أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - من الخبز إلى الثورة: كيف يقود الفقر إيران نحو التغيير؟














المزيد.....

من الخبز إلى الثورة: كيف يقود الفقر إيران نحو التغيير؟


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت الأزمة الاقتصادية في إيران تتجلى بشكل صارخ من خلال الارتفاع الحاد في أسعار الخبز، الذي يُعد الغذاء الأساسي لمعظم الإيرانيين. فقد شهدت أسعار الخبز في معظم المدن الإيرانية زيادة هائلة، حيث سجلت طهران وحدها زيادة بنسبة 67٪، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية. هذا الارتفاع ليس سوى قمة جبل الجليد، إذ يتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في زيادة أسعار 32 سلعة أخرى مرتبطة بالخبز. ما كان يُعتبر في السابق سلعة أساسية أصبح الآن بعيد المنال لكثير من المواطنين، مما يعكس تدهوراً شاملاً في الحالة الاقتصادية بشكل عام.
هذه الأزمة ليست مجرد انعكاس لسياسات اقتصادية فاشلة، بل هي نتيجة لسنوات من الفساد ونهب ثروات البلاد من قبل النخبة الحاكمة. ووفقاً لتقرير صادر عن اعتماد آنلاین، فإن بعض أعضاء مجلس إدارة البنوك في إيران قد تلقوا مكافآت مالية ضخمة تصل إلى 1.2 مليار تومان سنوياً، بينما يكافح الشعب الإيراني لتأمين لقمة العيش. هذا الفساد والفجوة الهائلة بين الطبقات أدت إلى زيادة الاحتجاجات الشعبية التي تعبر عن غضب عميق يتصاعد يوماً بعد يوم.
لم يعد الوضع مقتصراً على ارتفاع الأسعار، بل أصبح تجسيداً لتدهور شامل في جميع نواحي الحياة اليومية، وهو ما قد يقود إلى انفجار شعبي غير مسبوق يهدد بإطاحة النظام الحاكم. وفقاً لتقرير حديث، 92٪ من الإيرانيين غير راضين عن أوضاعهم المعيشية. هذا الاستياء العميق يعكسه استطلاع للرأي أجرته جهات رسمية، حيث ذكر 81.9٪ من المستطلعين أن الغلاء هو مشكلتهم الرئيسية، بينما تعتبر البطالة أزمة لنحو 47.9٪ من الشعب.
لكن الغلاء ليس سوى جزء من الصورة الكاملة، حيث يشير خبراء إلى أن السرقات المنظمة للثروات الوطنية من قبل النخبة الحاكمة قد ساهمت في تأجيج الوضع. على سبيل المثال، يتلقى بعض أعضاء مجالس إدارة البنوك مكافآت مالية ضخمة تصل إلى 1.2 مليار تومان سنوياً، بينما يكافح المواطنون لتأمين قوت يومهم. هذه الفجوة الصارخة بين المسؤولين المستفيدين والشعب الذي يعاني من الفقر هي انعكاس حقيقي للفساد الذي ينخر في عصب النظام الإيراني.
وفي الوقت الذي يلهب فيه الغلاء الشارع الإيراني، يتعامل النظام مع أزمة العملة الوطنية التي أصبحت الأكثر تدنياً في العالم. وفقاً لتقرير صادر عن مجلة دیدار نیوز، بلغت السيولة النقدية في إيران نحو 75 ألف تريليون ريال في عام 2023، مما يجعل الريال الإيراني أقل العملات قيمة على مستوى العالم. هذه الأزمة تعكس حجم الفشل الاقتصادي الكبير، الذي لم يستطع النظام معالجته عبر العقود الماضية، بل زاد الطين بلة بزيادة الفساد وسوء الإدارة.
لقد اعترف وزير الاقتصاد الإيراني بأن ما يطلق عليه "الجراحة الاقتصادية" التي يروج لها ليست سوى محاولة لامتصاص غضب الشعب، لكن الحقيقة أن هذه السياسات تزيد من حالة السخط الشعبي وتعمق الجراح التي يعاني منها المجتمع. إن سياسات النظام الحالية تهدف فقط إلى الحفاظ على مصالح النخبة الحاكمة على حساب معاناة الفقراء، وهو ما قد يقود البلاد إلى انتفاضة شعبية كبرى في المستقبل القريب.
