أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - وبعد.. إن النهاية قد حانت















المزيد.....

وبعد.. إن النهاية قد حانت


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهكذا يبدو المشهد، ففي الوقت الذي تسجل فيه حالة الصبر الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، تفاؤلا أكيدا بالمستقبل، يشكك أصحاب المشروع الصهيوني في استمراره، بكل تاريخه الأسود المحمل بكل ذلك السيل من الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور وحتى الآن.
لكن المؤكد ومن أفواههم أنه بعد 104 سنوات من وعد بلفور، و124 سنة من المؤتمر الصهيوني الذي عقد في بازل، فإن "مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين" باعتراف صهيوني يعيش مأزقا وجوديا، كون أصحاب الأرض ما يزالون هم الثابت المستمر، فيما المتغير الذي اقتربت نهايته هو هذا الكيان الكولنيالي( الهيمنة والسيطرة) العنصري، وترجمة ذلك، مفادها أن نهاية الخرافة (أي وجود الكيان الصهيوني في فلسطين) قد اقتربت.
وهذا ليس تحليلا أو تنجيما، ولكنه من واقع ما أكده مؤرخون وعلماء آثار وسياسيون صهاينة وغيرهم، ومن ثم إذا كان صحيحا أن بريطانيا من خلال وعد بلفور قد تمكنت من استجلاب معتنقي الديانة اليهودية واحتلال فلسطين، فإن الصحيح الذي سيضع حدا لجريمة بريطانيا هو الشعب الفلسطيني الصامد الذي استخدم طوال عقود كافة أشكال النضال (وصلت حد تحرير النطف من الأسر لتستمر دورة الحياة بمفهومها الفلسطيني)، من أجل استعادة كامل وطنه ووضع حد لهذه الخرافة، وهو الأمر الذي استشرفه الكثير من نخب المستجلبين الصهاينة.
ولعل أحد أهم تلك المؤشرات على ذلك المآل الذي سينتهي إليه المشروع الصهيوني، هو الوجود الفلسطيني في ذاته كمقرر في تفكيك المشروع الصهيوني في فلسطين، خاصة في مناطق الـ48 الذي شكل دورهم النضالي صدمة بالمعني السياسي والفكري والنفسي لعتاة المستجلبين اليهود، وهي ظاهرة صدمت أغلب الخبراء والقيادات السياسية الصهيونية إلى الحد الذي حذر معه الرئيس الصهيوني رؤوفين ريفلين ReuvenRivlin من حرب أهلية.
فيما يندم المؤلف والباحث الإسرائيلي ياكوف شاريت ابن موشي شاريت أحد مؤسسي الكيان، "على المشروع الصهيوني بأكمله" ويكشف أنه من الناحية النفسية كان ثمة ترقب ليوم سيئ سوف يأتي ويضطرون للمغادرة مع حقائبهم .
وكتب منذ بضعة أعوام، المثقف اليهودي الأميركي، بنجامين شوارتز، مقالا لافتا بمجلة أتلاتنك منثلي، بعنوان: هل تعيش إسرائيل مائة عام؟
بل إن رئيس الكنيست الإسرائيلي الأسبق أبراهام بورج تحدث في كتابه الشهير "مواجهة هتلر" عن النهاية حيث يقول بورج: في تاريخ اليهود الوجود الروحي أزلي بينما الوجود السياسي مؤقت وإسرائيل مؤقتة .
ويكشف افيغدور ليبرمان وزير الأمن السابق ورئيس حزب (إسرائيل بيتنا) عما اعتبرها حقيقة صادمة، وهي أن ما يعتبرونه أقوى جيش في المنطقة، المفتوح على الترسانة العسكرية الأمريكية والبريطانية والألمانية قد هزمته المقاومة المحاصرة في غزة بقدراتها المحدودة نتيجة الحصار، فكيف سيكون المصير في حال الحرب مع حزب الله أو إيران) .
فيما يكشف بعض رجال الأمن السابقين عبر تويتر، عن شعور اليأس والخوف فيقول أفراييم هليفي، رئيس جهاز الموساد السابق "نحن على أبواب كارثة. إنه ظلام ما قبل الهاوية".
أما مئير دغان، رئيس جهاز الموساد السابق فيصرح: "إنني أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني".
ويتحدث كارمي غيلون، رئيس جهاز الشاباك السابق عن "خراب إسرائيل"، إذا استمرت ما سماها" السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى التي ستقود إلى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي" .
وقال روني دانييل المحلل العسكري في القناة 12 الثانية: "أنا غير مطمئن أن أولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة، ولا أظن أنهم سيبقون في هذه البلاد".
وبدورة قال المحلل السياسي المعروف في قناة 12 أمنون أبراموفيتش، "إن أخطر ملف تواجهه إسرائيل هو ليس ملفات فساد نتنياهو، وإنما الأخطر منها هو ملف خراب إسرائيل الثالث" .
وينقل ناحوم برنييع، المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت كيف وصف صديقه المؤرخ اليهودي الأمريكي من أن "إسرائيل قصة قصيرة".
