أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - عشتار الفصول:11510 للتنوير إعادة تأهيل الديانات كافة وليس لإزدراء الأديان















المزيد.....

عشتار الفصول:11510 للتنوير إعادة تأهيل الديانات كافة وليس لإزدراء الأديان


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 18:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ضِمنَ مَجموعةِ نَقدِ الأَديانِ، كَتَبَ أَحدُ أَبرزِ المُساهِمينَ واسْمُهُ كَتَبهُ بِاللُّغةِ الإِنكليزيَّةِ (eagle):
(مِن ضِمنِ الكَذِباتِ المَسيحيَّةِ هُروبُ يَسوعَ وَأُمِّهِ إِلى مِصرَ وَالتي لا يُوجَدُ أَيُّ سَندٍ تاريخيٍّ لِهذهِ الكَذبةِ إِلّا حُلمُ خَطيبِ أُمِّ يَسوعَ وَحُلمُ أَحدِ البَطارِكةِ)، فَكتَبتُ ما يلي:
Ishak Alkomi
يا سَيِّدَ صاحِبَ هذا الكَلامِ، لَيسَ هَكَذا يُمكِنُ نَقدُ الأَديانِ. أَرى أَنَّكُم تُغالِطونَ أُسُسَ البَحثِ العِلميِّ بِطَريقةٍ فَجَّةٍ، وَنَقدُ الأَديانِ لا يَعني ازدراءَ الأَديانِ. أَتَمَنّى أَن نَرتَقي في سُلوكياتِنا، وَغَيرَ هذا أَعتقِدُ أَنَّنا في وادٍ وَالحَقيقةُ في وادٍ آخَرَ. وَمَعَ هذا، أَثِقُ أَنَّ المَسؤوليةَ الكُبرى تَقَعُ عَلَينا، وَلِهذا يَجِبُ أَن نَعملَ لِلبِناءِ وَليسَ لِلهَدمِ. مَعَ أَنهارِ مودَّتي.
وَلِهذا كَتَبتُ بِرِسالةٍ إِلى هذا المَوقعِ أَقولُ فيها:
بِاسْمِ الَّذي لا فَناءَ لِمُلكِهِ وَلا إِنقضاءَ لِعَهدِهِ، إِلَهِ السَّلامِ وَمَلِكِ السَّلامِ الَّذي تَجَسَّدَ كَهَيئتِنا وَعاشَ الدُّنيا فَلا زَلَّ وَلا خَفَقَ. هُوَ الأَلِفُ وَالياءُ، البِدايةُ وَالنِّهايةُ. الَّذي قَدَّمَ نَفسَهُ فِداءً عَنّا. هُوَ لَم يَكُن خُرافةً بَل حَقيقةً، وَالسُّؤالُ: لِماذا نَثِقُ وَنُؤمِنُ بِكُلِّ ما جاءَ عَنِ الفَلاسِفَةِ وَالعُظَماءِ وَلا نُؤمِنُ بِالسَّيِّدِ يَسوعَ المَسيحِ الَّذي يُجَسِّدُ حَقيقةً أَروعَ رِسالةٍ على الإِطلاقِ؟ لَم أُؤمِنْ بِهِ لِكَوْني مُنحَدِراً مِن أُسرةٍ مَسيحيَّةٍ بَل مِن خِلالِ قِراءةٍ زادَت عَنِ الخَمسينَ عاماً وَلِكُلِّ الرَّسائِلِ وَالأَديانِ. فَلَو يا سَيِّدي جِئتَ لي بِأَعظَمَ مِن رِسالةِ السَّيِّدِ المَسيحِ أُقسِمُ سَأُؤمِنُ بِتِلكَ الرِّسالةِ وَلَكِن مِنَ المُستَحيلِ.
دَعونا مِنَ الجانِبِ اللاهوتيِّ، فَتِلكَ مَسأَلَةٌ أُخرى. إِنَّ الجانِبَ اللاهوتيَّ لا يُمكِنُ قَبولُهُ إِلّا مِن ارتَقَت بِهِ مَراتِبُ الرُّوحانيّاتِ وَفَلسفةِ الوُجودِ، وَغَيرِ ذلكَ. أَمَّا الجانِبُ الأَرضيُّ، أَعني الماديَّ، فالسَّيِّدُ يَسوعَ المَسيحَ الإِنسانُ الكامِلُ، وَلَيسَ كَما جَيَّرَها اِبنُ عربي، فَذاكَ ضَلالٌ مُبينٌ. لِهذا، الإِنسانُ الكامِلُ لَيسَ بِحَديثِنا بَل أَثبَتَ ذَلكَ مَجموعةٌ مِنَ العُلَماءِ وَالثُّقاةِ. وَإِذا كُنتَ يا أَخي تَجهَلُ العُلومَ، عَلَيكَ عَدمُ الإِزدِراءِ بِها، وَهكذا إِذا كُنتَ لِغايَةٍ في نَفسِ يَعقوبَ تُريدُ أَن تَخلِطَ الأُمورَ وَالأَديانَ وَالقَتَلةَ مَعَ مُلوكِ السَّلامِ، فَهذا أَيضاً مِن شَأنِكَ وَتَتحمَّلُ مَسؤوليتَهُ، وَلَكِن أَن تَخلِطَ بَينَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ، فَهذا هُوَ الجَهلُ وَالحَماقَةُ وَالخُبثُ وَالرِّياءُ.
أَرجوكُم، لَدَينا مَشروعٌ تَنويريٌّ يَقومُ على أَكتافِ مَن يُؤمِنونَ بِالإِنسانيةِ جَمعاءَ وَلا يَزدَرونَ أَيَّ دينٍ مِنَ الأَديانِ أَو أَيَّةَ أَفكارٍ كانت، إِنَّما يَتَناقَشونَ وَيَتَحاوَرونَ لِإيجادِ قَواسِمَ مُشتَرَكَةٍ.
