أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية عامة ــ 276 ــ















المزيد.....

هواجس ثقافية عامة ــ 276 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن استخدام المفاهيم والمصطلحات والحدود مهم جدًا، أنهم المدخل إلى فهم عالمنا المعاصر.
هناك كم هائل من المفاهيم الخاطئة التي تم تناولناها بعد الحرب العالمية الثانية، وسرنا عليها لعدم دقتها، أو يقينها أو فهمها.
اشتغلت السياسة كبديل عن الفكر والبحث، على الهياج الشعبي، وشجع هذا الهياج، الثوار الأشاوس الذين كانوا يريدون الوصول إلى السلطة بأي ثمن، لتعويم المفاهيم دون تدقيقها ومعرفة أبعادها، أو كانوا يعرفونها وتجاهلوها.
ففي أستخدامهم للمفاهيم، ببراغماتية مبتذلة، كان الهدف هو الخدمة الشكلانية للسياسة، الذي راح ضحيتها شعوب كاملة، بالملايين، كفرط عملة في خدمة أهداف كاذبة أو صحيحة، ليس مهمًا.
من هذه المفاهيم الكاذبة، حركة التحرر الوطني أو الاستقلال الوطني الشكلاني، الذي كرسته الحركات الشعبوية المدعومة من قوى عظمى، كالاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، سار الهياج على أشده بعد الحرب العالمية الثانية، وفي فترة الخمسينات والستينات والسبعينات، واشتعلت النفوس بالفرح والمسرة، بينما في الواقع كان هناك خازوق يحضر للجميع دون أن ندري إلى أن تمكن من الجميع، إلى أن أصبح جميع سكان العالم الثالث عراة حتى من ورق التوت.
حركة التحرر الوطني، عمليًا، كانت إعادة إندماج في النظام الرأسمالي، بصورة أسرع وأكثر فاعلية عما كانت عليها في فترة الاستعمار القديم، فرنسا وبريطانية، إلى أن اكتشفنا الخدعة الكبرى لما كان يسمى الاستقلال الوطني خاصة بعد ترسيم الكيان العالمي المسمى الدول المستقلة تحت يافطة الأمم المتحدة، وبعد الاستسلام الكامل لما كان يسمى دول عدم الانحياز، واسماءها المرفرفة في سواري الأعلام كنهرو وعبد الناصر وسوكارنو وماو تسي تونغ، وهو شي منه وغيفارا، وغيرهم، أسماء كبيرة لا قيمة عملية لهم على أرض الواقع.
استيقظنا على الهزائم المتتالية في أغلب الحروب الذي خاضعتها شعوب الجنوب، منها فيتنام، التي حاربت الولايات المتحدة عسكريًا، وعادت للإندماج في الاقتصادي العالمي من الموقع التابع المهزوم، وأغلب استثماراتها جاء من عدوها، من الولايات المتحدة.
وكمان حدث الشيء نفسه مع الصين والهند، إلى أن وصلنا إلى طالبان، التي تحتاج إلى بعض الوقت إلى أن تتعرى من الثقافة المتشددة العالقة فيها، لتعود للإندمج في النظام من موقع التابع المهزوم، كفيتنام التي ذكرناها أو غيرها.
الانتصارات السياسية أو العسكرية أو الهزائم، ليست ذات قيمة في النظام الرأسمالي، فأي انتصار أو هزيمة من أحد الطرفين، هو انتصار للنظام برمته، وليس لأي طرف محدد مهما كان شكل انتصاره أو هزيمته.
فالنظام يربت على كتف الجهتين أن يستمرا في الصراع، لأنه ضرورة وحاجة له، واستمرار ارتقاءه.

