مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 18:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(فلسطين: المقاومة لسوف تستمر حتى يأذن الله قريبا لها بالانتصار)
دخلت الجرائم الاسرائيلية في غزة في الشهر ال 11ولم يلوح في الافق اي بادرة امل في ايقاف هذه المذابح، بل ان العكس هو الصحيح تماما. المفاوضات التي تجري منذ اشهر بين دولة الاحتلال الاسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية عبر الوسطاء الامريكيين والمصريين والقطريين؛ ماهي الا غطاء لتوفير الزمن اللازم لاستمرار هذه الجرائم. في الايام الأخيرة اجتاحت القوات الاسرائيلية مناطق في الضفة الغربية؛ وهي تلك المناطق التي تواجه فيها القوات الاسرائيلية مقاومة عنيفة، منذ طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر. ان ما يجري سواء في غزة او في الضفة الغربية بصرف النظر ما يقال في المحافل الدولية والاقليمية والعربية؛ من اقول شجب واستنكار انما الحقيقة هي بخلاف هذا الامر او هذه التصريحات والاقوال؛ انها خطة او مخطط صهيوني للتهجير وللاستيلاء على مناطق بعينها في الضفة الغربية، دون ان تحرك هذه المحافل اي حركة فعلية ومنتجة؛ لوقف هذه الجرائم. عمليات الابادة الاجرامية؛ تجري طبقا لمخطط واضح تماما؛ الا وهو التهجير الذي هو قبل ان يكون له واقع على الارض؛ خطط له مسبقا. في قراءة متأنية ومتمعنة للأوضاع بما فيها حرب الابادة في غزة، ومصادرة قرار السلطة الفلسطينية، وموقف النظام الرسمي العربي من جرائم اسرائيل، والاعلام العربي، سواء المسموع والمرئي او المقروء؛ يغطي مساحة واسعة للأخبار التي اقل شأنا من مذابح اسرائيل في غزة والضفة، وتقليل المساحة لاستظهار هذه المحارق للإنسان والارض الفلسطينيين، وايضا اعطاء مساحة واسعة للصهاينة في تجميل صورة اسرائيل القبيحة والمجرمة، وتبرير وتسويغ مذابحها وجرائمها؛ يقود للتأكيد على ان هذا التهجير، تم مسبقا؛ اعداد الظروف اللازمة له، والعمل عليه، ولو بعد سنوات من الآن. والا ما الذي يجعل القوات الاسرائيلية تقوم بهدم كل البنى التحتية في غزة والآن باشرت ذات الهدم في الضفة الغربية، انها حقا لعبة مدمرة جدا لفلسطين الشعب والارض على مسمع ومرأى كل القوى العظمى في العالم وايضا كل القوى الاقليمية والعربية، التي تدعي الدعم الكامل للمقاومة في غزة وفي كل ارض فلسطين، بلا فعل او اجراء رسمي. ان المتابع لكل ما جرى وما هو يجرى الآن ومنذ اكثر من عشرة اشهر، وقراءة ما سوف يجري في فلسطين؛ يتوصل الى نتيجة مفادها؛ ان هناك مخطط لتصفية كل حلم فلسطيني او امل فلسطيني في دولة ذات سيادة كاملة. كل ما يقال على العكس من هذا ما هو الا محاولة من الذين يقولون هذا القول، في اتجاهين؛ اما لزرع الامل الكاذب في النفوس، او انهم جزء من حملة الغش والمخادعة وتجهيل الناس بالحقائق وهو الاحتمال الأكثر احتمالا، والوارد تماما على ضوء ما يجري على الارض من حقائق موضوعية. ان هذا هو ما يؤكده الصمت على جرائم الاحتلال في غزة وفي الضفة الغربية، والمساوات بين المقاومة التي تناضل باللحم والدم من اجل حياة شعبها ومستقبله وبين دولة مجرمة اجراما لا مثيل له في كل التاريخ الانساني. المفاوضات تجري قبل شهور في الدوحة او في القاهرة لكنها خلال كل تلك الشهور لم تتمكن ابدا من وضع