في ظل هذه الظروف المتدهورة، أرسل زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي رسالة مؤثرة، سبق أن قال فيها: "زيادة أسعار الخبز بالنسبة للشعب الإيراني، الذي يعيش أغلبه تحت خط الفقر، هي أشد قسوة من زيادة أسعار البنزين، ولا يمكن قبولها أو تحملها." وأكد رجوي أن "الخبز والماء المنهوبان من الشعب المكبل يجب أن يتحولا إلى لبنات غضب ونار تُلقى على هذا النظام." تصريحاته هذه تعكس حجم الغضب الشعبي المتزايد تجاه النظام الحاكم وسياساته التي تكرس الفقر والفساد.
إلى جانب هذه الرسالة، دعا المتحدث باسم مجاهدي خلق أيضاً إلى تصعيد الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الخبز، قائلاً: "ندعو الشعب الإيراني إلى الاعتراض على غلاء الخبز، الذي يمثل قوتهم اليومي، في أي وقت وأي مكان." هذه الدعوة تأتي في وقت يشهد فيه الشارع الإيراني حالة من التوتر والاحتقان المتزايد بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.
النتيجة
في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وارتفاع معدلات الغلاء والبطالة، والفجوة الهائلة بين الفقراء والنخبة، يبدو أن النظام الإيراني قد بات في موقف حرج للغاية، خاصة بعد وصول مسعود بزشكيان إلى الرئاسة نتيجة التناقضات المتزايدة والخلافات الحادة وحرب العصابات داخل النظام، التي وصلت إلى ذروتها. هذه الأزمات الداخلية، إلى جانب الضغوط الدولية المتصاعدة، تحاصر النظام من كل جانب. الشعب الإيراني بات يرفض بشدة السياسات التي تؤدي إلى إفقاره وقمعه، ولا شك أن استمرار هذه الظروف سيؤدي في نهاية المطاف إلى ثورة شعبية عارمة.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن لمشروع «خامنئي - پزشکیان» أن يعيق الانتفاضة؟
- حملة -لا للإعدامات الثلاثاء- تتحول إلى رمز للمقاومة في إيران
- الكهرباء في إيران: أزمة قد تشعل الانتفاضة
- ربيع إيراني قادم: تصاعد الاحتجاجات وتحديات النظام
- انقسامات تعمق أزمة نظام الملالي
- توافق وطني أم فرض قسري؟
- محافظ في عباءة الإصلاح
- وعود فاشلة: هل يؤدي الفشل إلى ثورة في إيران؟
- حكومة الوفاق الوطني: سبيل للنجاة أم سبب لانهيار النظام؟
- الملالي بين القمع والخوف... والنهاية تقترب
- النظام الإيراني يذبح شعبه ليثبت قوته الوهمية
- تعيينات الحكومة تُشعل صراعات داخل النظام الإيراني
- السرج المذهب لا يجعل الحمار حصانا
- فك رموز تصريحات خامنئي أثناء تعيين رئيس جديد للنظام الإيراني
- آخر مسمار في نعش الإصلاحات مع تحلیف پزشكيان
- تعيين پزشكيان رئيساً لإيران وسط نزاعات سياسية حادة
- تأزم الوضع الداخلي في إيران ولجوء خامنئي إلى تصعيد النزاعات ...
- مأزق خامنئي والتحديات التي تواجه حكومة بزشكيان
- المقاطعة الشعبية وتفاقم أزمات خامنئي
- انقسامات عميقة تهز أركان النظام الإيراني


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - من الخبز إلى الثورة: كيف يقود الفقر إيران نحو التغيير؟