يبدو أن الافارقة الذين نزلوا إلى الشوارع وايدوا الانقلابات العسكرية مهابيل أكثر منّا كعرب.
إنهم العسكر، المرتزقة، عقولهم في أقدامهم، لا ذمة لهم ولا ضمير، يبيعون أوطانهم بثلاثة عشرة قطعة من الفضة.
ما يحدث في أفريقيا أقرب إلى ما حدث في بلادنا العربية، هو صراع بين فرنسا والولايات المتحدة.
ليس بريئًا ما يحدث، فهناك تعاون راسخ بين الانقلابيين لترسيخ جذورهم في السلطة، لإزاحة فرنسا بالتعاون مع الولايات المتحدة التي تشتغل من تحت الطاولة لانهاء التجربة الفرانكفونية واستبدالها بالمتوحش الامريكي.
هكذا حدث في بلادنا، الصراع قادته الولايات المتحدة بطردها فرنسا وبريطانيا من المنطقة، والحلول محلها عبر التعاون مع العسكر، كمصر والعراق وسوريا وليبيا والجزائر واليمن وغيرها، ودعمت كل القوى المنحطة، لنخرج أشباه دول وأشباه شعوب، بل ووصلنا إلى مفترق الطرق، أما نظام عسكري وسخ كالسيسي أو دول فاشلة، كسوريا واليمن والعراق وليبيا ولبنان.
مبروك لمن رقص للانقلابات العسكرية في الدول الأفريقية، نقول لكم انتظروا الخراب الامريكي القادم بفارغ الصبر.

يفتقر السوريون لمفهوم الدولة، هذا ليس في ذاكرتهم، ليس في الزمن القريب أو البعيد.
ولم تكن سوريا مستقرة ابدًا، بسبب موقعها الجغرافي ولتعدد الحضارات التي مرت عليها.
كنت اتمنى لو أن الانتداب الفرنسي بقي في سوريا مدة طويلة، مئة عام مثلًا، لربما ترسخ لدينا مفهوم الدولة، دولة سياسية بكل معنى الكلمة، فيها قانون ومؤسسات الدولة، كالقضاء المستقل وبرلمان منتخب، ولترسيخ مفهوم الدولة في ذاكرتنا كواقع مدني وسياسي متجذر في الواقع.
بالرغم من قصر مدة الانتداب، إلا أنه رسخ في سوريا دولة كانت في الطريق إلى تعزيز مؤسسات هذه الدولة.
بمجرد أن خرج الفرنسيين من بلادنا انقض الوطنيين السوريين على الدولة وفككوها وحولوا أنفسهم إلى أداة أو رافعة لهذه الدولة في المنطقة أو العالم، كمصر أو العراق أو السعودية أو الاتحاد السوفييتي أو الولايات المتحدة، ولأن أغلب القوى التي تنطحت للصراع كان يفتقرزن إلى مفهوم الدولة في عقلهم أو البحث عن رسوخها.
الزعيم حسني الزعيم رهنها للولايات المتحدة وإسرائيل، والحناوي رهنها لبريطانيا، والشيشكلي رهنا للولايات المتحدة وكان في طريقه إلى عقد صلح مع إسرائيل.
وكان هناك نطاطين كثر، ينطون من مكان إلى مكان لإنهاء مفهوم الدولة واستبدلها بالنظام السياسي العائم على الصحراء، كالعفلق والبيطار وأكرم الحوراني وبكداش والسباعي، على عكس منهم كانت القوى التقليدية كشكري القوتلي وخالد العظم، كان مفهوم الدولة لديهم أهم من الزعبرة والخطابات الارتجالية الفارغة التي اتحفنا بها العفلق أو الحوراني أو بقية القوى الفلاحية التي جاءت إلى السلطة وخربت كل شيء إلى أن وصلنا إلى أحط القوى التي وصلت إلى السلطة كحافظ الاسد.

عمران خان رئيس وزراء الباكستان، استطاع أن ينزل ملايين الناس إلى الشوارع، ثم قادهم إلى كراتشي، ثم انسحب من المشهد كالكلب الأجرب.
اليوم، لدى مقتدى الصدر ملايين العراقيين يستطيع بأصبعه العوجة أن يحرك العراق كله، مع هذا صمت صمت الأموات دون أن يذكر كلمة واحدة عن سبب هذا النكوص.
لا أعرف إلى متى سيذهب الناس مع الإسلاميين، مع العفن، إلى الضياع، ومتى سيتوقفون؟
قراءة رواية رجال تحت الشمس لغسان كنفاني هي الأقدر على فهم عالمنا العربي والإسلامي، لأننا أبتلينا بقوى مزيفة تستمد من التاريخ بقاءها المزيف.

