أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة أغاني التسامي .














المزيد.....


مقامة أغاني التسامي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


مقامة أغاني التسامي :

يقول فردريك نيتشه : (( دون موسيقى ستكون الحياة غلطة )) , ترى هل الأغاني تؤثر على صحة الإنسان العقلية والروحية؟ و هل سماع الأغاني وعشقها يصيب الإنسان بالإدمان؟ وما السر النفسي وراء تلاعب الموسيقى بمشاعرنا ؟ تتسامى ألأرواح وتبتهج عند سماع ألأغاني التي تضرب على وتر ألأحاسيس وتسحبها الى فضاءات من عشوائيات موسيقى غموض الأرواح السارة , وتندفع الحناجر بمقامات عالية القرار تتبعها بستات تسحب نياط القلوب .

تغني نهاوند من كلمات والحان الفلكلور السوري اغنية يقول مطلعها : ((يا فجر لما تطل .. ملون بلون الفل ..صحي عيون الناس .. محبوبي قبل الكل )) , تلك ابيات كتبت بماء الذهب , وكتابات تحاكي القلوب , أي مشاعر فرح وهياج وعاطفة تطلقها هذه الكلمات البسيطة , هذا هو التَكثيفٌ الوُجودي للمَعنى الشِّعْرِي على الصعيدَيْن النَّفْسِي والاجتماعي , وتَجميعٌ لِشَظايا مُوسيقى اللغةِ في صُوَرٍ فَنِّية عابرةٍ , وهذه كلمات مُسافرة أبدية إلى رُوحِ المتلقي وفلسفته.

الفرح هو لذة في القلب لنيل المشتهى , والكلمة ترادف السرور والحبور والجذل والغبطة والبهج والارتياح والاستبشار والاغتباط وَ الرِّضَا , وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ المؤمنون: 53 وَالسُّرُورُ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ آل عمران 170.

تقوم الطريقة «المولوية» على عناصر ثلاثة أساسية هي : الموسيقي , الرّقص وإنشاد الشعر, وحصراً شعر مؤسّسها جلال الدين , وهو القائل : ((هناك طرق عديدة تؤدّي إلى الله , وأنا اخترت طريق الرقّص والموسيقى )) , لخص «الرومي» عظمة الموسيقى بقوله : (( في توقيعات الموسيقي يختبئ سرّ لو كشفت عنه لتزعزع العالم )) , فالموسيقى , إحدى الركائز الأساسية في المولوية , وتسمى (السمع) , ويعتبرها مُريدو المولوية, رحلة روحية تسمو فيها النفس إلى أعماق العقل والحب وطريقاً للوصول إلى الكمال , والشاعر الشيخ , الذي كان تصوّفه مزيجاً من الروحانيَّة والحِكمة , غاص في أعماق الإنسان , ففاضت أشعاره في كل المعمورة حُبّاً وحِكمةً , ليبلغ أرقى درجات العبقريَّة الشعريَّة , من عقله وقلبه , بزغت شمس موسيقى نايٍ حزينة , جذابة تعبر عن قهر المظلومين , وانسجمت معها رقصة (المولوية) التي سبت العقول على مدى سبعة قرون متواصلة ولا تزال , فعلماء الموسيقى يعتبرون أن الطريقة المَولوية الصوفية , هي المؤسس والمسؤول الأول عن ظهور واستمرار هذه الموسيقى .

هل تذكرون أغنية نجاة الصغيرة ( ساكن قصادي ) التي شكلت الضمير العاطفي لأيام مراهقتنا في الستينات ؟ أتذكرون تلك الموسيقى البهيجة التي تسبق مقطع : ( وفي يوم صحيت على صوت فرح , بصيت من الشباك ... زينة وتهاني وناس كتير دايرين هنا وهناك .. شاورولي بإيدهم وقالولي عقبالك ) , كيف تشعرنا الأنغام بقدوم مشهد الأفراح قبل ان تبدأ نجاة بالكلام , فننسى أنفسنا ونتفاعل معها بطرب أخاذ ؟ موسيقى تراها الناس وهى تسمعها , يالها من مشاعرسارة تبث في صدورنا فلا نعلم كيف نستهام , لازلت أتأمل تلك الموسيقى بعقلي , فيرتوي قلبي , ويمس رُوحي شغفُ الانبعاث.

وللشعراء شموع تحترق في نزيف الكلمات , تجمعنا مع النص , تجليات موسيقية ترفعنا الى درجة الملكوت , وقد تَخْدِشُ الرُوحَ أحزانٌ فتبكيها , فتبحثُ الرُّوحُ عن رُوحٍ تُسَلّيها , داويتُ بالأمسِ أرواحًا مُجَرّحةً , واليومَ تُجْرَحُ رُوحي مَنْ يُدَاويها ؟ فياحبيب الروح تسامى وقل للمدى .. كيف مات الورد واعتل الندى...أنا في اشتياق وفي ترياق أغانيك هدى.. زد لصلاتك ركعا , وزد للقبل رطبا .

الغناء والموسيقى ليس الصوت العذب فقط , وإنما جدلية الصوت مع الصمت , تراقص الأضداد الذي يصنع لهذا الكون طعما , ربما ومتى تحقق ذلك المرور إلى ساحة الهناء , تعرج تلك الروح في مقامات من العلو الذي يخول لها استلهام الحقائق التي تعرض لها في مستقبل الأيام , لتبني لها صرحا مجيدا قوامه انسان محب , ذلك الشعور الذي نحسه و تستجيب له حواسنا بتلقائية , بل سيصبح انتقالا لحال أفضل كان لابد منها لنصبح أقوى و أعلى و أنقى , هو سمو لمعارج النور و الجمال الروحي .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة القراءة الثانية .
- مقامة دندنة مع بعقوبة السبعينات .
- مقامة المجانين ( المقامة المطولة ) .
- مقامة قربانك نجلاء .
- مقامة حلم بمدن فاضلة .
- مقامة السعادة .
- مقامة أبا بيدر .
- مقامة التناقضات .
- مقامة العراق , تتبغدد .
- مقامة الهمسة .
- مقامة المبدعون .
- مقامة الشعر الزهيري
- مقامة واقعية القرن العشرين .
- مقامة فتوحات مولوية .
- مقامة الأضداد .
- تقاسيم على مقامات الأعراب .
- مقامة الحرية و الجهل .
- مقامة الراقصة والطبال .
- مقامة الجفاف العاطفي .
- مقامة الأحلام .


المزيد.....




- دور غير متوقع للموسيقى في نمو الجنين!
- الممثلة السعودية ميلا الزهراني بمسلسل -فضة- في رمضان
- منظمة -الرواية اليهودية الجديدة- تندد بشكل لا لبس فيه خطة تر ...
- أفراد يحتجون.. إطلالة على علم النفس الاجتماعي للاحتجاج
- الشرطة تناشد الشهود لتزويدها بأفلام وصور إطلاق النار في المد ...
- المشهور الغامض.. وفاة الفنان المصري صالح العويل
- جسد شخصيته في فيلم -الشبكة الاجتماعية-.. جيسي أيزنبرغ لا يري ...
- مع ختام معرض الكتاب.. متى يعلن وزير الثقافة واتحاد الناشرين ...
- لوحات 18 فنانا مصريا تشارك في معرض لوحة في كل بيت بأتيليه جد ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صالح العويل


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة أغاني التسامي .