أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - هل يمكن تجنيب السوريين عواقب الصراع الإسرائيلي الإيراني على سوريا المفيدة؟ الجزء الثاني.















المزيد.....

هل يمكن تجنيب السوريين عواقب الصراع الإسرائيلي الإيراني على سوريا المفيدة؟ الجزء الثاني.


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثالثا،
العلاقات الأمريكية الإيرانية، والعامل الإسرائيلي.
١كان من الطبيعي أن تتقاطع مصالح سياسات حكومات دولة العدو الإسرائيلي مع أهداف المشروع الأمريكي الإيراني، الساعية في محطّتها الأولى لإسقاط العراق، وشكّل الدعم العسكري الإسرائيلي أبرز مصادر تغذية الحرب العراقية الإيرانية الطويلة والمدّمرة ، وقد وقفت لاحقا على الحياد، وهي تنظر بعين الرضى لترتيبات إسقاط العراق منذ مطلع التسعينات، وكانت عدم مساهمتها المباشر في غزو العراق ٢٠٠٣ أحد عوامل نجاح جهود التحشيد الإقليمي الأمريكية!!
٢ لنفس الأسباب السوريّة، وقفت حكومات الاحتلال "على الحياد" خلال التحضير وتنفيذ المراحل المتتالية من مشروع تفشيل وتقسيم سوريا، ولم تتخذ أيّة إجراءات رادعة لوقف أشكال وأدوات التدخّل الإيراني المباشر في تصعيد الصراع السياسي وتحويله إلى حرب ميليشياوية، خاصة تقدّم قوّات حزب الله، كما لم تعارض الجهود الإقليمية المكمّلة، وقد عملت على الاستفادة من إطلاق وتعزيز قوّة أذرع المشروع الإيراني الأمريكي في لبنان وفلسطين من خلال وضع قواعد أشتباك محددة، تُتيح تحقيق أهداف مشتركة، ترتبط بتفشيل مسارات التغيير الديمقراطي ومقوّمات الدولة الوطنية ، كما وإجهاض مسارات وإجراءات "مشروع أوسلو" لإقامة سلطة وطنية فلسطينية على مناطق ١٩٦٧.
٣ في مواجهة استحقاقات ديمقراطية وطنية سورية في مطلع ، أطلقت واشنطن وطهران ٢٠١١ صيرورة "الخَيار الأمني العسكري الميليشياوي" بين ٢٠١١ ٢٠١٩،ولم تمارس حكومات الكيان سوى ما يدّعم هذا الجهد، وقد سعت فقط للحصول على ضمانات روسية وأمريكية بإنهاء الوجود الإيراني في سوريا المفشّلة ،"وحق" مهاجمة المواقع التي تعتقد أنّها تهدد أمنها القومي، وقد حصلت على ضمانات مكتوبة في اتفاقيات مؤتمر القدس الأمني الذي حضره مستشارو الامني القومي الأمريكي والإسرائيلي والروسي في صيف ٢٠١٩...لكنّ واشنطن " تهرّبت" من تحقيقها لأنّها تتعارض مع شبكة علاقات سيطرتها التشاركية مع النظام الإيراني!
٤ بعد انتهاء حروب تقاسم الحصص التي قادتها تحالف الولايات المتّحدة " ضد الإرهاب " بين ٢٠١٥ ٢٠١٩، أطلقت واشنطن و موسكو صيرورة التسوية السياسية، وكان الجميع متفق، بمن فيهم إسرائيل، كما أكّدت تصريحات نتنياهو في أعقاب مؤتمر القدس الامني، على تنفيذ خطوات تسوية سياسية شاملة وفقا لمخرجات اللجنة الدستورية والقرار المشؤوم ٢٢٥٤، وبما يعيد بسط سلطة الحكومة السورية على كامل الجغرافيا السورية، وينهي وجود قوات الاحتلال الخارجية، بما فيها الوجود الميليشياوي والعسكري الإيراني. مع تقدّم خطوات وإجراءات التسوية منذ مطلع ٢٠٢٠ ، بدأت تتكشّف بالتدريج نوايا واشنطن الحقيقية :
