أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - هل يمكن لمشروع «خامنئي - پزشکیان» أن يعيق الانتفاضة؟














المزيد.....

هل يمكن لمشروع «خامنئي - پزشکیان» أن يعيق الانتفاضة؟


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل الأوضاع الحالية التي تشهدها إيران، يعاني النظام من أزمات داخلية وخارجية عميقة، مما دفع المرشد الأعلى علي خامنئي إلى اتخاذ خطوات تكتيكية في محاولة للحد من تدهور النظام. واحدة من هذه الخطوات كانت تعيين مسعود پزشکیان رئيساً للجمهورية. ولكن، السؤال المطروح الآن هو: هل يمكن لهذا المشروع أن يقف في وجه الانتفاضة المتصاعدة؟
أولاً، يجب أن ندرك أن انتخاب پزشکیان لم يكن مبنيًا على قدراته السياسية أو الاقتصادية، بل على ولائه المطلق للمرشد الأعلى. فبغض النظر عن التسميات التي قد تُطلق على حكومته مثل "الإصلاحية" أو "المعتدلة"، فإن المعيار الرئيسي لاختيار هذا الفريق هو التبعية الكاملة لولاية الفقيه هذا ماعترف به بزشکیان نفسه... على سبيل المثال، عارف، نائب الرئيس الأول في حكومة پزشکیان، هو شخصية معروفة بعدم معارضتها لخامنئي ويخضع بالكامل لإرادته.
ثانياً، هذا التعيين جاء بعد سلسلة من الأحداث التي وضعت النظام في مأزق خطير. فبعد فشل مشروع "التطهير" الذي حاول تنفيذه إبراهيم رئيسي، وبعد الضغوط الشعبية المتزايدة والعقوبات الدولية، أدرك خامنئي أن النظام يقف على حافة الانهيار. من هنا، اختار شخصية مثل پزشکیان، الذي لا يمثل تهديداً كبيراً ولا يحمل طموحات استقلالية عن النظام.
النظام الإيراني، بقيادة خامنئي، يعلم جيداً أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة في البلاد لن تختفي بمجرد تعيين رئيس جديد. فالوضع الاقتصادي في إيران متدهور إلى حد بعيد: الدولار يبلغ حوالي 60 ألف تومان، التضخم يصل إلى 40%، ومعدل البطالة يقارب 13%. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاكل بيئية وبنية تحتية متزايدة مثل نقص المياه والكهرباء. هذا الواقع الاقتصادي الصعب يجعل من المستحيل على حكومة پزشکیان تقديم حلول واقعية للأزمات.
من جهة أخرى، تواجه حكومة پزشکیان معارضة قوية من داخل النظام نفسه. جناح "جليلي - پایداري"، الذي يمتلك أكثر من 50 مقعدًا في البرلمان، تم تهميشه تماماً في هذه الحكومة. على الرغم من أن هذا الجناح يعرف أن الحكومة الحالية جاءت بتوجيهات من خامنئي، إلا أنه يعارض بشدة توجهاتها ويعرقل بعض قراراتها. هذا الصراع الداخلي يزيد من ضعف الحكومة ويجعلها غير قادرة على تحقيق أي نوع من الاستقرار السياسي.
بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية، هناك تحديات خارجية خطيرة تواجه النظام. الشبكات التنظيمية للمقاومة المسماة بوحدات المقاومة في الداخل أصبحت أكثر قوة وتنظيماً، والدعم الدولي لهذه المقاومة يزداد يوماً بعد يوم. كما أن التحولات الإقليمية والدولية، مثل الانتخابات في الولايات المتحدة والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، تزيد من عزلة النظام الإيراني.
هذه العوامل مجتمعة تجعل من الصعب جداً على حكومة پزشکیان تحقيق أي تقدم ملموس. حتى إذا حاول النظام استخدام أساليب القمع المعتادة لإسكات المعارضة والانتفاضة، فإن هذه السياسات لن تؤدي إلا إلى تأجيل المواجهة المحتومة بين الشعب والنظام.
في النهاية، يبدو أن المشروع الذي بدأه خامنئي بتعيين پزشکیان هو مشروع فاشل قبل أن يبدأ. المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعاني منها إيران اليوم لا يمكن حلها من خلال تعيين رئيس جديد يدين بالولاء الكامل لخامنئي. بل على العكس، هذا التعيين قد يفاقم الأزمات ويزيد من التوترات داخل النظام نفسه.
بالنظر إلى هذه المعطيات، يمكن القول إن عمر حكومة پزشکیان سيكون قصيراً، وأن النظام الإيراني سيواجه في المستقبل القريب موجة جديدة من الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية، وهو ما يشهد عليه الشارع الإيراني الذي يزداد اشتعالاً يوماً بعد يوم.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة -لا للإعدامات الثلاثاء- تتحول إلى رمز للمقاومة في إيران
- الكهرباء في إيران: أزمة قد تشعل الانتفاضة
- ربيع إيراني قادم: تصاعد الاحتجاجات وتحديات النظام
- انقسامات تعمق أزمة نظام الملالي
- توافق وطني أم فرض قسري؟
- محافظ في عباءة الإصلاح
- وعود فاشلة: هل يؤدي الفشل إلى ثورة في إيران؟
- حكومة الوفاق الوطني: سبيل للنجاة أم سبب لانهيار النظام؟
- الملالي بين القمع والخوف... والنهاية تقترب
- النظام الإيراني يذبح شعبه ليثبت قوته الوهمية
- تعيينات الحكومة تُشعل صراعات داخل النظام الإيراني
- السرج المذهب لا يجعل الحمار حصانا
- فك رموز تصريحات خامنئي أثناء تعيين رئيس جديد للنظام الإيراني
- آخر مسمار في نعش الإصلاحات مع تحلیف پزشكيان
- تعيين پزشكيان رئيساً لإيران وسط نزاعات سياسية حادة
- تأزم الوضع الداخلي في إيران ولجوء خامنئي إلى تصعيد النزاعات ...
- مأزق خامنئي والتحديات التي تواجه حكومة بزشكيان
- المقاطعة الشعبية وتفاقم أزمات خامنئي
- انقسامات عميقة تهز أركان النظام الإيراني
- بزشكيان: هل هو بداية النهاية للنظام الإيراني؟


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - هل يمكن لمشروع «خامنئي - پزشکیان» أن يعيق الانتفاضة؟