أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - الفلسفة الديالكتيكية/ الفلسفة الجدلية














المزيد.....

الفلسفة الديالكتيكية/ الفلسفة الجدلية


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8104 - 2024 / 9 / 18 - 02:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة الديالكتيكية هي منهج فكري يقوم على مبدأ الصراع والتفاعل بين المتضادات، سواء كانت أفكارًا أو قوى اجتماعية أو ظواهر طبيعية.

هذا الصراع يؤدي إلى توليد حلول أو نتائج جديدة تكون مزيجاً من العناصر المتناقضة وهو ما يُعرف في هذا السياق بالتركيب أو الحل الديالكتيكي.

تاريخ الفلسفة الديالكتيكية يعود إلى العصور القديمة وتطور عبر مراحل متعددة مع فلاسفة بارزين حتى أصبح نهجًا متكاملاً يُستخدم في العديد من المجالات الفلسفية والاجتماعية.

أصول الفلسفة الديالكتيكية:

الفكر السقراطي:
كان الفيلسوف اليوناني سقراط من أوائل من استخدم الديالكتيك كطريقة للوصول إلى الحقيقة.

اعتمد سقراط على الحوار والنقاش مع الآخرين لطرح أسئلة وتحليل إجاباتهم من أجل كشف التناقضات أو الثغرات في تفكيرهم.

هدفه لم يكن تقديم إجابات نهائية بل جعل الآخرين يفكرون بعمق ويصلون إلى فهم أعمق للمسائل الفلسفية.

الفكر الأفلاطوني:
تلميذ سقراط، أفلاطون، طور الديالكتيك إلى حد أكبر.

في محاوراته استخدم أفلاطون الحوارات الفلسفية لإظهار كيف يمكن أن تؤدي المناقشات العميقة إلى الكشف عن الحقائق الأساسية حول الواقع.

بالنسبة لأفلاطون الديالكتيك كان طريقًا للوصول إلى عالم الأفكار الذي اعتبره أكثر حقيقة من العالم المادي.

الفلسفة الديالكتيكية في العصر الحديث:

الديالكتيك الهيغلي:
الفيلسوف الألماني جورج فيلهلم فريدريش هيغل (1770-1831) أعطى الديالكتيك شكله الفلسفي الأكثر تطورًا.

بالنسبة لهيغل كان الديالكتيك هو العملية التي يتطور من خلالها الفكر والتاريخ.

ووفقاً لهذا المنهج يتقدم التاريخ من خلال سلسلة من التناقضات - أطروحة، نقيض، وتركيب-.

الأفكار تبدأ بأطروحة فكرة أو موقف معين ثم تواجه نقيضها فكرة مضادة أو موقف مناقض ومن التفاعل بينهما ينشأ تركيب جديد يجمع بين عناصر من كليهما ويؤدي إلى مستوى أعلى من الفهم أو الواقع.

هذه العملية، وفقاً لهيغل مستمرة ولا تنتهي حيث أن كل تركيب يولد بدوره تناقضات جديدة تحتاج إلى حل.

في الفلسفة السياسية الهيغلية، يمكن النظر إلى الصراع بين الحرية الفردية - أطروحة- والسلطة الجماعية - نقيض- على أنه يولد نظامًا سياسيًا جديدًا يجمع بين الاثنين بشكل متوازن - تركيب-.

الديالكتيك المادي عند كارل ماركس:
كارل ماركس (1818-1883) أخذ الفكرة الديالكتيكية من هيغل، ولكنه أدخل تعديلاً جذرياً عليها.

بالنسبة لماركس، الصراع الديالكتيكي لم يكن بين الأفكار كما في الفلسفة الهيغلية بل بين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع.

أطلق ماركس على هذا النهج الديالكتيك المادي حيث يعتقد أن التغيرات التاريخية تحدث نتيجة للصراع بين قوى الإنتاج مثل الطبقة العاملة وعلاقات الإنتاج مثل الطبقة الرأسمالية.

في التحليل الماركسي المجتمع يتطور عبر مراحل تاريخية من خلال صراع الطبقات حيث تنشأ تناقضات بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج تؤدي إلى ثورات اجتماعية وتغيرات سياسية.

الصراع بين البرجوازية (الطبقة المالكة) والبروليتاريا (الطبقة العاملة) في الرأسمالية سوف يؤدي حسب ماركس، إلى ثورة اشتراكية وتحول المجتمع إلى الشيوعية.

