أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - تخزين الأحلام رغبة مستحيلة














المزيد.....

تخزين الأحلام رغبة مستحيلة


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8104 - 2024 / 9 / 18 - 14:22
المحور: الادب والفن
    


لماذا أنسى أحلامي بسرعة البرق؟ ربما أنا بالضبط دون بقية الخلق؟ كيف صرت كائنا ينسى أحلامه فور اشتعال الصباح؟
ليس جميلا أن ينسى المرء أحلامه اللذيذة ،لاسيما تلك التي توثق طيرانه في السماء بأجنحة مزركشة ،وعيناه مفتوحتان مثل نسر جائع والأرض من تحته تميد مثل لوحة بديعة الخلق.
ليس جميلا هذا النسيان. وليس عقلانيا ولا محبوبا حتى .
رغم أن أحلامي قصيرة بسعة البرق تبدو طويلة وعسيرة حين السرد.ليست طويلة كما نراها في المسلسلات ،وليست قصيرة كوصلات إشهار الأيفون هذا أمر مؤكد .
أحلامي بالأبيض والأسود مفككة مهزوزة بيد أنها لماحة وسريعة جدا لا تتجاوز سقف الثواني .
جميع أحلامي مني وآمل أن يشتغل الوعي عند استيقاظي على تطويرها حتى يعرضها مثل الفايسبوك ذكرى بعد سنة ؟
ذاكرة الأحلام لذيذة لكنها تموت بعد الولادة بقليل. هل أحلامنا للنسيان؟
من أحلامي اللذيذة التي نسيت زمانها ومكانها ولونها وتوقيتها ، كنت جالسا في أحضان والدي قبل 30 سنة على هيئة طفل بذاكرتي الحالية ،كما لو لم ولن يموت قبل 10 سنوات.
وفي حلمي الثاني كنت أطير بأجنحة معدنية يسمع صرير خفقانها ، تعبث الرياح بملابسي وتشوه منظر سحنتي فأبدو مثل رسم متحرك يبتسم . ومن ثقبة الحذاء كنت أشاهد الأرض . كانت خضراء مثل بساط مزهري . كان المشهد منفلتا زئبقيا يشبه التحليق في درون يسقط فجأة فوق سويسرا .
في ثالث أحلامي الغريبة ظهرت متحاشيا تحية الملك الذي بدا بجلاله مسالما ، في البداية أذكر جيدا أنها حركة محترمة لكن جلالته أبدى امتعاضه وعدم رضاه .لكن سرعان ما نبهه وزير الداخلية مبررا حركتي غير اللائقة كونها احتراما على طريقة الكبار . بيد أني تلقيت في اليوم الموالي توبيخا من مدير الأكاديمية التي نشرته على صفحتها الرسمية .أذكر جيدا أنني علقت حينها متنكرا .و سرعان ما تلقيت وعدا مجهول المصدر بتدمير الحلم بالكامل وفي ثوان معدودة.
هل تدمير الأحلام نية حكومية مقيتة؟ كانت أحلام السباحة في الهواء لثوان ملحمة للانتشاء كانت الحدائق والجبال والأنهار ترحل وكنت أعجز عن كبح جماح رحيلها العجيب ، أما استعادة حضور الأب " المتوفى " بصفاته الحقيقية ووجهه الدافئ الغريق الصراخ اللطيف في وجهه عند الحاجة والاكتفاء بالرضى والخضوع. وطلعة الوالدة البهي بروحها كان ذلك الأكثر إشراقا وبهجة في حياتي. لنؤجل فرحنا قبل أن نحكي حلم والدتي التي تروي تفاصيل دقيقة بالألوان .وتبصر أواني مطبخها كما تحصي أبناءها وهي التي فقدت بصرها كليا قبل 30 سنة. ذهبت أحلامي وبدا وكأنها تسابق الريح، و بت أرى أن الحلم يملأ جسدي لكن رغبة تخزينه مستحيلة، ولا أستطيع تملكه. وأخيرا تقبلت أنني عجزت وربما خرفت ...
بعض أحلامي لن أنساها ما حييت. بناؤها أبطالها أحداثها ملحمة مترابطة الأجزاء . على الرغم من أنها مريبة ومربكة أحيانا إلا أنها انتصار وانتقام رشيد في حروب غير متكافئة مع الأيام.
عزيز باكوش فاس الأطلس 2024



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توجعني الرطوبة ..
- في رواية -حادث مؤسف للغاية -للكبير دوتويفسكي لا تندثر المتعة ...
- - ساحرة بوربوبيلو - للكبير باولو كويلو : كيف اختفت أثينا الف ...
- خطاب الكراهية ومناهضة العنف من الرصد إلى التقييم
- التعليقات على السوشل ميديا مقاربة ملغومة
- انجرافات
- خطاب الكراهية على الميديا من الرصد إلى التقييم
- كامليون تبعث الروح في فن الخط العربي والزخرفة بفاس
- حوار شفيف مع الدكتور عزيز زروقي حول علاقة السينما بالأدب الم ...
- غياب الجمهور ناتج عن ضعف التسويق أم هزالة المنتوج؟ الفنان وا ...
- - لا نَمْلكُ إلا أرضاً واحدة، ويُمكننا معاً حمايتها-
- رواية -رجوع إلى الطفولة- للكاتبة المغربية ليلى أبوزيد استرجا ...
- ترانيم ذاكرة جديد الشاعرة المغربية فريدة عدنان
- الصراع في السينما تجذيف جميل بين الأيديولوجيات والمرجعيات وا ...
- المسرح والتربية أية علاقة ؟ محور ندوة فكرية بفاس
- المهرجان الدولي للسينما والفلسفة بفاس جائزة ابن رشد الكبرى م ...
- كتاب -أوراق كرزية- لإدريس معزوز دحض لخرافات الأمس وترميم تره ...
- رئاسة جلسة
- تقديم كتاب عبد الفتاح أبطاني - العشق هامش للخطإ- أساطير ما ب ...
- تكلم دون رسوم


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - تخزين الأحلام رغبة مستحيلة