فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 00:54
المحور:
الادب والفن
النص:
أريدُ جدّاً ..أنْ أقولَ أحبّكَ
قراءة:فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي
النص لحظتان تتنافران /تتقاطعان /تلتقيان /تصطدمان/
ثم ينهيان حكاية ما
حكاية يؤطرها زمن عبثي كل مافيه يشي بالبعثرة والتي، زمن يأكل زمنه دون أفق، يلتهمه النص ليصير معنى للحب موعده...
لحظة الزمن العام تليها لحظة ثانية، تشي بالإعتراف والمروق منها لأنها حكاية امرأة تكتشف، أن الحب مجرد وسيلة لهدف يبتغيه عاشق، لكي يكتب إلهامه تشكل الشاعرة ملهمة خفية تحقق نبوءة
"وراء كل عظيم امرأة"
شاعرة تكتب الشعر ليلهم شعرها ذاك الواقف على حافة قصيدة، يلتهم افتراضيا رغيف حب أون لاين
متى كان الإلهام يأتي متصنعا حب امرأة... ؟!
متى كان الحب براغماتيا يصطنع مبدأه الميكيافيلي:
"الغاية تبرر الوسيلة"
هل الحب حب إذا حوله عاشق وسيلة ارتزاق شعري... ؟
هذه اللحظة سكين يذبح فضيحة تجار الشعر /باسم الحب فيكتبون قصائدهم، لاأنفاسهم تحت قانون العرض والطلب
زمن فاطمة نصيبي الشاعرة فجر زمن سماسرة الحب الفايسبوكي ...
فطوبى لنا بقصيدة كشفت المستور، وغمست أصابع عاشق وهمي بالطين...
فجاءت صرخة البشارة أنها ترفض القلوب البلاستيكية، لتبحث عن قلب حقيقي، يملؤه شدو إنساني عميق...
نص عميق بعمق وعي الشاعرة بلعبة الشعر...
فتعالين نلعبها سواء ضد أزارقة الحرف!
النص يتضمن لحظات ثلاثة :
لحظة عامة
لحظة خاصة
تخريج اللحظتين
هل تعرفين أنك مارست الديالكتيك الماركسية... ؟
النصّ :
أريدُجدّاً ...أنْ أقولَ أحبّكَ
"قد يلفّنا الحزن....
كل شي يبدو باهتا
وهذا الربيع يمشي...
يجرّ الأحزان متثاقلا
الصباح أيضا يبدو هجينا
كلون النهر ولد بالمطر
أيتها البلابل اقتربي من نافذتي قليلا!
أيتها الشمس اخترقي هذه الغيوم المتراكمة في قلبي!
كشّتاء يغرق في العراء
أيتها الشمس بللي أطرافه برضابك المتوهج!
قد يسيل ماؤه ربيعا أخضر
يفتّت الفراغ الممتدّ فيه ...
أحاول ككل العصافير بزغب قليل،
أن أبحث عن أيدٍ حريرية، ترتق كل هذه الثقوب في ذاكرتي...
كل المواعيد التي أخطأتني
وأنا في محطات الانتظار ...
لا تأبه بالقلوب الجائعة
الحبّ وجبة مغرية كأكلات "الماكدونالدز"
قدتترك أوجاعا غائرة ..
أو وقتا مستقطعا بعد رحلة شاقّة
الأغاني التي تبثها المحطات صاخبة وقصيرة القامة
فكيف له أن يسمع موسيقاي !!
أن يتوغّل في صمتي ..
أن يقرأ قصيدتي "الطفلة"
في وطن مغتصب...
أنا مثلك تماما أبحث عن رجل ممتلئ بي
يغوص في تفاصيلي ...
يرفع صوتي عاليا في هذا النّشاز
يفكّ شفرات كلّ هذه الخيبات..
كم من الزّمن ونحن الإثنان في العراء؟؟؟
حدثني كيف نمارس الحبّ في كمّ هذا الرّكام !!!
هذا الربيع يدنو متثاقلا..
فكيف يشرق الحبّ فينا...؟!
أنا امرأة فقدت خيمتها مع أول عاصفة..
لا أحد رمّم أوجاعي..
أنا امرأة أوقعت بي أمومتي فسال دمي
لست أكثر من حكاية عابرة يأخذها الريح بعيدا....
أريد حقّا أن أكون أنثى..
أن أمارس العشق وأنا...أنا الكاملة بي
يريدني إمرأة ملهمة..
يكمل بي أغنياته ..
وهو ككلّ الأشجار العارية بلا أطراف...
كيف ستكتب لي رسائلك؟؟؟
الحبّ شجرة ربيعية لا تظلّل غير الممتلئين بالشمس..
مازلت أنتظر أن تمتدّ أغصانك في صدري
أن تزهر بي ...
نحن الإثنان أغنية قد تضجّ بها الأرض ذات مساء ...
أريد جدّا أن أقول أحبّك ...
أحبّك وطني ....وكفى .."
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