أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمين بن سعيد - تأملات في تناقضات العقل البشري (1)















المزيد.....

تأملات في تناقضات العقل البشري (1)


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 04:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تناقضات العقل البشري عجيبة، ومواجهة الحقائق دون الهروب منها يبقى شأن قلة من البشر، وحتى تلك القلة تُجبر أغلب الأوقات على القبول بالأوهام بل والصراخ أنها تحترمها وأصحابها... في القادم، نقاط قد تظهر بعيدة عن بعض، لكنها تحمل نفس الشيزوفرينيا والجبن والنفاق الذي يستحيل أن ينجو منه بشر...
أبدأ ببعض الأوهام التي يرددها كل "المتحضرين" تقريبا، والغريب كيف يتجرؤون على قولها بل ومهاجمة من يسخر منها: 1- "أنا لا أحكم على الناس، أنا أقبلهم مثلما هم"، حكاية قبول الغير مثلما هو غريبة جدا حقا، وكيف لنا أن نقبل الخطأ؟ التخلف؟ الجهل؟ الإرهاب؟ وغيرها من الصفات السيئة؟! عبث المقولة يظهر من إنكار حقيقة بديهية تقول أننا غصبا عنا نحكم على الغير ونقارنه بالحق الذي نعتقده... هذه المقولة تُقال كثيرا اليوم وتنتمي إلى "ثقافة العصر" وإلى "المتحضرين"، فتخيلي مثلا أن أقول لكِ أنا عاشق للنساء، لكن أنتِ أولى أحد، أنتِ الملكة التي لا يُنازعها أحد عرشها... ما ضركِ لو من حين لآخر أنام مع إحداهن؟ لماذا لا تقبلينني مثلما أنا؟ أو لما عرفتها كانت تزن 60 كغ واليوم 100 وتطلب أن تُقبل مثلما هي، أو يتاجر في الممنوعات وعليّ قبول ذلك لأنه صديق طفولة، أو يتسبب في إفلاسي وفي دخولي السجن وعليّ قبوله لأنه أب أو أخ مرّ بفترة سيئة في حياته... قبول الآخرين مثلما هم وعدم الحكم عليهم يخص فقط الأمور التي لا ذنب لهم ولا يستطيعون تغييرها كلون البشرة والميولات الجنسية ووراثة مرض ما مهما كان خطره إلخ، لكنه لا يمكن أن يشمل ما يجب تغييره، والقول بالتغيير يعني أنه خطأ ومفسدة وذلك يعني أننا نحكم ونقارن... المقولة تُستعمل لإحلال الفوضى في عالم وصل فيه السفه إلى محاولة نسف البديهيات كمعنى امرأة ورجل مثلا، لكنها أيضا تعكس مقاومةً ورفضا لتنميط البشر وتوحيدهم تحت رأي واحد وفكر واحد، وبين الأمرين يتخبط كثير من "المتحضرين" و"التقدميين"، ومما قيل يُعلم كيف يستحيل على العالم الموسوم بـ "العربي" والإسلامي أن يتقدم وكيف يستحيل أن تحدث "نهضة" أو للدقة تقليم لمخالب هذا الوهم العظيم الجاثم على النفوس... هل لم تجد الرابط؟ إن لم تجده، والخطاب لا يخص المؤمنين، فأنت أكيد "متحضر" و "تقدمي"... هل سمعتَ بمالك سلطة مقدسة وأبدية تنازل عنها من تلقاء نفسه؟ ذلك المالك لن يتنازل إلا بالقوة مثلما حدث للكاثوليكية الغربية، والأمر يخص الإسلام الذي يستحيل أن يأرز إلى مسجده ما لم يُسق إليه بالنعال... هذا فعل ترفضه العلمانية التي تقول باحترام كل الأديان (حسب الفهم السائد) فكيف تريد اضطهاد دين وضربه بالسياط والنعال؟ لا أحد سيسمح لك والعالم المتحضر كله سيعاديك، أضف إلى ذلك هيجان قطعان الرعاع من الداخل، تكون الاستحالة، وبما أنه الحل الوحيد الذي أثبته التاريخ وأيضا الذي يثبته المنطق السليم، تكون النتيجة أن هذه المنظومة البدوية الصحراوية المتخلفة والمدمرة باقية إلى الأبد، أي شعبكَ إلى الأبد سيبقى متخلفا وبلدكَ إلى الأبد سيبقى خارج التاريخ... تكلمتُ فقط عن الإسلام، وإلا فالعروبة وحدها "ختم الحكومة" وهي كإسلامها، دين وأيديولوجيا ومنظومة دمار شامل لكنها لا تخص الرعاع فقط بل أغلب النخب إن لم أقل كلها...