مبادئ الفلسفة الديالكتيكية:

الفلسفة الديالكتيكية تؤكد أن كل شيء في حالة تغير مستمر.
لا يوجد شيء ثابت أو دائم بل التغير هو القاعدة الأساسية.

كل ظاهرة تحتوي في داخلها تناقضات كامنة.
هذه التناقضات هي ما يحفز التغير والنمو.
التفاعل بين هذه التناقضات هو ما يؤدي إلى تطور جديد.

الأفكار أو الظواهر المتناقضة ليست منفصلة عن بعضها البعض بل مرتبطة بشكل معقد.
بمعنى أن الحل أو التركيب النهائي يجب أن يجمع بين عناصر من كلا الطرفين.

الفلسفة الديالكتيكية تتضمن فكرة النفي (negation)، حيث أن كل فكرة أو مرحلة تاريخية أو نظام اجتماعي يتم نفيه أو تجاوزه من خلال صراع مع نقيضه.
هذا النفي لا يعني الإلغاء الكامل بل يعني تجاوز الفكرة القديمة عبر تطويرها في شكل جديد.

الفلسفة الديالكتيكية في التطبيق:

يمكن استخدام الفلسفة الديالكتيكية لتحليل تطور الأنظمة السياسية.
يمكن رؤية الثورات الاجتماعية على أنها نتاج للصراع بين قوى قديمة ونظام جديد.

الفلسفة الديالكتيكية توفر نهجًا لفهم تطور الأفكار والمفاهيم عبر الزمن من خلال تحليل التناقضات التي تواجهها الفكرة وتطورها عبر تركيب جديد.

تُستخدم الديالكتيك لفهم التغيرات في الهياكل الاجتماعية والاقتصادية من خلال تحليل الصراع بين الطبقات والمصالح الاقتصادية المختلفة.

الفلسفة الديالكتيكية تركز على مبدأ التغيير من خلال الصراع والتفاعل بين المتناقضات، وتعتبر أن التقدم سواء على مستوى الفكر أو المجتمع يحدث نتيجة لحل هذه التناقضات بشكل يؤدي إلى تطوير جديد والذي بدوره يولد تناقضات جديدة في عملية مستمرة لا تنتهي.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوركمان في العراق وسوريا يفتقرون إلى الكتاب
- الفلسفة الشعبية هي انعكاس لروح المجتمع وتجاربه الحياتية
- دكتاتورية الرؤساء الاحراب في مجتمعاتنا
- التخلف السياسي في مجتمعاتنا
- العبادة الحقيقية واليقينية هي جوهر الحياة الروحية للإنسان
- ما هي نظرية الإزاحة؟
- ما الذي جعل العراق في هذا الوضع المزري
- تسقيط الشرفاء من العلماء هو طعن بالثقافة
- في كل أزمة، يظهر الانتهازيون
- تحويل الحركة التحررية إلى العنصرية دليل فشل الحركة
- السياسيون الصدفة ليسوا مجرد مشكلة عابرة
- التمييز بين السياسي الطيب والخبيث
- يجب اختبار كل من يحمل العمامة لنمييز بين الخبيث والطيب
- عندما لا يقرا الشعب فالمستقبل مجهول
- النية النقية وحسن الخلق هما جوهر الروح النقية
- الذكاء يتجلى بالتعلم المستمر.
- قول الحق يساهم في بناء مجتمع متماسك
- من هو زردشت؟ لماذا قتله التورانيين؟
- عندما تختفي القدوة الحسنة والعدالة
- حقيقة الصبر على الظلم والقناعة بالفقر والرضا بالواقع


المزيد.....




- مصدران لـCNN: وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي تحدثا هاتفي ...
- إعلام عبري: الموساد فخخ أجهزة -بيجر- حزب الله وعدد كبير من ا ...
- -حزب الله- ينفذ 7 عمليات نوعية ضد إسرائيل ويؤكد أنها -ستنال ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف كيف قام -الموساد- بتفجيرات أجهزة -بيجر- ...
- واشنطن: اطلعنا على خطة زيلينسكي للسلام
- محكمة جنايات طرابلس تقضي بالسجن 7 سنوات لثلاثة سفراء سابقين ...
- هاريس تجدد الدعوة إلى إنهاء حرب غزة وسط مساعي استرضاء الناخب ...
- هل كانت أجهزة نداء حزب الله عبوات ناسفة متحركة؟
- -صائدو فيروسات- يترصدون التهديدات المحتملة للحماية من جائحة ...
- نشطاء غاضبون من عرض قطع أثرية سودانية للبيع على -إيباي-


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - الفلسفة الديالكتيكية/ الفلسفة الجدلية