لا يمكن أن تكون هذه الدولة ديمقراطية عندما تكون مصلحة المؤسسة أو جهازها أو نخبها فوق مصلحة المجتمع.
تكون الدولة ديمقراطية عندما تتساوى أو تتطابق مصلحة الفرد والمجتمع مع مصلحة الدولة أو جهازها.
ما زال الواقع عاجزا عن الوصول إلى ديمقراطية إنسانية حقيقية.

رحل غورباتشوف عن عالمنا،
رحل ذلك الرجل النشيط والحيوي.
كنت متفائلًا بنهجه، بانتقال الاتحاد السوفييتي إلى مرحلة جديدة، مرحلة الانفتاح والديمقراطية والحريات، وتطوير هذا البلد ونقله إلى مصاف الدول المتقدمة كالولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا.
جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، كان حجم الخراب في داخل الاتحاد السوفييتي أكبر من قدرة أو رغبة حزب أوامري (...) مقيد، أن يقبل بالتغييرات الدرامتيكية باتجاه عالم جديد.
كنت قد قرأت كثيرًا قبل سقوط الاتحاد السوفييتي للمفكر المصري سمير أمين عن هذه الدولة واحتمال سقوطها، وتحليله لبنية النظام كله.
كما قرأت لأسحق دوتشر في أنبياءه الثلاثة، حول تنبأ تروتسكي بسقوط الاتحاد السوفييتي في الثمانينات، رغم أن تروتسكي قتل في العام 1941.
كنت مهيئًا نفسيًا وعقليًا لهذا السقوط، ولم يفاجئني الأيام حول ما حدث.
ولم أحزن أو أتالم.
كنت منفتحًا على الفكر العالمي في تلك الحقبة، ومتقبلًا لما حدث، لم أكن أيديولوجيًا أبدًا، ولكن لم أكن اتمنى هذا الانهيار للاتحاد السوفييتي بهذه الطريقة السيئة.
لقد لعبت الولايات المتحدة أقذر الأدوار عندما دعمت يلتسن، لأخذ زمام المبادرة من غورباتشوف وتجريده من السلطة.
كان الاتحاد السوفييتي بحاجة إلى شخصية قوية كديان سياو بينغ، لينقل هذا البلد بشكل هادئ وسلسل إلى الاصلاحات العميقة في بنية الاقتصاد والمجتمع، دون هزات أو انتقالات عنيفة.
اعتقد أن غورباتشوف كان رجلا رومانسيًا وثق بالامريكان، وهذا كان مقتله.

مع ولادة كل فكر جديد، يدخل الإنسان إلى منزلق جديد، وتخندق جديد، انغلاق جديد، وانقسام جديد.
إن البشرية المعبأة بالأحلام السياسية، تلجأ كل جهة أو طرف إلى التعبئة الأيديولوجية، إلى توليد فكر جديد، لترتقي عليه أو تقفز على أكتافه أو تتسلق عليه أو تدخل فيه من أجل خلق أرضية جديدة، في داخله نزوع صارخ او رغبة عميقة للوصول إلى الثروة والمكانة.
في السياسة لا شيء بريء، يبان الإنسان فيه على حقيقته، عقله الظاهر والباطن، يتوحدان في تأكيد الذات والرغبة في الوصول إلى القمة.
أغلب الناس، يتقاسم شروط الواقع على أرضية اجتماعية سياسية ذات منشأ واحد هو التكيف مع شروط التطور في بنية الحضارة ذاتها، القائم على بعد تراتبي شديد القسوة.
لا يوجد من ينظر على الجانبين، الأغلب الأعم ينظر إلى الأعلى بالرغم من الحريق العالق في ثيابه

