بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 00:50
المحور:
الادب والفن
مدورة تخفي في جوفها الجمال: رمانة.. قصة قصيرة
منع َ اسلوبُ حياتها المدورة، المحيطين بها من رؤية مؤهلاتها، ربما بقي لديها وقتٌ قصير جدا.. هي على وشك أن تنتهي من تصوير مشهدا مزدحما، فتاة ذات شعر مربوط الى الوراء، تحمل بين يديها كاميرا، تصور داخل المشهد.. بين رواسب أفكارها، صورة عن المكان، كما برق تومض فيما تفكر، وتشير إلى حقبة مرتبطة بالعوز الذي يدفع المرء لبيع مسكنه.. و شراء بيت بسيط.. من أجل كسب مزايا جميلة وصالحة ماديا ومعنويا. موسيقى تعزف كما لو أنها في مسرح.. ترتفع بالتصفيق الأكف ..عدا كفان صغيرتان منشغلتان بحمل رمانة مشطورة إلى شطرين ،حبات الرمان تتساقط من راحة الكف اليسرى، الفتاة ذات الشعر المربوط إلى الوراء على وشك الانتهاء من جلسة تصوير حفل ليلة الحناء لبنت أحد الأثرياء الذي كان في يوم ما صديق والدها وكان شديد الأعجاب في بيتهم، كانت وقتها صغيرة لم تتذكر من الأحداث سوى بعض المشاهد مع جدها الذي قطف لها رمانة من شجرة في حديقة بيتهم الكبير، حين وضعها بين كفيها الصغيرتين تهاوت على الأرض.. انشطرت وتناثر حبها الأحمر، مشهد اثار دهشة اسرتها، وقهقهات جدها وهو يحاول جمع ضفتي الرمانة. الان صديق والدها لا يعرفها وربما لا يتذكر ذلك الصديق الطيب الذي استطاع بكل سهولة خداعه وسرقت نجاحاته وسعاداته حتى قضي عليه. تسير أمام مجموعة من نسوة يمرحن، تتغير ملامح وجهها حين سمعت نميمتهن. تنتقد امرأة ما في نهاية التصوير، ربما هي حساسة تجاه الظلم بشكل مثير للدهشة. كما الميزان: الكفان الصغيرتان تحملان رمانة مشطورة إلى شطرين، حبات الرمان المتساقطة في المكان ذاته حيث تهاوت الرمانة من بين يديها.. ولكن الآن حبات الرمان بين زحام الخطوات، عمل شاق تصويرها.
*القصة منشورة في مجلة الأديب العراقي/ العدد27/ خريف 2023
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