أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - حروبُ الأغنياء ضد الفقراء لن تنتهي ابدا














المزيد.....

حروبُ الأغنياء ضد الفقراء لن تنتهي ابدا


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ القدم كانت الحروب وما زالت تقوم على أساس واحد. يتلخص في الهيمنة والاستيلاء ونهب ما يملكه الآخرون من اراضٍ وثروات وخيرات وممتلكات شخصية. ومع أن الكثير من الحروب، ومنذ القدم ايضا، كان يتم تبريرها وتفسيرها بشكل مغاير ولأسباب بعيدة عن الحقيقة. غير أن الهدف النهائي منها هو مصادرة والاستيلاء على ما يملكه الطرف الآخر. مع كل ما يرافق ذلك من فضاعات وجرائم وانتهاكات صارخة لابسط حقوق الإنسان، يشيب لها الرضيع.
وفي تاريخنا الحديث أن أن حرب الأغنياء ضد الفقراء تشكل الميزة الأساسية لعصرنا هذا. فمن النادر أن نجد حربا تدور بين أطراف متكافئة أو متساوية من الناحية العسكرية والاقتصادية. فالغني يسعى وبقوة السلاح احيانا للحصول على المزيد من الغنى والثراء. وامتلاك كل شيء، الأرض والسماء وما بينهما، ضد الففير الذي لا يملك (مادّيا) أي شيء اصلا. ولو تعمّق أحدكم وبحث عن سبب وجود قواعد عسكرية أمريكية في كل مكان جاهزة للانقضاع على الدول الفقيرة لكونها تبحث عن "شيء" يغيّر شيئا ما في حياتها البائسة، لقال لي: "يا رجل كلامك من ذهب". فالفقير مسموح له فقط أن يبقى فقيرا الى الأبد. أمّا الغني فمسموح له وبكلّ السُبل وكما يشاء أن يزداد غنى وثراء.
والحرب العدوانية التي تشنّها دويلة اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي خير دليل ومثال على تغوّل وتوحّش الأغنياء ضد الفقراء. ولاحظوا ما يلي:
أن الجندي الاسرائيلي مدجّج بأحدث الأسلحة والذخائر والمعدات والملابس الواقية من الرصاص والحذاء "البسطال" المناسب للحروب. وحاولت، بلا نتيجة طبعا، أن أحدّد السعر أو "الكلفة" المأدية بالدولارات لكل ما يرتديه ويحمله الجندي الاسرائيلي، بما فيه السلاح طبعا. والنتيجة هي آلاف الدولارات. اليس كذلك؟
بينما نجد المقاتل الفلسطيني، من اي فصيل أو تنظيم كان، يخوض اشرس المعارك مع العدو الصهيوني بملابسه المدنية. واحيانا ببدلة رياضية وحذاء من البلاستيك او المطاط لا يحميه حتى من الاشواك. ولا يغطي رأسه أو جسده باي شيء. لقد سرقوا وسلبوا منه كل شيء إلا الإرادة والعزم وحب الوطن الذي لا يضاهيه حبّ آخر ابدا. وسبق لنا وان شاهدنا عن كثب هذه المعادلة بين حرب الأغنياء ضد الفقرء، في غزو واحتلال العراق عام ٢٠٠٣ من قبل امريكا. فكان الجندي الامريكي انذاك، كابن عمّه الاسرائلي، مدجّج بأحدث الأسلحة ويحارب، رغم كونه يمثل دولة احتلال، ضد مقاومين عراقيين لا يملكون سواء أسلحة متواضعة جدا وملابسهم المدنية وارادتهم الصلبة وعزيمتهم الثابتة وحبّهم للوطن.
يتميز الاغنياء، وهنا نتحدث عن دول وليس عن اشخاص، بالجشع والشراهة والرغبة الجامحة التي تدفعهم إلى ارتكاب الجرائم والمجازر من أجل الحصول على المزيد من الأراضي والخيرات والثروات. وبمعنى آهر سرقة كل شيء مفيد.
انظروا جيدا الى الفوارق الكبيرة في المظهر الخارجي للجندي الذي يمثل الدولة الغنية والمقاتل الذي يمثّل الدولة الفقيرة. واحكموا بأنفسكم. وبديهي ان الغنى والثراء لا يجلب النصر دائما. كما ان الفقر والعوز ليسا سببا للهزيمة دائما. وحرب فيتنام خير دليل على هزيمة الغني على يد الففير !
أن الحرب الوحيدة التي لا تدور بين الأغنياء ضد الفقراء هي الحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا. ويكفي القاء نظرة على المعدات والأسلحة والملابس والأحذية التي في حوزة كل جندي من كلا الطرفين....



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبي متّهمٌ بالطاعة العمياء لذات الخال
- كلاهما متعطّش للدماء والحروب
- ايها المستحيل اعِدني إلى وطني
- اسرائيل والعقاب الذي لم ولن يأتي ابدا
- الفُ سؤالٍ في انتظار نفس الجواب
- يا خادم الشعب هل ضاقت بك الحِيلُ
- الضحك بلا سبب من قلّة الأدب !
- وطن حشرته الإقدار في فوهة بركان
- يا أمّةً ضحكت من جهلها الأممُ
- الإبادة الجماعية مستمرة حتى آخر فلسطيني
- مملكة آل سعود والبحث عن شهرة زائدة عن الحاجة
- اطرق أبواب الذكرى فيفتحون لي نوافذ النسيان
- إلى جو بايدن: يا مغرّب لا تخرّب...اذا ممكن !
- تحديث الذاكرة وتنقية العقل الباطن من الشوائب
- ثلاث مشاهد من مخلّفات الزمن الجميل
- صاروخ ام قذيفة؟ تعدّدت الاسبابُ والموتُ واحدُ
- هل سيمرّ اغتيال اسماعيل هنية مرور الكرام؟
- أعيدوا إليّ اسمائيٓ المستعارة
- خبر عادي جدا: عشرات القتلى والمصابين الفلسطينيين بقصف اسرائي ...
- محكمة العدل الدولية فسّرت الماء بعد الجهد بالماءِ !


المزيد.....




- ?? مباشر: حزب الله يؤكد مقتل القائد العسكري محمد سرور في غار ...
- تايلاند: استعدادات طارئة بعد ارتفاع منسوب نهر بينغ نتيجة إعص ...
- -لن نرحل-.. شعار RT يضيء واجهة السفارة الأمريكية بموسكو (فيد ...
- لافروف: الثقة بين قادة روسيا وكوريا الشمالية تقوم على التواف ...
- مسيرة للتحالف الدولي تناور بشكل خطير أمام مقاتلة روسية في سم ...
- مراسلنا: مقتل 9 مدنيين من عائلة واحدة بغارة إسرائيلية استهدف ...
- تقرير إسرائيلي: نتانياهو دعم فكرة -الممر الآمن- للسنوار
- مراسلنا: مقتل 9 مدنيين من عائلة واحدة بغارة إسرائيلية استهدف ...
- الطريق الذي كلّف الملايين بين الصين وميانمار، وتحوّل إلى ساح ...
- معالجه متطور وكاميراته ممتازة.. مواصفات هاتف iQOO الجديد


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - حروبُ الأغنياء ضد الفقراء لن تنتهي ابدا