إن المشاريع الاستراتيجية التي وضعتها الولايات المتحدة من أجل أن تتسيد النظام الدولي للقرن الواحد والعشرين مني بفشل ذريع، لانه تم بعقلية الحرب الباردة دون وضع الصين بعين الاعتبار كقطب سياسي واقتصادي وتكنولوجي، يمكنها أن تهدد الولايات المتحدة ذاتها.
لم تلجأ الولايات المتحدة وأوروبا إلى تطوير مفهوم الدولة، ولا مفهوم النظام الدولي ونقله نقلة نوعية ليتماشى مع التحولات الكبيرة الذي طرأ ويطرأ على السياسة والاقتصاد العالمي وتبعاته، والاكتفاء بالإنجازات القديمة والسير عليها وكأن شيئًا لم يكن.
انتهى النظام العالمي القديم في بداية الألفية الثالثة، وبعيد عقد كامل على انهيار الأتحاد السوفييتي.
هناك احتمال كبير أن يلتف حول الصين كل من الهند وروسيا واليابان وكوريا، أي الدول الأسيوية ويشكلوا تحالفا استراتيجيًا في وجه الهيمنة الأمريكية التي بدأت ملامح انحسارها ينكشف للعيان.
الصين واليابان وكوريا الجنوبية يعملون على إنتاج الجيل السادس للنت، الذي سيصلوا إليه في العام 2030 كما هو مقرر، بينما الغرب ما زال في الجيل الرابع، وتحاول الولايات المتحدة أن تحظر الجيل الخامس لتغطي على عجزها.
إن مصالح المسلمين والعرب في العالم هي مع أوروبا والولايات المتحدة، لأن وصول الصين وروسيا والهند إلى القبة السياسية العالمية سيضر بهم جدًا، وربما يتحولون إلى أداة تصفية على يد هذه الدول العملاقة.
العالم في تحولاته القادمة مرعب للغاية، لهذا نسال كما سألت قبل عشرين سنة:
أنا لا أضمن أن لا يحدث انقلاب عسكري في البلدان الأوروبية والولايات المتحدة وتعود الديكتاتورية إلى سدة الحكم حسب متطلبات السياسة والحاجة.
العالم السياسي على مفترق طرق، وهذه مجرد وجهة نظر

إن استخدام المفاهيم والمصطلحات والحدود مهم جدًا، أنهم المدخل إلى فهم عالمنا المعاصر.
هناك كم هائل من المفاهيم الخاطئة التي تم تناولناها بعد الحرب العالمية الثانية، وسرنا عليها لعدم دقتها، أو يقينها أو فهمها.
اشتغلت السياسة كبديل عن الفكر والبحث، على الهياج الشعبي، وشجع هذا الهياج، الثوار الاشاوس الذين كانوا يريدون الوصول إلى السلطة بأي ثمن، لتعويم المفاهيم دون تدقيقها ومعرفة أبعادها، أو كانوا يعرفونها وتجاهلوها.
ففي استخدامهم للمفاهيم، ببراغماتية، كان الهدف هو الخدمة الشكلانية للسياسة، الذي راح ضحيتها شعوب كاملة، بالملايين، كفرط عملة في خدمة أهداف كاذبة أو صحيحة، ليس مهمًا.
من هذه المفاهيم الكاذبة، حركة التحرر الوطني أو الاستقلال الوطني الشكلاني، الذي كرسته الحركات الشعبوية المدعومة من قوى عظمى، كالاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، سار الهياج على أشده بعد الحرب العالمية الثانية، وفي فترة الخمسينات والستينات والسبعينات، واشتعلت النفوس بالفرح والمسرة، بينما في الواقع كان هناك خازوق يحضر للجميع دون أن ندري إلى أن تمكن من الجميع، إلى أن أصبح جميع سكان العالم الثالث عراة حتى من ورق التوت.
حركة التحرر الوطني، عمليًا، كانت إعادة إندماج في النظام الرأسمالي، بصورة أسرع وأكثر فاعلية عما كانت عليها في فترة الاستعمار القديم، فرنسا وبريطانية، إلى أن اكتشفنا الخدعة الكبرى لما كان يسمى الاستقلال الوطني خاصة بعد ترسيم الكيان العالمي المسمى الأمم المتحدة، وبعد الاستسلام الكامل لما كان يسمى دول عدم الانحياز، واسماءها المرفرفة في سواري الأعلام كنهرو وعبد الناصر وسوكارنو وماو تسي تونغ، وهو شي منه وغيفارا، وغيرهم، أسماء كبيرة لا قيمة عملية لهم على أرض الواقع.
استيقظنا على الهزائم المتتالية في أغلب الحروب الذي خاضعتها شعوب الجنوب، منها فيتنام، التي حاربت الولايات المتحدة عسكريًا، وعادت للإندماج في الاقتصادي العالمي من الموقع التابع المهزوم، وأغلب استثماراتها جاء من عدوها، من الولايات المتحدة. وكمان حدث الشيء نفسه مع الصين والهند، إلى أن وصلنا إلى طالبان، التي تحتاج إلى بعض القوت إلى أن تتعرى من الثقافة المتشددة العالقة فيها، لتعود للاندمج في النظام من موقع التابع المهزوم، كفيتنام التي ذكرناها أو غيرها.
الانتصارات السياشسية أو العسكرية أو الهزائم، ليست ذات قيمة في النظام الرأسمالي، فأي انتصار أو هزيمة من أحد الطرفين، هو انتصار للنظام برمته، وليس لأي طرف مهما كان شكل انتصاره أو هزيمته.
فالنظام يربت على كتف الجهتين أن يستمرا في الصراع، لأنه ضرورة وحاجة له واستمرار لارتقاءه.

