أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 4 )















المزيد.....

سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 4 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8089 - 2024 / 9 / 3 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن قام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام ( داعش ) بالقضاء على وجود بقايا تنظيم حزب البعث و الفصائل المسلحة من العرب السنة في المدن و المناطق التي سيطر عليها في شمال و غرب العراق , هذه الفصائل التي كانت شريكة له في تنفيذ المرحلتين الأولى و الثانية من مؤامرة الموصل , و بذلك خسر كليا حاضنته المجتمعية و الشعبية في تلك المناطق التي ساعدته على سيطرته و بسط نفوذه في هذا الجزء من العراق , و بعد أن أقدمت داعش على نقض اتفاقها الغير معلن مع قادة اقليم كوردستان و اجتياحها للمدن و المناطق التي سيطرت عليها البيشمركة الكوردية خلال فترة التعايش معه و التي استمرت من يوم بداية نكسة سقوط الموصل في 10 حزيران 2014 لغاية اليوم الثاني من شهر آب 2014 خسر حليفته المهمة ميليشيا البيشمركة التي ساعدته كثيرا في إنجاح المرحلة الثانية من مؤامرة سقوط الموصل و وفرتَ له الحماية من الخلف بعد أن أنهت هذه الميليشيا كل وجود للجيش العراقي و الشرطة الاتحادية العراقية في المدن و المناطق التي كانت تسميها مناطق متنازع عليها , و لأن داعش نقضت الاتفاق الغير معلن مع قيادة إقليم كوردستان تحركت قوات الاحتلال الأمريكي بكل ثقلها لنجدة حلفائها في أربيل , و رافق تلك الاحداث تغيير مهم في تشكيلة الحكومة الاتحادية بانتهاء الولاية الثانية لحكومة نوري المالكي و تولي الدكتور حيدر العبادي رئاسة الوزراء , هذه المتغيرات على الساحة العراقية قد اسقطت الكثير من حسابات المحتل الأمريكي و حسابات دول الإقليم و صارت مجبرة على تقديم شيء من الدعم لقوات الحكومة العراقية .
لقد ساهم تولي حيدر العبادي رئاسة الوزراء في تعزيز قدرات الدولة العراقية و فتح صفحة واسعة للمصالحة الوطنية حيث اتخذ جملة من الإجراءات الحاسمة و المهمة التي كان لها أثر حاسم في تغيير مجرى الحرب ضد داعش , و اهم تلك الإجراءات هي :
أولا : إعادة التنسيق و التعاون بين قوات الحكومة العراقية و ميليشيا البيشمركة الكوردية , فبعد أن اصبحت اربيل مهددة بالسقوط بيد داعش طلبت قيادة الإقليم و من خلال رئيس الإقليم مسعود البرزاني النجدة من الحكومة الاتحادية و كان رد الحكومة الاتحادية مختصرا :
نعم , هذه حربنا المشتركة ضد داعش .
رد الحكومة الاتحادية الإيجابي يذكرنا برد مسعود البرزاني لطلب الحكومة الاتحادية في توحيد الجهود ضد داعش الذي نقله قبل نكسة حزيران 2014 بأسابيع وزير الدفاع في الحكومة الاتحادية الدكتور سعدون الدليمي , ذلك الرد التأمري الغير مسؤول , حيث كان رد مسعود البرزاني قصير و مختصر جدا بقوله " الحرب ضد داعش ليست حربنا " رد رغم قصره لكنه كان خلفه مؤامرة كبرى تحاك ضد العراق .
ثانيا : دعم الحشد الشعبي بكل ما يمكن تقديمه من امكانيات عسكرية بالإضافة الى إنشاء حشود عشائرية مسلحة من عشائر العرب السنة لحماية انفسهم و مناطقهم من ارهابي داعش و دعمهم بالسلاح و المعدات و الأليات , لقد كان لهذه الحشود العشائرية أثرا كبيرا في إعادة التوازن للحالة النفسية لسكان تلك المناطق .
ثالثا : إعادة العلاقة و التعاون بين قوات الحكومة العراقية و قوات المحتل الأمريكي , تلك العلاقة التي أوشكت على الانقطاع التام في زمن حكومة نوري المالكي بسبب اصراره على انهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق و إعادة كامل السيادة للدولة العراقية , ذلك الإصرار الذي ازعج الإدارة الأمريكية كثيرا و جعلها تحيك المؤامرات كي تدفع حكومة المالكي ثمن تشبثها بالسيادة الوطنية .
رابعا : التعامل مع الإدارة الأمريكية و قوات احتلالها للعراق بواقعية و مصلحية براغماتية كي يكسب دعمهم و يقي العراق من شرورهم التي لم يكن باستطاعة العراق تحملها , فلقد اعتبر رئيس الوزراء حيدر العبادي أن الأولية الأولى هي ليست التشبث بالوطنيات في تلك المرحلة الخطرة التي يمر بها العراق و إنما هي القضاء على وجود داعش في العراق و منع تقسيم و تفتيت العراق الى دويلات متناحرة تناحرا دمويا .
خامسا : إعادة تشكيل الجيش العراقي وفق اسس بعيدة عن المحاصصة السياسية و ذلك بعدم اعطاء حصة من الجيش العراقي للأحزاب الكوردية التي كانت عبارة عن فرقتين من فرق الجيش العراقي , تلك الفرقتين اللتين كانتا تتلقى اوامرها من رئيس الإقليم السيد مسعود البرزاني و ليس من رئيس وزراء الحكومة الاتحادية الذي هو دستوريا القائد العام للقوات المسلحة العراقية , و هذا الخلل هو احد الأسباب المهمة لسقوط مدينة الموصل بيد داعش .
سادسا : توحيد الجهود لمحاربة داعش في حملة واسعة يشترك فيها حتى الذين كانوا ضمن كتلة المتآمرين الذين اشرفوا على تنفيذ مؤامرة الموصل امثال السيد مسعود البرزاني .
سابعا : بجهود حثيثة و مكثفة من حكومة حيدر العبادي أصبح الجيش العراقي الذي كان منبوذا من قبل نسبة ليست بالقليلة من سكان المدن و المناطق ذات الغالبية من العرب السنة هو الذي يقاتل و يقدم التضحيات لإنقاذ اهالي هذه المدن و المناطق من بطش داعش الإرهابي , لقد انكسر الحاجز النفسي و الطائفي بين الجيش العراقي و العرب السنة حيث صار الكثير منهم قادة للوحدات العسكرية التي تقاتل بشراسة و تضحية في الجبهات الأمامية جنبا الى جنب مع ابناء جنوب العراق من العرب الشيعة .
وبدأت الحملة العسكرية الكبرى للجيش العراقي و القوات الداعمة و المساندة له من الحشد الشعبي و الحشود العشائرية لإسقاط الدولة الداعشية حيث كانت محاور تلك الحملة ثلاثة هي :
الأول : محور محافظة الأنبار , مدينة فلوجة - مدينة الرمادي – مناطق اعالي نهر الفرات - عاصمة الخلافة الداعشية في الموصل .
الثاني : محور غرب دجلة , مدينة سامراء - مدينة تكريت - مدينة بيجي - عاصمة الخلافة الداعشية في الموصل .
الثالث : محور شرق دجلة , مدينة بعقوبة - مدينة كركوك - عاصمة الخلافة الداعشية في الموصل .
و بذلك تشكلت كماشة من ثلاثة محاور كي تطبق على الدواعش و تقضي عليهم في مركزهم الأخير في مدينة الموصل .
لقد انتبهت القيادة العراقية الى كارثة كبرى كانت ستحدث اذا ما وصلت داعش الى حالة من اليأس التام و هي ترى قواتها تندحر و عاصمة خلافتها في الموصل تسقط فتقوم بتفجير سد الموصل الذي كان يحوي مخزون مائي بحدود العشرة مليارات متر مكعب , هذه الكمية الهائلة من المياه كافية لإغراق كل المدن الواقعة على ضفاف نهر دجلة , من الموصل وصولا الى العاصمة العراقية بغداد , فقامت قيادة القوات العراقية بإعطاء الأولوية القصوى و قبل التقدم نحو الموصل بتحرير سد الموصل , و فعلا نجحت القوات الخاصة العراقية و بإسناد من قوات البيشمركة و بدعم من المحتل الأمريكي بالسيطرة الكاملة على سد الموصل و انقاذ العراق من كارثة كبرى .
لم يكن تعامل قيادة اقليم كوردستان مع طلبات القوات المسلحة العراقية بالشكل المطلوب منها وطنيا , لكنه صار افضل من مواقفها السابقة , فحين احتاجت القوات المسلحة العراقية استخدام اراضي اقليم كوردستان لشن هجوم لتحرير سد الموصل و ثم التوجه نحو مدينة الموصل لتحريرها من قبضة داعش تعاملت قيادة ميليشيا البيشمركة الكوردية مع القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وفق منهج نسمح بهذا و لا نسمح بذاك , و بذلك أكدت القيادة البرزانية مرة اخرى أن البيشمركة الكوردية غير خاضعة للقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية و بالتالي لم تكن هذه الميليشيا جزء من المنظومة العسكرية للدولة العراقية كما ينص الدستور العراقي .
مع تقدم القوات العراقية من ثلاثة محاور باتجاه محافظة الموصل اخذت معنويات القوات العراقية تتصاعد و معنويات الدواعش في انهيار مستمر حتى نقطة الوصول الى يوم النصر العظيم الذي تم فيه اسقاط دولة الخلافة الداعشية الظلامية و بذلك نهض العراق من جديد .

