أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - توجعني الرطوبة ..














المزيد.....

توجعني الرطوبة ..


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


غصت رفوف مكتبتي بركام من الملفات القديمة التي تحتوي على صفحات وقصاصات جرائد وأوراق مرجعية تهم المراسلات والوثائق التي تم تكديسها بكسل على مدى أربعة عقود . يتعلق الأمر بعشرات الرزم الملفوفة مثل مومياء محنطة من الزمن الفرعوني السحيق. وبدأت تنبعث منها نسائم ليست زكية. ساعتها غمرني إحساس جعل المكوث بين رفوفها يشبه إلى حد بعيد المكوث زمنا طويلا في سجن انفرادي بئيس . ولعل ذلك من أشد بواعث النكوص القهري وهجران المكتبة دون رغبة في ذلك. وطوال الشهور الماضية، ظل ينتابني شعور بارتخاء عام يبعثر المشاعر ويعبث بالروح الإيجابية التي تغمر الذات وسط عالم الكتاب والمعرفة. والحقيقية يجب أن تقال . فقد استشعرت أكثر من مرة قسوة البلابل والوساوس القهرية جراء هذا الوضع النفسي غير المريح بتاتا. لقد بات الأرشيف الشخصي ذلك الكنز الثقافي الثمين، والرصيد التاريخي البهي عبئا يثقل كاهلي النفسي وأكبر عالة سيكولوجية تستفزني وتجعل الحاجة ماسة إلى تدبير مفوض ومعالجة غاية في الاستعجال . وجاء اليوم الذي لم يعد مبدأ التخلص من هذا الأرشيف الضخم احتمالا واردا فحسب ،بل بات من الأولويات ، وغدا أمرا وشيكا و مطلبا ملحا وحيويا لا يقبل التأجيل . وأذكر جيدا كيف خاطبت نفسي بصوت مسموع ذات يوم " ما علاقتك يا عزيز بأرشيف ضخم من ركام الجرائد التي كانت بيضاء وملونة ثم أصبحت صفراء كئيبة؟ ألم يحن الوقت بعد لنأي عن الرطوبة وأوجاعها الدفينة؟ هل من جدوى اليوم للتباهي بالنشر وقد صار على قفا من يشيل حسب تعبير الأشقاء في مصر ؟ وهل ما تزال الحاجة ماسة اليوم لإظهارها وتمني النفس بنشرها أمام الزملاء والأصدقاء ؟ وبدا لي أن التكنولوجيا الذكية لا بد أن تبدع حلا بديعا في مثل هذه الوضعيات . ولم يمر وقت طويل حتى سمعت النداء . ولكم أعد أرى أو أسمع سوى صليل الرقمنة .
لكن كيف وما السبيل إلى نقطة البداية ؟ عملية الرقمنة وفق الخبراء والتقنيين في هذا المجال ترتكز بالأساس على نسخ ومسح ضوئي للوثائق النصية وإنجاز نسخ رقمية للأرشيف الورقي المادي كآلية مبتكرة تسهم في تخزينها أولا ثم حفظها وتسهل من فعالية استرجاعها ومشاركتها مع الهيئات والمؤسسات والأصدقاء والزملاء بسهولة وأمان وبأقل تكلفة . وهذا الأمر لا يسهم في تعزيز فعالية وتطوير الأداء التواصلي مع الصداقات على السوشل ميديا فحسب، بل يساعد بشكل فعال على مواكبة تطور التقنية الذاتية والتعامل الذكي مع المعلومات عبر التطبيقات والبرامج المستحدثة لهذه الغاية .
والرقمنة باعتبارها من أهم العوامل التي تساعد عن الحفظ والتخزين بعيدا عن الحساسية وأوجاع الرطوبة وأمراض أخرى أفضل ماجادت به تكنولوجيا العصر.