أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - حوار تفاعلي بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ فريد غانم من خلال نص -فَاطِمَةُ-















المزيد.....


حوار تفاعلي بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ فريد غانم من خلال نص -فَاطِمَةُ-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8106 - 2024 / 9 / 20 - 08:34
المحور: الادب والفن
    


حوار تفاعلي بين فاطمة شاوتي و فريد غانم من خلال نص شعري "فَاطِمَةُ"

أول ما شد انتباهي هو العنونة
هل هو اختيار يعتمد إسما لشخص إسمه فاطمة أم أنه إسم رمزي يعتمد تصورا عن شخصية تاريخية لها بصمتها...؟
السؤال /العنونة إحالة رمزية مرّر من خلالها رسائل تاريخية، تمتد في الجغرافيا العربية وتمتد أكثر في ذاكرة التاريخ...
تلك الفاطمة شخصية لها وزنها في هذا النص، لأنها ليست مجرد إسم امرأة بل هو حمولة بذاكرة أمكنة وأزمنة ومجمع شخصيات لها دورها الريادي في المعرفة التاريخية والفلسفية و الصوفية و الأدبية والاجتماعية، شكلت شخصية فاطمة تاريخا من الشرق إلى المغرب بدلالات تغني المعنى الذي رصده نص المبدع فريد غانم، إنه النص الواحد بعتبته والمتعدد بمقاطعه...
هكذا رأيت النص من إطلالتي على مقاطعه...
وأنا أعود إلى نص "فاطمة " أكتشف عُرْيي من التاريخ...
كيف لم أنتبه لخمائل الظل تواري شجرة التوت عن أوراقها من ضوء الشمس، وهي ترتدي برنس الأحداث في شخص الفاطمة
تعدد في أروقة التاريخ وشوارع اللّاوعي يستعيدها النص في مخيال مبدعه المتدحرج من اللحظة إلى اللحظة المتوارية فيها...
تدخل سوق الهرج كما ورد في المقطع الأول، تخرج من زقاق المدق على صهوة حلم، تركب انتظارا في قاطرة الحميدية، تسهر في قارورة عطر في شارع العطارين، تمسك بيديها خناجر تمزق خريطة الجغرافيا تضرب رأسها باتفاقية "سايكس بيكو" وتحرق قلنسوة "جوستنيانوس" في رضاب الغضب على شفتيها تأتي لتقدم للأرض عصافير الجنة قربانا لصبرها المزمن، تحمل بين يديها قلبها يخفق على شبابيك "نينوى"...
يشم رائحة الزعتر البلدي تصنع منه
مكانا لوحدتها، تمسك الرياح أرجوحة فتصل لبساط أحلامها، تربث على كتف الحكايات المعلقة بين شجرة "تدمر" و"البتراء" تلتقي "بلقيس" وزنوبيا في عرس القيود المكسورة على عتبات العبودية الممتدة جذورها في التاريخ القديم والحديث أيضا...
تنفرج شفاه "قرطاج" بلغة النص في ضحكة بحْرية على شفاه الزيتون الأخضر لتعيد كتابة التاريخ بأصابع امرأة تُنقّط الشعر على جسدها اللّازوردي بشمعات الطموح، تصلي فجر قبلاتها على ثغر "الحجاز" فوق أسوار "سرمقند"
إنها فاطمة ذاكرة التاريخ تكشف عورة قريش في تاريخ البدو الرحل عبر الصحراء والبحر وفي منامات النساء، ووسائد الرجولة في خيام مضروبة على أفخاد العرْي في حانات الأطلال حيث تغنَّى كل الشعراء بأزمة القلب العربي ،مسافراً في السراب وأخيلة العرب المستعربة عبر غزليات "جميل /بثينة" و"عنترة /عبلة" و"قيس /ليلى" و"كثير /عزة" يمتد تاريخ العشق من زمن القبيلة إلى زمن الدولة منذ عشق "ولّادة/ لابن زيدون"
إلى عشق مسكوت عنه
"مي زيادة /جبران خليل جبران"
و"عشق غادة السمان /غسان كنفاني"
وماخفي أعظم...
تلك "فاطمة " العتبة المركزية والعتبات المفصلية تستعيد عبر تقنية الفلاش باك بهدف تجديد ذاكرة التاريخ الماضوي بملامحها خارج مقدمة "ابن خلدون" وترسل ل" ابن يقظان "رسالة العودة إلى المدينة...
هذه العتبة /الشخصية الأساس
تصير في سياق التاريخ الشعري حسب منطوق النص، وتصير شيخة "ابن عربي"...
في النهاية هي فاطمة فسيفساء ذات تتشكل سنابل قمح في كل الجهات بآفاق واعدة وغد مشرق مغاير لزمن ارتد على عقبيه...
" فاطمة " في النص سؤال دهشة المدن والصحارى، سؤال بأطياف كل النساء يعبقن أريجاًفي كل الأمكنة لكنه النص لايراوح السؤال فيه مكانه لكنه لايتعثر...
هذه أناملي وتلك قيثارتك أيها المبدع
فليكن نغما لايشبه الأنغام في معزوفة الشعر الفلسطيني...!

"...لكنَّها ما زالت هناك،
تدخلُ في سوقِ الهرْجِ[1]
وتخرجُ من زقاقِ المِدقّ[2]
تحطُّ في بابِ الحميديّة[3]
لتطيرَ على شظايا زجاجةٍ في شارعِ العطّارين[4].
من المُحيطِ إلى الخليجِ تمتَدُّ، في طولِ موّالٍ
لا يعترِفُ بالجغرافيا وكتاب جوستنيانوس[5]
وقبَّعتيّ سايكس وبيكو[6]
.
من الجِبالِ المصنوعةِ من غضبِ البراكينِ
تأتي، وتأتي من الرَّملِ المُجفَّفِ بمناديلِ اللّهِ والنّهرِ المُبلّلِ بالدّموع.

وما زالَت هناك.
تقومُ وتمشي، من طلَلٍ إلى طلَلٍ؛ قلبُها في يدِها، يدُها وتَدٌ، ومتَاعُها كلأٌ طائرٌ.
من بوّاباتِ نَيْنوى[7]
تخرجُ مع اللّيل وتعودُ مُحمَّلةً بالصّباحِ
وانفراجِ سريرَةٍ والزّعتر البرّيّ.
من شتلةِ فيجَنٍ في حديقةٍ معلَّقةٍ فوقَ حكايةٍ،
تنثرُ العبقَ العتيقَ في الرِّياحٍ المسافرة إلى تدمُرَ والبتراء
ورُفاتِ الأميرةِ في مرفَإِ قرطاجَ، وإلى دفاترِ المؤرِّخين.
من أصداءِ قصيدةٍ تائهةٍ بينَ واحاتِ الحجاز
وأسوارِ سمرقندَ تلتئمُ،
لُغةً مُشاكِسةً وكلامًا مُقفًّى وروايةَ انكسارٍ مُختَلَفٍ عليها.
من ألواحِ الآجَرِّ تنهمرُ،
رسوماتٍ مفتوحةً على الوَقْتِ المجّانيِّ
وفضاءاتِ البدويِّ الذي فينا.

من ألفِ هنا وهناك،
من ألف حينٍ،
أراها قادمةً؛
ذراعاها بحرٌ وصحراءُ، عيناها
قمَرٌ وشمسٌ، وَشْمُها حقولٌ يحطُّ عليها البقْلُ
والعوسَجُ ونسيمُ الصَّبا والسُّمومُ،
ويعشِّشُ فيها القحطُ المُبشِّرُ بالخِصب والقحطِ.
سنقولُ صداها شاسعٌ وصمتُها صريحٌ،
واسمُها نارٌ على جبلٍ.

وما زالت هناك.
تسيرُ في مُقدّمة ابن خلدون[8]
وتضيعُ في فيضِ بن يقظان[9]
وتسيِّجًُ حَيْرةَ بن عربيّ[10]
في رحلةِ البحثِ عن حُدودِ الذّات في الذّات.
وهناك، في السُّوقِ،
ما زالتْ تبيعُ النَّعناعَ والتِّينَ العدنيَّ المحقونَ بالشّهوة
وحجارةَ بني الغبراء والتّوابلَ،
خلفَ سَلَّتِها المجدولةِ بأناملِ القمحِ والعَرَق.
هناكَ، فوقَ حِجارةٍ مرّتْ خيولٌ عليها،
ومرَّ الحفاةُ وذوو النِّعالِ
وأذيالُ عباءاتٍ مُقصّبةٍ وجُذامٌ مُعرًّى.

وما زالت هناك.
في الشّوارعِ والزّنازين، فوقَ السُّطوحِ
وفي الأقبيةِ التي تستنبتُ اللّيل،
في الشّبابيك التي تستنبتُ الفَجرَ،
في الطّينِ والماءِ ودورةِ الجِرار
في المدُن القديمةِ والحديثة.

