أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الحمزة - نحن والمرحلة الجديدة من الثورة السورية















المزيد.....

نحن والمرحلة الجديدة من الثورة السورية


محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)


الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


15 أيلول/سبتمبر 2024م
تيقن السوريون وكذلك معظم المراقبين لمسيرة الثورة السورية، خلال حوالي 14 عاما، بأن الثورة يتيمة بكل ما تعنيه الكلمة. تكالبت عليها قوى الثورة المضادة المحلية والإقليمية والعالمية ووقفت عارية أمام وحشية عصابة الأسد المجرمة، وأمام تخاذل دولي وعربي مخيف، علما أن الثورة بدأت شعبية سلمية ترفع شعارات وطنية سورية. لكن النظام وضع كل ثقله وامكانياته الاستخباراتية لإجهاض الحراك الشعبي وتشويه صورته، بالتنسيق مع رعاته ومع من تحالف معه من روسيا الى نظام الملالي الى القوى الدولية وفي مقدمتها إسرائيل ومن ورائهم الولايات المتحدة الامريكية كاتب السيناريو والمخرج.
ليس سهلا على الفهم السريع وليس صدفة ان يقف المجتمع الدولي والإقليمي إلى جانب نظام مجرم قتل شعبه، فما سمعناه من دعم لثورة السوريين العادلة شيء وما رأيناه على ارض الواقع شيء مختلف بل ومناقض تمام.
تأكد السوريون بأن النظام السوري جزء من شبكة علاقات دولية تعكس صراعات كبيرة جيوسياسية واستراتيجية وحضارية تقودها القوى الغربية وتفرض سياساتها على من يتبعها في المنطقة مع شعوب المنطقة العربية والإسلامية وليس مع الأنظمة والنخب المتحكمة بالسلطة والثروة.
في الخطط الغربية يراد لهذه المنطقة ان يحكمها اشخاص ديكتاتوريون وأنظمة هزيلة تقمع شعوبها وتتبع للخارج. هذه هي إرادة بني صهيون التي تمثل رأس الحربة للسياسات الغربية في المنطقة.
يراد لهذه المنطقة ان تبقى متخلفة ضعيفة النمو يخيم فيها الجهل والخوف والقلق من المستقبل. ويراد لها أن تبقى في حالة حروب داخلية وبينية على أسس قومية ومذهبية ودينية.
المنطقة العربية والإسلامية عموما غنية بالثروات الطبيعية والقدرات البشرية وفيها من الكثير من عوامل التوحد من تاريخ ولغة ودين وثقافة مشتركة. وأكثر ما يخشى الغرب نهوض شعوب المنطقة العربية والاسلامية وتحررها وتحقيق تقدم علمي وتكنولوجي واقتصادي حقيقي ينافس إسرائيل والغرب. فهم يرون في العرب والإسلام عدوا لهم.
لذلك جاؤوا بنظام الملالي في إيران بدلا من شاه إيران العلماني الذي كان مخلصا للغرب لدرجة انه وصف بشرطي أمريكا في المنطقة، ومع ذلك مهدت الاستخبارات العالمية لنظام ديني اوتوقراطي يؤدي مهاما أخطر من مهام شاه إيران، وهي بث النعرة الطائفية وتأسيس الميليشيات المسلحة في كل مكان واشغال المنطقة بصراعات طائفية وقومية مسلحة بحجة زائفة ومتخلفة وهي الثأر لما جرى قبل ألف وخمسمائة سنة. هل يصدق هذا الأمر!
لذلك جلبت نفس القوى الاستخباراتية العالمية تنظيم داعش ومنظمة القاعدة الى العراق وسوريا وهم يرفعون رايات سوداء تدعي أنها تمثل السنة زوراً وتحريفاً للواقع لأن سلوكهم اجرامي وبعيد كل البعد عن ابسط تعاليم الدين، ليقوموا بإبادة جماعية للسنة نفسها التي تشكل أكثرية المسلمين في العالم، ويجرون تغييرا ديموغرافيا، ويدعموا النظام السوري من خلال محاربة الثورة الشعبية.
أصل المخطط امريكي غربي صهيوني وتشارك فيه ايران ونظام الاسد ودول وقوى أخرى، ويهدف للقضاء على الثورة من خلال تشويه سمعتها، علما ان من قام بالثورة ليس لهم علاقة بالمتطرفين والمتشددين الذين ركبوا موجة الثورة هم ومعهم قوى أخرى طعنت الثورة في ظهرها وخاصة بعض قوى الإسلام السياسية والعسكرية.
ويجب أن نعترف بأن السوريين وصلوا لدرجة اليأس والإحباط الشديد بعد كل ما جرى من كوارث بحقهم، وهم يتساءلون عن أسباب وقوف العالم مع بقاء نظام المجرم الأسد وشبيحته.
صحيح ان هناك مصالح دولية اقتصادية وعسكرية وجيوسياسية واستراتيجية ولكن جوهرها حضاري معادي لشعوب المنطقة العربية والإسلامية.
لم يعد لدى السوريين ذرة من الثقة بالموقف الأمريكي والغربي عموما، وزال الوهم عن حقيقة لامبالاة العالم حيال قضية الشعب السوري وانتهاك حقوقه، وابادته وتهجيره القسري، وطرد ملايين السوريين من منازلهم ليحل محلهم ميليشيات طائفية جلبتها إيران من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان. كما فقد السوريون الثقة بالدول التي كانت تصنف صديقة وشقيقة. وفقد الثقة بالنخب السياسية والعسكرية التي تتسلط على هياكل المعارضة ولا هم لها الا الدفاع عن مصالحها الخاصة ومصالح رعاتها وضامنيها من دول وقوى اجنبية.
