أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 13:06
المحور:
الادب والفن
ظل عتيق بارد.
الاشجار تستتر منعطفا. أنها مهترئة بأستمرار.
شبح برد مستفيق ومطارد. عنه
أصبح قمر الشوارع حزينًا. يرافقني ضوءه الباكي
أمشي ببطء وحيدة. كما الشوارع وهي
تحلم بوشم أقواس مرسومة، في هدوء النوافذ والضباب
استكين أذيال الزهور، رائحة المقاهي حين
تنتزع الكلمات من البنفسج المحتضر
حين أكتم خطواتي بنشيج ضفيرتي الأبيض
اعبر أرصفة ساكنة. باردة أنفاس ينساب عطرها
عبر التويجات اللازوردية الضحية.
أترف نفسي الحزن. شهيقا وزفيرا
أكاد أجتاز الأزقة الساكنة. بأصوات كعب بعيد
أسمعه حزينا
يا للمساء البارد - أكاد به الحزن المبارك
لأغنيتك القديمة الأولى.
أكاد أستفزها ألحن. تنشط تفكيري بهذا البرد الموحش
أستمع إلى الحزن وهو يتلذذ بتعذيبي
أشتهي الشاي الكحلي الداكن
يشرب بعمق الصمت من عطر حزن
شوارع أيلول. من طاولات المقاهي الفارغة
يا لهذا البرد المعذب
يا للريح الزرقاء الحزينة
يا للأرصفة الصماء.
يا للشاي الانفرادي
الذي يتلذذ الحزن حتى بدون ندم أو خداع،
يترك للقلب خلوة بتجريف الخطى عن الصيف
الذي جمعه، حصاد الحلم والنحل.
لففت ضفيرتي على رقبتي
تجولت حينها، وحملت عيناي مظلتان مطريتان
حاصدة خطوتان إضافيتان ملتصقتان بالرصيف البالي
عندها كان ضوء القمر على الأشجار، في الشوارع الخاوية
وفي الليل، انطوت حقيبتي على ظهري ضاحكة
وظننت أنني رأيت السماء في غطاء نورها الممطر
التي مرت غيومها ذات يوم في نومي دفئها الهادئ
لكن لا أحد سواء في هذه الشوارع. أهدهدها بخطواتي
كأطفال مدللة
وألقط الحزن والبرد من بين يديها نصف المغلقتين
والأزقة الخرساء المعتمة
أشرح لها خطواتي
وهي تساقطت باقات بيضاء من ضفيرتي الطويلة
المعطرة بالريح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 9/11/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