|
حصان افلاطون (قصة سريالية)
غالب المسعودي
(Galb Masudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8098 - 2024 / 9 / 12 - 00:13
المحور:
الادب والفن
في عالمي، حيث تتشابك الأحلام مع الواقع، اسهر رفقة كاس نبيذ أحمر وسيجار، كان حلمي فلسفيا حلمت بحصان يُدعى حصان افلاطون...! لا اعلم لماذا حصان أفلاطون، لا يرتدي الغمامات، لم يكن حصانًا عاديًا، بل يمتلك قدرة غريبة على رؤية الأمور من زوايا غير مرئية للآخرين، رغم مهارته في الجري، كان دائمًا يخسر السباقات، قرر حصان أفلاطون أن يستسلم، لكنه وجد نفسه في حقلٍ مليء بالحشائش ذات الأوراق الضيقة، التقى بفراشة تتلألأ بألوان قوس قزح، قالت له: لماذا تبدو محبطًا، أيها الحصان؟ رد: أنا دائمًا أخسر، لا أريد أن أستمر في المحاولة ابتسمت الفراشة وقالت: الخسارة ليست نهاية، بل بداية، انظر إلى ما تخفيه الخسارة من جمال...! فكر حصان أفلاطون في كلماتها وعاد إلى السباقات، لكنه قرر أن يركض لأجل المتعة، وليس للفوز، مع مرور الوقت، بدأ يُلاحظ الأشياء من حوله، ضوء الشمس المنعكس على حبات الندى، صوت الرياح بين الأشجار، وضحكات الأطفال الذين يشاهدونه كلها قد تغيرت الى موسيقى صباحية، في سباقه التالي، لم يكن لديه أي طموح للفوز، عندما عبر خط النهاية، أدرك أنه كان يتفوق على نفسه، اكتشف معنى جديدًا للحياة، بعيدًا عن فكرة الفوز والخسارة، بينما كان يقف وسط الزهور، شعر بأنه أصبح بالفعل الفائز، لأن كل لحظة عاشها كانت مليئة بالسعادة والحرية، هكذا، أصبح حصان أفلاطون رمزًا للفخر في قريته، حيث علم الجميع أن الحصان الخاسر دائمًا يمكن أن يربح إذا تعلم كيف يعيش اللحظة. تساءلت الفراشة: هل خسارة حصان افلاطون نابعة من كونه حصان فيلسوف ام هناك ضغوط سريالية؟ بوصفه "حصان فيلسوف"، يمتلك نظرة عميقة حول الحياة. ينظر إلى السباقات كوسيلة للتعبير عن الذات بدلاً من هدف لتحقيقه، مما يجعله يشعر بالانفصال عن مفهوم الفوز. العالم الذي يعيش فيه مليء بالرموز والغرائب. السباقات ليست مجرد تنافس، بل تعبير عن صراع داخلي. الضغوط من البيئة المحيطة تضيف طبقات من التعقيد على تجربته، مما يؤدي إلى شعوره بالخسارة. القبول بالخسارة تعكس تحرره من توقعات المجتمع. بينما يسعى الآخرون للفوز، يكتشف أفلاطون معنى جديدًا في الاستمتاع باللحظة، مما يجعله "يخسر" بطريقة تعكس فوزه الذاتي. من خلال عودته إلى الطبيعة واكتشاف الجمال في التفاصيل الصغيرة، يتحول تركيزه من المنافسة إلى التقدير، مما يمنحه شعورًا بالنجاح الحقيقي. الخسارة ليست مجرد نتيجة لكونه حصانً فيلسوفً، بل هي أيضًا نتاج للضغوط السريالية التي تحيط به. هذه الخسارة تدفعه لاكتشاف نفسه والتواصل مع جمال الحياة، مما يجعل تجربة غنية ومعقدة. يمكن له أن يتواصل مع الحيوانات والنباتات من حوله، مما يمنحه رؤى جديدة. قد يجتمع مع طيور تغنيه عن فلسفته، أو شجرة تتحدث عن الزمن في عالم سريالي، يمكن أن يسافر عبر الزمن، حيث