فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 10:54
المحور:
الادب والفن
إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري :
"الصّباحُ"
" هذا الصباح
ترمي الشمسُ قميص النومِ على حبلِ الغسيل،
ثم تكتبُ البوست التالي :
الآن بَلغتُ سِنّ الرُّشْدِ بالمحبوبِ ."
في ذاكرة الطبيعة فصولها، ومواسم نضج الأوراق والعشب والحليب، وكذا أوقاتها
ولكل وقت موعده مع اليقظة، والصباح يقظة الضوء يعشق إستراحة على حبل الغسيل من نومه فيجفف قميصه من أثار النعاس، ليختلي بالمحبوب في أوج اللهب كي تكتمل لذة العناق ،وكأن الحبل عنق للشمس تلقي تعب النوم عليه لترتاح من ليل متعب، فتستقبل صباحا دون تعب
وكأنه الصباح زمن اليقظة يلغي زمن النوم الثقيل
فيعلن بداية نهاية ماعلق بزمن الظلام من أوساخ تنشف على حبل وعي يغسلها مماعلق من مخلفات..
في هذه اللحظة يكون الرشد واقعا آخر يُحتفى به
لهذه الشذرة قراءتان :
قراءة رمزية مجازية:
تناقش علاقة الضوء/ الحب بالذات بين صباح يستنفر حواسه الوجدانية، والشمس كائن يجمع مشاعره النوم والاستيقاظ ليغسلها من الكسل، فتكون قمة النشوة....
قراءة خارج الذات :
تحيل إلى مرموزات واقع يتأرجح
بين موت وحياة،
لكنه ذو حمولة استشرافية لغد قد ينهي زمن السبات الطويل، ليكون لقاءً كاملا يحقق الرشد كدلالة على الأفق المحتمل والحامل لبشارات أمل، لايستعصي تحققه عبر ماسماه النص الشذري حبل الغسيل،
هنا يكمن زخم النص يقول منطوقه مايقال ويُفهم، ويقول مالا يُقال علانية، فيتم تأويل مقوله وفق ذات تفكك ماوراء الكلمات...
تلك حكمة المنطوق وحكامة المقروء
لنصوص الشاعر العراقي نكهتها الإبداعية، تمنح المخيال فرصا وإمكانيات متعددة ،وتجعل فعل الطاقة فعلا مُوَلِّداً خارجا عن المألوف....
هنا عقدة نصوصه البديلة /هنا جمال العقدة/ تفتح اللغة على مايمكن استبداله وإبداله، دون إخلال بالمعنى، أو إختلال في البنية اللفظية لماوراء المعنى....
نصوص عميقة ذات أبعاد متجددة وشحنات ضوئية بليغة ومتأملة...
إنه اللغة الطاقة إنه المبدع المختلف...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