" يتبع "



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 3 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 2 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 1 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 3 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 2 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )
- ظهور الدواعش عبر التاريخ
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 4 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 3 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 2 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )
- التجاوز على السيادة الوطنية العراقية ... حقيقة أم وهَمْ ...؟
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (2)
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (1)
- هل لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تايوان مستجدات ج ...
- الاتصالات السلكية و اللاسلكية في العراق و العداء للقطاع الحك ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 2 ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 1 ...
- هل ستحمل الانتخابات الرئاسية القادمة في تايوان مستجدات جيوسي ...
- هل تَتَشَكَلْ حاليا حضارة عالمية جديدة ...؟


المزيد.....




- نجيا من الموت بأعجوبة.. سيارة تخترق جدار منزل ثنائي بسرعة عا ...
- يحيى السنوار وما فعلته حماس.. نص ما ورد من الـFBI ومسؤولين ب ...
- مراسلنا: تعرض وفد حكومي في ريف درعا جنوب سوريا لهجوم بعبوة ن ...
- زاخاروفا: مصادرة واشنطن طائرة الرئيس الفنزويلي قرصنة جوية
- نتنياهو أمر الجيش بالاستعداد لاحتمال تولي مهمة توزيع المساعد ...
- -حماس- توجه نداء للمنظمات الدولية
- زاخاروفا: ألمانيا لم تقدم أي نتائج ملموسة في قضية -السيل الش ...
- مراسلنا: تعرض وفد حكومي في ريف درعا جنوب سوريا لهجوم بعبوة ن ...
- بن غفير يسعى لوقف المباحثات و-تطور تفاوضي- بشأن محور فيلادلف ...
- ترامب يكشف خطة لإنهاء حرب أوكرانيا وروسيا تواصل هجماتها على ...


المزيد.....

- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 4 )