سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 10:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقف وراء الرفض الشعبي العارم ضد النظام الملالي وإزدياد الاحتجاجات وإندلاع الانتفاضات سبب أساسي واحد، وهو إن نهج وسياسة هذا النظام لا ولم ولن يتفق أبدا مع الشعب الايراني، خصوصا وإننا لو نظرنا الى مختلف الاوضاع في ظل هذا النظام لوجدنا إنها تزداد سوءا عاما بعد عام وليس هناك أي بارقة أمل بهذا الصدد، بل وعلى العکس من ذلك إن نهج وسياسات هذا النظام المخالفة والمتعارضة مع مصالح وطموحات الشعب الايراني، قد أحدث مشاکل لا تعد ولا تحصى وجعل الحياة في غاية الصعوبة في إيران.
عندما قام الدکتاتور خامنئي بهندسة الانتخابات ومهد لتنصيب السفاح الهالك ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام، فإنه بشر بأن هذا السفاح سوف يقوم بمعالجة الاوضاع ويقوم بتحسينها ولاسيما وإن رئيسي کان قد وعد بأکثر من 50 وعدا للشعب الايراني في حال تنصيبه کرئيس، ولکن الذي حدث وجرى إنه وفي عهده حدثت أکبر إنتفاضة شعبية ضد النظام دامت لستة أشهر وهو ماأثبت إستحالة تحسن الاوضاع ولاسيما وقد مرت أکثر من 4 عقود على الحکم الاستبدادي الفاشل لهذا النظام.
في ظل هذا النظام، وبسبب من المشاريع التسليحية المشبوهة والتدخلات في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب، فإن الفقر صار ظاهرة مألوفة وإزدادت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر الى أکثر من 70%، فيما إزدادت الفوارق الطبقية الى حدود قياسية وساء الاوضاع الاجتماعية الى أبعد حد ولاسيما إنتشار الادمان على المواد المخدرة وإرتکاب الجرائم وزيادة نسبة الطلاق وإرتفاع عدد أولاد الشوارع وتفكك الاسر وأمور أخرى مشابهة مما يجعل الامور تبدو في منتهى السوء والمسألة المثيرة للسخرية إن نظام الملالي وبدلا من أن يلفت ويعمل ما بوسعه من أجل الحد من إستمرار هذه الاوضاع والامور سوءا ووخامة فإنه يساعد على المزيد من تدهورها ذلك إنه لا يهمه شئ بقدر ما يهمه بقاء النظام وإستمراره!
تزايد الاحتجاجات وتصاعد نشاط وحدات المقاومة وشباب المقاومة ضد مراکز ومقرات الاجهزة القمعية للنظام، وإزدياد السخط والغضب الشعبي على ما قد آلت إليه الاوضاع في ظل هذا الحکم الدکتاتوري الذي جعل من الدين وسيلة من أجل تحقيق غاياته وحتى إنه قد إستغل العامل الديني من أجل إضطهاد وقمع وإذلال وإفقار الشعب وحرمانه وهذا ما قد أوصل الشعب الى قناعة کاملة من إنه ليس هناك من أي أمل بأن تتحسن الاوضاع ولاسيما وإن هذا النظام يصر على التمسك بنهجه وسياساته المشبوهة التي هي سر البلاء وأساس المصائب التي تحيط بإيران من کل جانب، ومن هنا فإنه لم يتبقى أمام الشعب الايراني سوى طريق واحد لاغير وهو مواجهة النظام حتى إسقاطه تماما مثلما ما حدث مع سلفه نظام الشاه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