وصلنا الى حالة مزرية وسورية مقسمة الى مناطق تهيمن عليها سلطات الأمر الواقع المتشابهة فيما بينها من نظام الى قسد الى جبهة النصرة الى حكومة مؤقتة وضعت نفسها بوجه الشعب السوري بدلاً من خدمة مصالحه ومطالبه.
ولكن الحقيقة الكبرى التي غابت عن بال الكثير من السوريين وغير السوريين وخاصة النخب التي تنظّر في أبراج عاجية وتنشر الأوهام بين الناس، بأن الشعب السوري هو من أشعل الثورة ضد أعتى الأنظمة ديكتاتورية ووحشية وقدم مليون شهيد وضحى بالغالي والرخيص لكي يحطم أصنام النظام ويهز كيانه ويكشف حقيقته الاجرامية، بحيث أصبح ضعيفا هزيلا، يتسلط على رقاب الشعب الفقير الجائع المحتاج لكل شيء من ماء وكهرباء وتدفئة ومدارس وعمل وأمان.
وهذا الشعب، الذي لا يعجب البعض، فقط هو القادر على إعطاء زخم للثورة من جديد. وهكذا حصل بالفعل في السويداء حيث انتفض احرار وحرائر جبل العرب منذ أكثر من سنة رافضين الخنوع لنظام الأسد المجرم ومطالبين بدولة مدنية ديمقراطية ومتمسكين بالانتماء الوطني لسوريا الموحدة ارضا وشعبا في ظل دولة القانون حيث يتساوى فيها المواطنون دون تمييز على اساس العرق او الدين او المذهب او الجنس.
كثير من النخب التنظيرية بدأت تروج للاستسلام والقبول بالأمر الواقع وبعضهم يفكر ببناء نخب جديدة وشعب جديد، وقد يستغرق الامر 50 سنة، وهذا يعني قبول السوريين بالأمر الواقع وفي حضن الأسد المجرم. ولكنهم متوهمين ومخطئين. فالماء تكذب الغطاس. والحراك الشعبي في السويداء وفي شمال سوريا اثبتا أن السوريين قادرين على قلب المعادلة لصالحهم وانتزاع المبادرة مع ضخامة التحديات.
جاءت انتفاضة الأول من تموز في اعزاز وبقية المناطق الشمالية، والاحتجاجات في ادلب ضد تسلط وظلم الجولاني، وضد فتح المعابر في أبو الزندين وادلب، لتثبت أن الحراك الشعبي عندما يقول كلمته تصمت الأقلام والتنظيرات.
بدلاً من العمل على إيجاد حل سياسي يحفظ كرامة السوريين وهم جديرين بها كبقية شعوب الأرض، سارعت دول عربية ومعهم تركيا للتطبيع مع النظام القاتل لشعبه. وسيستمر التطبيع ليشمل العدو الصهيوني المحتل الذي أباد قطاع غزة ليمهد للتطبيع مع العرب، فكلها سلسلة من الحلقات المترابطة لان كاتب السيناريو والمخرج هو واحد- أمريكا. ولكنهم جميعا ينسون او يتناسون حقيقة أخرى وهي انه لا يمكن خلق استقرار في سورية بوجود عائلة الأسد الفاسدة المجرمة.
واليوم يخرج الى ساحات الكرامة حراك ثوري شعبي حقيقي يرفض التبعية لأحد، ويؤكد على ثوابت الثورة السورية وعلى الوحدة الوطنية واستقلال ووحدة سوريا ارضا وشعبا، ويطالب بأن يكون الشعب هو من يقرر مصيره لا ان يتحدث باسمه أحد اختارته القوى الأجنبية المعادية ولا دول كشفت عن لا مبالاتها بمصير ومعاناة السوريين.
وبدأ الحراك يبحث عن بلورة حالة تنظيمية سياسية ديمقراطية، ومن واجبنا أن نقف الى جانب هذا الحراك ونمد له يد العون الأخوي الذي يحترم الرأي الاخر فلا فرق جوهري بين من هو في الداخل وفي الخارج، إذا كانت النية صادقة والقناعة عميقة بعدالة القضية، وإذا كان هناك تصميم على العمل من اجل انتصار قضية الحرية والديمقراطية في سوريا.
من واجب النخب والناشطين من أبناء الجاليات السورية في كل مكان ان تعلن صراحة عن دعمها للحراك الثوري الشعبي الوطني في السويداء والشمال وفي كل مناطق سوريا، من خلال الفعاليات الشعبية والإعلامية والسياسية ومن خلال تشكيل هيئات مهمتها تقديم كل الدعم الممكن للحراكات الشعبية في الداخل.
اليوم نحن أمام حقيقة ساطعة، وهي ضرورة الوقوف إلى جانب الحراكات الثورية الشعبية في سوريا والتلاحم معها وعدم تركها فريسة من جديد للنظام ولمن يعمل لصالحه من قوى داخلية وخارجية. فمصير الثورة السورية بكاملها على المحك.
تحية لثوار سوريا الذين يعملون ليلا نهارا لرفع صوت الشعب السوري الجريح المظلوم الى العالم، ويؤكدون بأن السوريين لن يتخلوا عن مطالبهم العادلة ولن يقبلوا بالتطبيع مع نظام الأسد ولن يتخلوا عن دماء شهداء الحرية والكرامة.



