أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - كلمة حق في حراك السويداء















المزيد.....

كلمة حق في حراك السويداء


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رمزية التسمية ، والزمان ، والمكان

- ١ -
شاء المتظاهرون المحتجون من بنات وأبناء محافظة السويداء بغالبيتهم الساحقة ومنذ اكثر من عام في ساحة الكرامة ان يطلقوا على فعالياتهم الهادفة المدروسة تسمية – الحراك السلمي – ولم يظهروا ابدا امام السوريين والعالم انهم قاموا بثورة ، او انتفاضة ، او ماشابه من المبالغات الكلامية ، والعبارات الرنانة ، هذا الخطاب الواقعي الصادق لم نتعود عليه منذ انطلاقة الثورة السورية المغدورة ، وهو جديد في قاموس نضال السوريين ، امام سيولة ادعاءات ( الانطلاقات الثورية ) هنا وهناك حتى من جانب ميليشيات سلطات الامر الواقع المنتشرة في الغرب والشمال والشرق ، والأخيرة بحقيقة الامر تعبير عن – الثورة المضادة - والتي تعيث ارهابا وفسادا وقمعا في مناطق نفوذها .
- ٢ –
بدأ حراك السويداء في ظرف تاريخي دقيق كاستجابة لمصالح حيوية لاهل المحافظة في الحرية والكرامة والعيش بسلام المتوافقة جملة وتفصيلا مع الارادة الوطنية السورية في وطن سعيد خال من الحروب ،واستمرارية النضال المعارض للاستبداد بالوسائل الجديدة ، لان نشدان العيش بامان لن يتحقق في ظل الدكتاتورية ، ونظام القمع والاجرام ، انها معادلة لايمكن تجاوزها في تجربة كفاح شعبنا السوري ، صحيح ان سوريي المعارضة لم يتوصلوا بعد الى استخلاصات موحدة بشان أسباب اخفاق الثورة والمعارضة منذ عدة أعوام ، ولكن هناك من على دراية بالاسباب والنتائج ، والبديل المطلوب ، ومنها مسالة السلاح والتسليح وملابساتها التي كانت وبالا على شعبنا وبالدرجة الأولى عندما تمت مقايضة السلاح والمال مع – المانحين – وهم بطبيعة الحال أنظمة لاتتمنى ان تحل الديموقراطية في سوريا ويزول الاستبداد ، باستقلالية القرار ، الى جانب ان العمل العسكري ليس حلا للقضية السورية بل مصدرا لاراقة دماء السوريين وجلب المزيد من الماسي الإنسانية ، وظهور التيارات المتطرفة العنصرية ، والشوفينية ، والارهابية ، وكذلك جيوش من الميليشيات المسلحة ، والمرتزقة ، هذه الدروس استنبطها حراك السويداء منذ البداية ، واتخذ النهج السلمي مسارا استراتيجيا لمواجهة النظام .
الدرس الاخر الذي لايقل أهمية عن الأول هو الشعار الذي اطلقه حراك السويداء بشأن علمانية النظام القادم المنشود ، والتركيز على المفهوم الوطني الذي يجمع كل السوريين من عرب وكرد وسائر اتباع الديانات والمذاهب لان مجتمعنا السوري متنوع ، وتعددي ، والذي يعود الفضل الأكبر لرفع، وتبني العلمانية ( وقد تكون هذه الحقيقة مثار دهشة البعض ) للمرجعيات الروحية للطائفة الموحدية وبشكل خاص للمرجعية الوطنية والروحية الصديق العزيز سماحة الشيخ حكمت الهجري – أبو سلمان - ، وفي هذا الموضوع نعلم نحن الوطنييون السورييون الثمن الباهظ الذي دفعناه ، وكم عانينا ومازلنا نعاني من إشكالية ( اسلمة واخونة الثورة ) والتي شكلت السبب الأول في اخفاق الثورة ، وانحراف المعارضة – الرسمية - ، كما تلقى التماسك الاجتماعي الوطني السوري التاريخي ضربات مؤلمة عندما تصاعدت الدعوات الدينية والمذهبية الى درجة ان النظام بدا يعتمد تلك الفجوة لتنفيذ مخططاته الاجرامية بحق الشعب السوري .
القضية الأخرى التي نالت اهتمام حراك السويداء وحسم الموقف تجاهها هي الاعتراف بتعددية الشعب السوري القومية ، والثقافية ، والاجتماعية ، وحق جميع المكونات وفي المقدمة الكرد بالتمتع بحقوقها المشروعة ، وإيجاد نظام سياسي ديموقراطي تشاركي ، يضمنه دستور مدني عصري ، وضرورة التوافق بين جميع المكونات حول الحاضر ، والمستقبل ، والشراكة العادلة في السلطة والثروة والقرار في ظل سوريا جديدة موحدة .
- ٣ –
ليس غريبا ان ينطلق الحراك الثوري السلمي التجديدي من السويداء ، فقد سبق وان شهد جبل العرب الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر بقيادة الراحل سلطان باشا الأطرش ، وتحول الى بؤرة معارضة للدكتاتورية الحاكمة بدمشق ، مطالبة بالديموقراطية والمساواة ، كما قدم أهلنا بالجبل الكثير من الشهداء في الثورة السورية التي غدر بها الإسلام السياسي ، وبعد ذلك استطاعوا الحفاظ على السلم الأهلي ، وصد مخططات النظام ، وداعش ، وسائر الجماعات المرتزقة في اثارة الفرقة والانقسام في صفوفهم ، وبينهم وبين سكان المناطق المجاورة ، والان وعلى مدار العام الفائت من عمر الحراك وحتى الان يتصدون لسلسلة المؤامرات ، وعمليات التصفية بهدف النيل من الحراك الذي بدأ يهدد وجود النظام ، بالرغم من التطورات الإقليمية التي شكل جزء منها – وبفعل فاعل ! - تغطية استباقية على الاختراق الذي حققه الحراك .