تَقومُ على المَوضوعيَّةِ وَالعِلمِيَّةِ.
وَأُريدُ أَن أُلفِتَ انتِباهَ بَعضِ الأَخواتِ وَالإِخوةِ. إِذا لَم يَكُن هُناكَ مِن أَثَرٍ أَركيولوجيٍّ قَد ظَهَرَ عَلى أَثَرِ الحَفريّاتِ لِيُثبِتَ القَضيةَ الفُلانيَّةَ، فَهذا لا يَعني على الإِطلاقِ بِأَنَّ تِلكَ القَضيةَ غَيرُ مَوجودَةٍ تاريخيّاً.
فَهُناكَ مَلايينُ المَسائِلِ لا يُوجَدُ لَها أُسُسٌ لَدى عِلمِ الآثارِ بَل هِيَ مُوَثَّقةٌ في سِجِلاتٍ عِدَّةٍ، وَهذهِ الوَثائِقُ التَّاريخيَّةُ هِيَ الَّتي تَقَعُ عَلَيها الدِّراساتُ الأَكاديميَّةُ الرَّصينَةُ وَقِراءَةُ الوَثيقةِ لَها قَوانينُها وَأُسُسُها. كَما هُناكَ أَمراً في عِلمِ التاريخِ وَهُوَ التَّواتُرُ. فَلَيسَ يا إِخوتي (كُلُّ مَن قَرَأَ الكِتابَ فَهيمٌ)، إِذا كُنتَ جاهِلاً في أَمرٍ مِنَ الأُمورِ عَلَيَّ أَن أَجتَهِدَ على نَفسي وَأَتَعَلَّمَ العُلومَ الخاصَّةَ بِمَيولي.
وَلِكَي تَصيرَ طَيّاراً يا سَيِّدي، عَلَيكَ أَن تُحَقِّقَ عِدَّةَ اِمتِحاناتٍ، وَهكذا الطَّبيبُ وَالمُعَلِّمُ. إِنَّ الحَماقَةَ الكُبرى هِيَ أَن أَدَّعي ما لَيسَ فيَّ وَأُغايرَ العالَمَ لِأُثبِتَ ذاتي، فَهذا مَرضٌ عُضالٌ عَلَينا تَجنُّبُهُ وَالبَتُّ فيه.
أَعودُ لِلقَولِ: أَنا مَعَ مَشروعِ إِعادَةِ تَأهيلِ جَميعِ الأَديانِ على ضَوءِ التَّقدُّمِ وَالتَّطوُّرِ في كُلِّ المَجالاتِ، وَرَغمَ هذا، فَعَلى قَدرٍ مِن مَعرِفَتي المُتواضِعةِ، وَالَّتي دَرَستُ فيها عِلمَ النَّفسِ لِمُدَّةِ ثَماني سَنَواتٍ في مَعهدي المُعلِّمينَ وَالمُدَرِّسينَ بِالحَسَكةِ، وَعِشقي لِهذهِ العُلومِ وَلِلفَلسفَةِ الَّتي نَسيتُها في ثانوياتِ الجَزيرةِ السُّوريَّةِ، وَمُعاقَرَتي الدَّائِمةِ لِلبُحوثِ الفَلسفِيَّةِ وَالدِّينيَّةِ، فَإِنِّي أَجِدُ مِنَ الضَّرورَةِ بِمَكانٍ أَن نُعيدَ قِراءَةَ الأَديانِ وَغَربَلَتَها أَمامَ النَّقدِ الرَّصينِ، وَلَكِن يَبقى التَّديُّنُ حاجَةً رُوحِيَّةً وَضَرورِيَّةً، وَلَكِن لَيسَ مِنَ العَدلِ أَن نَخلِطَ مَا بَينَ ما يَقولُ: (أَحِبُّوا أَعداءَكُم، بارِكوا لاعِنِيكُم) وَبَينَ (مَن يَقولُ العَينَ بِالعَينِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ)، فَتِلكَ مُصيبَةٌ وَعَدمُ وُجودِ تَكافُؤٍ بَينَهُما، وَلا أُريدُ الدُّخولَ فيما لا يَعنيني، إِنَّما عَلَينا أَلّا نَزدَري أَيَّ دينٍ كان، وَعَلَينا اِحتِرامُها، وَلَكِن أَيضاً عَلَينا التَّأكيدُ على أَن نَعملَ جَميعاً لِإخضاعِ التُّراثِ الدِّينيِّ بِرمَّتِهِ تَحتَ مِجهَرِ النَّقدِ العِلميِّ وَالمَوضوعيِّ.
مَرَّةً ثانيَةً.
الإِنسانُ العامِلُ في حُقولِ الخَيرِ وَالحَقِّ وَالجَمالِ لَيسَ كَذاكَ القاتِلَ، وَالقَتلُ أَنواعٌ وَأَجناسٌ، وَأَشَدُّهُ فَتكاً عِندما نُسَخِّرُ ضَمائِرَنا لِتَدميرِ الأَروعِ وَالأَجمَلِ وَالأَنقى وَالأَسمى وَنَخلِطُهُ مَعَ الظُّلْمَةِ وَالقَتلِ.
أَعتَذِرُ إِذا كَتَبتُ هذا، وَلَكِن ثِقوا تَماماً أَنَّ جَميعَنا لَنا قَلبٌ وَعَقلٌ وَمَشاعِرُ وَضَمائِرُ، وَلَكِن أَفضَلُنا ذاكَ الَّذي لا يَكتُبُ أَمراً مِن أَجلِ إِزعاجِ الآخَرينَ.
أُحِبُّكُم جَميعَكُم لِأَنَّكُم إِخوَتي، وَأُقَدِّرُكُم جَميعاً لِأَنَّكُم بَشَرٌ، وَعَلَينا أَن نَرتَقي إِلى مَرتَبَةِ البَشَرِيَّةِ أَوِ الإِنسانيَّةِ.أَخوكم المُدرِّسُ، الشَّاعِرُ، وَالأَديبُ، وَالباحِثُ السُّوريُّ إِسحاقُ قَومي.
أَلمانيَا، في 1/9/2024م.



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشْتَار الفُصُول: 11490 دَعْوَةٌ غَيْرُ مُلْزِمَةٍ تَأْسِيسِ ...
- عشتار الفصول:11478 أسئلة حول نظرية كانط في نقد العقل الخالص
- الأَكرَادُ وَالعَشَائِرُ الكُردِيَّةُ فِي الجَزِيرَةِ السُّو ...
- عشْتَارُ الفُصُولِ: 11473 النَّفْسُ مَا بَيْنَ أَفْلَاطُونَ ...
- عشتار الفصول:11472 النَّفْسُ الإِنسَانِيَّةُ فِي قِرَاءَاتٍ ...
- عشْتَارِ الفُصُولِ: 11588 رَأْيٌ غَيْرُ مُلْزِمٍ الْمُنْجَزُ ...
- عشتار الفصول:11468 العقلُ البشريُّ أكبرُ الشموسِ والساحرُ ال ...
- عشْتَارِ الفُصُولِ: 14164 القَرْنُ الحَالِيُّ هُوَ خَلْطُ ال ...
- عشتار الفصول:14161 رأيٌّ غير مُلزم, عَبَثِيّةُ النَّقدِ البَ ...
- عَشْتَارُ الفُصُولِ: 14159 القَوانِينُ الأَلْمَانِيَّةُ لَمْ ...
- قصيدة بعنوان: سهوتُ عن مُضِيِّ العمر
- قصيدة بعنوان:أناشيد لزمنٍ سيأتي
- عَشْتَارِ الفُصُول:14158 أَعِزَّاءَنا القُرَّاءَ، الأَصْدِقَ ...
- عِشْتَار الفُصُول:14157 الإنْسان وَوَسَائِلُ التَّوَاصُلِ وَ ...
- مقال للتنوير :تحدياتٌ أمامَ الفكرِ الشرقِ أوسطيِّ
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ...
- قصة قيرة بعنوان:أعمى لم يَرَهُ ابنه
- عشتار الفصول:14151 نَحنُ لَسْنا أحراراً
- عشتار الفصول:14147 مستقبل الوجود الاجتماعي وأتباع الأفكار ال ...
- عشتار الفصول:14146 رأيٌّ في الحضارات القديمة غير ملزم


المزيد.....




- بعد استثمارات -رأس الحكمة-.. ارتفاع فائض صافي الأصول الأجنبي ...
- حزب الله وإسرائيل.. عودة لقواعد الاشتباك
- بريطانيون يعلنون عن حاجتهم لرفقاء في الانتحار
- أذربيجان تجري انتخابات مبكرة وسط توقعات باستمرار هيمنة حزب ع ...
- تقديرات أولية: فوز -البديل- في تورينغن والمسيحي الديمقراطي ف ...
- تقرير يحدد سبب سقوط مروحية الرئيس الإيراني السابق رئيسي
- الرئيس السيسي يصدر 7 قرارات جمهورية جديدة
- وسائل إعلام عبرية: إطلاق صافرات الإنذار في عدد من المستوطنات ...
- إعلام فرنسي: دوروف يتنزه في الشانزليزيه تعلو وجهه ابتسامة عر ...
- المخيمات الفلسطينية.. ترقب لمصير القطاع


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - عشتار الفصول:11510 للتنوير إعادة تأهيل الديانات كافة وليس لإزدراء الأديان