#محمود_الحمزة (هاشتاغ)       Mahmoud_Al-hamza#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر صريحة بنسبة 80% في مسيرة الثورة السورية وهي تدخل عا ...
- لماذا يتجنب السوريون تقييم مسيرة الثورة
- هل مازال العرب خارج التاريخ
- الشعب السوري وثورته في مركز تقاطع صراع حضاري وجيوسياسي ظالم
- إنها ثورتنا، إنها رمز كرامتنا وإنسانيتنا وسوريتنا
- قصة انضمامي إلى أسرة الباحثين في معهد تاريخ العلوم والتكنولو ...
- من يحمي آخر ديكتاتور في أوروبا
- من الأسهل حل الجيش السوري (النظامي) وتشكيل جيش جديد، وحان ال ...
- في الذكرى السبعين لعيد الجلاء عن سوريا
- حزب الشعب الديموقراطي السوري - اللجنة التحضيرية للمؤتمر السا ...
- هل المشكلة في سوريا أم حول سوريا؟
- حزب الشعب الديموقراطي السوري اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر ا ...
- أين تبخرت المعارضة المدللة لدى موسكو؟
- أبعاد التدخل العسكري الروسي في سوريا
- بيان إلى الرأي العام السوري من حزب الشعب الديموقراطي السوري ...
- الثورة السورية مستمرة ويجب أن يقودها ثوار الميدان
- بيان حول الوضع في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي - من ...
- السوريون ضحية إجرام عصابة الأسد واستطالاتها القومية والدينية ...
- إنها معركة الإنسان السوري والفلسطيني والعراقي من أجل البقاء ...
- من دروس ثورة الحرية والكرامة في سوريا


المزيد.....




- لقطات صادمة.. روسي ينجو بأعجوبة من صاعقة برق ضربته أثناء تصو ...
- موسكو لواشنطن.. اتهام RT حرب معلومات
- لحظة تنفيذ عملية الطعن قرب باب العامود بالقدس
- هل يمكن إضحاك العرب على شيء مشترك؟.. الجواب في -الورشة-
- العراق يبحث مع واشنطن آلية خروج قوات التحالف الدولي
- سقوط صاروخ وسط إسرائيل.. والحوثيون يعلنون مسؤوليتهم
- نشر صورة للمشتبه به في حادث إطلاق النار على ترامب
- مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في -ما يبدو محاولة لاغتيال- تر ...
- كم منا سيتم تشخيص إصابته باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ ...
- الشرطة المغربية توسّع انتشارها على الحدود تحسباً لهجرة جماعي ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الحمزة - نحن والمرحلة الجديدة من الثورة السورية