يلتقي بأفكار الفلاسفة العظماء أو بشخصيات تاريخية، مما يساعده على فهم أعمق للوجود يمكن أن يتحول إلى رمز، مثل "الحصان الخيالي" الذي يمثل الأحلام والطموحات، مما يلهم الآخرين لتغيير طريقة تفكيرهم ينطلق في مغامرات عبر عوالم مختلفة حيث يكتشف نسخًا مختلفة من نفسه، مما يسمح له بفهم خياراته وتأثيراتها على حياته. من خلال خياله، يمكنه أن يبتكر فنونًا وابتكارات تتجاوز الحدود التقليدية، مما يجعله مصدر إلهام للفنانين والمفكرين برؤيته الفريدة للحياة، يمكنه التأثير على المجتمع من خلال تغيير مفهوم النجاح، وتحفيز الآخرين على البحث عن المعاني الأعمق. بفضل قدراته السريالية، يمكن لحصان أفلاطون أن يصبح رائدًا في تغيير مسارات الحياة من حوله، من خلال استكشاف عوالم جديدة، والتواصل مع الطبيعة، وإلهام الآخرين برؤاه الفلسفية عالم يتجاوز المادي، حيث تعيش الأفكار خالصة. هنا، يمكن لحصان أفلاطون أن يتفاعل مع المفاهيم مثل العدالة والجمال والحب، ويتعلم كيف تؤثر هذه الأفكار على الواقع هناك عالم مليء بالزهور التي تتحدث وتشارك حكمتها. كل زهرة تمثل فكرة أو شعورًا، مما يساعد حصان أفلاطون على فهم الروابط بين المشاعر والفلسفة في هذا العالم، يمكن للزمن أن يتداخل. يمكن لحصان أفلاطون أن يعيش لحظات من الماضي والمستقبل في نفس الوقت، مما يمنحه رؤى حول كيفية تأثير القرارات على مسارات الحياة عالم حيث تتغير الألوان وفقًا لمشاعر الكائنات. يمكن لحصان أفلاطون أن يتعلم كيف تؤثر العواطف على الإدراك، وكيف يمكن للفن أن يعكس تلك العواطف، هنا يمكن لحصان أفلاطون أن يرى نسخًا متعددة من نفسه، كل نسخة تعكس قرارًا مختلفًا اتخذه في حياته. هذا العالم يساعده على استكشاف الخيارات والنتائج عالم تسكنه مخلوقات غريبة وغير تقليدية، مثل طيور بأجنحة من ورق أو أسماك تطير في السماء. يتيح له هذا العالم فهم التنوع في الحياة والتحدي للمعايير عالم يتكون من الأحلام، حيث يمكن لحصان أفلاطون أن يعيش تجارب غير ممكنة في الواقع، ويستكشف كيف تؤثر الأحلام على تفكيره ومشاعره تمتلك خيول الفلاسفة قدرة فريدة على التفكير والتأمل، مما يجعلها قادرة على استكشاف أفكار معقدة وفلسفات عميقة، كأن تكون قادرة على مناقشة مسألة الوجود يمكنها التحدث إلى النباتات والحيوانات، مما يخلق تواصلًا عابرًا للحدود بين الكائنات، ويعكس وحدة الكون تمتلك القدرة على التحول إلى أشكال مختلفة، تعكس أفكارها ومشاعرها، مثل أن تصبح طائرًا أو شجرة، مما يعبر عن مرونة الهوية ،ترى وتسمع وتفهم أشياء لا يراها أو يسمعها الآخرون، مثل الألوان التي تعبر عن المشاعر أو الأصوات التي تحمل الأفكار قادرة على الانتقال بين عوالم مختلفة، مما يمنحها رؤى متعددة عن الحياة والوجود، ويجعلها تتفاعل مع تجارب جديدة تتمتع بخيال واسع وحس فكاهي، مما يساعدها على رؤية الجانب المشرق في المواقف الصعبة ويعكس تفاؤلها، تعيش في عالم مليء بالأساطير والقصص القديمة، مما يمنحها عمقًا