ما زالت هناك،
نَصْبًا من لحمٍ ودمٍ وأسئلةٍ وجوديّةٍ
وأجوبةٍ تقطعُ اليقينَ بالشّكِّ.
ما زالت تطلعُ في السّوقِ،
وتقتعدُ الأزقَّةَ،
تحتَ رفِّ حماماتٍ
تربِطُ بينَ الأُفْقَيْنِ،
فوقِ النَّعيقِ الثّاوي في الصّدورِ،
لِصْقَ سماواتٍ متقلّبة.

ما زالت هناك،
تهبطُ من اسمِها العالي،
تُمعنُ في داخلِها،
تفرشُ راحتَيْها وفُستانَها المُطرّزَ، وتغفو."
______________
إضاءات:
****
[1]- سوقُ الهَرْج، إحدى أسواق بغداد القديمة، حيث تباع التّحف الأثريّة.
[2]- زقاق المدقّ: زقاقٌ شهيرٌ في القاهرة وهو عنوان إحدى روايات نجيب محفوظ.
[3]- الحميديّة، سوقٌ مشهورةٌ في دمشق القديمة.
[4]- شارع العطّارين، إشارةٌ إلى أسواقٍ بهذا الاسم في الكثير من المدن، في المغرب العربيّ والمشرق العربيّ.
[5]- جوستنيانوس هو الامبراطور البيزنطيّ الشّهير، صاحب المؤلّفات التّشريعيّة الموسوعيّة والطّموحات التّوسّعيّة. ويُنسبُ إليه بناءُ دير "سانتا كاترين" في شبه جزيرة سيناء.
[6]- سايكس وبيكو هما سياسيّان بريطانيٌّ وفرنسيّ، على التّوالي، اتفقا سرًّا على خطّة تقسيم منطقة الهلال الخصيب واقتسامه بين بلديهما (العام 1916)..
[7]- نينَوى، مدينة عراقيّة قديمة، اشتهرت في إحدى الحِقَب بازدهار الدّولة/المملكة، حضاريًّا وثقافيًّا، تحت إدارة ملكتها سميراميس. (ومعناها "الحمامة"). (المملكة الآشورية، القرن الثّامن قبل الميلاد).
[8]- ابن خلدون، صاحبُ المقدّمة الشّهيرة، ويُعتبرُ أوّلَ مؤرّخٍ وعالمَ اجتماعٍ منهجيٍّ في التّاريخ.
[9]- روايةُ الفيلسوف الأندلسي العربي ابن طُفيل، مع الإشارة إلى أنّه سبقه في تناول الفكرة ابن سينا والسّهروردي، وشكّلت الرّواية إلهامًا لرواياتٍ لاحقة، مثل قصص روبنسون كروزو وتارازان. أحدُ أهمِّ محاورِها هو فكرةُ الفيضِ والقدرات الرّوحيّة الموروثة.
[10]- محي الدّين بن عربيّ، يُعتبرُ من أهمّ علماء الصّوفيّة، ويُسمّى "الشيخ الأكبر". ومن الأفهومات التي طوّرها علاقة الذات بالذّات وعلاقاتها بالمُطلق.



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -زَلْز ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -مَاأَنَا ...
- وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم - حَرْ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي حول نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري - ال ...
- وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -لُبْ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْحُلْ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الصّ ...
- مقاربة تناصّية لفاطمة شاوتي مع نص الشاعرة التونسية مفيدة الص ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الصَّائِ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الرَّغِي ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -أَتْبَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -طِفْلَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْكُرَة ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -مَازَالَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المصرية سمر لاشين -أُدَخِّنُ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري أحمد عبد الحميد -وَلَيْ ...
- قراءة سجالية بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ المختار الحمر ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -فِي ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعر اليمني عبد الغني المخلافي -م ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي -أُرِيدُ ...


المزيد.....




- العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل
- لماذا قد يتطلب فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون إعادة التصو ...
- مهرجان -سورفا- في بلغاريا: احتفالات تقليدية تجمع بين الثقافة ...
- الأردن.. عرض فيلم -ضخم- عن الجزائر أثار ضجة كبيرة ومنعت السل ...
- محمد شكري جميل.. أيقونة السينما العراقية يرحل تاركا إرثا خال ...
- إخلاء سبيل المخرج المصري عمر زهران في قضية خيانة
- صيحات استهجان ضد وزيرة الثقافة في مهرجان يوتيبوري السينمائي ...
- جائزة الكتاب العربي تحكّم الأعمال المشاركة بدورتها الثانية
- للكلاب فقط.. عرض سينمائي يستضيف عشرات الحيوانات على مقاعد حم ...
- أغنية روسية تدفع البرلمان الأوروبي للتحرك!


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - حوار تفاعلي بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ فريد غانم من خلال نص -فَاطِمَةُ-