عمر حمش
الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 20:07
المحور:
الادب والفن
طالت الحربُ، طالت كثيرا، ومن معه قضَوا متتابعين، رحلوا؛ لكنّهم ظلوا عالقين في عينيه .. شيءٌ واحدٌ فقط ينساه، وإن جاءه لبرهةٍ؛ عاد، راح.
كلّ فقدٍ يذكرُ تفاصيله، طقسَ حدوثه، ولونَ السّماء، وإذا ما كان وقت صفوٍ، أم مع صفيرِ ريح.
محمدٌ تناثر، وجمعوه عن الترابِ، ومن على حائطٍ، بقّعته شمسُ بدوائر نور.
وغيثُ داسته غابةٌ لاهثة، تجري خلف مِظلةِ مساعدةِ ساقطة.
فاطمة شهقتْ فوق غيثٍ، ولم تقم، عليه زفرتْ بقايا النفَسَ الأخير.
وأمّا نوال؛ فتسلى بجبهتها قناصٌ، وثقبها عبر منظارِه العالي البعيد.
لم تُبقِ الحربُ سواه، وكلّ مرةٍ هرول خلف واحدٍ إلى مدفنٍ جديد.
شيءٌ واحدٌ ظلّ يبحثُ عنه، في خيمةِ النزوحِ يصفعُ جبهته، وفي الخارجِ يحدّقُ، ويرمقُ الزّحام، إلى أن يرفع أحدٌ كفّه:
مرحبا صالح.
ويصيحُ ضاربا كفّا بكفٍّ :
أيوا .. صالح، صح .. صالح.
ثمّ يعود؛ يبحثُ عن اسمه من جديد.
#عمر_حمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