أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد انعيسى - عودة الى المثقف ..2














المزيد.....

عودة الى المثقف ..2


محمد انعيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ نماذج من مثقفينا (أو المثقفون السكولاستيكيون)
المثقف عندنا هو ذلك الانسان الانيق الذي يحمل محفظة في يده،ويربط ربطة العنق في كل فصول السنة ،مع انه يختنق أحيانا ،هكذا هم المثقفون ،وجههم دائما انيق، حذائهم دائما لامع ،لكن أفكارهم بعيدة عن نقاوتهم هذه.مثقفونا دائما يتطلعون ليظهروا على شاشة التلفاز في احدى برامج القنوات،ليظهروا على أحسن ما يرام،لعرض أزيائهم وليس للنقاش والتحليل وتنوير الرأي العام،لانهم قد حسموا مع ذلك والخلاصة لديهم أن المجتمع لا ينصفهم باعتبارهم صفوة المجتمع، فالمجتمع لا يقدرهم ،بل ان المجتمع لا يعرف أن مثقفينا يمتلكون حلولا سحرية للمشاكل التي يتخبط فيها هذا المجتمع ، فبرامج حزبهم لا تقدر، وأفكارهم الأفلاطونية ليس لها وجود عملي.حتى وان دخل مثقفونا في النقاش والتحليل فنقاشاتهم عبارة عن عرض للمصطلحا ت و المفاهيم الغامضة ،فهم يتلاعبون بالكلام لامتلاكهم سلطة اللغة،ويضحكون على ذقون السواد الأعظم،رغم ان هذا الشعب محتاج لمن ينوره بأفكاره .
وقد لا نكون مبالغين اذا قلنا ان المثقفين عندنا( دعاة الحرية والاشتراكية والثورة والوحدة والتقدم والعلملنية ،كانوا قليلي الجدوى (ومايزالون) في مجريات الاحداث والوقائع ،فالتاريخ يشهد على فشلهم الذريع وهامشيتهم ،ومع ذلك فان معظمهم لا يزال غارقا في سباته الايديولوجي ـولا يحسنون الا لوم الواقع والمجتمع،لكي تصح مقولاتهم ونظرياتهم،انهم يرون العلة في الواقع لا في أفكارهم.ةالمثقفين عندنا يشكلون قطيعة تامة مع الكتلة أو الجماهير الشعبية وهذا ما يفسر لنا كيف يتراجع الانتاج الثقافي ويخمد الابداع الفكري،حيث تشكلت تجمعات المثقين ونشطت اتحاداتهم وروابطهم،وأخصها اتحادات الكتاب التي تحولت الى محاكم لتأديب الكتاب ومعاقبة الأدباء).
ويمكن الجزم أن أغلبية مثقفينا يتميزون بعقل سيكولاستيكي، اذ أن أفكارهم لم تخرج عن دائرة أطروحات تبلورت في وضع وحقبة معينتين،فأصبحت هذه الأطروحات هي التي تتحكم برؤية العقل للواقع وتمنعه من تجديد الآليات، وتقف هذه الأطروحات كحاجز يحول دون الاحتكاك بالواقع ،والتجربة المتغيرة ،والملاحظة المباشرة ،وهكذا يصبح هذا الانسان لا يعيش الواقع الا على مستوى القضايا والأفكار المصاغة مسبقا، ومصيبة السيكولاستيكية أنها تخضع تحليل الواقع الى تحليل الانظمة الشكلية والصورية للفكر،وتنتهي الى قياس الواقع العملي على الواقع النظري.فالمثقف اليساري مثلا يعتبر أن جميع المجتمعات متماهية من حيث نوع الصراع القائم فيها،وهو أن الصراع الطبقي هو محرك جميع المجتمعات في العالم ،وما على الطبقة الكادحة الا أن تناضل من أجل فك قيودها،عن طريق التنظيم في حزب شيوعي تكون طليعته النخبة اليسارية،مع العلم أن صوت هؤلاء لا يصل الى المعنيين بالأمر ،الفلاحين والعمال،لأن هؤلاء لا يفهمون ولا يستوعبون مفاهيم من قبيل الجدل ،الحتمية، المادة.. فضلا عن بنية المجتمعات ليست متماثلة .فالمجتمع المغربي مثلا بنيته غير واضحة ،وقد اجتهد مجموعة من الباحثين وحاولوا تحليل هذا المجتمع،والخلاصة أن هناك ثلاث نظريات في هذا الِشأن،فهناك وجهة نظر خلدونية،والأخرى انقسامية، والثالثة ماركسية،لكن الحقيقة ليس هناك جواب فعلي عن طبيعة الصراع القائم بالمغرب.بل ان نفس المقولات التي قيلت عن المجتمع السوري أو العراقي من طرف مفكرين من هذه البلدان أسقطت على المجتمع المغربي،وهكذا فالمثقف اليساري لم يدرك ادراكا صحيحا لقضايا شعبه،وتبلغ الغباوة ذروتها عندما يتم ربط تحرر الشعب المغربي بتحرر الشعب الفلسطيني،وكأن المجتمع المغربي قدر له أن يعيش على انقاض الشعب الفلسطيني.
الخلاصة ان المثقفين عندنا يرون الخلل في الواقع لا في أفكارهم لأن أفكارهم صحيحة ومطلقة، فالحديث مثلا عن القضية الامازيغية هو حديث عرضي زائد لا يرقى لان يكون حديث عن قضية شعب عند هؤلاء ..نفس الشيء نجده عند المثقف المتشبع بالفكر الديني،اذ أن الثقافة عنده هي ما انتجه الفكر الديني ، والخلاصة عند هؤلاء هو أن الخلل في المجتمع الذي لم يطبق الاسلام الحقيقي، وكان اسلامهم هو الاسلام الامثل والأصح ،والخلاصة أن الاسلامويون مثلهم مثل اليساريين يتميزون بعقل سيكولاستيكي ،يرى أن سبب تخلفنا راجع الى ابتعادنا عن الدين،وهم لا يعلمون أن الدين قد يلعب دورا ايجابيا أو سلبيا في التقدم ، حسب تزظيفه طبعا وليس لأنه دين في حد ذاته ، فكم من الامم قد تشبثت بدينها وتخلفت، وكم من الامم ابتعدت عن الدين وتقدمت وصفحات التاريخ مليئة بالأمثلة عن ما ندعي
(يتبع)



