أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - ماذا بعد الرئاسيات الأخيرة في الجزائر؟















المزيد.....

ماذا بعد الرئاسيات الأخيرة في الجزائر؟


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 8100 - 2024 / 9 / 14 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت الإنتخابات الرئاسية الجزائرية يوم07سبتمبر2024 في ظروف عادية، خاصة الأمنية منها، كما لم تكن نتائجها مفاجئة لأي أحد، فهي كانت منتظرة. فمن الطبيعي أن يفوز الرئيس تبون بها بنسبة عالية جدا بحكم الدعم الذي لاقاه من عدة أحزاب وتنظيمات المجتمع المدني مقارنة بمنافسيه اللذان اعتمدا على حزبيهما وبعض المتعاطفين معهم، كما أنه من الطبيعي أن تنتخب الأغلبية الكبيرة التي ذهبت إلى مكاتب الإقتراع على مرشح تعرفه وكان موجودا في السلطة لمدة طويلة على عكس المرشحين الآخرين، خاصة أن الجزائري في عمومه أصبح جد محافظ في المجال السياسي، ويبحث أكثر عن الإستقرار والسلم، ولهذا فهو لا يغامر، ويفضل من يعرفه على من لا يعرفه.
أن السياسي والقائد المحنك هو الذي يعرف كيف يحول ما يمكن أن يراه البعض كبوات إلى إنتصارات وإنجازات تدخله التاريخ من بابه الواسع، كما يجب على هذه الإنتخابات أن تدفعنا بجد إلى طرح ظاهرة العزوف الإنتخابي والبحث عن أسبابها بعمق وبكل علمية وموضوعية وعدم ترك الأمور هكذا. يمكن لنا أن نفهم العزوف في إنتخابات تشريعية لأن بعض المواطنين يراها ليست مهمة بالنسبة له مباشرة، لكن الرئاسيات والمحليات عادة ما تجذب عدد كبير من الناخبين في كل دول العالم لأن المواطن يرى أن مصالحه مرتبطة بها مباشرة، خاصة الرئاسيات.
يمكن أن نورد أسباب موضوعية لهذا العزوف، ومنها عدم إهتمام البعض بالحياة السياسية، فهذا بذاته خطر لأن معناه عدم الإهتمام بشؤون الأمة من جهة وعدم ممارسة المواطنة بمفهومها الواسع، فهذا النوع من المواطنين الذين لا يهتمون بالشأن العام، يمكن إعتبار الكثير منهم أنهم أنانيون بشكل مرضي، فهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم الشخصية والضيقة جدا، ولا يهمهم لا الشأن العام ولا الصالح العام، وهو ما يشكل خطر مستقبلي على الجزائر، ونحن نعلم كيف ساهم هؤلاء في 1991 بشكل غير مباشر في فوز المتطرفين بسبب عدم ذهابهم إلى التصويت لأنهم غير مهتمين، ليكتشفوا بعد صدور النتائج بأن مستقبلهم في خطر، ونعتقد انه نفس الأمر وقع في فرنسا في التشريعيات الأخيرة عندما لم يذهب أمثال هؤلاء وغيرهم إلى التصويت في الدور الأول، فكاد أن يفوز اليمين المتطرف، لكن أستدركوا الأمر في الدور الثاني، فقطعوا الطريق عن هذا اليمين المتطرف.
لا يمكن لنا في الجزائر معرفة الخريطة السياسية بدقة نتيجة للإنتخابات بسبب العزوف الإنتخابي الواسع جدا بسبب عدم الثقة في العملية برمتها، فكما ذكرنا الصنف الغير مبال الذي يمكن أن يكون ضعيفا نسبيا، فإن هناك الكثير من المهتمين بالعمل السياسي، بل متحزبين، لكنهم لا يثقون في العملية، فلا يذهبون إلى صناديق الإقتراع، فمادام هؤلاء يشككون، فيمكن أن نحسبهم ضمن القوى المعارضة للسلطة بكل توجهاتها المختلفة.
فبالنسبة للعزوف الكبير الذي عرفته الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزائر، فإنه بإمكان أي مواطن بسيط أن يقول لنا بأن أحد أسباب هذا العزوف هي ممارسات وسلوكات بعض السياسيين التي أغضبت المواطنين كثيرا، فكأن هؤلاء كان هدفهم إفشال هذه الرئاسيات، فماذا يعني عندما يروج البعض أن هذه الرئاسيات محسومة أو يقوم بسلوكات لاعلاقة لها إطلاقا بالعمل السياسي أو بطرح البرامج. كما أن الكثير من المواطنين كانوا يقولون لما أنتخب، وأنا أرى وجوها يتصدرون المشهد دائما، وهم معروفون بالأكل على كل الموائد، وصفقوا للجميع بما فيها العهدة الخامسة للرئيس السابق، ثم يأتون اليوم، ويصفقون للرئيس الجديد، خاصة أن هؤلاء المواطنين يعلمون بأن هؤلاء لا هم لهم إلا إشباع بطونهم. نعتقد أن هذا الصنف من الناس لا يخدمون الجزائر على الإطلاق، فهم يهيجون المواطنين بسلوكاتهم وممارساتهم، مما يمكن أن يهدد الأمن والإستقرار الوطني الذي نحن بأمس الحاجة إليه من أجل بناء الجزائر وتنميتها، كما أنهم يقتلون بسلوكياتهم ووصوليتهم وإنتهازيتهم الروح الوطنية وروح التضحية لدى المواطن.