حدا لهذه الجرائم. في الايام الاخيرة قالوا ان السنوار هو العقبة في ابرام اتفاق بين المقاومة دولة الاحتلال الاسرائيلي، وهذا هو الغش والكذب الذي ليس له مثيلا ابدا وتجني على الواقع وحقائق هذا الواقع. المقاومة سواء بقيادة المناضل السنوار او بقيادة اي من المناضلين الفلسطينيين؛ هي من تسعى بكل ما تتمكن عليه من فرص وجهد في انهاء المذابح الاسرائيلية بحق الشعب الغزاوي الفلسطيني العربي، واراضي القطاع وكل بنيته التحتية؛ إنما اسرائيل نتنياهو هي من تقف حجرة عثرة مقصودة، في طريق اي اتفاق. كل اللاعبين العرب او الامريكيين او غيرهم من خارج لعبة المفاوضات يعلمون علم اليقين ان اسرائيل هي من تقف في وجه اي اتفاق لوقف اطلاق النار، ولم يحركوا ساكنا بالضغط المنتج للفعل عليها، اي الذي يجبرها على ايقاف هذه الجرائم. مؤخرا اقر مجلس الحرب الاسرائيلي المصغر، رسميا اوانهم اعطوا جيشهم الحق في البقاء في محور صلاح الدين( فيلادلفيا) الذي يمتد مسافة 14-6كليومتر. ان بقائهم في هذا المحور هو اختراق للاتفاقية السلام بين اسرائيل ومصر، في اتفاقات كامب ديفيد. مصر صرحت كما يقول مسؤولها من انها تعتبر بقاء قوات اسرائيلية في هذا المحور هو خرق لاتفاقية السلام بينهما. لكنها وفي عين الوقت لم تحرك ساكنا لفرض رؤيتها هذه بل انها من الناحية الواقعية تصمت تماما باستثناء هذه التصريحات التي تكررها، مررا وتكررا، اي نسمع جعجعة ولا نرى طحينا. من وجهة النظر الشخصية ان المفاوضات اذا ما استمرت على ذات النهج؛ بالنزول مع كل مرة عند ما يريد نتنياهو وطاقم حكومته الاجرامية؛ فأنها لن تفضي الى وقف تلك المحارق. ان هذا يعني وبكل تأكيد؛ ان المقاومة لسوف تستمر حتى في ظل المذابح الاسرائيلية التي حتما سوف تصل عاجلا او اجلا الى محطة التوقف عن العمل العسكري الشامل ولا اعني انها سوف تغادر غزة، بل ربما كبيرة جدا ان تبقى في غزة اي ان تقوم بتطويق غزة من خلال السيطرة على المعابر بين غزة ومصر؛ لإجبار المقاومة على الاستسلام وهذا هو الامر البعيد تماما عن الواقع. المقاومة الفلسطينية، وحتى في ظل هذه الظروف التي تسعى إليها اسرائيل نتنياهو، والتي تعمل عليها بتوليد كل العناصر والعوامل والاسس القانونية من خلال اتفاق وقف اطلاق النار في غزة، الذي لن تحصل عليه ابدا، اقول اكيدا وانا على قناعة تامة وراسخة من ان اسرائيل لن تحصل عليه بالمفاوضات؛ لسوف تستمر المقاومة الفلسطينية، في مقارعة الظلم مهما كان حجمه وقوته وسعته في الدمار والتقتيل والحرق، كما قاومت قبل 2005جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي اجبرته المقاومة الفلسطينية على الانسحاب في العام سابق الاشارة له قبل، 2005. اسرائيل تعتمد على سياسة الاغتيالات، ظنا منها من ان هذه السياسة سوف تقود الى رضوخ المقاومة وهذا هو الامر البعيد كليا عن ان يكون له وجود على الارض من جهة ومن الجهة الثانية هو غباء او هو خطأ قاتل في قراءة الواقع الفلسطيني شعبا وتاريخا وارضا. فقد سبق لهذا الكيان الاسرائيلي المحتل، قد قام باغتيال العديد من قادة المقاومة الفلسطينية سواء في غزة او في الضفة الغربية؛ لكن المقاومة لم تتوقف، بل انها زادت زيادة كبيرة وواسعة كما نوعا. دولة الاحتلال الاسرائيلي في هذه الظروف تعاني من ازمة داخلية بين اركان نظامها، اضافة