عبدالإلاه خالي
(Abdelilah Khali)
الحوار المتمدن-العدد: 8107 - 2024 / 9 / 21 - 20:11
المحور:
الادب والفن
في الليل، زارني ملاك في المنام! سألني:
ـ أتعرف لماذا أنت بئيس؟
أجبتُه وأنا أتصبب عرقا:
ـ وما يدري الفقيرُ متى غِناهُ وما يدري الغنيُّ متى يَعيلُ
ضمّني إلى صدره. ضغط وقال:
ـ امْتَهِنِ الخطايا، ألا تَرى حُكّام العرب؟
قمتُ مفزوعا. تماسكتُ وخمنت. الملائكة لا تنطق عن الهوى. فَلأجَرِّبْ أنا أيضا حظوة الفساد ونعمة الخطايا! ..
لم أجد غيرها..
ربيعة..
أنوثتها تتفجر رغم تقدم سنها. مفاتن جسدية مثيرة وَقِوام جذاب. تبدو شابة وهي جالسة في السطح. ثوب خفيف يكشف عن لحمها الغض الناصع البياض وشال فوق شعرها. رأتني فهزت رأسها بالتحية، ثم راحت تتأملني حالمة.. قفزتُ فوق السور الفاصل بينننا، فنهضَتْ وتراجعت إلى داخل المْصْرية.. لحقتُ بها فأصبحنا متواريين عن الأنظار. استقرت بالركن وهي تقول مبتسمة:
- ماذا تريد مني؟
بَدَأتُ بِفَك أزرار قميصها. لَمْ تمانع بل دَنَت بصدرها تسهيلا للعملية.. عالجتُ حمّالة نهديها ثم أنزلتُ قطعة سروالها الداخلي..
تأوّهْنا.. شهقنا..
صَحَوْتُ من خدر اللحظة..
يا للفظاعة!
لقد سقطت..
أعمتني الغواية فانحدرت عميقا في الدهاليز السرية للشهوة اللعينة ونزلتُ في سلّم القيم درجات.
لم أحتمل خطاياي السابقة وها أنا أقع في خطيئة أكبر. كيف أحتمل نفسي!
لم نستطع بعد ذلك اليوم أن نتبادل النظرات بنفس البساطة التي كنا نتبادلها بها، ولم يستطع الحديث أن يتصل بيننا بنفس السهولة التي كان يجري بها.
كان "درايزر" مُحِقا، فالضمير لا يَحُول أبدا دون ارتكاب الخطيئة ولكنه يمنع من التمتع بها.
تَبّاً لكم أيها الحكام العرب، لا ضمير لكم..
كيف لا تشعرون بإثم خطاياكم..
الخزي لكم وليذهب سائر الملائكة إلى الجحيم..
#عبدالإلاه_خالي (هاشتاغ)
Abdelilah_Khali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