وقال المؤرخ اليميني ابيني موريس: "إنه وخلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون، ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض إما مطاردة أو مقتولة، وكتب الصحافي المعروف يارون لندن في كتاب مذكراته، الذي صدر نهاية العام 2014: "إنني أعدّ نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له إن نسبة بقائنا في هذه الدولة لن يتعدى50%.ولمن يغضبهم قولي هذا فإنني أقول له إن نسبة 50% تعتبر جيدة، لأن الحقيقة أصعب من ذلك".
ويعود افيغدور ليبرمان الوزير اليميني ليؤكد فشل المشروع الصهيوني في عمليات التهويد الفكري والسياسي والمجتمعي بطمس الهوية الوطنية الفلسطينية والشعور القومي لدي الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948.
ولعل في سؤال ليبرمان الذي وجهه بعد معركة سيف القدس والهبة الفلسطينية الشاملة، إلى كل مستجلب من الخارج، وهو منهم؛ في مقاله له في صحيفة معاريف، عندما كتب:"أقترح على كل مواطنٍ في إسرائيل أن يسأل نفسه: إذا كان هذا هو وضعنا في مواجهة حماس، فما هو موقفنا في مواجهة حزب الله وإيران؟ ما يشير إلى أن المستقبل في الكيان يسير نحو النهاية الحتمية، وهي بالضرورة نهاية كل مشروع أسس على الكذب والخداع، كون المقدمات هي التي تحدد النتائج سلبا أو إيجابا، والمشروع التوراتي الصهيوني بني على الخرافة، ومصيره بالتأكيد سيكون كذلك.
سؤال ليبرمان المحمل بكل الخوف من المستقبل المشكوك فيه، يمكن بلورته في سؤال" مآل خرافة استمرار زرع الكيان الصهيوني في فلسطين" بعد مئة وأربعة سنوات من وعد بلفور، وهنا نستحضر إجابة السؤال مما قاله أو كتبه مؤرخون وعلماء آثار ورجال فكر وسياسيون وأصحاب رأي يهود ويهود إسرائيليون وصهاينة يهود وغيرهم ومن الوقائع التاريخية التي تؤكد نهاية الخرافة، وربما يلخص ما كشفه وسائل إعلام الكيان الصهيوني لتلك السيرورة لمشروع الحركة الصهيونية في فلسطين. وهي أن ثلث الشبان في الكيان لا يعتقدون بأنَّ “إسرائيل” ستكون موجودة بعدَ 25 عاماً. ووفقاً لنتائج استطلاع للرأي أجراه “ائتلاف الحركات الشبابية” في كيان الاحتلال، ونقلته “القناة 12″، فإنّ ثلث الشبان الإسرائيليين لا يريدون أن يجري تجنيدهم، واعتبرت القناة، أنّ “هذه المعطيات خطرة وتدمي القلوب”.
إن شرط الوصول إلى الإجابة العلمية الموضوعية لسؤال "مآل خرافة المشروع الصهيوني في فلسطين" ولتحصين الذاكرة وشحذ الوعي، فيما يسمى بـ"المسألة اليهودية" التي هي صناعة أوروبية، في حين أن أتباع الديانة اليهودية في الوطن العربي كانوا يعيشون حياتهم كمواطنين في بلدانهم كغيرهم، دون تمييز إثني أو ديني، إلى أن نجح المشروع الصهيوني الغربي من زرع مستجلبيه الأوروبيين في فلسطين عام ،1948، هو في أن خرافات التوراة لا تنشئ حقا، وأن فلسطين كانت وستبقى أرضا فلسطينية.
وأن الوجود الفلسطيني الذي حافظ على طبيعة التناقض بين مجموعة بشرية مستجلبة وبين الشعب صاحب الأرض، هو العامل المقرر في إنهاء الخرافة، وهو ما بدا واضحا في رد المقاومة على العدوان الصهيوني على غزة في مايو 2021، الذي صدم الصهاينة على كل المستويات، الذي هو نتاج فعل تراكمي ممتد منذ النكبة عام 1948 وحتى تاريخه؟ مما جعل العديد من المستجلبين الصهاينة يتساءل: هل اقتربت نهاية خرافة المشروع الصهيوني في فلسطين؟
إن نخبهم تقول إن ساعتهم اقتربت، لكن في المقابل لابد من التنبيه إلى أن الوضع الفلسطيني ليس في أحسن حالاته في ظل الانقسام وبحث البعض عن مصالحه على حساب القضايا الأساسية، وهو أمر من شأنه أن يجعل الشعب الفلسطيني يدفع الثمن أكثر من مرة، في الوقت الذي يعيش فيه مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين، حالة من الشك وعدم اليقين في المستقبل، ولذلك يجب أن يرتقي الكل الفلسطيني إلى المستوى الذي يمثله الشعب المشتبك مع الاحتلال عبر فرسانه من الشباب في كل مدن الضفة، بأن يعاد إلى منظمة التحرير دورها ووجهها بعد أن اختطفتها جماعة أوسلو لثلاثة عقود، وفي ظل بحث البعض عن بدائل لها، وذلك في سياق رؤية سياسية وتنظيمية وكفاحية بوصلتها التحرير الكامل وعودة اللاجئين لا غير. لأن نهاية الخرافة موضوعيا قد حانت..
* من دراسة للكاتب بعنوان" مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين.. مهاية الخرافة"



