رقابة متعددة على المطبوعات الجديدة في سوريا(4)

كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا تربطني أي علاقة بالنشر الورقي وأكرهه بسبب الرقابة المتعددة على النشر فيه كي يأتي متوافقا مع مدير التحرير ومن وراءه ,وعندما دخل النشر الالكتروني الى السوق أوائل هذا القرن وبدأ ينشر لكتّابه بدون أي تغيير في كتاباتهم فرحت جدا وشاركت في النشر الالكتروني بغزارة وخاصة في نشرة الحوار المتمدن ونشرة كلنا شركاء . بقي الحوار المتمدن وفيّا لمبادئ النشر حتى كتابة هذه السطور ولا رقابة عنده وهو ينشر الرأي والرأي المخالف وينشر لكل من يرسل له مقالا دون ان يحذف منه حرفا واحدا على عكس نشرة كلنا شركاء وصاحبها سيئ الذكر وشركاؤه الجدد في الرقابة .

أصبح لي قراء كثيرون والحمد لله وأكثر ما نال إعجابهم ردّي على برهان غليون حيث عارضت مقاله الشهير في الحوار المتمدن – فصل الديمقراطية عن اللبرالية شرط تعميمها في العالم العربي- بمقال عنوانه – ربط الديمقراطية باللبرالية شرط تعميمها في العالم العربي- .

كان عضو مجلس الشعب اللبرالي رياض سيف مسجونا آنذاك ولكنه ( مغنّج ) كونه عضو مجلس شعب’ فقد كان النشر الالكتروني والورقي متاح له يوميا . على ما يبدو قرّر التعرف عليّ بعد قراءته هذا المقال بالذات اثر خروجه من السجن وقد جرى ذلك فعلا .

أصبحنا صديقان وقد طرح عليّ المشروع التالي : تأليف كتاب مشترك عن مرحلة الخمسينات, أنا أشارك في الجانب السياسي وهو يشارك في الجانب الاقتصادي فلديه إحصاءات جمعها من الجريدة الرسمية في السجن . وافقت على ذلك فورا وبدأت العمل بمشروعي بعد ان أعطاني مذكّرات أكرم الحوراني ومذكرات خالد العظم وكثير من الكتب عن مرحلة الخمسينات لأبدأ بالعمل. لكنه عاد من جديد الى السجن بسبب الخلاف بينه وبين أهل الحكم. قابلت القاضي المسوؤل عن اعتقال صديقي رياض وطلبت منه السماح لي بزيارته كونه صديق خاص لي وقد استجاب لطلبي بعد أخذ ورّد .كنت أزوره في السجن كل ثلاثة او أربعة أشهر حسب إمكانياتي وما يكلفني ذلك من سفر بين دمشق واللاذقية . وكنت اخبره بأنني متابع لعملي من اجل نشر الكتاب المشترك.

زرته في الأسبوع الأول من الإفراج عنه حاملا نسخة من عملي , لكنه كان محطما وأجابني حرفيا - أنا باقي لي عدة سنوات من عمري سأعيشها بين أهلي متنقلا من مطعم الى مطعم وليس من فرع أمني الى آخر ورجاني ألّا أعود لزيارته في بيته .

- قلت لك يا أبا جواد عُدْ الى معمل القمصان واعمل في الاقتصاد فقد يكون في عملك هذا فائدة لنا ولك بدلا من العمل السياسي حاليا ولكنك أصرّيت فأجبتك :من يلعب مع القط عليه ان يتحمل ...الخ .

- أكملت مشروعي بمفردي ليصبح مختص بالجانب السياسي فقط .

اكتملت المخطوطة وقد سميتها – من المؤتمر السوري الى المجلس الوطني السوري - وأرسلت نسخة منها الى صديقي الدكتور رضوان زيادة في أمريكا فقال : عمل أكثر من رائع . وسأحمله الى دار الريس في لندن من جل النشر.

بعد أسبوعين فهمت منه أن الدار تحتاج الى سلفة مالية كالعادة قبل البدء بالطباعة وانا يشهد الله لا قدرة لي على ذلك فأنا مجرد مدنيا وممنوع من العمل في دوائر الدولة وأعاني من مشكلة تأمين لقمة العيش لعائلتي بشكل يومي فأجابني الدكتور رضوان سأحمل المخطوطة الى مركز الأبحاث ودراسة السياسات في قطر وسأنشره لك هناك من دون ان تدفع قرشا وعلاوة على ذلك سيصرفون لك مبلغا محترما نتيجة جهدك فيه فما رايك ؟واجبته : عزمي بشارة يكرهني بشدة ولن يطبعه لك يا صديقي.

في تلك الأثناء كنت اعمل في لجنة اعلان دمشق في اللاذقية وكنّا على وفاق تام مع قيادة الاعلان فأخبرتهم بمشروعي وأرسلت المخطوطة لهم فأعجبتهم ووافقوا على نشرها على نفقة اعلان دمشق الى أن هاجموا صديقي رياض سيف بسبب تشكيله الائئتلاف والمشاغبة على المجلس الوطني وأجبتهم.كان من المفروض الا تشاركوا في المجلس وهو يعقد جلساته في قطر . رياض منسجم مع نفسه أكثر منكم هو في الخارج وانتم في الداخل لماذا لم تفكروا في عقد المجلس داخل سوريا وهنا أجابوني : كلامك علينا اخطر من كلام السلطة. ذاد الطين بلة تقرير جديد اصدرته لجنة اعلان دمشق في اللاذقية تقول فيه: ان الغنى والتعدد الذي تسير عليه لجنة اللاذقية يخدم الاعلان - الذي بدا في أللآونة الأخيرة وكأنه حزب ماركسي لينيني في التنظيم- اكثر مما تخدمه قيادة الإعلان البيرقراطية. طفح الكيل بالنسبة لهم فاعتذروا عن نشر الكتاب معللّين ذلك بشح المال لديهم في الآونة الأخيرة.

مرت السنين وانا أفكر كيف يمكن ان لا يضيع جهدي وانشر كتابي.الى أن لاحت لي بارقة أمل .

لي صديق في اللاذقية لبرالي مثلي وربما أكثر وهو الذي هاجمه حزب قدري جميل في افتتاحية قاسيون المعنونة كما يلي : سرب الذباب اللبرالي منير شحّود في المقدمة . علمت منه انه أصدر كتابين بمساعد دار ميسلون المفتتحة حديثا في تركيا بإدارة حازم نهار قلت في سري ربما الصديق حازم جمع أموالا بجهده وافتتح الدار بعيدا عن قطر فعملت بوصية صديقي وارسلت لدار ميسلون نسخة تجاهلوها مع كل أسف السؤال هنا الى كوادر العارضة السورية هل يمكن ان يفسروا لي سبب عدم نشره من قبل الصديق حازم الناشط هّذه الأيام باسم المعارضة كما نشر لصديقي اللبرالي مثلي ؟؟!!

#كامل_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات