شاعر متجوّل في صقيع القيامة

إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.
(Imen Adili Boukordagha)

الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 08:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

في أزقّةِ الأشعّة المسروقة وقَبَاء الحواسّ المنهكة تتلذّذُ الجثث الكئيبة للمقابر المهجورة ، والوردة الأبديّة للقدّيسة المقطوفة من الحديقة اللاّنهائيّة تعيش بين الأحجار و تتقاسم العطر الصّوفيّ للصّلوات الممطرة الّتي تكشفُ نظريّة "النّشوء و الإرتقاء" في ظلام الأديان ، جُنح اللّيل "السيستس" في العصر الحديث.
زهرة ودبّوس معدنيّ في حقل كثيف ورؤية صقيع القيامة رصيف حيث التّجوال اللّيليّ لهبات الدّم القرمزيّ لجنود الأحلام حفّار القبور ، جنود الدّم القرمزيّ و الأحلام الحضاريّة الصّامتة الّتي تجعل أوراق الصّنوبر تتكلّم والقمر يبتعد تاركا عماءَ العمائمِ و متخليّاً عن عمى الخلافة المستحيلة في طريق ظهر النّبيّ مبروك النّازل في أوديةِ الأغاني القاتلةِ والقدَر المخلوق بين يدي النّبيّ سماء سوداء تسقطُ على دوّامةِ المتّهمين المسكونين بمقبرةِ السّلالمِ الحجريّة ، أشباح مجهولة من حديقة الزهور الأبديّة و نواقيس ألسنة الانتحاريّين على موانئ السّفن المدمّرة وزارع شيطان المتاعب في أعاصير السّحب البيضاء هو مُوَرِّث الجثث المبتورة واللّيالي المهمَلة من النّجوم حفّار قبور دائم للتّوابيت الّتي خرّبتها وصيّة القدّيسة إيمان ماري أنياس المحتفى بها وسط المحاصيل الشّاسعة من الورود الطّاهرة البريئة.
و الحَزَنبل ملامح سرقها الظّلام وجسر اللّيل اعتبار واهٍ وانكشاريّة العِشاء تحمل بندقيّة جحيم بلا نار الوعد المجيد للمشاة الزّاحفين على أهداب الجبال و قد خاب أملها في قصّة بطل حرب والدّليل في مغرِبان الشّمس جارية العبوديّة تحرس الطّريق اللاّنهائيّ و شفق البلاد اللّعينة غِشاش الرّؤوس المذبوحة وسيول دموع الأمّهات الثّكالى صيلم علوم الولايات المستبدّة ، والشّوارع الذّليلة قد كشفتها شموع مسبحة القدّيسة إيمان ماري أنياس ، حقيقة الآلام المقدّسة وتماثيل المقابر الصّامتة و المسرحيّة الموسيقيّة "برناديت سوبيروس" ، وردة الدّم القرمزيّة المنزوعة من الكتاب المقدّس و جند أحلام الخلافة.

#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Adili_Boukordagha#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات