محمد فياض
الحوار المتمدن-العدد: 8104 - 2024 / 9 / 18 - 02:21
المحور:
الادب والفن
في الكثير من الاحيان يخضعُ الإنسان لموجة كبيرة من الضغوطات والكدمات النفسية التي تجعل مرآة المرء الداخلية ضبابية المظهر .
إنَّ النفس البشرية وعاء ضخم ووادٍ عميق تستقبل سيل كبير من الاشارات والرسائل القادمة من البيئة الخارجية ومع مرور السنوات وتتابع الأيام تُملئ الاخاديد بترسبات المحيط مؤثرةً على منظومة التحليل والتوجيه الإنسانية .
الأمر الذي يجعل من الصعب التعامل مع المشكلات والمعطيات الحديثة .
لذا فالإنسان الفطن مُلزَمٌ بإعادة تنظيف اخاديد النفس من الاشارات السيئة والمفاهيم الخاطئة .
وذلك عن طريق بناء سلسلة عادات صحيحة وصحّية تعمل متآزرة مع بعضها البعض في تصفية شوائب واشارات البيئة والمجتمع
وأن يسعى بشكل جاد في تفكيك علامات الاستفهام والحصول على اجوبة أسئلتهُ المتراكمة في رفوف الذاكرة والخيال .
إنَّ عملية التحسين التي يسعى اليها الإنسان هي مرحلة طويلة وصراعٌ أطول وكدح مستمر من أجل الوصول لهدفٍ مُعيّن .
فالكدحُ هو وسيلة التحسين وسبيل التغيير وطريق وعر محفوف بالعقبات والمشاكل .
ومن الصعب الحصول على نتيجة مُرضية بمُجرد قرار لإن القرار هو رغبة في الوصول الى هدف ما وهذه الرغبة ان لم تكن مسبوقة بنظرة عامة ودراية أولية لاحتياجات المرء فلن تكون مثمرة .
فالإنسان بحاجة الى خلوة يستكشفُ من خلالها نُقاط الضعف والاجزاء الهشة في نفسه ليتسنى له تحديد احتياجه اولا .
فالخلوة سبيل التهذيب الذي سلكه الأنبياء والأولياء في طريق جهاد أنفسهم .
وقد يُعزّى الأمر الى أنَّ تغيير الإنسان بيئته الحالية لمدة مُعينة يُمكنه في الاقلاع من استجابة اشاراته القديمة والافكار المربوطة بحوافز محيطية وتسمح له أيضاً بتحليل كل عادة وسلوك بشكل مُفصّل .
ومن جهة أخرى فإنَّ التأمل الدقيق في مسألة معينة يُنشّط مسارات عصبية جديدة في الدماغ البشري ويُحفّز خلايا عصبية جديدة والذي ينتهي بقرارٍ سليم وصورة واضحة عن مفردة التحليل المطلوبة .
فاستمع لنفسك جيدًا ترى عجائب التغيير
فكم سؤال نفس عميق علا بصاحبه الى أفقٍ خفية
لا تهمل سين السؤال لنيل لذة الاجابة والحقيقة .
#محمد_فياض (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