كما أرى وفي الوقت الذي يستبشر الوطنييون السورييون خيرا بانبثاق واستمرارية هذا الحراك ، فان هناك نوع من الصمت المريب من جانب الكثيرين من المحسوبين على المعارضة ان كانوا بالائتلاف او الفصائل والميليشيات المسلحة ، او المجموعات الدائرة في فلكه ، تجاه حراك أهلنا بالسويداء ، ناهيك عن علائم التشكيك بقيادة ، وصدقية الحراك ، فموقف النظام العدائي للحراك معروف لدينا وكذلك المجموعات الدائرة في فلك النظام التي تسعى الى مصادرة قرار الحراك بالاغراءات المالية نيابة عن النظام ، ومواقف الدول المعنية بالملف السوري وبينها مانحون حتى الان لفصائل عسكرية مسيرة من جانبهم أيضا يمكن معرفة امتعاضهم من حراك مستقل ينطلق من مصالح سوريا والسوريين وعصي على التبعية ، اما المشككون ، الصامتون في صفوف معارضي النظام فكما أرى يكابرون ، ولايرغبون بالاعتراف بالخطأ الذي بدأ الحراك بتصحيحه قبل الجميع ، وهذا مايسعدنا ، ويدفعنا الى المزيد من الدعم السياسي والاسناد لشركائنا الشجعان بالوطن .
مما لاشك فيه ان الوطنيين السوريين الملتزمون بمبادئ الثورة السورية المغدورة في التغيير الديموقراطي ، من واجبهم أولا اسناد الحراك وذلك بالقيام بتنظيم - حراكات – سلمية أخرى في مناطقهم ، وبلداتهم ، ومدنهم بباقي المحافظات وهذا اهم نوع من التضامن مع حراك السويداء ، ثم من حقهم أيضا بعد ذلك تزويده بملاحظاتهم ، حتى لو كانت نقدية ، وهنا لابد من التأكيد ان أي حراك محلي في حدود محافظة او منطقة بعينها يجب وبالضرورة ان يتوسع ليشمل كل المناطق ، والمكونات السورية ويرتقي الى مصاف حراك وطني عام ، وحتى يتحقق ذلك لابد من مد جسور التواصل ، والتنسيق ، والعمل المشترك بين حراك أهلنا بالسويداء من جهة وبين مختلف الفئات ، والفعاليات الوطنية المؤمنة بالتغيير ، وبمراجعة نقدية لتجربة الثورة ، والسعي لمواصلة النضال حتى اسقاط الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وصولا الى النظام السياسي الديموقراطي العلماني .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المردود السلبي لعلاقات الأحزاب الكردية مع الاخر
- اللقاء الثامن والثمانون في دنكي بزاف
- يمين أوروبا المتطرف أداة – بوتينية -
- محاولة في فهم مايجري داخل حزب - الطالباني -
- من دفتر يومياتي ياسر عرفات كان صديقا داعما للكرد وق ...
- عندما يرقص الصغار في أعراس الكبار
- عقود على كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ا ...
- اللقاء السابع والثمانون في دنكي - بزاف -
- صفحات مضيئة في تاريخ حركتنا
- عودة الى شجون الحركة الكردية السورية
- من دفتر يومياتي : عندما حصلنا على نص مخطط - الحزام العربي ...
- عن التطورات التركية السورية
- التقييم السياسي الشهري
- من جديد حول شجون الحركة الكردية السورية
- إشكالية - الوراثة - في الحركة الكردية السورية
- حكومة العراق : - يداوي المريض وهو عليل -
- عندما يخرج الحزب من رحم الأنظمة الدكتاتورية
- اللقاء الخامس والثمانون في دنكي - بزاف -
- مروحية – رئيسي – ونهر آراس
- من دفتر يومياتي : عندما واجهنا تبعا ...


المزيد.....




- مقتل 11 فلسطينياً على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي ...
- في أول تعليق للحوثيين على قصف تل أبيب بصاروخ باليستي: القادم ...
- مدير وكالة الطاقة الذرية يوضح الظروف المرجح فيها استخدام الأ ...
- أنطونوف: الولايات المتحدة أصبحت طرفا فعليا في الصراع بأوكران ...
- وزير خارجية لبنان يحذر من -الانفجار الكبير- ويقول: الوضع ينذ ...
- عمال مصر يتوجه بالتهنئة الى التشكيل الجديد للاتحاد العام لعم ...
- ضربات إسرائيل وحزب الله.. تصعيد قد يتحول لمواجهة برية تحمل - ...
- منصة -إكس- توقف حساب صحفي نشر -معلومات مسربة- عن فانس
- الإعصار -هيلين- يشتد إلى الفئة الرابعة ويقترب من فلوريدا
- درب الحوثيين في اليمن..من هو محمد سرور الذي اغتالته إسرائيل؟ ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - كلمة حق في حراك السويداء