أحمد بيان
الحوار المتمدن-العدد: 8090 - 2024 / 9 / 4 - 02:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدون شك، التنظيم أولوية. لكن فصل الإعلام عن التنظيم يبقى تعسفيا. وللأسف، نعيش هذا الفصل ببشاعة، حيث انشغال المناضلين بالإعلام فقط، وفي صفوف النخبة، والسقوط بالتالي في النقاشات العقيمة وتبادل التهم، لدرجة تضيع الأهداف المرجوة من الإعلام وتتبخر الجهود المبذولة. لا أنفي التضحيات الكبيرة للمناضلين الثوريين المرتبطين بالعمال، تنظيما وإعلاما...
لينين ربط الإعلام بالتنظيم والتحريض. واعتبر الإعلام، الإعلام المنظم، آلية لتطوير التنظيم وتمتينه.
اليوم، الإعلام عموما بعيد عن التنظيم، حيث يمكن لأي مناضل أن ينشر مقالا أو تقريرا ليتم تقاسمه من طرف مناضلين آخرين يناصرون بعضهم البعض.
أما التحريض، فبدوره بعيد عن الجهة المعنية بالتحريض، أي العمال بالدرجة الأولى. ويتم الاقتصار على تداول المنشورات (على أهميتها) عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ونعلم جميعا أن هذه المجالات الإعلامية والإخبارية ومنها الفايسبوك وانستغرام و(...) لا يرتادها أغلبية العمال، بالإضافة الى أن اللغة المستعملة تبقى لغة النخبة المتعلمة أو "المثقفة"، غير المعول عليها لنقل المعلومة الى العمال أو الى الجماهير الشعبية بشكل عام.
لذا، فالتركيز على التنظيم الى جانب الإعلام صار حاسما في خضم الصراع الطبقي. وأي إعلام لا يستحضر التنظيم وينبثق عنه لا يعدو أن يكون ماء في طاحونة لا ترحم. ودون أن يعني ذلك أن المناضلين مطالبون بكشف علاقاتهم التنظيمية وإنجازاتهم الميدانية أمام سعي النظام الى تدمير أي شكل تنظيمي جنيني بواسطة القمع والبطش، واعتماده على الاحتواء وتوظيف العناصر المشبوهة التي تدعي "الثورية" وتتشدق "بالنضال" من أجل التشويش و"خلط الحابل بالنابل". وليس أخطر من المنشورات "التائهة" (عن سبق إصرار) التي تعزف جميع الألحان و"تجمع ما لا يجمع".
والتواصل او التفاعل مع أصحاب هذه التدوينات او المنشورات يبرز غياب التنظيم، بل حتى التنسيق، إلا إذا كان ذلك مرتبا ومقصودا...
هنا جدوى السرية والعلنية وراهنيتهما، بالنسبة للتنظيم والإعلام أيضا...
رسالتي موجهة الى الرفاق والمناضلين القابضين على الجمر...
#أحمد_بيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