أصبح البحر وردة جورية بيضاء عطرة، فجأة، استيقظت الشمس من غفوتها، وراحت تغسل الكون بنورها وحرارتها.
من بعيد، في الغابة المجاورة سمعت عواء الذئاب، وملأت الوديان نباحًا. تعريت، ودخلت الماء المالح حتى غمرني. وبقيت تحت الماء. شيء ما في داخلي منعني من الخروج. فجأة، غمرتني نشوة ممزوجة بنورالشمس، وعطش للحياة والفرح والحرية.
أحسست بالجوع والعطش، ورغبة أن يأتي وجهي الأخر، حبيبتي لأضمها إلى صدري ونعوم معًا في قلب هذا الدفئ الوجودي. ونبقى فيه.
تمنيت أن تحذو حذوي، إن تترك القوم في قيئهم، تحت ثقل الصنم الجاثم القابع فوق ظلال عقولهم العفنة.
إن تصعد السماء مثلي، أو تنام في ظلي أو إلى جواري مثل رشاقة البحر وهدوءه وسكينته اللذيذة في لحظة توحده مع ذاته.
قلت لها في تلويحة مزامنة لزمني:
ـ تعال، البحر كائن رحوم حنون ودافئ. والشمس كرة تتدحرج على وتر النور المعلق فوقنا.
لم تسمع، كانت على مبعدة، تمسح دموع الصنم، وتبكي بحرقة وتضمه إلى جوارحها، وفي داخلها رعبة ان تبقى إلى جواره وترطب خاطره.

إن عودة اليمين المتطرف إلى شوارع أوروبا يدل على أن هتلر لم يمت.
إنه مستمر في أحفاده، في النظام الرأسمالي بتمرحلاته المتعددة إلى أن وصل إلى العولمة وانفتاح السوق العالمية على مصراعيه ومساهمة الأطراف فيه من موقع الند.
لا يستطيع النظام معالجة أزماته لأنه نظام مأزوم ويستمر بالصدامات والحروب.
إن التحام اليمين ببعضها في العالم يأخذ أشكال جديدة من التطرف، والأجانب ليسوا سوى ذريعة

في الجلسة الأولى للمؤتمر السوري الأول 1919:
" إن الأمة تتطلع إلى فجر جديد تتجلى فيه فكرة تأسيس حكومة تتفق وروح العصر، لا دخل فيها للدين، فتبقى الأديان السماوية في حرمتها وقداستها وتسير السياسة في انطلاقها حسبما تقتضيه مصلحة الوطن، أسوة بالأمم الراقية في أوروبا وأمريكا.

يشعر المرء عندما يسمع لأحد أعضاء الائتلاف أو اللجنة العليا للمفاوضات حديثًا يتعلق بشأن المفاوضات المتعلقة بسوريا، أنه أمام صحفي حيادي، يعلق على شأن عام، لا علاقة له به.
وكأنه ضيف على البرنامج، وليس مسؤولًا عما جرى، ويجري من خراب ودمار واحتلال.
أريد القول لهؤلاء، أن دفع استحقاقات خيانتكم للوطن لم يحن بعد. سيجرونكم من أعينكم جرًا، للتوقيع، على اسوأ كارثة وطنية، تتعلق بوطن، عبر التاريخ كله.
ستذهبون إلى الهزيمة ورؤوسكم مطأطئة يا خونة، يا شركاء الجريمة المنظمة التي حلت بنا.

