أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - البقار.. ونهاية العالم..














المزيد.....


البقار.. ونهاية العالم..


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 18:17
المحور: الادب والفن
    


البقار. ونهاية العالم.(قصة)
======
لن ابدأ سرد حكايتي بالكلام عن البنت الجميلة.. ولا عن( البقار.) والدها القوي الشجاع . لا عنها هي ولاهو.. سابدأها بالحديث عن ضيعة وقطيع الأبقار.. في ربوع قرية من قري البلاد العميقة كان يقطنها ( قدور) فقيه فلاح قوي وشجاع يملك ضيعة واسعة مخصصة فقط لتربية المواشي خاصة الأبقار..!!! وكان يعتني بابقاره لوحده و يعتقد في نفسه أنه في نهاية هذا الحول سيظهر( المسيح الدجال..!!..) وفي اثناء حديثه مع الناس والجيران كان لا يخجل من تكرار نفس الخرافات عن (نهاية العالم..!) التي في ظنه وشيكة الحدوث....!!.. ولا يأبه لكونه وضع نفسه محل استهتار وسخرية بين الناس..
ففي اسطبله الواسع كانت توجد عشرات البقرات....وكان هو يقضي معظم وقته في تربيتهاو الاعتناء بها.. وفي وقت راحته يتركن في زاوية يرتل كلام الرب.(القرآن) . ويردد اوراده ويصلي في خشوع وهو يبكي.. اسرته كانت تتكون من زوجته وثلاثة بنات.. زينب اكبرهَن.. لم تنهي دراستها وكانت فاتنة القد وفي غاية الجمال.. وكانت لا تتوقف عن نهيه ونصحه بالكف عن تلك الترهات والهلوسات التي يدعيها..كانت الأسرة تحي حياة سعيدة.. لولا تلك الظنون والهلوسات التي تسيطر على عقلية ( قدور البقار) .. لا أعرف كيف انقلبت الوقت.. رأسا على عقب.. هل بسبب الجفاف و المجاعة التي تواصلت في المنطقة الأعوام.. أم الكساد الذي طال عشرية بكاملها..بيعت الأرض وماتت بعض البقرات جوعا وبعضها بيع بابخس الاثمان وهجر الناس قراهم وتكد سوا على هامش المدن.. في الأحياء المعدمة.. كهذا الحي.ففيه اشترت بنت (قدور البقار) زينب بعدما أصيب والدها بتلف في دماغه بسبب الازمة. .. اشترت إحدى الدور الكبيرة.. في العرصة اي الحي القديم.. الذي لم يكن مزودا لا بالكهرباء ولا بالماء الشروب.. ولا مرافق اجتماعية كقنوات الواد الحار.. ..اضطرت زينب بنت (البقار) إلى منح مسؤلية جلب الماء من سقاية الحي (البوم با) لولدها (قدور).. في كل صباح يملأ الخوابي. المنتصبة في بهو المنزل الواسع القديم.. وغير خاف على احد تلك القوة والشجاعة بل الجرأة والاقتدار الذي يتصف بهما (قدور).. فكلما وقف( قدور) بسطوله في سقاية الحي كان الجميع اطقال وبنات الحي وشبانه يتراجع ن إلى الخلف لتركه يملأ تلك الإدلاء.. خوفا منه ومن تصرفاته المجنونة.. فهو لا يتكلم الا قليلا.. يستعمل العنف ضد الجميع حتى بل انه يكره صبيان الحي.. وهؤلاء تحيطون به ويستفزونه بصراخهم.. باسمه.. (البقار... ها... البقار.. البقار.).. يطاردونه إلى أن يدخل بهو الدار.. حينها تسمع زينب تلك اللجنة وتخرج مسرعة لتفرقتهم وطردهم.. وغلق باب الدار القديمة بعد أن يدلف (البقار..)..!!!
الطريق إلى سقاية الحي الوحيدة بالحي كان يسكنها الشيطان ومعه يسكن الخوف و الرعب كل اللذين يترددون عليها من ساكنة الحي عندما يستسقي (البقار) كل صباح.. يستوي الخوف على سكان الحي.. ويصبح شغلهم الشاغل.. معرفة متى ينتهي دور قدور (البقار!).. في جلب الماء من سقاية الحي..والانتهاء من خطبته في موضوع (نهاية العالم...!!!)
وكان لا يكف عن تكرار نفس الخطبة.. عن ظهور (المسيح الدجال) يقول (قدور) بصوته القوى.. :( حان الوقت الذي يسقط فيه كل شيء في الفوضى.. سيرفع الولد يده على والده وتكيد الزوجة لزوجها.. ويرفع الزوج قضية على زوجته... وسيكون الاغنياء بلا انسانية مع خدمهم.. ويتمرد الخدم... وينعجم احترام المسنين.. وسيطالب الصبيان بالقيادة.. ويبجو العمل للجميع تعبا.. وعديم الجدوى... وسترتفع من كل حدب وصوب المطالبات والمظاهرات والدعايات لتعظيم الاباحية واللواط.. والرذيلة.. وحرية الاخلاق الماجنة... وبعد ذلك ترتكب جرائم اغتصاب.. وزنى وحنث بالايمان.. واثام وجرائم ضد الطبيعة بنت الله.. تتبعها موجة كبيرة من الشرور... والنتجيم والشعودة.. وساظهر في السماء.. اجرام طائرة.. وسيظهر من بينكم انبياء كذابون ورسل مزيفون.. ومفسدون.. ودجالون.. سحرة ومغتصبون.. بخلاء خانثون.. غشاشون.. ويتحول الرعاة الى ذئاب.. سيكذب الفقهاء والكهنوت وسيرغبون في اشياء الذنيا... ولن يهرع الفقراء الى اغاثة زعمائهم وسيكون ذوو النفوذ دون رحمة وسيشهد الصادقون على الجور... وستهز الزلازل كل المدن... وتعم الاوبئة والامراض كل الجهات... وستقتلع الارض.. عواصف من الرياح.. والاعاصير.. وستصاب الحقول.. بالثلوت.. ويفرز البحر سوائل سوداء قاتمة.. وتحدث معجزات جديدة وغريبة على القمر والمريخ وكواكب اخرى... وتترك النجوم.. مدارها المعتاد.. وتخترق السماء نجوم اخرى.. مجهولة ويسقط الثلج في الصيف.. ويشتد الحر في الشتاء.. ونكون بذلك قد وصلنا الى ازمة النهاية.. ونهاية الازمة...!!!) ثم يصمت وهو يجر سطليه على الجانطا مغادرا سقاية الحي..!!
عندما تطول الخطبة بطول الانتظار.. انتظار الجميع انتهاء دور. قدور في سقي الماء لمنزله.. وتمر الايام بسرعة.. ويموت (البقار) ويستؤح سكان الحي من سماع تبك الخطبة الغراء.. ولا يزال المسيخ الدجال لم يظهر.. ولم ينتهي هذا العالم..!!!
12/01/2014