2- الحقيقة كالعادة السرية! لن تستطيع عيشها إلا وحدك! لنأخذ مثال الأديان وآلهتها، كلنا نضع أيدينا في أيدي المتدينين "الكيوت" ونتجنب أحيانا حتى إغضابهم لأنهم أحسن ما عندنا، فبين من يقول أن العهد القديم مكانه المزبلة وبين من يقدس كل حرف فيه سنختار الأول رغم علمنا ويقيننا بأنه مخدوع أو منافق أو جبان يهرب من مواجهة حقيقة وهمه، وبين ما شرعه برلمان العراق المجيد مؤخرا بخصوص اغتصاب الصغيرات وبين ما يُعمل به في تونس سنختار الأخيرة برغم أن دستورها "ختم حكومة" أبدي على التخلف فالإسلام دين الدولة كما يُقال فيه، وبين من ترتدي شيئا على رأسها وتنادي بتعدد الزوجات وبين ناشطة نسوية جندرية تصلي وتسلم على الحبيب سنختار الأخيرة وسنتنازل لها عن تقريبا كل أقوالها التي تخص حبيبها وأيديولوجيته! نحن غصبا عنا منافقون، ونحاول التخفيف من وطأة نفاقنا بالقول أننا براجماتيون وعقلانيون وواقعيون وغيرها من الأوصاف الرنانة التي نستطيع أن نشرب منها حتى الثمالة لو سمعنا للرفيق الحاج مثلا وهو ينظر على مسامعنا ويتهمنا بالتطرف وغير التعقل والواقعية والعقلانية! حقيقة الدين التي تعرفها، أحيانا وحدكَ ستقرر عدم البوح بها وبذلك تكون كذلك الطبيب الذي يترك مريضه إلى الهلاك دون مساعدة... مثلا هل ستتكلم عن حقيقة الدين لأمكَ الطيبة التي تجاوزتْ الثمانين مع ضغطها وسكريها ومعدتها ومفاصلها ووو؟ لن تفعل! وستجد لنفسك عشرات الأعذار، لكنكَ في الأخير ستُذعن أن حقيقتكَ عشتها وحدكَ ولا فرق بينكَ وبين ذلك يقضي حاجته وحده...