ويمكن أن نشير إلى سبب آخر يمكن ان يستغربه المتتبع، لكنه موجود بقوة لدى بعض المواطنيين ، وهو الحديث الإعلامي الصاخب عن الأخطار الخارجية المهددة للجزائر، والتي هي حقيقية لا يمكن أن ينفيها أي متتبع موضوعي، لكن المبالغة في الحديث عنها جعلت الكثير من المواطنين يرون أنها وسيلة من وسائل السلطة التي تستخدم لكسب الدعم لا أكثر ولا أقل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالجزائري اليوم أصبح متعلما، ويفهم الكثير من الأمور، فإن تحدثت له عن هذه المخاطر والتحديات الأمنية، سيقول لك أنها موجودة فعلا، لكن لايتوقف عند ذلك، فهو سيرد عليك بسؤال من المسؤول عن ذلك؟، ويقول لك أن العلاقات الدولية مبنية على المصالح، ويضيف لك ماذا فعلنا لمواجهتها بدل التباكي؟، فيذهب مباشرة إلى القول إن كانت الجزائر محاصرة اليوم، فمعناه أن السلطة القائمة فشلت في دبلومسيتها وسياستها الخارجية، وإن كان هذا الشخص ضد الرئيس، فيحمله المسؤولية مباشرة بالإستناد على الدستور، ويقول لك أن الرئيس هو المسؤول المباشر على السياسة الخارجية، ويذهب البعض في تفسير ذلك بالرداءة التي عمت ليس فقط المجال الدبلومسي، بل عدة قطاعات بسبب الإعتماد على الولاءات للأشخاص بدل الكفاءة والولاء للأمة والدولة.
نعتقد أن هذه أحد الأسباب الظاهرة جدا لدى أي مواطن بسيط كانت وراء هذا العزوف، لكن هناك أسبابا أخرى يجب دراستها ببحث أعمق وبموضوعية وعلمية ، ولا نكتفي بذلك، بل يجب أخذها بعين الإعتبار في إحداث إصلاحات فعلية وجادة قبل أن تحدث قطيعة خطيرة مستقبلا، ستدمر دولتنا الوطنية التي ضحى من أجل إقامتها أكثر من ست ملايين شهيد، خاصة أن الجزائر تواجه تحديات أمنية دولية على حدودها، وتتربص بها قوى معادية بإمكانها أن تستغل أي فوضى لضرب هذه الدولة التي تجسد الأمة الجزائرية بكل مكوناتها.
وفي الأخير نطرح مجموعة أسئلة: هل الرئيس سيأخذ ذلك كله بعين الإعتبار، مما سيمكنه من دخول التاريخ من بابه الواسع أثناء العهدة الثانية؟، هل سيرى بأن هذه الرئاسيات هي فرصة لإستخلاص الدروس منها، خاصة بعد ما فضحت لنا عدة عناصر تبدو في الظاهر مؤيدة له، لكنها في الحقيقة تعمل ضده، ونعتقد أنها هي التي كان يقصدها عندما كان يقول بأن هناك من كان يعرقل تنفيذ الكثير من قراراته؟.
نعتقد أنه على الرئيس أن يتوجه مباشرة إلى الشعب كي يتخلص من كل هؤلاء الإنتهازيين والوصوليين وجماعات المصالح التي همها بطونها، والتي تخرب الجزائر ومستقبلها، وتهدد إستقرارها وأمنها بهذه الممارسات التي كشفت بعضها هذه الإنتخابات. كما يجب عليه أن يتوجه إلى الشعب مباشرة لإحداث إصلاحات جادة في مؤسسات الدولة وجعلها تتماشى مع مختلف تطورات المجتمع الجزائري سياسيا وإقتصاديا وثقافيا وعلميا وتكنولوجيا وغيرها، فيعيد بذلك الثقة بين السلطة والشعب، خاصة أنه كان حريصا على ذلك منذ بداية رئاسته للجزائر عندما كان يصر على إعطاء الأرقام الحقيقية في كل الإستحقاقات الإنتخابية حتى ولو كانت ضعيفة جدا، لكن نعرف كلنا ما وقع يوم هذه الإنتخابات الرئاسية الأخيرة من محاولات لإدخال الفوضى والغموض، مما زرع الشك في كل العملية الإنتخابية، ويبدو أن الأمر يستهدف به التشكيك في شرعية الرئيس في الوقت الذي تحتاج فيه الجزائر إلى رئيس قوي يلتف حوله الشعب في جبهة واحدة لمواجهة كل التحديات الأمنية التي تهدد الجزائر في عالم سيطرت عليه قانون الغاب منذ سنوات، كما أن الرئيس يحتاج إلى إلتفاف شعبي حوله في جبهة وطنية واسعة لتطهير الجزائر من جماعات خططت منذ مدة لتدميرها كما كان يشير، ويلمح إلى ذلك في العديد من خطاباته وتصريحاته، فقد كان هؤلاء وراء مؤامرة دنيئة لإفساد هذه الإنتخابات بدأت تنكشف خيوطها، كما هي فرصة لتخليص الجزائر من كل هؤلاء الفاسدين والإنتهازيين والوصوليين والمتملقين الذين كل همهم خدمة بطونهم لا غير على حساب الجزائر ومستقبلها، ويستخدمون أخبث الوسائل لإقصاء وتهميش الكفاءات الوطنية كي لا تفضح رداءتهم.