تاريخيًا ويعزز من فهمها للرموز والمعاني ترقص على أنغام غير مرئية، مما يعبر عن الفوضى والجمال في عالمها، ويعكس توازنا بين العقل والعاطفة الخيول السريالية للفلاسفة تتميز بصفات تجعلها كائنات فريدة، تعكس تداخل الفلسفة والفن، وتفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتجربة بعد خوضه هذه التجارب الفلسفية والسريالية، تمكن حصان أفلاطون من اكتشاف ذاته الحقيقية. تجاوز مفهوم الخسارة وبدأ في فهم معنى النجاح من منظور جديد ليصبح رمزًا للحكمة والحرية، حيث يُلهم الآخرين بقدرته على رؤية الجمال في الخسارة وتجربة الفوضى يبدأ في البحث عن المعاني العميقة في الحياة، حيث يتفاعل مع الطبيعة والكون، مما يفتح له آفاقًا جديدة من الفهم يتعلم أهمية العيش في اللحظة، ويبدأ في تقدير كل تجربة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مما يجعله أكثر توازنًا وسعادة يصبح معلمًا للخيول الأخرى، يشاركهم دروسه حول الفلسفة والسريالية، مما يساعدهم على فهم تجاربهم بشكل أفضل يتحرر من الضغوط الاجتماعية والتوقعات، مما يسمح له بالعيش بحرية أكبر، ويعكس ذلك في سلوكه وتفاعلاته مع الآخرين يستمر في استكشاف العوالم السريالية، حيث يكتشف جوانب جديدة من نفسه ويواجه تحديات جديدة، مما يعزز من تجربته الحياتية مصير حصان أفلاطون الخاسر بعد تجربته الفلسفية والسريالية هو تحول جذري، حيث يصبح رمزًا للحكمة والحرية، ويكتسب فهمًا أعمق للحياة، مما يجعله يعيش تجربة غنية ومليئة بالمعنى، اظهرت هذه شخصية حصان افلاطون كيف يمكن أن تكون الخسارة جزءًا من التجربة الفلسفية، وكيف تؤثر على الأفكار والرؤى، مما يعكس تعقيدات الحياة البشرية، استيقظت من حلمي عندما رش شخص ماء الاسطبل على وجهي بعد هذه الغفوة الحلمية، شعرت بشيء من الانتعاش والحيوية، استمتعت بحلمي، لكني شعرت بالإحباط بسبب انقطاع تلك اللحظة قد احتاج لحظات لفهم ما يحدث سيكون مزيجًا من الدهشة والانتعاش مع قليل من الارتباك من تأثير البرودة المفاجئة .
#غالب_المسعودي (هاشتاغ)
Galb__Masudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذكاء الساخر(قصة سريالية)
-
الإنسان الفيروس( قصة سريالية)
-
الاتجاه العلفي (قصة سريالية)
-
كروش مبتسمة ( قصة سريالية)
-
كلاب الزينة المدللة (قصة سريالية)
-
يوتوبيا الواقواق (قصة سريالية)
-
سقراط و زينوفيا ( قصة سريالية)
-
ظفر أحمر متلاشي ( قصة سريالية)
-
حمار بوريدان (قصة سريالية)
-
صعود الهرمونات ( قصة سريالية)
-
الهروب (قصة سريالية)
-
طيران اسطوري ( قصة سريالية)
-
حكاية دجاجة (قصة سريالية)
-
طبيعة سريالية(قصة سريالية)
-
ساعتي بعقرب واحد قلق (قصة سريالية)
-
إعادة التدوير فلسفية (قصة سريالية)
-
قمر مكعب واصابع مثلثة (قصة سريالية)
-
حروب رمزية (قصة سريالية)
-
بريكنك باد، ستيت كوم (قصة سريالية)
-
بحث مكثف عن الجمهور(قصة سريالية)
المزيد.....
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|