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو.. ينجح في جر حماس لمربعه
- الصهيونية المسيحية.. أمريكا هي -إسرائيل- و-إسرائيل- هي أمريك ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (الأخيرة)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (11)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (10)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (9)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (7)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (6)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (5)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (4)
- زيارة عباس.. نحو تطويق تعنت نتنياهو وفشل بايدن
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية.. (3)
- مفاوضات الفرصة الأخيرة..على وقع رفض حماس وقبول الكيان المقتر ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية ..(2)
- طوفان حماس.. مقاربة مختلفة
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (1)
- المقاومة محاولة للفهم بعيدا عن التصنيم
- هتاف.. هتاف
- أمريكا وأوروبا.. هل تجدي سياسة العصا والجزرة مع خامنئي؟


المزيد.....




- مهاجرون -يأكلون الحيوانات الأليفة في أوهايو-.. حقيقة المنشور ...
- علاء الدينوف: قوات كييف في كورسك تتخبط في الفوضى وسط انقطاع ...
- دولة أوروبية تسجل أول إصابة بالكوليرا منذ 103 أعوام
- القيادة المركزية للجيش الأمريكي -تتلقى تقييما- من الأردن حول ...
- فيدان: اعتراف المزيد من الدول بفلسطين يعطينا الأمل في تحقق ا ...
- روجر ووترز: الغرب يحاول تصوير الرئيس بوتين وكأنه -رجل سيء-
- بايدن وستارمر يختتمان مباحثاتهما دون الإعلان عن أي قرار بشأن ...
- إصابة شخص بطلق ناري خلال مسيرة مؤيدة لإسرائيل في نيويورك
- أنطونوف: الولايات المتحدة قد تسمح سرا لأوكرانيا بضرب روسيا ب ...
- الجيش الأمريكي يصدر بيانا بشأن تصفية قادة في -داعش- غرب العر ...


المزيد.....

- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - وبعد.. إن النهاية قد حانت