#محمد_انعيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى المثقف... 1
- الحركة الامازيغية ،اسس المرجعية والخطاب 5 الحداثة
- الحركة الامازيغية:أسس المرجعية الفكرية والخطاب 4 مبدأ الديمو ...
- دعاء تقدمي
- الحركة الأمازيغية:أسس المرجعية الفكرية والخطاب 3 مبدأ العقلا ...
- الحركة الامازيغية :أسس المرجعية الفكرية والخطاب 2
- 2الحركة الأمازيغية: أسس المرجعية الفكرية والخطاب
- متى كانت الديكتاتورية لصالح الشعوب؟ تعقيب على فيصل القاسم
- الحركة الأمازيغية :أسس المرجعية الفكرية والخطاب1
- عن الفقهاء العدسيون
- حوار رمزي بين المطلق والنسبي
- الأمازيغية والتغيير الدستوري بالمغرب
- عودة الى السفسطائية والأفلاطونية الجزءالثالث والأخير
- عودة الى السفسطائية والافلاطونية الجزء الثاني
- عودة الى السفسطائية والافلاطونية الجزء الأول
- في ضرورة النقد والنقد الذاتي:الحركة الامازيغية نموذجا
- الوعي بالذات ،نحو فهم أعمق
- عبد الله بن سبأ في شمال افريقيا دراسة تحليلية لنظرية المؤامر ...
- العلمانية


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد انعيسى - عودة الى المثقف ..2