فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8101 - 2024 / 9 / 15 - 11:45
المحور:
الادب والفن
وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري
"لبنان"
النص :
" تركوه نقطةً على سَطْرٍ مَكْسُور.
لبنان ..
بعدَ أن أكلَّ المُفترِسون حُروفَهُ دون شَفَقة."
قراءتي للنص :
الحالة اللبنانية حالة خاصة في الأجندة الدولية وحساباتها، والأجندة المحلية بسياسة الطوائف بمختلف مذاهبها وقوانينها...
لبنان كعكة الاستعمار لماتمثلة من خصوصية حضارية وتميز في المجال العربي،
منذ الحرب الأهلية في السبعينات، وعلى امتداد الهزات الداخلية بإيعاز من الداخل والخارج، تعرض البلد النموذج الحضاري المتفرد لهجمة إستعمارية ضد كونه نموذجا متحضرا في المعادلة السياسية الدولية، ولضربة تمثلت في تمزيقه طائفيا وفي رهن جنوبه لسياسة حزب الله وإيران وكأنه ملحقة لشيعة إيران وسياستها في المنطقة...
لبنان ورقة لعب بين الطوائف والمحيط العربي والدولي بعد مجازر بيروت صبرا وشاتيلا وبعد خروج المقاومة الفلسطينية في الثمانينات ،
تنتهي المعادلة بتخريب ممنهج ومنظم سياسيا تكاثفت جهود الداخل والخارج على الاجهاز عليه...
فكان اغتيال رفيق الحريري نقطة تحول أيضا، تفاقمت بعد الإفلاس العام الذي توّجَهُ انفجار أو تفجير ميناء بيروت لهدم نقطة عبور إلى جهات العالم....
في هذه المعادلة تكون إسرائيل ورقة رابحة منذ حرب 1967بعد هزيمة عربية مدوية قسمت الجغرافيا ومزقت الخريطة لتصنع كيانات منفصلة ومنقسمة تابعة كل منها لاستعمار معين بين الداخل والخارج، كانت لبنان فدية التقدم والنهضة رقما صعبا، تم تحطيمه برهن مستقبله بالديون وتهريب الأموال وتجويع الشعب...
إنه النقطة الممحوة في سطر انكسرت نقط قوته تحت رعاية الاستعمار العولمي قصد إعادة الاعمار بنهب ثرواته وإفراغ الخزينة وتشريد أهله...
إنها الإبادة لشعب كان في الواجهة لكن سياسة "فرِّقْ تسُدْ" أتت أكلها
فهل ستعود النقطة لسطرها لتجْمع شتاتَه وتُكوِّن جملة مفيدة... ؟
تحديات ورهانات تسائل اليسار العربي والتشرذم السياسي والتخلف وبلادة دول النفط والدولار، وأطماع الغرب في منطقة تمثل الإشعاع الحضاري.
هل سيعود السطر إلى نقطته... ؟
أية نقطة على سطر مكسور ضاعت حروفه في لَهاة أهله ولُهاثهم قبل الضيوف، وجشع أشْعَب الطمّاع هل ستتمكن من النطق الفصيح :
لبنان... ؟!
هل سيستعيد لبنان رغيفه لبطون أبنائه أم سيبيع الرغيف والمواسم، والأرض، ونعيش حدوثة فلسطينية ثانية بلكْنة لبنانية.... ؟
سؤال تراجيدي لكنه السؤال
توجساتي تأتي وسواسا قهريا :
هل سنستعيد الحلم والرغيف والتاريخ.... ؟
ربما وربما
احتمال مشروع ومشرّع على ضوء الأحداث المتتالية تبدو انتصارا باهتا لكننا لم نربح لامعركة ولاحربا إلى متى...؟
مجرد سؤال عالق بين نقطة تائهة عن حروفها المتآكلة وسطر ضاع في زوايا مثلثات فارغة في الهندسة السياسية عربيا ودوليا...
كان النص /الشذرة تقمصا لغويا مجازيا لقضية واقعية عربيا، لكنه تقمص مرعب وإن أحدث هزة اندهاش وشغف داخلي لكنه الشغف الموجع...
كيف تحولت قضايانا قضايا لغوية... ؟
ماأتعس لغة تلبست واقعا مقلقا ومنهزما....!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