سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8088 - 2024 / 9 / 2 - 10:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يواجه نظام الملالي واحدا من أکثر المراحل حساسية وخطورة ولاسيما بعد أن صار الصراع بين الفصائل الحاکمة بمثابة ظاهرة لا يمکن للنظام إنکارها، غير إن الذي يجعل الوضع أصعب وأکثر خطورة على النظام هو إن الصراع لم يعد مقتصرا بين الفصائل الحاکمة فقط أو بين من يسمون أنفسهم أصلاحيون وبين التيار المتشدد التابع لخامنئي، بل إنه إنتقل الى داخل تيار خامنئي ذاته وهو ما يعتبر مٶشرا بالغ الخطورة وحتى بالامکان القول بأنه يٶثر على مستقبل النظام.
إحتدام الصراع وزيادة وتيرته ودرجة سخونته باتت غير طبيعية بالمرة ولاسيما بعد أن بات الطابع الانتهازي يبدو واضحا على العديد من الفصائل وبشکل خاص الفصيل الاصلاحي الذي إفتضح أمره أکثر من غيره وأثبت عدم إختلافه إطلاقا عن الفصائل الاخرى وإن هدفه هو التمتع بالسلطة والنهب من خلاله، ولاسيما التحرکات المثيرة للسخرية لهذا الفصيل من حيث هاجم الإصلاحيون في البداية بشدة مسعود پزشکیان بسبب خيانته لوعوده، ثم انسحب ظريف من منصبه كنائب استراتيجي، لكنه عاد لاحقا بعد فترة قصيرة لخطاب قبول الواقع الحالي وتوازن القوى، وانتهى به الأمر إلى استعادة منصبه. حضر ظريف أيضا اجتماع الحكومة مع خامنئي، مما أدى إلى تهدئة الأوضاع، لکن تهدئة الاوضاع لم يتمکن من التغطية والتستر على الدور الانتهازي لهذا الفصيل وإن همه الاساسي کان المشارکة في السلطة.
عودة الاصلاحيون الى دعم وتإييد بزشکيان الذي هو أساسا دمية لخامنئي والجميع يعلمون ذلك، فإن وسائل إعلامهم تسعى وبکل الطرق من أجل تفسير الوضع الحالي لصالحها ولإيهام المجتمع بأن هناك تغييرات تحدث. هذه الوسائل الإعلامية تراعي بشكل كامل الخطوط الحمراء للنظام وولي الفقيه تحديدا، وهي ليست ممثلة حقيقية للمجتمع الإيراني بسبب عدم وجود دعم شعبي حقيقي لها.
وسائل الاعلام هذه کانت خلال الفترة السابقة تلعب دور المعارضة لصالح الشعب الايراني وتتصرف وکأنها تدافع عن مصالح الشعب وتعکس همومه ولکن وبعد الموافقة على الحكومة، تحولت وسائل الإعلام الإصلاحية التي كانت تعترض بشدة على تشكيلة الحكومة فجأة لترويج هذه التشكيلة، وهو ما أثبت حقيقة بالغة الاهمية لجميع أولئك الذي يطبلون لهذا الفصيل الانتهازي الذي يلعب على مختلف الحبال من أجل تحقيق أهدافه بما فيه المحافظة على بقاء النظام وضمان إستمراره، وهذه الحقيقة أکدت عليها المقاومة الايرانية بإستمرار وحذرت من الانخداع بالشعارات البراقة لهذا الفصيل ومن إنه لا يختلف عن باقي الفصائل الاخرى إلا بالاسم وهو جزء لا يتجزء من النظام ولا يمکن التعويل والاعتماد عليه أبدا.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