مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مسعود بزشکیان، الرئيس الجديد للنظام الإيراني، في أول زيارة خارجية له، سافر إلى العراق يوم الأربعاء 11 سبتمبر. هذا السفر يأتي في وقت يعاني فيه النظام الإيراني بعد مقتل إبراهیم رئیسی من أزمات متفاقمة، مما أجبر المرشد الأعلى علي خامنئي على قبول پزشکیان كرئيس، رغم أنه كان يفضل اشخاص مثل محمد باقر قالیباف أو على الأقل سعید جلیلی. ولكن الأوضاع الصعبة التي يمر بها النظام، سواء داخليًا أو خارجيًا، دفعت خامنئي إلى اختيار پزشکیان، على أمل أن يساهم في إنقاذ النظام من السقوط.
الأسباب الحقيقية وراء هذه الزيارة تكمن في محاولات النظام الإيراني الاستفادة من العراق بشكل أكبر للحصول على أموال وتحقيق مكاسب اقتصادية تساهم في تخفيف الأزمات الاقتصادية التي تعصف بإيران. النظام الإيراني، منذ سنوات، يستغل موارده في العراق بشكل كبير، ولكن في ظل تزايد العقوبات والضغوط الدولية، يحتاج إلى أموال إضافية لحل بعض من مشكلاته.
من بين أهم ما يسعى پزشکیان لتحقيقه في هذه الزيارة هو استعادة 11 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في العراق بسبب العقوبات الدولية. هذه الأموال تأتي من عائدات تصدير الغاز والكهرباء إلى العراق، والنظام الإيراني يأمل في ممارسة ضغوط على الحكومة العراقية لاستعادتها.
إضافة إلى ذلك، تسعى إيران من خلال هذه الزيارة إلى توقيع عقود جديدة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتوسيع مشاريع مثل مد خطوط الغاز والنفط وتطوير شبكة السكك الحديدية. هذه المشاريع تأتي في إطار جهود النظام للاستفادة من العراق وموارده بفضل نفوذ الميليشيات التابعة له داخل الحكومة العراقية.
لكن زيارة بزشکیان ليست فقط لأهداف اقتصادية، فهي تحمل أيضًا أبعادًا سياسية وأمنية. يحاول النظام الإيراني من خلال هذه الزيارة توحيد الأحزاب والميليشيات العراقية الموالية له، والتي بدأت تشهد خلافات حول تقاسم النفوذ والموارد في العراق. كما يسعى النظام لإعادة ترتيب العلاقة مع هذه الميليشيات، لتتمكن من الحفاظ على السيطرة على الوضع الداخلي في العراق والمساعدة في تنفيذ أجندة النظام الإيراني في المنطقة.
الخروج الكامل للقوات الأمريكية من العراق هو هدف آخر تسعى إيران لتحقيقه من خلال الضغط على الحكومة العراقية. فالنظام الإيراني يعتبر وجود هذه القوات عائقًا أمام سيطرته الكاملة على العراق.
في الختام، هذه الزيارة ليست فقط محاولة لحل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها إيران، بل هي جزء من استراتيجية أوسع للنظام الإيراني للحفاظ على نفوذه في المنطقة واستغلال الموارد العراقية لخدمة مصالحه الخاصة. لكن يبقى السؤال: إلى أي مدى سينجحان خامنئي وبزشكيان في تحقيق هذه الطموحات؟ هذا أمر أشك فيه بشدة.
#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)
Mehdioghbai#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