محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد
الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 11:40
المحور:
الادب والفن
١. مرايا
يمتلكني غسقٌ عجول،
يتوكأ على تأريخي ،
يزرعني في سويداء الصبح اليتيم ،
فأتدلى على منشور الضوء.
أهزّ عريشة الوقت ..
أرجّها ..
واضعاً رأسي الموبوء بالمخاوف بين كفيَّه
إنه الليل مضى
تدارك نصفه المبلول بالوجد المشنوق ،
إستحال فصولاً دون تأريخ
إندسّ في إنحداراتي ، شغفي ، جنوني
تجذر في سامقات الشجر…
كنصال المدى
عانق الزمن الملسوع في سرّته ..
رنَّ في عقلي كصدى السجال .
فركنتْ ذاكرةُ الأمس وجلة ...
الى الوصال
تلك أبجدية النفس الأمّارة بالريح .
أيها الواهم الغريق ..
لنتكور على ناصية الطريق ..
فهذه العاصفة ستمرق لا محالة ..
فنلّم شعثنا المريب ..
إذْ يأتينا نذير العصر بالنسيان !!
***
رويدك أيها المنتصب كالتحسب
رويدك .. حاملاً أجنّة القيظ والعطش ..
ألم يكفيك الترحال ؟
كأنك تطحن سأم السؤال ،
كأني أتوسم بعض الوداد ،
كأنه يترامى نحو البعد السحيق ،
إلاّ أنني مشدوهاً أنظر الى سريرتي
في ذلك النبع الرطيب
أحرّك الماء بسبابتي ..
أهشُّ صورتي المتأرجحة ..
فأراك شغوفاً بالتبصر .. مثلي
الى وجه الله !
***
قد لا نعود ثانية الى البدء ..
لا تبال
بعض الأسى منّة ..
بعض الحزن غصّة ..
بعض الندم إقتدار ..
كل الينابيع مرايا ..
ثم يسفر عن وجهها طلع النهار !
٢. في طريقي حيث لا أنت !
في منتصف التوق إليكِ
يرتدُّ وابل الأمنيات المستحيلة
ينكفأ على سحر الحرف المعلن
يزخر بالرغبات الخفية
يلف المجرة بحثا َعن عبير
يهطل نرجسة برية
يرسم دوائر وجع أغر
باحثاًً عن وتين ثرّ
يمدني بصبرٍ صوفي آسر
وحلمٍ أخير
عن ملاك ينثر الود
في فضاء بلا جدران
ولا سبيل
في حقول العشب الأخضر
كفراشة وسط موجة عصية
تختنق بدبيب الغبش الأغبر
لكنك ِ
في طريقي الى حيث شوقي
كلما تحتاجين لا مبالاتي
يستحيل الحزن الى نسرٍ مجنح
يستعر مع فيض المشقة
ويتلون بالنباهة المفتقدة
ويترنح !
لو كان المدى جاثماًً في وكره
لتحدث عن بعض أوجاعه
مثل حزن نبيل صداح ،
مثل موال ،
يشاركني وحدتي .
أنت ِ المترامية في الأصقاع
العابرة في الصباح
كعصفورة ترتجف في شباك ،
ترمقك كسهم كسير،
كالمحال ..
يشاطرك فساتينك ِ … أهواءكِ
مرآتك حين ترقبين تقاطيع وجهك ِ الحبيب .
فأحتال على زمني المعصور
على نبض الأهوال
فيحيل الوقت سعيراً ،
وأموتُ …
وأنتِ على شفتي سؤال !
#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