أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - عن السياسة والسياسيين















المزيد.....

عن السياسة والسياسيين


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة المعاصرة باتت تتسم بتعقيدات كبيرة وتزداد كل يوم بفعل الواقع العالمي المتحرك ونتيجة التراكم السريع لعوامل جديدة وغير مسبوقة مثل القضايا البيئية، أسلحة الدمار الشامل، الفضاء، التكنولوجية الحيوية، الأوبئة وغير ذلك من قضايا العصر.. وفي ظل الظروف الدولية المعقدة حالياً وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط فأن بلداً مثل العراق يحتاج لقادة سياسيين يتمتعون بتخصصات في العلوم السياسية، والاقتصاد، والعلاقات الدولية بالإضافة إلى الخبرة العملية في إدارة الأزمات. وهنا نسأل هل استطاعت الأحزاب والجماعات السياسية الحالية في العراق والتي استلمت زمام السلطة بعد عام 2003 أن تنتج من بين صفوفها قيادات تحمل مثل هذه الصفات؟
سأترك الجواب لكي يُستنتج بعد أن نورد مثالين من القيادات السياسية وما هي خلفياتهم وما حصلوا عليه من تعليم يؤهلهم أن يكون قادة وزعماء أحزاب في بلدانهم. المثال الأول عن ثلاث تخصصات حصل عليها السياسيين في بريطانيا:
في بريطانيا، السياسيون يأتون من خلفيات تعليمية متنوعة، ولكن هناك تخصصات معينة تبرز كأهم المجالات التي يميل السياسيون إلى دراستها والتي تساهم في تشكيل مهاراتهم وفهمهم العميق للمجال السياسي. أهم ثلاث تخصصات يدرسها رجال السياسة في بريطانيا عادةً هي:
العلوم السياسية والفلسفة والسياسة والاقتصاد (PPE): هذا التخصص متعدد المجالات يُدرس في جامعة أكسفورد ويُعتبر أحد أشهر البرامج التعليمية بين السياسيين البريطانيين. يجمع بين الفلسفة التي توفر أساسًا أخلاقيًا ومنطقيًا، السياسة التي تقدم فهمًا عميقًا للأنظمة السياسية، والاقتصاد الذي يساعد على فهم قضايا الاقتصاد السياسي وكيفية إدارة الموارد. العديد من الشخصيات البارزة في السياسة البريطانية درسوا هذا التخصص، مثل رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون.
القانون: دراسة القانون تُعد من التخصصات الأساسية للسياسيين لأنها تزوّدهم بفهم عميق للنظام القانوني، حقوق الإنسان، ودور التشريعات في تشكيل السياسات. القانون يساعد السياسيين على فهم كيفية صياغة القوانين وتأثيرها على المجتمع. العديد من السياسيين في بريطانيا، مثل رئيس الوزراء السابق توني بلير، درسوا القانون قبل دخولهم المجال السياسي.
التاريخ: التاريخ يساعد السياسيين على فهم تطور المجتمعات والحضارات، والصراعات السياسية السابقة، ويمنحهم القدرة على التعلم من الأخطاء والنجاحات الماضية. دراسة التاريخ تزود السياسيين بمنظور طويل الأمد حول القضايا المعاصرة ويساعدهم في تطوير سياسات مبنية على التجارب السابقة.
العديد من السياسيين البريطانيين درسوا التاريخ في الجامعات المرموقة، مثل رئيس الوزراء الأسبق ونستون تشرشل. هذه التخصصات الثلاث تُعد من أهم المجالات التي تهيئ السياسيين البريطانيين لمواجهة التحديات السياسية المعاصرة، حيث تقدم لهم المعرفة والخبرة المطلوبة للتفكير الاستراتيجي وإدارة القضايا المعقدة.
المثال الآخر من القطب الثاني في السياسة الدولية وهو روسيا الاتحادية، وما هي أهم ثلاث تخصصات حصل عليها السياسيين الروس:
في روسيا الاتحادية، السياسيون يأتون أيضًا من خلفيات تعليمية متنوعة، ولكن هناك بعض التخصصات التي تبرز كأهم المجالات التي يميل السياسيون الروس إلى دراستها. هذه التخصصات تعكس الطابع السياسي والاقتصادي والتاريخي لروسيا. أهم ثلاث تخصصات يدرسها رجال السياسة في روسيا عادةً هي:
العلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية: نظراً للدور البارز الذي تلعبه روسيا في السياسة الدولية، فإن العلاقات الدولية والدبلوماسية تُعد من التخصصات الهامة للسياسيين الروس. هذه الدراسة تركز على فهم السياسات الخارجية، التفاعلات بين الدول، والقوانين الدولية، وهي تزوّد السياسيين بالمهارات اللازمة للمشاركة في الشؤون العالمية والتفاوض على الساحة الدولية. جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية (MGIMO) هي واحدة من أبرز المؤسسات التي تُخرج العديد من الدبلوماسيين والسياسيين الروس.
الاقتصاد: الاقتصاد هو تخصص رئيسي للعديد من السياسيين الروس، حيث يزوّدهم بفهم عميق للقضايا الاقتصادية المحلية والدولية. هذا التخصص مهم للتعامل مع قضايا مثل إدارة الموارد، السياسات المالية، والتخطيط الاقتصادي على مستوى الدولة.
العديد من السياسيين الروس، بما في ذلك المسؤولون في الحكومة المركزية، يأتون من خلفية اقتصادية، حيث تُعتبر المعرفة الاقتصادية أساسية لتطوير استراتيجيات النمو وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
القانون: القانون هو أحد التخصصات المهمة للسياسيين في روسيا، كما هو الحال في العديد من الدول الأخرى. القانون يوفر فهماً لآليات الحكم، حقوق المواطنين، والتشريعات، ويساعد السياسيين على صياغة القوانين والإصلاحات القانونية في البلاد.