الى التدهور الاقتصادي على الرغم من الدعم الامريكي الغير محدود والواسع والمتنوع. اسرائيل في اجتياحها للضفة الغربية؛ تريد بهذا الاجتياح ان تؤسس قاعدة معلوماتية وعملياتية لاجتياح واسع المساحة والنطاق لقرى ومخيمات ومساحات بعينها؛ تمهيدا للاستيلاء على ارضي جديدة في الضفة الغربية؛ وحصر الفلسطينيين في اقل مساحة ممكنة. تجريف الارض والطرق والدروب و هدم المباني ما هو الا بداية لهذا الاستيلاء، كما انه يقوض السلطة الفلسطينية تقويضا كبيرا جدا، ويمس هيبتها وبالتالي عزلها عن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية؛ تمهيدا للتخلص منها لاحقا؛ حين تكتمل الصورة او الاوضاع سواء في غزة او في الضفة الغربية؛ بالتعاون والاسناد والدعم والمشاركة الامريكية، والنظام الرسمي العربي. السؤال ما هي الصورة التي تريدها ليس اسرائيل فقط، بل امريكا والنظام الرسمي العربي؟ الاجابة؛ هو حكم ذاتي على اضيق مساحة ممكنة من الضفة الغربية. لكن هذا لن يكون له اي وجود ابدا؛ فلا يمكن ان يوجد من الفلسطينيين من يقبل بذلك، وحتى هؤلاء المتعاونون معها في ذلك، حتى ان ارادوا في دخيلتهم؛ لن يتمكنوا من ان يقوموا بما يريدون ابدا؛ لأن الشعب الفلسطيني لسوف يقاتلهم بقوة وبصورة واسعة جدا، بما يجعلوهم لا يقدمون اصلا على هذا الفعل حتى ان ارادوه، لمعرفتهم المسبقة بتاريخ شعبهم وإرادة الحياة الحرة فيه، التي لم تنطفأ شعلتها خلال قرن كامل ولن تنطفأ لا الآن ولا في المستقبل؛ الا بدولة لهم ذات سيادة كاملة. انه تأريخ معجون باللحم والدم والتضحيات والألم؛ حتى صار جزءا من المكونات الذهنية والنفسية والروحية والتاريخية لشعب فلسطين المناضل؛ حتى اصبح كل فلسطيني لايجرأ عن يقول ما يعاكس هذا التاريخ المخضب بروح الآمل. ان هذه الاوهام الاسرائيلية؛ لسوف تتبخر ليس مستقبلا بل هي متبخرة حاليا وبالكامل من خلال ما نرى من مقاومة وصمود فلسطيني ليس له مثيلا في كل الشعوب في المعمورة التي قاتلت المحتل في السابق من تاريخ الشعوب التي قاومت الغزاة والمحتلون حتى تم لها طردهم شر طرده، وايضا في التأريخ الأني المعيش؛ فقد طرد العراقيون بالمقاومة؛ الامريكيين الغزاة من اديم ارضهم، والافغان، والأخيرة شر طرده. المؤسف ان امريكا واسرائيل والنظام الرسمي العربي سوف يجعلون معاناة الشعوب العربية والشعب العربي الفلسطيني تستمر؛ بمشاريعهم هذه التي بها يتوهمون؛ من انهم سوف يتخلصون من ثقل القضية الفلسطينية وتصفيتها في الذي يخص الجانب الامريكي والاسرائيلي، أما في الذي يخص الجانب العربي( الانظمة العربية) ليتخلصوا من ثقل قضية العرب المركزية، المعنوي والاعتباري والتاريخي؛ بحكم ذاتي يصادر حق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة الحرة والكريمة والمستقبل المستقر لأجيالهم المستقبلية؛ ليرتموا تماما في احضان الغول الامريكي والاسرائيلي على حساب مصالح الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني. المقاومة الفلسطينية لسوف تستمر وايضا الشعوب العربية هي الاخرى لا يمكن ان تقبل بمصادرة ارادتها وحريتها ونهب خيرات اوطانهم بحجج واهية لا يدعمها الواقع، بل انها حتما ذات يوم ليس بعيد من الآن؛ ان تنفجر في وجه حكامها الطغاة عليهم والخانعون لأمريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