الثورة تحول ماو تسي تونغ إلى أمبراطور، وحول شعبه إلى عبيد مأدلجين يركضون وراءه كالماشية التي تجري وراء المرياع المخصي .


في الحرب الأهلية الصينية، قاد الشيوعيون المعركة باقتدار سياسي وعسكري.
كانوا يخيرون الجنود الأسرى بين الانضمام إليهم أو إطلاق سراحهم مع وعد أن يعطوا كل واحد منهم قطعة أرض يزرعها عندما تنتهي الأزمة.
كانت السياسة المتبعة تجمع بين الحساب السياسي والاعتبار الإنساني.
كان هذا عاملًا كبير في انتصار الثورة الصينية سياسيًا وعسكريًا.
لقد انضم إليهم مليون وسبعمائة ألف جندي من الكومنتانغ أو الجيش التابع للولايات المتحدة.
كانت سياسة ماو تسي تونغ تقول، أن أشد الطرائق فعالية هي كسب قلوب وعقول الناس إلى جانب الثورة.
أين قادة الميدان من أمثال قادة الثورة الصينية، من قادة الفنادق المأجورين لدينا.
لا شك الفارق نوعي في الميدان والأخلاق والسياسة والفكر والممارسة.
ما فعلته المعارضة والنظام القاتل عار على كل المستويات. إن تأتي الدول التي دمرت سوريا، كتركيا وروسيا وإيران ويتفاوضوا معًا على منحنًا دستورًا من خارج إرادتنا.


أيها النبيذ المعتق، أما زلت تتراقص فوق الشفاه؟
أما زلت تبحث عن الرعشة الهاربة في هذا الموضع السكران.
ويا أيتها الشفاه، ماذا يفعل بك هذا المعتق؟
ماذا يفعل بك هذا السحر، وإلى أي كون يأخذك؟
وهذه الديمومة، هل ستفارق الخلود وبقايا الزمن والزمن؟

ﺷﻬﺪت ﺳـﻮرﻳﺔ ﺧـﻼل اﻟـﺴﻨﻮات الخمسة الممتدة، من العام 1949 وحتى العام 1954، خمسة انقلابات عسكرية، افتتحها الزعيم في 30 آذار العام 1949، وانقلاب سامي الحناوي في 14 آب من العام ذاته، وفي 19 كانون الأول من العام ذاته، ولم تكد تهدأ الأوضاع، حتى قام أديب الشيشكلي بانقلابه الثاني، في نوفمبر من العام 1951، ثم سقط نظامه في فبراير العام 1954.
وﻗﺪ أدت ﻫﺬه اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت إلى شل ﺣﺮﻛـﺔ المؤﺳـﺴﺎت اﻟﺪﺳـﺘﻮرﻳﺔ وﺗﻌﻄﻴـﻞ الحريات اﻟﻌﺎﻣــﺔ، وﻓــﺮض اﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ على اﻟــﺼﺤﻒ، وأﺟﻬــﺰة اﻹﻋــﻼم، وﺗﻌﺰﻳــﺰ دور أﺟﻬــﺰة اﻷﻣــﻦ واﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات.
وفي ﻫﺬه اﻷﺛﻨﺎء، أﻗﺪم ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ رؤﺳﺎء أرﻛﺎن الجيش اﻟـﺴﻮري على تولي ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎت التشريعية واﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ، وﺗﺒﻮء رﺋﺎﺳﺔ الجمهورية، ورﺋﺎﺳﺔ الحكومة، فانتشرت الفوضى ﺟـﺮاء ﺗﻌﻄـﻞ الحياة اﻟـﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، وﺑـﺮزت ﻇـﺎﻫﺮة اﻻﻏﺘﻴـﺎﻻت، واﻟﺘـﺼﻔﻴﺎت داﺧـﻞ المؤﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. بينما أﺻﺒﺤﺖ وزارات الحكومة أﻟﻌﻮﺑﺔ ﺑﻴﺪ ﻗﺎدة الجيش.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪتها سورية، آﺛـﺎر على الحياة المدنية، والسياسية خلال فترة 1949 ـ 1954.
لﻘـﺪ ﻓﺘﺤـﺖ ﻫـﺬه اﻻﻧﻘﻼﺑـﺎت ﺷـﻬﻴﺔ ﺿـﺒﺎط الجيش لتولي ﻣﻘﺎﻟﻴـﺪ اﻟـﺴﻠﻄﺔ، وأﺻـﺒﺢ التنازع فيما ﺑﻴـﻨﻬﻢ لتولي المناصب من أهم سمات عقد الخمسينات.


الكثير من جماعة الائتلاف والمجلس الوطني كانوا في اوروبا منذ عقود من الزمن, وأخذوا جنسيات تلك البلاد ولديهم معاش تقاعدي مثل برهان غليون والبيانوني وغيرهم.
وجود هذا المجلس والائتلاف اضر الثورة كثيرا.
لا أعرف لماذا شخص مثل ماو تسي تونغ يتحول الى مقاتل في الجبهة برفقة ثواره ويقود حرب شاملة طويلة, يقطع خلالها 35 الف كيلومتر ويمشي من مكان إلى مكان ليحقق للصين ما تحقق. وواحد مثل غيفارا يترك الوزارة وحياة النعيم ويذهب ليدافع عن شعوب امريكا اللاتينية برفقة بضعة رجال. وواحد مثل جورج صبرا يخرج من السجن ليتحول الى مجرد تابع لما تمليه عليه الشروط الخارجية وجماعة الاخوان.
طبعا دخل على الخط بعده ميشيل كيلو وفايز سارة.