هناك عجيان, شغلتهم الحديث عن اليسار والأقليات. وإنهم قصروا, ولم يشاركوا في الثورة. قلنا سابقًا, الأقليات الدينية, جزء من مكونات المجتمع السوري, ليس لديهم أحزاب سياسية خاصة فيهم, يعبرون عنهم أو عن مصالحهم الذاتية. وإنهم منخرطين في أحزاب وطنية سورية, أحزاب لا طائفية. كانت القضية القومية والوطنية, همهم, مثلما هو هم أغلب قطاعات المجتمع.
لا أعرف كيف يمكنهم الأنخراط في الثورة, من أين موقع. من سيوجههم إذا ليس لديهم تنظيم سياسي. ثم أن اليسار انخرط في الثورة منذ الأيام الأولى, وانكفئ, عندما حمل البعض السلاح.
المشكلة, مجنون يحكي, ومجانين يسمعون. لأن أغلب السميعة لا يفقهون في السياسة, مثل المتحدث باسمهم.

أغبى من الإنسان لا يوجد كائن على هذه الأرض. منذ فجر التارخ, وهو يذل, يسحق ويستعبد. مجرد محرقة رخيصة في مكنة بعض العبيد الذين يملكون السلطة والمال. يعلم, بديمومة بؤسه, واستمرار قهره, جوعه وتشرده وضياعه. ومع هذا, ينجب, يتوالد كالجراد ليعيد تكرار ذاته مرة بعد أخرى.

قال لي، أنا ساكن في الأفق، جزء مني مرتبط بالفجر، والجزء الأخر يشرب قهوته بصمت، يفكر في الضوء الشفيف القادم من خلف الأسوار البعيدة، يناغي الحرية، وبقايا الضباب، يدخن سيكارته متأملًا وحدته، والفراغ المملوء بالأسئلة العميقة، يلف المكان.
يمج السيكارة، ينفت الدخان ببطء شديد من فمه وأنفه، يراقب الدوائر الذي يشكلها، يطير معها، علّ الشفق يأتي على حين غرة، ويجلس في أحضانه، يسايره ويتكلم معه قبل أن يعود إلى النوم.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية أدبية 275
- هواجس فكرية وسياسية وأدبية ــ 274 ــ
- هواجس ثقافية ــ 273 ــ
- هواجس ثقافية ــ 272 ــ
- هواجس ثقافية أدب موسيقا ــ 271 ــ
- هواجس سياسية وفكرية وثقافية 270
- هواجس ثقافية سوياسية وأدبية ــ 269 ــ
- هواجس ثقافية وإنسانية 268
- هواجس ثقافية 267
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية وادبية ــ 266 ــ
- هواجس عامة ثقافة فكر أدب وفن 265
- هواجس الثقافة والحب ــ 264 ــ
- هواجس ثقافية أدبية فكرية 263
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية ــ 262 ــ
- هواجس ثقافية متنوعة 261
- هواجس ثقافية 260
- هواجس ثقافية ــ 259 ــ
- هواجس ثقافية ــ 258 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية ــ 257 ــ
- هواجس ثقافية 256


المزيد.....




- ولي عهد الأردن يثير تفاعلا بجملة هنأ فيها والدته الملكة راني ...
- مصر.. فيديو صراخ واستغاثة لشخص اقتيد وأجبر على ركوب سيارة وا ...
- تفاصيل عن خسائر الاحتلال بحي الدمج في جنين ومظاهرات تؤازر ال ...
- الاحتلال يعلن العثور على جثث بغزة ويدعو جمهوره لتجنب الشائعا ...
- كيف قادت الأمهات الرياضيات إلى التغيير؟
- مسؤولان أميركيان يرجحان -السبب الحقيقي- وراء سقوط مقاتلة في ...
- حريق يطال مبنى تابع لكنيسة بمصر
- واشنطن تندد بإجراءات الصين -التصعيدية- ضد الفلبين
- واشنطن بوست: هذا المستشار سيقرر مع هاريس سياسة أميركا تجاه إ ...
- رئاسة الاتحاد الأفريقي بين الأدوار الباهتة والمصالح المتضارب ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية عامة ــ 276 ــ