مارتن كورش تمرس لولو
(Martin Lulu)
الحوار المتمدن-العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 16:18
المحور:
المجتمع المدني
نجد في مملكة السويد تنوعا عرقيا لا مثيل له في الشرق، فلو كتب لك الحظ، عزيزي القارئ، وحصلت على سمة (Vesa) لزيارتها، ستندهش وأنت تشاهد أشكالًا متنوعة من البشر، على سبيل المثال هناك: إضافة إلى الجنس الأبيض، يوجد الأصفر، الأسمر، الحنطاوي بل وحتى الأحمر. يعيشون بسلام وأمان كل واحد منهم يحترم الآخر، وهم يمارسون طقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم ويتعلم أولادهم في مدارس المملكة ويحصلون على حقوقهم دون تمييز. لن تجد فيما بين إثنين شجارًا، بل تظهر المحبة والاحترم في تعامل المواطنين فيما بينهم. هذه السلوكيات الإنسانية في تعامل مواطنو مملكة السويد مع بعضهم البعض تجعلنا نحن الشرقيين في اندهاش! نعم كيف تتمكن مملكة السويد بجهود بلدياتها على العمل في تلاقي وتعارف ثقافات مختلفة على أرضها بدون أية صعوبات. نندهش ونحزن ونحن ننظر إلى مجتمعنا في الشرق كيف انقسمنا في أوطاننا إلى طوائف وملل وأفرقة حتى ما عادت قومية تتقبل أقلية أخرى، إلى هذا الحد نخر التسوس في علاقتنا كمواطنين ببعضنا في بلداننا في الشرق. سؤال يبادر في أذهاننا نحن الشرقيين، ما هو النظام الإنساني الذي استخدمته وتستخدمه مملكة السويد في تجانس المهاجرين واللاجئين إلى أراضيها مع سكانها الأصليين؟ هذه البرامج الآيدلوجية التي تستخدمها في عملية تلاقي الثقافات المختلفة والمتنوعة بل والمضادة ثم تجمعها في بودقة واحدة بروح إنسانية. إذن لماذا لا تبادر كمرحلة أولى المنظمات والجمعيات في أوطاننا وتأخذ الخبرة في هذا المجال من الخبراء السويديين في علوم الاجتماع، النفس، الأعراق والأجناس؟ أنا على يقين لو تمت المقاربة بين ثقافتنا في الشرق مع ثقافة مملكة السويد تحديدا من أجل القضاء على حالة الانقسام التي وصلنا إليها في الشرق، حينئذ لا بد أن نعبر مرحلة الانقسام، التي بدت واضحا للعيان في وطننا العراق بعد عام 2003. نعم لقد لجأ العديد من مواطنو بلدان الشرق إلى مملكة السويد وغيرها من البلدان الأوروبية، لكن بقيت أذاهنهم عالقة بتربة أوطانهم، وهم يترقبون اليوم الذي فيه تحذ أوطانهم حذو مملكة السويد كي يعيشوا في أوطانهم متآخيين وبمحبة وسلام وأمان.
المحامي والقاص
#مارتن_كورش_تمرس_لولو (هاشتاغ)
Martin_Lulu#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