أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - دماء الحرية /بقلم ألبير كامو - ت: من الفرنسية أكد الجبوري














المزيد.....

دماء الحرية /بقلم ألبير كامو - ت: من الفرنسية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8098 - 2024 / 9 / 12 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


اختيار وإعداد أبوذر الجبوري ت: من الفرنسية أكد الجبوري

"إن باريس التي تقاتل الليلة تريد أن تحكم الغد. ليس من أجل السلطة، ولكن من أجل العدالة، وليس من أجل السياسة، ولكن من أجل الأخلاق، وليس من أجل السيطرة على بلدها، ولكن من أجل عظمتها". (ألبير كامو)

أليكم أدناه المقال للفيلسوف والصحفي الحائز على جائزة نوبل في الأدب ألبير كامو(1913-1960)(). بتاريخ 24 أغسطس 1944 في مجلة Combat(). بين خريف عام 1943 ويونيو 1947، كان رئيس تحرير وكاتب افتتاحية لهذه الصحيفة التابعة للمقاومة الفرنسية.

النص؛

تطلق باريس كل رصاصاتها في ليلة أغسطس. في هذه المجموعة الهائلة من الحجارة والمياه، حول هذا النهر من الأمواج الغارقة في التاريخ، ارتفعت حواجز الحرية مرة أخرى. مرة أخرى، يجب أن تتحقق العدالة بدماء الرجال.

نحن نعرف الكثير عن هذا القتال، ونحن مندمجون فيه جسدًا وقلبًا، ونقبل هذا الوضع الرهيب دون مرارة. ولكننا نعرف أيضًا الكثير مما هو على المحك والحقيقة التي يحملها، ولا نرفض المصير الصعب الذي ليس لدينا خيار سوى مواجهته وحدنا.

وسيظهر الزمن أن رجال فرنسا لم يريدوا القتل، وأنهم دخلوا بأيديهم العارية في حرب لم يختاروها. كم كانت الأسباب هائلة بالنسبة لهم ليضعوا قبضاتهم فجأة على بنادقهم ويطلقوا النار دون هوادة، في ظلام الليل، على هؤلاء الجنود الذين أمضوا عامين معتقدين أن الحرب سهلة!

نعم، أسبابه هائلة. لديهم حجم الأمل وعمق التمرد. إنها أسباب مستقبل بلد أرادوا أن يظلوا لفترة طويلة يفكرون في ماضيه متجهمين. باريس تحارب اليوم لتتكلم فرنسا غدا. الناس يثورون الليلة لأنهم يأملون في تحقيق العدالة غدًا. هناك من يقول إن الأمر لا يستحق ذلك، وإنه بالصبر ستتحرر باريس بتكلفة زهيدة. لكن ذلك لأنهم يدركون بشكل خافت عدد الأشياء التي تهددها هذه الانتفاضة، والأشياء التي كانت ستظل قائمة لو حدث كل هذا بطريقة أخرى.

بل من الضروري أن نوضح الأمر بشكل واضح: لا يمكن لأحد أن يعتقد أن التحرر الذي يتحقق هذه الليلة، وسط هذه الدماء، سيكون له الوجه السلمي والمدجّن الذي يحلو به البعض. هذه الولادة الرهيبة هي ولادة ثورة.

ولا يمكن أن نأمل أن يوافق الرجال الذين أمضوا أربع سنوات يقاتلون في صمت وأيام كاملة وسط هدير السماء والمدافع على رؤية قوى التنازل والظلم تعود بأي شكل من الأشكال. لا يمكن أن نتوقع أن يكون هؤلاء الرجال، وهم الأفضل والأطهر، مستعدين مرة أخرى لفعل ما قضى الأفضل والأنقى يفعله على مدى خمسة وعشرين عامًا، وهو حب وطنهم في صمت واحتقاره في صمت. إلى رؤسائهم. باريس التي تقاتل الليلة تريد أن تحكم غداً. ليس من أجل السلطة، بل من أجل العدالة؛ ليس من أجل السياسة، بل من أجل الأخلاق؛ ليس من أجل هيمنته على بلاده، بل من أجل عظمتها.

ما نحن مقتنعون به ليس أنه سيتم إنجازه، بل أنه يتم تنفيذه بالفعل اليوم، وسط معاناة القتال وعناده. ولهذا السبب، بالإضافة إلى معاناة الرجال، على الرغم من الدماء والغضب، فإن هؤلاء الموتى الذين لا يمكن تعويضهم، وتلك الجروح الظالمة وتلك الرصاصات المسببة للعمى، ليست كلمات خطيئة، بل هي كلمات أمل، وأمل رهيب لرجال معزولين عن مصيرهم، التي يجب التحدث بها.

هذه باريس الهائلة، المظلمة والحارة، بعاصفتيها، في السماء وفي الشوارع، تبدو لنا في النهاية أكثر إضاءة من مدينة النور تلك التي يحسدنا عليها العالم أجمع. إنها تشتعل بكل نيران الأمل والألم، وفيها شعلة الشجاعة الواضحة وكل إشعاع ليس فقط التحرر، بل الحرية القريبة أيضًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 9/11/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع الآسن/ بقلم سلافوي جيجيك - ت: من الألمانية أكد الجبور ...
- الحرب على العراق: الغلاية المستعارة/ بقلم سلافوي جيجيك (1 - ...
- انعدام الأمن الأقتصادي/ بقلم بترند رسل - ت: من الإنكليزية أك ...
- الغسق /بقلم هاينريش هاينه - ت: من الألمانية أكد الجبوري
- لماذا حوكمة المجتمع تأديبيا؟/ شعوب الجبوري - ت. من الألمانية ...
- رد الفعل المطلق عن إطراء الاخصاء/ بقلم سلافوي جيجيك/ ت: من ا ...
- رد الفعل المطلق عن إطراء الاخصاء/
- التوبة والثواب والإماتة / بقلم ميشيل فوكو - ت: من الفرنسية أ ...
- كل دولة دكتاتورية / بقلم أنطونيو غرامشي - ت: من الإيطالية أك ...
- لجة من الشعر الثوري/ بقلم سلافوي جيجيك ت: من الألمانية أكد ا ...
- مختارات مانويل ماتشادو الشعرية - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- ماذا تعني ما بعد السياسة؟/ بقلم سلافوي جيجيك - ت: من الألمان ...
- الغسق/بقلم مانويل ماتشادو* - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- ما هي مهام الإتصال الثوري؟/ بقلم فرناندو بوين أباد* /- ت: من ...
- ما هي مهام الإتصال الثوري؟/ بقلم فرناندو بوين أباد* - ت: من ...
- هل تستطيع الحضارة النجاة من الرأسمالية؟/بقلم نعوم تشومسكي - ...
- الإقناع الخفي للفساد/بقلم إغناسيو راموني - ت: من الإسبانية أ ...
- الإقناع الخفي للفساد/بقلم إغناسيو راموني
- كهف أفلاطون والفيلسوف/ بقلم حنة آرندت - ت: من الألمانية أكد ...
- الأجساد المطيعة / بقلم ميشيل فوكو - ت: من الفرنسية أكد الجبو ...


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - دماء الحرية /بقلم ألبير كامو - ت: من الفرنسية أكد الجبوري