شهربان معدي
الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 10:21
المحور:
الادب والفن
نثرية صغيرة من شهربان معدّي
كانت أمي تهدهد لنا كلّ الوقت
وكنت أسمعها وأبكي بصمت..
عندما تفرح كانت تهدهد لنا..
وعندما تبكي كانت تهلّل لنا..
كانت تهدهد أو تُهلّل أو تُغني..
وفق مزاجها..
عندما كانت تجدّلُ ضفائري الطويلة..
وتكنس غبار الوقت..
وتلمُّ غسيلها عن سطح الدار
وترتّق جواربنا وملابسنا،
وتفاصيل يوميّاتنا الصّغيرة..
لكنها لم تهدهد بمفردها!؟
بل علّمت أختي وعلّمتني أسرار الهدهدة
وكان صوتها رقيقًا وعميقًا..
كصوت الماء..
كانت كلماتها جميلة، ولغتها سليمة..
وهكذا زرعت بي أنا وإخوتي، ثروة لغويّة ثريّة منذ نعومة أظافرنا..
*اللّغة يا عزيزتي الأم ليست جينات نتوارثها بالسليقة بل مُرافقة لغويّة هادفة.. تبدئين بها بالقصة والغّنية والاحتواء والحنّية.. تحدثي معه كلّ يوم، رغم أنه ما زال جنينًا في رحمك، حيث أثبتت التجارب أن عقل الإنسان يكتمل عندما يكون عمر الجنين أسبوعين ونصف ويبدأ باستيعاب وفهم الرسائل الخارجية.
في الطريق إلى الأمومة..
تنكشف الأسرار الغافيات..
يُزهر ألف ربيع..
في لوحة الخلق الجديدة..
بلا أجنحة..
تحملك لهفة الأمومة
للأفق اللازورد..
وفوق الغيوم الوردية..
تأخذك للأبديّة..
#شهربان_معدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