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة الاموات (1) (البلاء المسلط...!!!)
- هذا الإنسان... (الملعون)
- حارس كلب الشاه..
- أوراق من صلصال (12)..
- لعبة التناوب الديمقراطي والتعليم بالمغرب.. (1)
- رسائل تحت التراب (3)
- حمام السعادة.......
- الديمقراطية هي الحل....!!!
- رسائل تحت التراب.. (ف:2)
- رسائل تحت الثراب..(1)
- في البحر...
- دخشوشة المعلم كرشة...
- لقمة عيش... الجزء2
- نزع الاقنعة.....!!!
- لقمة عيش...(1)
- خطاب الرايس
- بلا اعجاب۔۔۔المقبور۔۔
- قراءات خاصة۔䑉
- حسب رواية موريس ۔۔۔
- في البئر عاشق۔۔䑉


المزيد.....




- هل تفقد أفلام جيمس بوند هويتها البريطانية؟ بروسنان يعلق على ...
- الكاتبة والصحافية العراقية أسماء محمد مصطفى تقيم أول معرض فن ...
- مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي ...
- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
- بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف ...
- الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي ...
- تعزية في وفاة الفنانة الكبيرة نعيمة سميح
- تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في -تحت سابع أرض-
- وفاة المطربة المغربية الشهيرة نعيمة سميح


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - البقار.. ونهاية العالم..