لذلك يتعين انتهاز الفرصة الآن وليس غدا . وهي كما تهمني شخصيا ليس في جانبها المتعلق بحفظ وتخزين الكائنات المتحفية الثمينة والعناصر المادية التناظرية مثل القطع الفنية، أو التسجيلات الصوتية، أو الخرائط والمخطوطات إلى غير ذلك من الأشياء الثمينة . الأمر بالنسبة لي يتعلق بصيانة قصاصات الجرائد والمجلات التي نشرتها منذ 1979 في مختلف المنابر الورقية داخل المغرب وخارجه من التلف وحفظ ذاكرة المنشور الشخصي يوم كان للنشر الورقي سطوته. يتعلق الأمر بمآت بل بآلاف القصاصات الخبرية التي تشمل مقالات وحوارات ومتابعات فنية وأدبية وتحقيقات اجتماعية وحوارات في الصحافة والتربية والفنون . وفي حديث آخر، بعض الرسائل الخطية التي كنت أبادلها مع أصدقاء المهنة إثناء سنوات العمل سواء في السهل أو الجبل . مراسلات شخصية نادرة فريدة من نوعها، بل في جانبها العادي البسيط تشكل إرثا سيكولوجيا لا يجب التفريط فيه لأنها ببساطة من مكونات الشخصية فنيا وأدبيا . وغالبا ما تعود هذه المراسلات لفترة للسبعينيات فما فوق . مراسلات والحالة هذه اعتلاها الشحوب وأكلت الرطوبة هوامشها وباتت صفراء هشة للغاية . لذلك لم يعد الحفظ الرقمي للمعلومات والوثائق والمراسلات مطمح لمؤسسات والهيئات والتنظيمات والهياكل المدنية بل صار هاجس كل مثقف يمارس مهنة الكتابة ومسكون بلذة الحرف والتعاطي مع كل ما هو مكتوب . والعملية ببساطة انسخ وارفع وامسح ثم مزق.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رواية -حادث مؤسف للغاية -للكبير دوتويفسكي لا تندثر المتعة ...
- - ساحرة بوربوبيلو - للكبير باولو كويلو : كيف اختفت أثينا الف ...
- خطاب الكراهية ومناهضة العنف من الرصد إلى التقييم
- التعليقات على السوشل ميديا مقاربة ملغومة
- انجرافات
- خطاب الكراهية على الميديا من الرصد إلى التقييم
- كامليون تبعث الروح في فن الخط العربي والزخرفة بفاس
- حوار شفيف مع الدكتور عزيز زروقي حول علاقة السينما بالأدب الم ...
- غياب الجمهور ناتج عن ضعف التسويق أم هزالة المنتوج؟ الفنان وا ...
- - لا نَمْلكُ إلا أرضاً واحدة، ويُمكننا معاً حمايتها-
- رواية -رجوع إلى الطفولة- للكاتبة المغربية ليلى أبوزيد استرجا ...
- ترانيم ذاكرة جديد الشاعرة المغربية فريدة عدنان
- الصراع في السينما تجذيف جميل بين الأيديولوجيات والمرجعيات وا ...
- المسرح والتربية أية علاقة ؟ محور ندوة فكرية بفاس
- المهرجان الدولي للسينما والفلسفة بفاس جائزة ابن رشد الكبرى م ...
- كتاب -أوراق كرزية- لإدريس معزوز دحض لخرافات الأمس وترميم تره ...
- رئاسة جلسة
- تقديم كتاب عبد الفتاح أبطاني - العشق هامش للخطإ- أساطير ما ب ...
- تكلم دون رسوم
- كتاب - للدكتور محمد الفتحي -الخطاب الروائي من شعرية اللغة إل ...


المزيد.....




- -أحد حراس الهوية المصرية-.. وفاة الفنان التشكيلي حلمي التوني ...
- وفاة حلمي التوني أحد أبرز الفنانين التشكيليين المصريين والعر ...
- حواء القمودي: اليوم الرتيب والممل يلهمني كتابة قصيدة
- بحضور نجوم كوريين.. عرض منحوتات الفنان فيليب كولبير الجديدة ...
- انطلاق مبادرة -أُوْل- للمكفوفين برعاية -أبجد-
- وزير الثقافة الإيطالي يستقيل بعد فضيحة مدوية هزت حكومة ميلون ...
- إرجاء الحكم على ترامب في قضية الممثلة ستورمي دانيالز
- محكمة نيويورك تؤجل النطق بالحكم على ترامب في قضية نجمة الأفل ...
- تأجيل الحكم على ترامب في قضية الممثلة الإباحية إلى ما بعد ال ...
- تأجيل الحكم على ترامب بقضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - توجعني الرطوبة ..