إنها لعبة الحياة والموت. خروجها من تحت الرماد يزيدها شراسة. تقتل جميع الذين يولدون تحت عينيها. لهذا ليس غريباً أن أغلب شعوب العالم صنعت صنماً لها أسمته إله الحرب.
مَن نُحاكم؟ هل نحاكم الماضي أم المستقبل؟ ومن يضمن ألا تتكرر هذه المأساة في مكان ما من العالم..؟
الزمن يمضي بنا، سواء بكينا أو ضحكنا. علينا أن نوفر الحزن والألم والخوف ونبعده عن أنفسنا. نؤجلهم نهرب من التفكير بهم.
تحت ضوء الشموع انبثق صوت حزين, رقيق, رفيق الليل والشموع. قلت:
ـ إنها الموسيقا, لغة الوجود.
شعرت بالجبال تتسلق الجبال, تصعد فوق بعضها البعض أمام عيني, وتراقصت أوراق الأشجار ورفرفت عصافير الضوء في في الضوء في هذا الخلاء الكوني, في هذا الفضاء اللامتناهي. قلت:
ـ يا أبتاه ما هذا هذا؟ وأردفت:
إن هذا أكبر من قدرة البشر على تمثله.
استرخيت في مكاني, وحلقت بعيدًا, وطرت.

الموسيقى والفن والأدب يجملون الوجع الإنساني, ينقلونه من الأرض إلى السماء, ومن السماء إلى الأرض. ومن المجرد إلى المحسوس ثم تتبدل الأزمنة في داخل الشيء, وذاته. ويبدأ التحول من ذاته لذاته, ومن المحسوس إلى المجرد. ويجعلون من الوقائع الحزينة فرجة ربانية. ويعيدونها, ليشكلونها لوحة, وشم, زينة لرصد الواقع العاجز. وحمله. وتأويله, ثم رسمه ووشمه من جديد بألوان مختلفة

الجسد الإنساني هو جزء حيوي وجوهري من الصراع على السلطة والوجود, انه جوهر هذا الحضور, هو الصانع للمقدس والرجس والفرجة والانفتاح على الممكن والاحتواء. وعليه تتسلق السلطة وتؤكد بقاءها أو سقوطها.

جميع دول العالم بحاجة لهيمنة الولايات المتحدة لإدارة الاحتكارات على المستوى العالمي. لا توجد دولة تتمنى انحسار هذه الهيمنة. ولا توجد دولة بقدرات الولايات المتحدة لتأخذ زمام المبادرة, لأن الهيمنة مكلفة وصعبة وتحتاج الى قدرات هائلة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري والتنظيمي.
الولايات المتحدة تتحمل عبء دول العالم في إدارة أزماتهم. ولهذا ليس من مصلحة أي منهم أن يضعف دورها.

لنجاح أية ثورة, يجب ان تضمن مصالح الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أن تمد الجسور قبل كل شيء مع الطبقة الوسطى, أن تبعد عنهم الخوف من المستقبل, وتعطيهم ثقة بأن املاكهم ومصالحهم ووظائفهم بأمان. من الموظف البسيط إلى الفلاح, العامل, صاحب متجر.
الثورة, برنامج اقتصادي سياسي اجتماعي متكامل.

عندما ينادي أحدهم. هبوا لنصرة الدين, إنه بذلك, يستفز ذلك الكائن النائم في حضن اللاوعي, صوت الأبوين عندما كانا يغرزان في ذهنه تلك القيم او الأفكار عندما كان يحبو أو يثغو.
وعندما يستيقظ ذلك الطفل النائم من وهاد العتمة, ينطلق كالوحش الكاسر, بذلك الزخم العاطفي المشبع بالقيم. يتوقف العقل عن المحاكمة ليعيد لأمور إلى نصابها القديم إلى الألق القديم, إلى الطفولة.
إنه انتقام من الحاضر للعودة إلى الماضي, إلى المكمن الجميل, إلى الموت.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس فكرية ــ 298 ــ
- هواجس عامة ــ 297 ــ
- هواجس من كل حدب وصوب 296
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية ــ 295 ــ
- هواجس إنسانية وسياسية 294
- هواجس سياسية وفكرية ــ 293
- هواجس اجتماعية 292
- هواجس أدبية وثقافية 291
- هواجس عامة ــ 290 ــ
- هواجس عامة 289
- هواجس ثقافية وأدبية وفكرية ــ 288 ــ
- هواجس ثقافية 287
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية 286
- هواجس ثقافية وإنسانية ــ 285 ــ
- هواجس وجودية 284
- هواجس ثقافية وفكرية ــ 283 ــ
- هواجس ثقافية 282
- هواجس ثقافية أدبية فكرية ــ 281 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية وفكرية ــ 280 ــ
- هواجس أدبية وفكرية ــ 279 ــ


المزيد.....




- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
- المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور) ...
- ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة ...
- السجن مع وقف التنفيذ لنشطاء مغاربة مناهضين للتطبيع مع إسرائي ...
- OnePlus تودع عام 2024 بهاتف مميز
- 70 مفقودا بينهم 25 ماليا إثر غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ال ...
- ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
- -هذا لا يمكن أن يستمر-.. الجنود الأوكرانيون يأملون في التوص ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس وتأملات 298