عوضا عن الانخراط في جهود تنفيذ القرار ٢٢٥٤ في آخر مخرجات اللجنة الدستورية، قادت جهود تسوية سياسية جزئية، على قاعدة اطروحات RAND التي تؤدّي في السياق والصيرورة إلى تثبيت واقع السيطرة العسكرية التي تبلورت في نهاية ٢٠١٩ وشرعنة الوجود العسكري الأمريكي والإيراني عبر مسارات متزامنة لتأهيل سلطة قسد على الحصة الأمريكية، وإعادة تأهيل سلطة النظام على الحصة الإيرانية، وبما يضع النظام التركي أمام نفس الخَيار فيما يتعلّق بميلشيات الجيش الوطني على حصّته، وكذا هيئة الجولاني..
نتيجة لذلك، وفي سياقات التسوية السياسية الأمريكية، بدأت تتصاعد أشكال التناقضات السياسية والعسكرية بين الولايات المتحدة (والنظام الإيراني، المستفيدين من مشروع التسوية السياسية الأمريكية الجزئية)، من جهة، وبين شركاء تسوية "جنيف"- الحكومة السورية وتركيا وروسيا و "إسرائيل" . كان من الطبيعي أن يفرض خلل ميزان القوى العسكرية لصالح واشنطن منطقه، وقد فشلت جميع الهجمات "التركية والسورية الروسية و "الإسرائيلية" خلال السنوات الأربعة الماضية في تغيير الموقف الأمريكي أوتجاوز الخطوط الحمراء الأمريكية المرتبطة بأولوية تأهيل قسد وإعادة تأهيل سلطة النظام، بما يثبت الوجود العسكري الأمريكي والإيراني، ويشرعن الحصص، وتصاعدت الهجمات العدوانية الإسرائيلية بشكل كمّي، دون أن تحقق أيّة نتائج نوعية ...
٥ بعد أربع سنوات، وجهود حثيثة، كانت التركية أكثرها إصرارا وعنفا، ثّمّة مؤشّرات على قبول الروس والأتراك والحكومة السورية بحقائق الأمر الواقع الأمريكية، وذهاب الجميع في إجراءات "التأهيل الذاتي"!
أمّا بالنسبة للإسرائيليين، فالحالة مختلفة!
مع تقدّم إجراءات تأهيل قسد وإعادة تأهيل سلطة النظام، وما ينتج عنهما من تثبيت وشرعنة الوجود الإيراني على مناطق الحكومة السورية، والأمريكي، على مناطق كانتون قسد ، وقد تكشّف للإسرائيليين طبيعة الخداع في سياسات واشنطن، والعجز في سياسات موسكو، تصاعدات الهجمات العدوانية الإسرائيلية على مواقع الوجود الإيراني في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وقد كان من الطبيعي في هذا السياق أن تشكّل عواقب هجوم طوفان الأقصى المبرر (على غرار هجوم نيويورك وواشنطن، ٢٠٠١) والفرصة الأكبر لقوى اليمين الصهيوني من أجل ضرب أكثر من هدف بحرب واحدة، متعددة الجبهات:
بالإضافة إلى إسقاط سلطة ودور حماس وقواعد الاشتباك" الإسرائيلية الأمريكية " التي حمتها وتفكيك مرتكزات السلطة الفلسطينية الشرعية التي رعتها واشنطن ، وتحجيم أذرع المشروع الإيراني التي باتت تطوّق عنق "الكيان" في لبنان بفعل قوانين الاشتباك الإسرائيلية ومظلّة الحماية الأمريكية، احتلّ هدف تقويض الوجود الإيراني في سوريا الأولوية على اجندات الحرب الصهيونية !
في هذا السياق، تقاطعت مصالح اليمين و"الوسط" الإسرائيلي في تشكيل "حكومة الحرب" الوطنية التي سعت لتحقيق تلك الأهداف الاستراتيجية التي يعتقدون أنّها ترتبط " بالأمن القومي الإسرائيلي"، وظلّ " اليسار- المعارض " يبحث عن فرصة للعودة إلى السلطة على ظهر سياسات بايدن !
٦ أبرز ما تكشّف من حقائق الصراع في خلال مسارات الحرب العدوانية الإسرائيلية في أعقاب هجوم طوفان الأقصى هو تباين أجندات حكومة اليمين مع أجندات الإدارة الديمقراطية (و"اليسار" الإسرائيلي والعالمي) التي سعت لبقاء سلطة ودور لحماس وهياكل السلطة الفلسطينية، ومنع توسيع دائرة الحرب إلى لبنان أو إيران، بما يفوّت على حكومة الحرب خططا مبيّته لتدمير القدرات العسكرية البالستية والمسيّرة لإيران وحزب الله، ويضعف دور ونفوذ المشروع الإيراني- الأمريكي.