3- الخيانة الزوجية مكانها مستشفى المجانين! ذرة عقل فقط تمنعها، لن أتحدث عن حب ووفاء وعدل ووعود وعهود، بل من مثال بسيط لا علاقة له بكل ما قيل... أمضيتَ معها ساعة جنس ثم نسيتَ حتى اسمها، بعد أشهر أو سنين يأتيك أحدهم إما باكيا معاتبا وإما شاهرا سيفه منتقما، ولماذا؟ لأن الهانم أنبها ضميرها ولم تستطع مواصلة الحياة دون الاعتراف، تابت وغطت رأسها وحفظتْ العشرين أو الثلاثين أو الستين كلها! لو كان الأمر بيدي لسجنتكَ أو أحسن لأخصيتكَ! أولا لضعف مستواكَ، والشابات اليافعات العازبات كثيرات وفي كل مكان خصوصا مع ثقافة "التقدم" و "التحضر" المشار إليها سابقا. ثانيا، ما دخلكَ أنت في ضمير من ربما حتى تلك الساعة الجنسية معها كانت كمن أكل رغيف خبز يابس وخصوصا إذا كان مستواها وزوجها متدنيا؟
4- الغيرة دليل حب، غير المبالغ فيها بالطبع فتلك مرض أما قليلها فجيد ودليل حب! وماذا عن الذي يقول أن الذي يغار والذي يطالب بالغيرة مكانهما معا مستشفى المجانين؟ سؤال أول: لماذا أغار أصلا إن كنتُ أثق في نفسي أولا وفيمن معي ثانيا؟ إذا نظرتْ خارجا وكنتُ أثق في نفسي سيكون الأمر بكل بساطة كذلك -مع الاحترام للكلاب والقطط- الكلب أو القط الذي أخذته من الشارع إلى العز واختار العودة إلى حاوية النفايات، هو حر، لكن لا مكان له عندي. إذا لم أكن أثق في نفسي، ستكون المشكلة فيّ قبل أن تخصّها، وإذا اعترفتُ بذلك فمن حقها أن تبحث عند غيري وأنا هنا اعترفتُ لها بالحق في ذلك وبأني لا أستحقها، هذا لو كانت فعلتْ أما إن كانت لم تفعل ولم تبحث أصلا فالمشكلة تكون أعظم ومكاني مستشفى المجانين لا أن أزعم أني أغار عليها... سؤال ثاني: أي عبث هذا أن أطلب أن تغار عليّ؟ وما الذي سيضاف لي إذا فعلتْ؟ من السؤال الأول وإجابته، إذا فعلتْ تكون لا تثق في نفسها فقد أنظر لغيرها لعيب فيها، وتكون لا تثق فيّ لأنها تفترض أني قد أنظر إلى غيرها، وإذا كانت القصة كلها شك وعدم ثقة فماذا تفعل معي وماذا أفعل معها أصلا؟... وأيضا الغيرة من أقوال "تقدمي" و "متحضري" العصر بل تجاوزتْ الزوج بمعناه الشامل Couple إلى كل العلاقات فالأم تغار على ابنتها والأخت على أختها والصديق على صديقه إلخ، وأيضا المذكورون يطالبون بأن يُغار عليهم! صديقة لصديقتها مثلا: البارحة تعمدتُ الذهاب إلى بيت فلانة لأرى! لكنكِ لم تحركي ساكنا! أنتِ لا تهتمين لي ولا تحبينني مثلما أفعل أنا!
5- لفظة البداوة تحملنا عادة إلى عرب القرن السابع، "أجدادنا" الأشاوس حسب زعم بعض الديناصورات التي لا تريد الانقراض إلى اليوم، أولئك الرجال الفرسان وركاب النياق والجياع الحفاة العراة الذين حملوا الأنوار الإلهية وأناروا بها الظلمات والجهل والبربرية حتى عمّ الخير وصارت كل الشعوب المتخلفة الهمجية مسلمةً وعربيةً... الله أكبر! أكبر من كل شيء! إلا من البدو وبداوتهم فهو خليقتهم وحرفتهم... حصر البداوة في العرب، صنيع بعض من استيقظوا من وهم العروبة لكنهم لم يستيقظوا من وهم البداوة فالبداوة لا تزال تحكم العالم برمته والبدو لا يزالون يخربون الحضارات ويدمرون الزراعات والصناعات، ولا غرابة في أن يكون من يجلس على عرش هرم رأس المال المالي بدو ينسبون أنفسهم للعبرانيين الأوائل... تتنافى البداوة رمز التنقل مع الاستقرار والزراعة والصناعة، رأس المال صنع وأنتج أما المالي فهو لا يصنع شيئا بل