أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ساجت قاطع - الطابور الخامس.. تجلياته في سلوك القوى السياسية العراقية














المزيد.....


الطابور الخامس.. تجلياته في سلوك القوى السياسية العراقية


محمد ساجت قاطع

الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936، التي استمرت ثلاث سنوات، كان اللواء إيميليو مولا القائد العام لقوات الشمال لديه قوات تتكون من أربعة طوابير ، وسئُل اللواء مولا حينها "أي الطوابير الأربعة التي يتكوّن منها جيشه سيفتح مدريد؛ عندئذٍ رد اللواء مولا قائلًا أن هذه ستكون مهمة (الطابور الخامس). في إشارة ضمنية إلى الجماعات الموالية له، والتي كانت تعمل لصالحه في الخفاء داخل مدريد.
بعد ذلك أصبح مصطلح (الطابور الخامس) متداولاً في أدبيات العلوم السياسية، وبعدها ترسخ معنى هذا المصطلح خصوصا مع الاعتماد على الجواسيس والعملاء أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي.
إن مصطلح (الطابور الخامس) في مجال الاستخدامات العسكرية أثناء الحروب يصف مجموعة من الناس تعمل غالبًا على محاولة محاصرة المدينة من الداخل، وتكون إما في صالح جماعة العدو أو في الدولة.
أنشطة الطابور الخامس قد تكون علنيةً أو سريةً. وفي بعض الأحيان تقوم هذه القوات السرية بمحاولة حشد الناس علنًا لمساعدة هجوم خارجي. ويمتد هذا المصطلح أيضًا إلى الأنشطة التي تنظمها الأفراد العسكريين. ويمكن لأنشطة الطابور الخامس السرية أن تنطوي على أعمال تخريب وتضليل وتجسس يُنفذها مؤيدو القوة الخارجية ضمن خطوط الدفاع بكل سرية.
شاع استعمال مصطلح (الطابور الخامس) من قبل أطراف وقوى ودول عديدة، وفي حوادث كثيرة، وخلال فترات مرحلية وزمنية متفاوتة.
على صعيد الوطن العربي شاع استعمال الطابور الخامس في عدد من وسائل الإعلام العربي التي يرى بعض المختصين أنها ظلت منذ نشأتها مسكونة بهاجس المؤامرة، إلى أن صارت المؤامرة "بعبعا مخيفا" تُفسر به كل الإخفاقات التنموية والعسكرية والسياسية. وكان المعارضون السياسيون أكثر من يوصمون بهذه التهمة لخروجهم على إرادة السلطة ولشقهم الإجماع الصوري المنعقد حولها.
وتم استعماله أيضا وبصورة مكثفة بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، فقد تم استهلاكه بشكل كبير ليشير لكافة الأحداث التي تحدث داخل تلك البلاد سواء كان السبب فيها طرف خفي!، أو كانت نتيجة لتلك الأحداث الناجمة عن التطور الطبيعي لمسار الدولة الخاطئ، فكثيراً ما استخدمته الدول من أجل التغطية على إخفاقها وفسادها السياسي ؛ ومن أكثر دول الربيع العربي استهلاكاً لمصطلح (الطابور الخامس) سوريا ومصر وخاصة من قبل وسائل الإعلام العربي.
أما في العراق لم يتم استعمال مصطلح الطابور الخامس بكثرة، ففي فترات حكم حزب البعث العربي الاشتراكي، كان يتم إطلاق مفردات كمثل "الخيانة" "التجسس" "العمالة" للتخلص من الخصوم السياسيين وأطراف المعارضة. وهذه مفردات مرادفه له على كل حال.
أما في فترة بعد ٢٠٠٣ وصعود الإسلام السياسي، وأحزابه المعروفة بولائها العقائدي والمذهبي للجارة إيران التي احتضنت هذه الأحزاب وشخوصها ودعمتها في أيام المعارضة، لتجندها في سبيل مصالحها بعد ذلك، وبعد فشل هذه الأحزاب والقوى السياسية في إدارة الدولة، وتورطها في ملفات الفساد والأجرام، وتبديدها ثروات البلد، وتعطيلها لمصالحه الاستراتيجية، خدمةً لمصالح "الجارة"، وما ترتب على ذلك من تردي وانهيار في مجالات التعليم والصحة والإسكان ، وزيادة نسب الفقر والبطالة وغيرها.

في ظل هذا الوضع كان من الطبيعي والبديهي أن تخرج موجات من الاحتجاجات الشعبية، التي تطالب بإصلاح ما تم إفساده، وتوفير الأمن والخدمات الصحية والتعليمية، وتوفير فرص العمل، ودعم قطاعات الزراعة والتجارة والصناعة، هذه القطاعات التي تم العمل على تدميرها وأفشالها من قبل جميع الحكومات المتوالية وبصورة مقصودة، ولأسباب معروفة لا نريد إعادتها في كل موضع من مواضع هذا المقال، فتم مواجهة هذه الاحتجاجات بالقمع والقتل والاعتقالات والسجن للكثير من المشاركين فيها والمنظمين لها.
على أية حال كلما تعرضت هذه الاحتجاجات للقمع والوأد، كانت لا تفتأ أن تعود، بسبب استمرار سياسات الفشل والفساد الحكومي، إلى أن وصلت لمرحلة اختلفت فيها صورة الاحتجاج في تشرين ٢٠١٩، فقد تبنت وطالبت الاحتجاجات الشعبية بإسقاط النظام، ومحاسبة كل من شارك في هذه العملية السياسية، التي وصلت لمراحل متقدمة من التعفن والفساد، والتي لا تصلح بعدها في حكم هذه البلاد.
غير أن مصطلح الطابور الخامس لم يستخدم كثيراً في هذه المرحلة، وتم الاستغناء عنه بمصطلحات ومفردات شعبوية كمثل "أولاد السفارة" "جوكرية" وغيرها من التسميات والمفردات التي تم إطلاقها على المشاركين في هذه الاحتجاجات لغرض تشويه صورة الثورة والتخفيف من وطئتها والحد من انتشارها، من قبل قادة الميليشيات الموالية لإيران ووليها "الفقية" ، التي عملت على قمع هذه الاحتجاجات بصورة عنيفة ودموية لم يسبق لها مثيل.
إجمالاً فلو أردنا نحن استعمال هذا المصطلح (الطابور الخامس)، فيمكننا إسقاطه وتوظيفه لوصف سلوك قوى سياسية أو أنظمة حكم معينة، تمارس سلوك سياسي وحكومي في بلدٍ ما، يترتب عليه تخادم ورعاية لمصالح بلد آخر، وعلى حساب تحطيم وتدمير مصالح البلد الأم، نتيجة الولاء والانتماء الذي تفرضه اعتبارات عديدة لذلك البلد الآخر، من قبل القوى السياسية.
وفي الحقيقة يمكننا القول أن من البديهيات التي لا يختلف فيها اثنان ولا يتناطح عليها عنزان، أن الوصف الذي ذكرناه لمصطلح الطابور الخامس ينطبق بصورة تامة ومطلقة، على سلوك القوى السياسية التي حكمت العراق من بعد ٢٠٠٣.
عموماً قد تفرض السياسية على قوى سياسية في بلد معين تعاون أو تعاطف مع بلد آخر، لسبب اقتصادي أو عسكري، أو ربما يكون هنالك تشابه في التوجه الأيديولوجي والعقائدي بينهما ، ولكن هذا التعاطف أو التعاون لا يكون ولا يُعد طبيعياً إلا إذا كان فيه ما يصب في مصلحة البلدين، أما بخلاف ذلك فلا يكون هذا التعاون أو التعاطف مع البلد الآخر سوى عمالة وتجسس وخيانة، وليس إلا تجلي لسلوك (الطابور الخامس).

✍محمد ساجت السليطي..



#محمد_ساجت_قاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي للدكتور الوردي.. في ثورة العشرين
- قراءة في كتاب جولة في دهاليز مظلمة للسيد محمد حسن الكشميري
- ((ألمانيا المعجزة.. وعملية تدمير الأفكار المدمرة))
- قراءة في كتاب ايامُ بغداد.. لأمين سعيد
- (( قراءة في كتاب العبودية المختارة.. لإتيان دو لا بويسي ))
- أنا بالضد من...، ومع.....
- الاحتجاج الشعبي.. والاستغلال السياسي
- لكي لا يبصق عليك التاريخ!!
- (( قراءة في كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب.. لأبن ا ...
- من هم الهمج الرعاع؟
- الشاعر الذي قتلتْه وردة
- مَنّ يَزِيذُ على إسرائيل.. في الخسة والنذالة؟
- (( حقوق الشيعة.. وجيوب الفاسدين ))
- (( سبب مثالية أفلاطون ))
- (( قراءة في كتاب مسارات الحداثة في الفكر الوطني والقومي.. لر ...
- (( فرح أنطون.. بين الدولة المدنية والدولة الدينية ))
- (( قراءة في رواية المزدوج.. لفيودور دستويفسكي ))
- (( قراءة في كتاب طوبوغرافيا المكان.. لنعيم عبد مهلهل ))
- (( مجالس السُرّاق والفاسدين 2 ))
- (( حوار مع صديقي علي.. بعد خمس سنوات قضاها في روسيا ))


المزيد.....




- إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية تت ...
- -هجوم- أوروبي مضاد في وجه أطماع ترامب التوسعية
- السجن 14 عامًا لجندي بريطاني سابق مُدان بالتجسس لصالح إيران ...
- كيف وقع حادث اصطدام الطائرة والمروحية في واشنطن؟ - بي بي سي ...
- حرب -لا رابح- فيها... أوروبا تتوحد سياسة ترامب الجمركية
- الاستخبارات الروسية: -الناتو- يستعد لحملة تشويه بزيلينسكي
- -حماس- تعلق على إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة
- رسميا.. جورجيا تسحب وفدها من الجمعية البرلمانية الأوروبية
- ملتقى سلطنة عمان للسياحة يدعو لتفعيل التأشيرة السياحية الخلي ...
- مبادرة المشري وتكالة.. هل تضع حدا لانقسام مجلس الدولة في ليب ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ساجت قاطع - الطابور الخامس.. تجلياته في سلوك القوى السياسية العراقية