في أحداث ومسارات المعارك العدوانية الإسرائيلية ، تبيّن تدريجيّا عجز إدارة بايدن، رغم ما استخدمته من وسائل الترغيب والضغط، عن وقف خطط وسياسات اليمين الصهيوني، رغم تأخيرها واستغراقها فترة أطول..
٧ في ضوء تصاعد كميّة ونوعية الهجمات العدوانية الإسرائيلية على مواقع الوجود الإيراني في سوريا خلال أيلول الجاري، خاصّة العملية النوعية الغير مسبوقة ضدّ مركز البحوث في مصياف ، و على مراكز القوّة لدى حزب الله قبل دقائق من تنفيذ الحزب ضربته الإنتقامية في العمق الإسرائيلي، يبدو جليا استماتة حكومة اليمين لاستغلال فترة الانتخابات الأمريكية، حيث يواجه الديمقراطيون حربا ترامبية شرسة على جميع الصُعد، من أجل إنزال ضربات نوعية على مواقع الوجود الإيراني في سوريا!!
وهو ما يوجّب على السوريين،في الشارع الشعبي، وعلى المستوى الحكومي، طرح تساؤلات كبيرة :
١ ما هي سبل تجنيب السوريين، داخل مؤسسات الجيش وفي مواقعه، وفي البيئة المدنية الحاضنة، أثمان الهجمات العدوانية الإسرائيلية التي تشكّل أخطر درجات الصراع الإسرائيلي الإيراني على سوريا؟
٢هل يمكن استخدام وسائل ردع ودفاع عسكرية فعّالة في ظل ما يبدو من عجز روسي وأمريكي عن القيام بذلك، ناهيكم عمّا يظهره الجانب الإيراني، المُستهدف الرئيسي، من عجز خطير تحت يافطة، الصبر الاستراتيجي؟
٣ إذا كنا ندرك ونتفهّم طبيعة الشروط السورية التاريخية الراهنة التي لا تُتيح للحكومة السورية الطلب المباشر من أصدقائها الإيرانيين إنهاء الشروط التي تبرر الهجمات العدوانية الإسرائيلية، فهل يمكن تشكيل رأي عام سوري شعبي، غير رسمي ، ضاغط، يدفع القيادة الإيرانية على التفكير جدّيا بوسائل ناجعة لحماية قواعدها وقيادتها، و عدم إلحاق المزيد من الخسائر بين السوريين؟
إذا كان التساؤل برسم النخب السياسية والثقافية الوطنية السورية ، فنحن أمام مشكلة جديدة، نعرف طبيعتها جميعا، وقد بات الجميع خارج الحد الأدنى من دوائر الفعل الوطني !



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن تجنيب السوريين عواقب الصراع الإسرائيلي الإيراني على ...


المزيد.....




- البرلمان الفرنسي ينظر اليوم في قرار لعزل ماكرون
- -حزب الله- يعرض مشاهد من سيطرته على -محلّقة- للعدو.. والجيش ...
- ما خطورة العسل المزيف؟
- شولتس يرفض التعليق على إلغاء مؤتمره الصحفي المشترك مع توكايي ...
- غضب في البيت الأبيض بسبب منشور ماسك حول عدم محاولة اغتيال با ...
- إعلام: تحطم مروحية رئيس زيمبابوي
- -صاروخ يفجر آلية واستهدافات أخرى-.. -حزب الله- يعرض مشاهد م ...
- ضوء أخضر لنتنياهو لضم ساعر وواشنطن تعتبر تغيير غالانت ضربا م ...
- مع اقتراب موعد -القول الفصل-.. تيك توك يخوض معركة مصيرية في ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو -اقترب- من عزل غالانت.. والبديل ساعر ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - هل يمكن تجنيب السوريين عواقب الصراع الإسرائيلي الإيراني على سوريا المفيدة؟ الجزء الثاني.