يقامر ويسلب الأرض ومن عليها... تنافي البداوة مع الاستقرار ينسف مفهوم الأرض والوطنية ولذلك كل فكر يعادي الوطنية (ليس بمفهومها القومي الضيق) بدوي بالضرورة: الأديان العبرانية؛ المسيحية والإسلام وأيضا اليهودية فهي قومية لليهود فقط وبقية الأرض وسكانها يجب أن يكونوا عبيدا لشعب الأنوار، الشركات العابرة للقارات بدوية، بنك النهب الدولي، البنك الدولي، الـ Federal reserve، البنك المركزي الأوروبي، أغلب البنوك المركزية التي تُنسب زورا إلى دولها... كلها مؤسسات بدوية بل صعلوكية لا علاقة لها بالأوطان وبالشعوب! الماركسية لا تعترف بالأوطان بل بالأممية، وبعمل الغالبية العظمى من اليساريين في منطقتنا المنكوبة تحت المنظومة العروبية، أضف إليهم تجار الدين أو ما يسمى الإسلاميين، وديناصورات القومية العربية، نكون كذلك الذي قُيّد ووُضع في كيس فيه طن من الأفاعي والعقارب والجراد والضِّباب والوزغ والفئران والقرود، وأُغلق عليه ثم أُلقي في البحر، ويُطالَب بعدم الغرق والنجاة... وحبذا لو أنقذ معه بعض الأفاعي والثعابين والجراد... قلتُ: (ليس بمفهومها القومي الضيق) لأنه أيضا بداوة مقيتة لا تختلف في شيء عن بداوة أولئك الأشاوس الذين أنارونا بأنوارهم القدسية، وقبلية تسحق الفرد وتجعله مجرد وقود لحروب -من المفروض- ما عاد لها وجود في كل مكان على سطح الأرض لا تسيطر عليه البداوة، فهل يوجد ذلك المكان تحت العالم الغربي بخلفيته المسيحية وبنوكه اليهودية ولوبيات أسلحته وتقنياته وأدويته ووو ، وتحته العالم الإسلامي وبداوته العروبية؟



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِثليّةُ الـ 99
- منحرف نرجسي
- أختُ الحليب
- سمر
- الهندسة والمرافقة والطب
- ثلاثة سفهاء (3)
- ثلاثة سفهاء (2)
- ثلاثة سفهاء
- مانيفستو عروبي إسلامي
- المانيفستو اليهودي
- رسالة في زجاجة، خربشة عن الكتابة...
- عن الشذوذ، وكراهية إسرائيل والإسرائيليين، واليهود...
- عن العنصرية، وكراهية فلسطين والفلسطينيين...
- نحن نقص عليك أحسن القصص...8: سلمى (*)
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-11
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-10 ملحق
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-10
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-9
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-8
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-7


المزيد.....




- ما هي قصة الحمار والفيل اللذين يحكمان الولايات المتحدة منذ ع ...
- نتنياهو ووهْم اسمه -صفر مقاومة-
- ترامب وهاريس يتبادلان اتهامات بـ-التشدد وسوء الأداء-
- ترامب يتحدث عن مهاجرين -يأكلون الحيوانات الأليفة- في أوهايو. ...
- ترامب وهاريس يتصادمان بشأن قضايا وطنية رئيسية في المناظرة ال ...
- انفجار يستهدف قاعدة للتحالف الدولي في مطار بغداد واستمرار ال ...
- شهيدان ومصابون في طولكرم وقادة إسرائيليون: الضفة على حافة ال ...
- هاريس تواجه ترامب في مناظرة فاصلة للسباق نحو البيت الأبيض
- تغطية مباشرة.. أول مناظرة رئاسية بين ترامب وهاريس
- حملة كامالا هاريس تقول إنها ستتحقق من صحة كلام ترامب في الوق ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمين بن سعيد - تأملات في تناقضات العقل البشري (1)