أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - همسات مع نص/ جذوة الحرب/ للشاعرة رفعة يونس














المزيد.....

همسات مع نص/ جذوة الحرب/ للشاعرة رفعة يونس


زياد جيوسي
كاتب واعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 20:17
المحور: الادب والفن
    


يهمسها: زياد جيوسي

جذوة الحرب.. نص من قلب مكلوم لكنه ينظر للأفق الموشى بالدماء، فيرى الفجر القادم.. فجر الحرية، فالحرية لا تأتي دون تضحيات جسام، وليس هناك من عدو يتنازل إن لم يكن ثمن التنازل من دماء جيشه ومن جبن شعبه، فكان هذا النص مستمدا من أسطورة الصمود الفلسطيني في غزة وفي كل الوطن المحتل، وإن كان القطاع قد دفع الثمن الأكبر والأقسى من دماء أهله في ظل صمت عربي وإسلامي مريب من الحكومات، بينما الشعوب تغلي من القهر والألم، ونلاحظ أن الشاعرة بدأت نصها بشطر "من صفر المسافة ...نبدأ" وهذا المصطلح الذي ابتدعة المقاومون وهم يدمرون أقوى الدبابات والناقلات من مسافة الصفر، فأصبح للصفر معنى آخر، وتكمل وهي ترقب مساحات الدمار والركام المتراكم اليد السمراء التي ستعيد البناء فتقول: "نبني من تلة الدمار، صروحا"، وتواصل الأمل واستشراف الغد بالقول: "من كومة في الرماد، بروجا".
الشاعرة رفعة يونس وهي المحرومة من وطنها تطل من "كوة فجر بهي" تراه في الأفق، وفي الفجر البهي المشتعل من "جذوة الحرب" في غزة وطولكرم وجنين والخليل ونابلس وكل محافظات الوطن وفي كل بقعة من الوطن، ومن دمار غزة ودمار المخيمات في الضفة "تطل على عتم الخطوة الآتية"، فتصرخ مع الأسود المقاومة: "نحن لا هون يكبلنا، إن طف الهوان بأرجائنا"، فنحن شعب في كل بقعة "أمواج من غضب"، ونحن في مقاومتنا وفي مواجهة الموت بابتسامات الحلم بالحرية الآتية "نحن عطر الورد، على شرفات الموت"، فلا بد أن يأتي الفجر وتشرق الشمس متوهجة كما توهجت أودية إمتلأت بدماء الشهداء، ولا بد أن يشرق هذه الفجر "بسمة صبح شهي، لا ينتهي".
فالفرح آت حتى "إن فاض الدمع بأعيننا"، وتصبر الخنساوات وتزغرد حتى "إن جرى دمنا.. في الأرض، جداول"، فالمؤمنات بالله والفرج القادم يدفعن بأبنائهن للمقاومة في ساحات الشرف حتى لو "إنتثرت في الآماد، أشلاؤنا"، فالأمهات يقتطفن الابتسامات "من ثغر شهيد، في عرسه"، ويطلقن "زغرودة شوق.. قد صدحت"، وفي جنازات الشهداء إن كان هناك بالإمكان جنازة، نرى "سلال زهور.. قد انهمرت، شلالا.. على قبره"، فالشهيد حين كان حيا قبل أن ينتقل ليحيا في الحياة الأخرى، نرى أنه كان في الحياة الدنيا "أسد.. إن عم الضيم، إن أشعلت جذوة للحرب".
والشعب لا يستكين ولا يستسلم حتى "إن غاب الجمع"، ويصرخ الأحرار "فيا وحدنا.. كنا"، لكن نقاوم حتى لو بالحجر فنحن "جحيم، آتون يحرق أخضرهم، قبل يابسهم"، ويردد الأحرار: "وحدنا، سحبا للموت، ستملأ كل سماءاتهم"، ويصرخون "في وجه الطغمة الباغية": "سنبقى.. هزيج السنابل، عرس الربيع، وموجا للحنون"، فشعبنا منذ بدايات القرن الماضي كان وسيبقى "جذور حياة".
نص قوي بالمعنى والكلمات وما وراء الكلمات، مكثف اللغة، معتمد على الرمزية المباشرة، مأنسن للعديد من الرمزيات، ابتعد عن المباشرة الفجة فرسم مجموعة من اللوحات الفنية بريشة الكلمات، وابتعد عن البكائيات التي انتشرت في العديد من نصوص الحرب التي تقترب من عام قاس جدا، فعبرت الشاعرة بجماليات وقوة عن أحاسيس شعبها، شعب لا يستكين.

جذوة الحرب

من صفر المسافة ...نبدأ
نبني من تلة الدمار
صروحا
من كومة في الرماد
بروجا
كوة فجر بهي
تطل على عتم الخطوة الآتية
نحن لا هون يكبلنا
إن طف الهوان بأرجائنا
أمواج من غضب
إن فاض الدمع بأعيننا
إن جرى دمنا ...في الأرض
جداول
وانتثرت في الآماد
أشلاؤنا
نحن عطر الورد
على شرفات الموت
وبسمة صبح شهي
لا ينتهي
من ثغر شهيد
في عرسه
زغرودة شوق ..قد صدحت
وسلال زهور ..قد انهمرت
شلالا....على قبره
أسد ......إن عم الضيم
إن أشعلت جذوة للحرب
وغاب الجمع !!!
فيا وحدنا ....كنا
لكنا جحيم
اتون يحرق أخضرهم
قبل يابسهم...
وحدنا
سحبا للموت
ستملأ كل سماءاتهم
وسنبقى ...هزيج السنابل
عرس الربيع
وموجا للحنون
جذور حياة
في وجه الطغمة الباغية.
رفعة يونس .



#زياد_جيوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضاءة على كتاب حكم العدالة
- مجتمع ووطن وفكر في دروب حائرة
- إضاءة على كتاب كلام وخطا
- عقل وقلب ومشاعر أنثى في ربع قرن
- مقاعد الانتظار في لجوء ستان
- عبير حمودي تروي حكاية العراق بريشتها
- دفء- 2
- أحلام عمَّانية: -بوح- 1
- الجرح النازف في رواية تفصيل ثانوي
- إطلالة على كشكول رباعي متكامل
- حوا بطواش وحياة جديدة
- إضاءة على همسات وتغاريد
- القلم في مواجهة البندقية
- حب وحنين في صبا الروح لسلمى جبران
- ذاكرة المكان في رواية عازفة البيكاديلي
- قراءة بحثية في همس الخوابي
- إضاءة على كتاب: سيرة ومسيرة حكاية انتفاضة
- في فضاءات -يحكى أني-
- مع الشاعرة رفعة يونس ونصها -طقس الحزن-
- مأساة التهجير في قطة فوق صفيح ساخن


المزيد.....




- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - همسات مع نص/ جذوة الحرب/ للشاعرة رفعة يونس