مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 18:13
المحور:
الادب والفن
#سافوي ٢٤
عصر الخامس من اذار اخبرنا القبطان الريدي بأننا الان نبحر امام سواحل تل ابيب وأكد المعلومة عباس وموسى شاليتا فتباطئنا بالسير، بانتظار ان يحل الغروب وتبدأ ساعة الصفر.
اخذنا نسترق النظر نحو الشاطيء علنا نناظر تلك الارض وذلك الوطن الذاهبون اليه بحب، قطع علينا تلك اللحظات صوت طائرة استطلاع اسرائيلية تطير فوقنا بشكل ملفت للنظر، ثم غادرت، طلب الغدنفر من الجميع التجهز بقنابل الانيرجا والعبوات والقنابل اليدوية وان نذخر مخازن البنادق واستعد الجميع واصبح الوضع صعبا والوقت يمارس لعبته في هكذا ظروف، ومضى الوقت على مضض وشعرنا ان الشمس اخذت كثيرا من الوقت بالمغيب، وما ان بدأت اضواء تل ابيب تلوح في الافق البعيد حتى بدأنا نتنفس الصعداء، وتأكد لنا ان الغمة انفرجت، اصبح وهج الاضواء يزداد ويتضح اكثر، اصبحنا نشعر بأننا على ميعاد مع لحظة النصر الاكبر، وباننا على بعد ساعات من نجاح المهمة ليس اكثر، تأكدت كل تلك الامور حين عاد القبطان الريدي وعباس وموسى شاليتا واخبرونا بلهجتهم المصرية المحببة:"ايوة، هي دي، يبئا فاضلكم من ١٠ الى ١٥ ميل وتبئو في وسطيها، اهي أدامكم، مش محتاجة حتى البوصلة بتاعتكم".
بدا وكأن السماء اشفقت علينا؛ لم تعد تلك الطائرة، ووصلنا نقطة الانزال، وحينها قرر الشباب ان يصبحوا مجموعة واحدة، وتركوا امر افتراقهم او بقائهم مع بعض لحين وصولهم للشاطيء.
انزلنا الزورق الوحيد برفق وابحرنا بإتجاه تل ابيب، بعد وداع بالقبلات وبشد القبضات، ومع تلويحة لطاقم السفينة حملت كثيرا من الشعور بالامتنان لمصر وشعبها.
اطفأ القبطان اضواء السفينة، واخذ بالانتظار خلافا للتعليمات، لكن كانت المشورة ان ينتظروا ريثما يحط الزورق على الشاطيء ويتأكدوا من وصولنا لبر الامان وتلقيهم الاشارة الاولى.
يتبع...
سافوي الجزء 25
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