حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 8104 - 2024 / 9 / 18 - 02:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعليقا على إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي الأمريكي يوآف غالنت، فإن الحدث يعني في ما يعنيه أن السريالية العسكرية الاسرائيلية في لبنان تحديدا، سوف تصل الى أقصى مدى ممكن. و جدير بالذكر أن معركة "نتنياهو" و "غالنت" ليست وليدة اليوم او نتاجا لتداعيات أحداث طوفان الأقصى، بل انها معركة وجودية بالمعنى السياسي و الأمني بين معسكرين داخل تل ابيب، و نذكر كذلك بان قرار اقالة "غالنت" سبق ان صدر في سياق معركة التعديلات القضائية، و قامت "واشنطن" باجبار نتنياهو عن التراجعه عليه، بالموازاة مع الضغط الشديد الذي مارسه الشارع الاسرائيلي و مؤسسة الجيش التي اختارت دعم وزير الدفاع.
إن المتغير هذه المرة، حسب وجهة نظرنا، هو ان كبرى القيادات العسكرية في المنطقة الشمالية لم تعد تتحمل نهج "غالنت" في ادارة المعركة على الجبهة الشمالية، او بصيغة أخرى لم تعد تتحمل تكلفة "التوجيهات الأمريكية" على جنودها و عتادها و على الوضع الأمني للمنطقة بصفة عامة، و هذا ما دعم بشكل مباشر توجهات نتنياهو، عن طريق اتفاق او توافق لحظي، رغم الخلاف الجوهري بين نتنياهو و بين مؤسسة الجيش.
جدير بالذكر كذلك ان "غالنت" و بوصفه ملحق امريكا العسكري الأول في الجيش الاسرائيلي هو الخيار الوحيد للولايات المتحدة، حيث نجد ان رجل او جنرال امريكا الثاني في تل ابيب، ليس سوى "بيني غانتس"، و هو شخص مقرب جدا لدوائر القرار العسكري الأمريكي، و يبدي تفاهما أكبر مع توجهات "البنتاغون"، أكثر من "غالانت" نفسه، لكنّه هنا بالذات لا يصلح لادارة المرحلة عسكريا كونه "جنرالا" ذا ماضي اسود فيما يخص الموضوع اللبناني، و له تعطش غريب للحرب الكبيرة مع لبنان، و لهذا قام بابعاد نفسه بإيعاز أمريكي طبعا، و قدم استقالة مبررة بموضوع الاسرى و التضامن مع ذويهم.
الخلاصة أن موضوع لبنان كان حاسما في تحديد و تحديث موقف المؤسسة العسكرية لصالح نتنياهو، او بتعبير آخر فإن المؤسسة العسكرية تخلت عن غالنت لتنفيذ رؤيتها الخاصة في لبنان و التي تتوافق مع توجه نتنياهو و الجناح الاصولي داخل حكومته.
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