أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 22:15
المحور:
الادب والفن
نصف قرن هرب من يديك
ككل عقد كان يحل عليك
تنتشي به
، ترسم عالما يتلون بمشيئتك
ناعما . . آسر العشق لساحرات القلوب
، دافئا . . لكل صديق تسلل خطوط رسمك
، فوجدته جزء منك . . لا يغادرك
حيث تسري يسري معك
، بل يتقدم خطوتك
فلا ثالث يشارككما سر البناء
- جامحا لا تعرف الخوف
. . من فخاخ اعدائك
، لينا عطوفا معهم بعد زوال اسبابهم
. . حين يأتون إليك معتذرين
- نصف قرن هرب من يديك
، ولا يستوقف مهجتك سوى
. . عقد طفولتك النامية في عدن
- خذوني الى بيتنا العتيق
. . في الشيخ عثمان
حيث الدفء . . كان يغطي المكان
، الشارع كان ملعبا لطفولتنا
، ومدرستنا على حافة طرفه البعيد
- كانت ذات مساحات شاسعة
، تنام الفصول ومبنى الإدارة المحاط بها
. . في رقعة ضئيلة
وتفترش المساحات الملاعب
- أعيدوني لزمن تقاسمنا الشارع الى خطوط
، نتقافز لالتقاط طيور الخريف المهاجرة
- عبث بنا السنونو بسرعته المتملصة
وذكور السمان في مراوغاته
ويجن دخول الليل
. . لا شيء وقع باليد
والجراح المدمية تسكب من مرافقنا وركبنا
- لم يكن العالم يعني شيئا لنا
- لا نعرف سوى نشوتنا العارمة فيما نعيشه
، وكانت ساكني الحي تفتح أبواب بيوتهم . . عصرا
لقضاء وقتا لوداع نهار اليوم بعد سويعات قليلة
، بين دردشات عابرة
- لثناء شرب الشاي –
وغالبا ما يأسرهم لعبنا
. . بين مشجعين
و . . أخرى نجدهم بيننا
- لا تزال الطفولة تأسر لبهم
- اعيدوني لموطني القديم
، حيث لم تمس براءتي
لم تمس احلامنا
- كان عالم معجون بالحنان
، الطيبة معلم الأهالي
- كانت الأيام مفتوحة لا تعرف ملل التكرار
- كنا أطفالا ولكن
. . سكارى بعشق وسحر لا نعرف كنهه
- توالت العقود محرقة موطني القديم
حتى الطفولة اللاحقة
فقدت نفسها
، فقدت قيمتها وذاكرتها
. . فلم يعد يحميها عالما
. . كموطني القديم
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