دراسة القانون تُعتبر ذات أهمية خاصة في روسيا، حيث القانون يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم العلاقات بين الدولة والمواطنين وفي تحديد إطار العمل السياسي.
هذه التخصصات تعكس الطبيعة المعقدة للسياسة الروسية، حيث تلتقي السياسة المحلية والدولية مع الاقتصاد والتشريعات القانونية في تشكيل الحياة السياسية.
نعود إلى ما بدأنا به لنلقي نظرة عامة على السياسة والسياسيين في العراق الذي يواجه تحديات معقدة تشمل الأمن، الاقتصاد، الصراعات الإقليمية، وتأثير القوى الدولية والإقليمية. هذه التحديات تتطلب قادة يمتلكون معرفة عميقة ومتنوعة في مجالات مثل السياسة، الاقتصاد، العلاقات الدولية، وإدارة الأزمات.
بنظرة عامة على الوضع الحالي والخلفيات التعليمية للسياسيين العراقيين نجد أن الخلفيات التعليمية لعدد كبير منهم متنوعة، ويأتي العديد منهم من خلفيات دينية أو عسكرية، بينما بعضهم الآخر لديه تخصصات علمية أو أكاديمية. غير أن عدداً قليلاً نسبياً من هؤلاء يمتلك تخصصات مباشرة في العلوم السياسية، الاقتصاد، أو العلاقات الدولية. في العقود الأخيرة، كان الاعتماد على الولاءات الحزبية أو الطائفية عاملاً مؤثراً أكثر من المؤهلات الأكاديمية في تشكيل القيادة السياسية، وهو ما قد يؤدي إلى نقص في الكفاءات المتخصصة لإدارة التحديات الدولية المعقدة. لذلك فأن السياسي العراقي يجب أن يمتلك تخصصات مطلوبة لمواجهة التحديات الحالية:
العلاقات الدولية: العراق يقع في قلب منطقة الشرق الأوسط التي تشهد صراعات إقليمية وتجاذبات بين القوى الكبرى. السياسيون الذين يمتلكون خلفية في العلاقات الدولية يمكنهم فهم الديناميكيات الإقليمية بشكل أفضل والتعامل مع التحديات الدبلوماسية والأمنية التي تواجه البلاد.
الاقتصاد: العراق يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، ويواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالتنويع الاقتصادي، البطالة، وإعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب. السياسيون الذين يمتلكون خلفية اقتصادية قوية سيكون لديهم قدرة أكبر على التعامل مع هذه القضايا.
إدارة الأزمات والأمن: العراق يحتاج إلى قادة ذوي خبرة في إدارة الأزمات، خاصة في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن التعامل مع الأزمات الصحية مثل الأوبئة.
وإذا نظرنا إلى الواقع نجد هناك عدد قليل من السياسيين العراقيين الذين يمتلكون تخصصات أكاديمية مباشرة في المجالات الأساسية المطلوبة للتعامل مع الظروف الدولية والإقليمية المعقدة. ومع ذلك، هناك شخصيات محددة في الحكومة والبرلمان لديهم تعليم عالي في مجالات ذات صلة، مثل القانون أو الاقتصاد، رغم أن الأولوية كانت تُعطى في كثير من الأحيان للولاءات الحزبية أو الطائفية بدلاً من الكفاءة الأكاديمية.
إحدى المشكلات الأساسية هي أن بعض السياسيين يفتقرون إلى الخبرة العملية والمعرفة الفنية في المجالات الرئيسية التي تؤثر على مستقبل البلاد، مثل الإدارة الاقتصادية المستدامة، السياسة الخارجية، وإصلاح المؤسسات.
الاستنتاج: في ظل الظروف الدولية المعقدة الحالية، العراق يحتاج إلى قادة سياسيين يتمتعون بتخصصات في العلوم السياسية، الاقتصاد، والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى الخبرة العملية في إدارة الأزمات. بينما يمتلك بعض السياسيين العراقيين خلفيات أكاديمية تؤهلهم جزئياً لهذه الأدوار، فإن التركيز على الولاءات الحزبية والطائفية قد يقلل من الكفاءة في بعض الأحيان. لتحسين إدارة البلاد، قد يكون من الضروري تعزيز التعليم المتخصص للسياسيين، والتركيز على تطوير الكفاءات المؤهلة القادرة على التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية. وبما أن كثير من السياسيين الذين يتصدرون المشهد السياسي الحالي في العراق هم قادة أحزاب وكتل دينية يتبادر إلى الذهن تساؤل، هل أن رجل الدين يصلح أن يكون سياسياً ناجحاً لو طبقنا ما أوردناه عن مؤهلات الساسة في المثالين السابقين لاسيما وأن الدولتين المذكورتين بريطانيا وروسيا لابل معظم المجتمعات في العالم عدا واحد أو اثنين قد فصلت بين الدين والسياسة بعد أن اعتمدت على عدة حجج منها:
تضارب المصالح: رجل الدين قد يكون ملتزمًا بتعاليم دينية محددة تتطلب منه اتخاذ مواقف قد لا تتماشى مع متطلبات السياسة العملية، التي تحتاج إلى مرونة وقدرة على التفاوض وتقديم تنازلات. السياسات قد تستلزم قرارات براغماتية لا تستند إلى القيم الدينية الثابتة.
طبيعة العمل السياسي: السياسة تتطلب إدارة شؤون دنيوية تشمل التفاوض مع دول أخرى، التعامل مع الاقتصاد، والأمن، وإدارة الأزمات. هذه المجالات قد لا تكون ضمن اختصاص أو خبرة رجل الدين.
التحيز الديني: هناك تخوف من أن رجل الدين إذا تولى السلطة، قد يميل إلى فرض قيم وتوجهات دينية معينة على المجتمع، مما قد يؤثر على الحريات الشخصية والدينية لأفراد المجتمع المختلفين دينيًا أو فكريًا.
من ناحية أخرى، هناك من يجادل بأن رجل الدين، إذا كان لديه وعي سياسي وفهم لمتطلبات الحكم، قد يكون قادرًا على الجمع بين القيم الأخلاقية والسياسات العملية لتحقيق مصلحة عامة. ويرى هؤلاء أن القيم الدينية يمكن أن تكون مصدرًا للإلهام في العمل السياسي بما يعزز من العدالة والنزاهة. في النهاية، الأمر يعتمد على الفرد نفسه وقدرته على التوفيق بين أدواره المختلفة، وليس بالضرورة أن تكون هناك قاعدة مطلقة تنطبق على جميع رجال الدين والسياسة.