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير مالك بن نبي لتخلف منطقتنا
- ما مسؤولية الطبقات الحاكمة في منطقتنا ما قبل الاستعمار في تخ ...
- تفسير سمير أمين لتخلف منطقتنا
- هل للتوسع الرأسمالي علاقة بتخلف منطقتنا؟
- أخطار العولمة الرأسمالية على مستقبل الإنسانية
- كيف تنشأ الأزمات المالية في النظام الرأسمالي، وما تأثيراتها؟
- لماذا أستمر الإستغلال الرأسمالي الغربي لمنطقتنا بعد خروج الإ ...
- كيف أنقذ الإستعمار النظام الرأسمالي في الغرب؟
- مراحل تطور النظام الرأسمالي في الغرب
- هل فعلا النظام الرأسمالي وراء تقدم الغرب؟
- نحو مشروع إنساني بديل
- هل تم تكفير علي شريعتي في إيران؟
- نجيب محفوظ بين الحقيقة والمروج عنه
- هل ناقض أندريه غروميكو التفسير الماركسي لحركة التاريخ؟
- قراءة في أوراق سفير جزائري بباريس
- هل تخلت الصين عن الماركسية؟-قراءة في نموذجها-
- ماذا ترك هنري كيسنجر بعد رحيله؟
- الصهيونية أعلى مراحل النازية
- ماذا يختفي وراء عملية طوفان الأقصى في فلسطين؟
- محمد حسنين هيكل والربيع العربي-قراءة نقدية لطروحاته-


المزيد.....




- مياه وردية اللون من الصنابير.. شاهد كيف يتعامل سكان هذه المد ...
- كيف سينعكس التقارب بين تركيا ومصر على الصراعات الإقليمية؟
- البولونيون يستعدون للهجوم على بيلاروس
- الأمريكيون مصدومون من الأوكرانيين الذين يتدربون على F-16
- نشطاء من حركة -تمرد ضد الانقراض- يغلقون الطريق السريع في لاه ...
- صاروخ باليستي يسقط في إسرائيل من اليمن، والجيش يحقق في فشل ا ...
- التضليل الإعلامي ـ سلاح روسيا -الناعم- لزعزعة الديمقراطيات
- دراسة: الإنسان البدائي مر بنفس مراحل بلوغ الإنسان الحديث
- تفاصيل مثيرة عن مرض نادر.. بريطانية تنفق نحو 8000 دولار على ...
- طهران: قمر -جمران-1- رد إيراني على من يفرضون العقوبات


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - ماذا بعد الرئاسيات الأخيرة في الجزائر؟