أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - الصياغات المتشددة تجاه أفراد المجتمع ومخاطرها على الحياة المدنية














المزيد.....

الصياغات المتشددة تجاه أفراد المجتمع ومخاطرها على الحياة المدنية


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيما تمكنت الميليشيات من أن تصبح قوية جدا، على الأقل، بسبب ضعف الدولة العراقية. إلا أنها، أي الدولة، وعلى الرغم من احتياطيات النفط التي تبلغ قيمتها عشرات المليارات، غير قادرة على توفير الإمدادات الكافية لنسبة كبيرة من مواطنيها. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعيش أكثر من ربع العراقيين في حالة فقر، وثلث الشباب عاطلون عن العمل. أيضا، بدل الاستثمار في البنية التحتية والتعليم أو البرامج الاجتماعية، يتسرب الدخل من تجارة النفط إلى الخدمة المدنية المتضخمة ويتوزع بسبب الفساد بين النخبة السياسية. فأصبح الملايين من الأوساط الشعبية يعتقدون بأن: الناس مقتنعون بأنهم حتى لو أرادوا أن يصدقوا الوعود الرسمية لرئيس الوزراء العراقي، أي رئيس كان، فإنهم يفعلون ذلك من باب شغفهم بحصر المسؤولية المؤسساتية بيد الدولة، وأن تتمكن من تأمين مصالح مواطنيها حقا. إلا أن تقديراتهم تصطدم بواقع حال أقوى مما يتصور. من حيث إن النظام السياسي الذي يعمل بمبدأ المحاصصة التوافقية، هو، من يعمل بالضد ما يطمح إليه المجتمع.

منذ سقوط النظام الديكتاتوري السابق وتأسيس نظام توافقي يهدد بتفكيك الدولة العراقية ويتعامل مع ثنائية "التخندق الطائفي" و "فرض الإرادة". فالنظام السياسي العراقي يمارس صياغات متشددة تجاه أفراد المجتمع، تنعكس مخاطرها، على مجمل البنية الاجتماعية والحياة المدنية، وتزيد من التشظي السياسي والصراع الطائفي المستمر بين القوى والأحزاب الماسكة بالسلطة. وفي جانب آخر، بدل أن تستمع الدولة إلى مطالب المواطنين المشروعة واحترام حقهم بالتظاهر والاحتجاج المكفول دستوريا، تدفع بقوات مكافحة الشغب والميليشيات المسلحة التابعة لبعض الأحزاب باستخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين. كما حدث من إعتداء “جسدي ولفظي” في أوائل آب على الوقفة النسوية الاحتجاجية في النجف وفي محافظة ذي قار خلال التظاهرات الأخيرة المسجلة للمطالبة بتوفير الماء والكهرباء، وفي تظاهرات الآلاف من طلبة وخريجي الطب بعد عام كامل من المماطلة لتنفيذ مطالبهم المشروعة ومنها حقهم في التعيين المركزي الذي يكفله قانون التدرج الطبي وتعديلاته. مع عدم التوقف عن سياسة المماطلة وإطلاق الوعود المضللة التي باتت ديدن منظومة المحاصصة الطائفية والاثنية.

الخطير في الأمر، هناك العشرات من الميليشيات والجماعات المسلحة في العراق، ترتبط قوتهم ارتباطا وثيقا بأطراف متنفذة داخل البلاد وخارجها، تعلمت كيفية استغلال الفراغ. اليوم، تعتبر دمى السادة الفعليين في العراق، كدولة داخل الدولة. على يدها يتم بالقوة المسلحة وبشكل متكرر قمع أصوات المعارضين السياسيين والأشخاص الذين يطالبون بإصلاحات جذرية. وهذا أمر خطير ينظر العراقيون إليه بشكل متزايد من الريبة والقلق على أنه خارج القانون ومن شأنه أن يعرض ـ بالفعل ـ الأمن والاستقرار الهش في البلاد للخطر.

فخلال العقدين الأخيرين، قتل أو اختفى آلاف الأشخاص دون أن يتركوا أثرا في العراق. هذا الاستنتاج توصلت إليه العديد من تقارير المنظمات الدولية من بينها لجنة الأمم المتحدة التي حققت في حالات الاختفاء للأشخاص في العراق من بينهم من شارك في تظاهرات الاحتجاج ضد سوء الأوضاع المعيشية والسياسية والمطالبة بالحقوق المدنية. فيما تسببت الميليشيات تحت مرأى جهازي الأمن والشرطة في قتل وإعاقة واختفاء آلاف الأشخاص خلال العشرين سنة الماضية.. تقرير الأمم المتحدة الصادر عن اللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري، والذي تم تقديمه في جنيف، يشير أيضا، إلى العديد من الحالات بفترة وجود قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني من عام 2003 إلى عام 2011. وعلى الرغم من مرور عقدين على سقوط نظام صدام الديكتاتوري، إلا أن ممارسات القمع والقتل والاختفاء السياسي لا تزال مستمرة حتى الوقت الحاضر، فيما قتل أو اختطف العديد من أصحاب الرأي والفكر والنشطاء في مجال حقوق الإنسان من بينهم نساء وشباب وطلبة.

وخلال زيارتها للعراق في نوفمبر ـ تشرين الثاني 2023، كشفت اللجنة بحسب التقرير الصادر عنها، أن ظاهرة الاختفاء القسري لم تدون في البيانات الرسمية للسلطات العراقية، ولم يكن من الممكن الحصول على بيانات دقيقة. ولا توجد حتى الآن أرقام موثوقة تكشف عن عدد ضحايا الدفاع عن الحقوق المدنية ومحاسبة من يقف وراء تلك الجرائم؟.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة المحامين العراقية... تقفز فوق قيّم مبادئها.. لمصلحة مَ ...
- تأليف السيناريو يجعل : المكتوب على الورق جديرا بالانتقال الى ...
- هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. و ...
- الإعتبارات القيمية لثورة 14 تموز 1958 العراقية من حيث الجوهر ...
- 14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية
- في العراق... على من تقع مسؤولية تغيير اتجاه البوصلة السياسية ...
- عيد -اليوم الوطني- محور مهم للتعبير عن الهوية وتعزيز الشعور ...
- محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة
- بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقوم ...
- العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...
- فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية
- منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع
- التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر ...
- التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب ...
- منطقة الشرق الأوسط تغلي.. والعراق في قلب ساحة الصراع
- متى ينتهي سوء الإدارة وسياسة مبدأ المحاصصة الطائفية؟
- في بلاد الرافدين لن يتحقق السلام والإزدهار ما دامت المسؤوليا ...


المزيد.....




- -فجأة سمعنا طلقات نارية-.. ترامب يروي ما حدث بالتفصيل لحظة م ...
- رئيس وزراء العراق يكشف عن موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الد ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم مواطنا قصاصا وتوضح كيف قتل زو ...
- مراسلتنا: مكتب الجمعية الوطنية الفرنسية يجيز مناقشة عريضة عز ...
- -الشاباك- يعلن إحباط محاولة اغتيال خطط -حزب الله- لتنفيذها
- الحرب الروسية الأوكرانية: مليون قتيل وجريح في حصيلة مروعة
- إعادة سكان الشمال هدف إسرائيلي جديد لحرب غزة
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1960 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ...
- ميلوني: سعداء بتعيين مرشحنا نائبا لرئيسة المفوضية الأوروبية ...
- القوات المصرية تنقذ 3 سياح في البحر الأحمر


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - الصياغات المتشددة تجاه أفراد المجتمع ومخاطرها على الحياة المدنية