انتفاضة نساء- كاخري-

إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استضفنا يوم أمس 15-9-2024 في صالة الأنشطة التي نقيم فيها فعاليات الاتحاد العام للكتاب والصحفيين، بعد التنسيق مع الجهات المشرفة في إيسن- اللقاء السنوي لجمعية كاخري- عن طريق زميلنا أ. صلاح الدين سيدو ابن كاخري وهكذا الصديق د. محمد زينو والصديق أحمد إيمو، مع أصدقاء وصديقات كاخريين آخرين. إذ إنهم بادروا لإنشاء هذه الجمعية منذ سبع سنوات، وهي الأولى من نوعها. بعد بدء فعاليات اللقاء ومنه تكريم الطلبة المتفوقين الذين نالوا شهادات دراسية مختلفة، غادرت الصالة باتجاه موعد آخر، لأتفاجأ برسالة من أكثر من صديق كاخري يعلمني بالجريمة النكراء التي تمت في هذه القرية التي يقطن فيها حوالي مئتي بيت، وكان عدد هؤلاء يتجاوز الخمسمئة بيت قبل احتلال عفرين.
وللمصادفة، فإنني وعدد من الأصدقاء تناقشنا عشية الجريمة الأوضاع المأساوية التي يتعرض لها أهالي هذه القرية، من خلال فرض أدوات الاحتلال التركي من المرتزقة مبلغ ثماني دولارات على كل شجرة زيتون غادر أصحابها القرية ومبلغ دولارين عن كل شجرة يقيم أصحابها في القرية، بما يقدر بمبلغ يتراوح بين أربعة آلاف وعشرة آلاف دولار عن كل حقل زيتون بحسب أعداد الأشجار التي تتعرض للحرق والقلع والتحطيب في سلوك ثأري انتقامي من عفرين وبيئتها وطبيعتها وأهليها.
وكنت قد اتصلت مع الصديقين أ. صلاح الدين ود. محمد زينو للتأكد من المعلومة، فأكدا لي أن الأوضاع أكثر سوءاً من الأنباء التي وصلت، وتواصلت مع فيدرالية- حقوق الإنسان في سوريا التي مازلت رئيس مكتبها الإعلامي للتحرك، في الوقت الذي نعمل على تقرير مطول عن- سري كانيي/ رأس العين المحتلة من قبل راديكاليين تابعين لتركيا، هم الكفة المقابلة للتهجير والاستيلاء على الأراضي والبيوت في هذه المدينة بما يبز ما يتم في عفرين!
حاولنا الحصول على المعلومات إلا إننا لم نستطع التوسع في إصدار البيان الأولي من قبل بعض المنظمات الحقوقية والمدنية التي نعمل تحت مظلة مصغرة تعمل ضمن المظلة الأوسع التي رصدت وترصد الانتهاكات منذ بداية حرب النظام على سوريا، وتفريخ الفصائل والقوى الراديكالية، بما فيها تنظيم داعش الإرهابي.
مازال البيان الأولي الذي أعددناه- وكتبت مسوَّدته- ينتظر استكمال المعلومات الكافية فيما يتعلق بأسماء الجرحى، والمختطفين، بشكل كامل، إلا إن ذلك لايزال متعذراً بسبب الحصار المفروض على القرية، ليس من خلال منع التجول وحده، فحسب، وإنما من خلال منع الخروج منها والدخول إليها، بوساطة المسلحين المرتزقة االذين يعدون يد الاحتلال التي تنفذ خططه، بغية إفراغ منطقة جيايي كرمينج/ عفرين، من أهلها، بإتباع سياسة الجينوسايد، وتهجير أواخر من تبقوا في القرية، واستكمال مخطط سلب الأملاك والبيوت، بعد فرض الأتاوات والضرائب العالية التي جعلت بعض سكان المنطقة بيع حلي نسائهم لسدادها.
ولعل السبب المباشر الذي أدى إلى خطف وأسر عدد من رجال القرية هو إقدام- مافيات عصابات الاحتلال- على إرغام الأهالي على التوقيع على وثائق التنازل عن ممتلكاتهم ودورهم أو ممتلكات ودور ذويهم ومقربيهم المهجرين التي يديرونها، بتوكيل منهم، وقد اضطر بعضهم للتوقيع على هكذا وثائق، ما أدى إلى قيام حوالي ثلاثين سيدة وفتاة من القرية بالتظاهر ضد هذا الأسر التعسفي الذي اقتيد بعض الرجال إلى جهات مجهولة.
ورغم مرور سبع سنوات على احتلال القرية، ومغادرة القوات التابعة ل- قسد- فإن هؤلاء المرتزقة يعيدون تجربة أسلافهم ومعلميهم من النظام السوري الذي كان كلما أراد الانتقام من كردي اعتبروه بارزانياً واعتبروا العربي المغضوب عليه صدامياً والمسيحي كتائبياً، إذ إن من بقي في منطقة جيايي كرمينج هم هؤلاء الواثقون من ذواتهم بأنهم مستقلون، ناهيك عن انتماء أي شخص إلى جهة سياسية ما لم يكن قد ارتكب جرائم شخصية هو أمر ذاتي لا شأن لهؤلاء المرتزقة. أدوات الاحتلال به.
ردة فعل هؤلاء المرتزقة كانت إطلاق النار على المتظاهرات بعد الإقدام على ضربهن بالعصي والهراوات، من دون أي رادع من ضمير أو أخلاق أو دين، وهو ما يتم أمام أعين القوى المتحكمة بالأسرة الدولية. هذه القوى التي تعد شريكة لتركيا، من خلال تواطئها على احتلال عفرين!
وحقيقة، فإن كل قرية. كل مدينة. كل حي. كل شارع في عفرين-جيايي كرمينج إنما هي مستهدفة من قبل قوى الاحتلال وأدواتها، في إطار سياسة الإبادة ضد الوجود الكردي، وهو ما يضعنا أمام مهمات كبرى ألا وهي إيصال صوت كاخري الجريحة. عفرين الجريحة إلى مراكز القرار. كل عبر إمكاناته، وأن ندعو لوقفات تضامن مع أهلنا في عفرين احتجاجاً على الاحتلال البغيض، لطرد المحتل وأدواته من كل شبر محتل من قبل تركيا، وتسليم المناطق المحتلة لأهلها، وتقديم أسماء المجرمين الذين عاثوا فساداً وقتلاً وتهجيراً بحق السكان الكرد، في إطار التغيير الديمغرافي، إلى الجهات المعنية دولياً، ومحاكمتهم. كما إنه لابد من إعداد قوائم بأسماء كل العناصر المرتزقة ونشرها مع صورهم، أنى توافر ذلك، لمعرفتهم دولياً، بعد أن فشل العالم في إعداد قوائم بأسماء مجرمي داعش والراديكاليين الذين وصل بعضهم إلى أوربا، وباتوا مدعاة قلق وخوف وتهديد!
*
أطلقت تسمية الانتفاضة عبر صفحتي على العمل البطولي للكاخريات لأن ماقمن به انتفاضة رمزية تختصر موقف كل نساء عفرين كل رجال وأطفال عفرين المحتلة في وجه الاحتلال المقيت.

#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات