أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي..في زمنين وظرفين مختلفين؛ بدوافع واهداف واحدة















المزيد.....

العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي..في زمنين وظرفين مختلفين؛ بدوافع واهداف واحدة


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 17:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي.. في زمنين وظرفين مختلفين؛ بدوافع واهداف واحدة)
بدأت العلاقات الامريكية العراقية في اواخر القرن التاسع عشر، وعلى وجه التحديد في عام 1888، عندما كان العراق خاضا للسيطرة العثمانية، وفي ذات التأريخ تقريبا بدأت العلاقات العراقية البريطانية. فقد كان العراق حتى وهو تحت السيطرة العثمانية؛ يحظى بالاهتمام الامريكي البريطاني على صعد التخطيط المستقبلي؛ لتهيئة الاوضاع السياسية للوجود البريطاني والامريكي في العراق والمنطقة العربية لما يتمتع به العراق من موقع استراتيجي، ودول المنطقة العربية من مواقع استراتيجية ذات اهمية قصوى للاستراتيجيات الكونية. حين صار العراق لاحقا بعد الحرب الكونية الاولى تحت السيطرة البريطانية، ومن ثم بعد ثورة العشرين؛ حصل العراق على الاستقلال الصوري من المملكة المتحدة، فقد كانت امريكا هي اول من اعترف بهذه الاستقلال الصوري. ومن ثم بعد سنوات، في عام 1936 اصبح العراق عضوا في المنظمة الدولية؛ عصبة الامم، ومن الطبيعي بمساعدة بريطانيا. لكن هذه المساعدة او العون لم تكونا بلا ثمن؛ فقد قامت بريطانيا بربط العراق بعدد من الاتفاقيات؛ سواء الذي ظهر منها الى العلن او التي ظلت راقدة في الظلام او في الدهاليز السرية البريطانية. في هذه السنوات كان لأمريكا سفارة في بغداد، وهي كانت وكما تقول كتب تاريخ تلك المرحلة من تاريخ العراق؛ سفارة نشطة للغاية، واشرفت او تولت الاشراف على بعثات التبشير. مع ان السيطرة على العراق ولا اعني هنا هي السيطرة العسكرية المباشرة ابدا، بل السيطرة بطريقة او بأخرى على السياسة والاقتصاد وعلى الثروات العراقية وبالذات النفط؛ اضافة الى ان بريطانيا كانت قبل ان تمنح العراق استقلاله الصوري؛ قد عملت على ربطه ماليا بالإسترليني؛ بمعنى اكثر دقة وتحديدا؛ احكام السيطرة عليه؛ بالمداخل السياسية والاقتصادية والثروات والمالية، تحكما تاما؛ بما تجعلها قادرة بالكامل على رسم حدود وسعة واهداف المخارج سواء السياسية او الاقتصادية او المالية. كما انها احتفظت بقاعديتين جويتين في الحبانية وفي الشعيبة؛ في استخدامها عند الضرورة في حالة حدوث تمرد او ثورة على (النظام الملكي الحليف.. او الشريك.. او الصديق.. او التابع.). فعلا في اثناء الحرب العالمية الثانية؛ عندما رأت حكومة رشيد عالي الكيلاني؛ من الضرورة ان لا يكون العراق طرفا في هذه الحرب التي ليس له فيها لا ناقة ولا جمل؛ اعلن حياد العراق في هذه الحرب. غير ان النظام الملكي الذي كان في حينه يقود السلطة فيه، الوصي عبد الالة، الذي هرب خارج العراق. فما كان من بريطانيا الا ان اعادت احتلال العراق عسكريا؛ بقوات استقدمتها لهذا الغرض مع الاستعانة بالقوات الجوية في قاعدتي الحبانية والشعيبة؛ واعادت الوصي والنظام الملكي الى السلطة في العراق. تم بعدها نفي رشيد عالي الكيلاني وتم اعدام اربعة قادة عسكريين، من قادة الثورة.. امريكا كانت قد ايدت كل قامت به بريطانيا في العراق. لاحقا بعد سنوات شجعت وايدت اقامة حلف بغداد في مواجهة المد الشيوعي، بل انها هي من دفعت بريطانيا على هذه الخطوة؛ فقد كانت امريكا مستغلة ضعف بريطانيا في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، ليشتد هذا الضعف في تأميم قناة السويس؛ وفشل العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي على مصر عبد الناصر، او على مصر الثورة؛ قد قامت في بناء مراكز تأثير ونفوذ لها في العراق، وايضا في بقية دول الخليج العربي وبالذات في السعودية، بعد اكتشاف النفط فيها؛ لتصبح السعودية تحت الحماية الامريكية؛ النفط مقابل الحماية، في الاتفاق الشهير بين ملك السعودية والرئيس الامريكي في وقتها، على ظهر البارجة الامريكية، في السنة الاولى من النصف الثاني من عقد الاربعينيات. وايضا في الاردن التي صنعتها بريطانيا كدولة على الضفة الشرقية لنهر الاردن، واضافت لها اراضي من الحجاز والعراق كما تقول المصادر التاريخية بهذا الخصوص. صناعة الاردن كدولة في الضفة الشرقية لنهر الاردن؛ كانت الغاية منها هي اولا ان تلعب دورا يؤكل لها مستقبلا؛ بفعل افتقارها للموارد التي تجعل منها دولة ذات سيادة وقرار مستقل، اي انها بتأثير وضغط وفعل هذه الحاجة؛ لسوف تلعب، وقد لعبت في العقود التالية؛ ما سيؤكل لها من دور وادوار؛ قامت الحكومة الاردنية بادئها تماما وثانيا جعل اليهود سواء ما جاء منهم الى فلسطين في الهجرة المليونية الشهيرة، على ما تبقى من فلسطين بعد سلخ الضفة الشرقية لنهر الاردن من فلسطين؛ بالهجرة وهم العدد الاكبر والاضخم او من كانوا اصلا في فلسطين وهم اقلية حتى بعد فصل الضفتين عن بعضهما. في كل هذا كان الدور الامريكي هو الاكثر فاعلية، بل هو المشارك في كل ما قامت به بريطانيا سواء في العراق او في بقية دول الخليج العربي او في بقية دول المنطقة العربية؛ بحيث انها اي امريكا حين تراجع الدور البريطاني، بل حين صار لا تأثير يذكر له؛ حلت محلها كقوة نفوذ وسيطرة وكقوة استعمارية بثوب جديد وحديث؛ براق ولامع يخفي عن العيون الباصرة وليست المبصرة حقيقتها؛ كما هو يحدث الآن من خطاب امريكي سياسي ودبلوماسي كذاب ومخادع. ان امريكا بخطابها هذا، وبأداتها في دول المنطقة العربية،( النظام الرسمي العربي) وبالذات في دول الخليج العربي؛ تلعب الآن، لعبة خطيرة على حاضر ومستقبل الشعوب العربية وفي المقدمة شعب فلسطين العربي. في تلاطم امواج هذه الظروف السياسية سواء في العراق او في بقية دول المنطقة العربية؛ تفجرت ثورة الرابع عشر من تموز؛ لتقضي على النظام الملكي وتقيم على انقاضها النظام الثوري الجمهوري. ان هذه الثورة ما كان لها ان تقوم وتنجح لولا تهيئة الظروف الموضوعية في السياسة والثقافة وفي المجتمع بنشاط القوى والاحزاب الوطنية والتقدمية؛ التي ناضلت من اجل او على طريق تحرير العراق من سيطرة ونفوذ المستعمر البريطاني، بأداته، النظام الملكي. هذه القوى السياسية هي التي قامت بدعم الثورة وقرارات الثورة التي بدأت اول خطواتها على طريق تحرير الاقتصاد العراقي واحداث تنمية لموارده وقدراته على طريق النهوض وتغيير الواقع المزري والبائس الذي ورثته من النظام الملكي التابع لبريطانيا خلال اربعة عقود من السيطرة الاستعمارية البريطانية، غير المباشرة، إنما كلية التأثير والنفوذ والاستغلال ومصادرة القرارين السياسي والاقتصادي، بوكيلها النظام الملكي الذي يحكم العراق صوريا؛ والتي اشتركت امريكا معها في هذه السيطرة في العشرين سنة التي سبقت تفجر ثورة تموز. انها حقا ثورة وليست انقلابا؛ لأنها حررت الانسان العراقي وهنا اقصد الفلاح تحديدا بقانون الاصلاح الزراعي حسن السمعة والتأثير والتغيير والتحول الحضاري بفتح كل ابواب المستقبل، وايضا قانون رقم 80الذي قيد حركة الشركات البريطانية، والذي منعها من الاستكشاف والتنقيب والحفر خارج رخصة الامتياز سيء السمعة والهدف في استغلال ثورة العراق النفطية، بل استخدمتها بريطانيا، اداة تتحكم في قرارات العراق السياسية والاقتصادية. هذه الثورة لم تعمر سوى اربعة سنوات واربعة اشهر؛ لتبدأ بعدها، سلسلة من الانقلابات والحروب والحصار الجائر والظالم بسبب خطيئة العراق بغزو واحتلال الكويت. بصرف النظر عن اسباب وموجبات هذه الخطيئة، لكنها وفي كل الاحوال وفي كل القراءات والتحليلات السياسية، على الاقل من وجهة نظر كاتب هذه السطور المتواضعة؛ تظل خطيئة بكل التصورات والمقاييس؛ لأنها هيئة الظروف وفتحت كل الابواب وكل النوافذ للمشروع الامريكي الاسرائيلي في العراق وفي كل دول المنطقة العربية. الذي بدأ تنفذه بغزو واحتلال العراق من امريكا الغزوات والاحتلالات ليس في العراق فقط، بل في كل العالم الثالث، حيث يكون الظرف الدولي والاقليمي والداخلي ملائما ومناسبا لها في الذي يخص الغزو والاحتلال كما قد حصل لها في غزو واحتلال العراق. السياسة الامريكية في الغزو والاحتلال؛ لم تكن في بداية القرن الحادي والعشرين، بل في كل التأريخ الامريكي، بما فيها سنوات التأسيس لها من قبل المهاجرين الانجلو سكسون. ان الاحتلال البريطاني للعراق قد انتهى في عام 1958، ولا اقصد هنا هو الاحتلال العسكري المباشر، بل الاحتلال السياسي والاقتصادي بواسطة وكيل المستعمر البريطاني في حكم العراق الا وهو النظام الملكي، الذي ناضلت من اجل ازاحته عن صدر الوطن؛ القوى والاحزاب الوطنية والتقدمية؛ حتى كان لها ما سعت وناضلت من اجله لسنوات عديدة.. كذلك النفوذ والسيطرة الامريكية على العراق لسوف ينتهي ذات يوم قريب من الآن، وما اقصده ايضا هو الاحتلال غير المباشر، بمصادرة القرار السياسي والاقتصادي بواسطة السيطرة المالية التي تتحكم بها ومن خلالها بالقرار العراقي السياسي والاقتصادي؛ بالإرادة الصلبة للعراقيين كل العراقيين على هذا الطريق، طريق السيادة الكاملة، والقرارين المستقلين، السياسي والاقتصادي.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي..في زمنين وظرفين م ...
- فلسطين: المقاومة لسوف تستمر
- لا ولم ولن يكون هناك استقرار وسلام وتعاون وتفاعل بين دول الم ...
- المقاومة الفلسطينية.. سوف تنتصر وان طال عليها الزمن وتآمر عل ...
- الانتظار المفتوح زمنا في الرد على جرائم اسرائيل.. يخدم اسرائ ...
- قراءة في رواية احدب نوتر دام..سرديات التنوير
- دولة الاحتلال الاسرائيلي تواصل اشعال الحرائق وتستمر بذبح الف ...
- العراق: شعب واحد في وطن واحد
- سياسة الاغتيالات الاسرائيلية لقادة المقاومة: تعكس العجز واله ...
- قراءة في اللوبي الاسرائيلي في السياسة الخارجية الامريكية/3
- امريكا شريكو لكل سياسة الاغتيالات الاسرائيلية
- في ذكرى ثورة 14تموز المجيدة ولو متأخرا
- خطاب نتنياهو امام مجلسي الكونجرس، النواب والشيوخ: اكاذيب واو ...
- خطاب نتنياهو اماما الكونجرس الامريكي بمجلسيه النواب الشيوخ: ...
- فلسطين- الاوطان العربية: هناك محوران مصارعان فيهما
- مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة: لعبة تكتيكية امريكية اسرائيل ...
- قراءة في اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية
- انبوب البصرة- العقبة: مشروع امريكي؛ لن يكت حظا له، ابدا، من ...
- العلاقات الامريكية الاسرائيلية السعودية.. متى بدأت والى اين ...
- الحرب بين اسرائيل والمقاومة اللبنانية قادمة في المقبل من الز ...


المزيد.....




- سفير بريطانيا في الأردن يوضح سبب وقف العمل بنظام -التأشيرة ا ...
- مشاهد توثق الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (فيديو)
- تونس.. رفض جميع مطالب الإفراج عن المرشح الرئاسي العياشي زمال ...
- مجلس الأمن يجدد عقوباته على السودان
- جرة أثرية يتجاوز عمرها 3 آلاف عام تُرمم وتعود للعرض بعد تحطم ...
- روسيا تحذر الغرب من استهدافها بصواريخ بعيدة المدى من أوكراني ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يستقبل مدير عام شركة -روس أوبورون ...
- تونس.. الخميس انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية في الخارج
- مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يداهم منزل موظفة في RT وي ...
- المغرب يجدد دعوته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة


المزيد.....

- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي..في زمنين وظرفين مختلفين؛ بدوافع واهداف واحدة