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب السنة وأزمة الزعامة
- الإقليم العربي السني بين الممنوع والمسموح
- فشل مشروع الديمقراطية الليبرالية الأميركي في العراق
- القبلية الحكومية في العراق
- تفكك الهوية الوطنية وتعدد الولاءات في العراق بعد الغزو الأمي ...
- فشل الديمقراطية في العراق والوطن العربي
- استدعاء التاريخ ووهم البطولة
- هل أن العالم لم يعد بحاجة إلى الاشتراكية؟


المزيد.....




- أصبح موضع مطاردة دولية.. رجل يقذف قهوة ساخنة جدًا على رضيع ل ...
- -حتى لا تعبث بذيل الأسد مجددا-.. قائد الحرس الثوري الإيراني ...
- RT ترصد آثار الدمار في مخيم جنين
- السودان - نشطاء يتهمون الدعم السريع بقتل العشرات في سنّار
- لافروف: تل أبيب تطرح شروطا إضافية كلما تم الاقتراب من التوص ...
- أمين مجلس التعاون الخليجي: دول المجلس تولي أهمية قصوى للتعاو ...
- الجزائر.. المحكمة الدستورية تتسلم 52 محضر تركيز الأصوات في ا ...
- العلم الفلسطيني يعلو فوق أكبر جسور ولاية نيويورك الأمريكية ( ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يجري تقييما للوضع على الحدود الشمالي ...
- برقية من السنوار لجنبلاط ونجله


المزيد.....

- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - عن السياسة والسياسيين