أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - عز الدين نجيب المثقف العضوي















المزيد.....


عز الدين نجيب المثقف العضوي


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 18:53
المحور: الادب والفن
    


الممتع في قراءه ودراسة عز الدين نجيب انه قد تجاوز تخصصه الفني في الفنون التشكيلية وقام بدور توعوي في واقعه من واقع ايمانه بفكره الجميع او المجتمع او العقل الجمعي باي صيغه كانت تسري ، يسرد عز الدين نجيب تجربته كمثقف في التعامل مع ريف كفر الشيخ وريف الدقهلية بين عامي 68 و 1978 ، ويرصد المشترك في المعاناة مع عدم تغير الظروف سوى في الاسماء في الحالتين ، التجربة الاولى من خلال وزاره الثقافة ، والثانية من خلال وزاره الصحة والسكان، الغرض من عرض التجربتين هو الكشف عن مساحه منسيه في الواقع العربي المصري ، وكذلك امكانيات التأثير والتغيير بالنسبة لكتائب المثقفين مما يرفضون الثنائية المكتوبة على المثقف العربي ثنائيه النظرية والتطبيق.
وهو يرصد اهم العوائق :
1 الثقافة الكامنة في الريف وقيم الجماهير وتراثها الطويل والتي تحدد نوعيه الاستجابة لأي ثقافه واحده وكثيرا ما تكون اقوى من اي سلطه.
2 موقف السلطة المخادع فهي لم تعارض التجربتين الا حينما تم الالتحام ما بين الجماهير الريفية والمثقفين وبداية اقناع الجماهير بالتحرك نحو تغيير واقعهم بأيديهم.
التجربة الاولى في مطوبس كفر الشيخ في 14/4/1968 الزيارة كانت قافله ثقافيه لمناقشه بيان 30 مارس، ولكنه يرصد انه بعدما تحدث مدير الثقافة بكفر الشيخ عن المعركة ، وضرورته؛ ا قاطعه احد الفلاحين العجائز وامسك بالميكروفون ثم تحدث عن اوضاعهم المزرية وانهى حديثه (ايه الفرق بين الموت والعيشة ديي)بعده تسابق عدد من الفلاحين للتعبير عن شغف حياتهم وقتذاك، بدات التجربة بتكليف من سعد كامل للعمل لإدارة قصر ثقافه كفر الشيخ اوائل ديسمبر 1966 بعد معاناه عز الدين نجيب من البيروقراطية خلال عمله بالجامعة الشعبية بقري الإسكندرية وبورسعيد الا انه قرر التفرغ لمرسمه بجاردن سيتي حتى جاء سعد كامل وكلفه دون سابق معرفه، عز الدين كمثقف يساري رفض محاوله الاحتواء حتى جاءت تجربه 1966 كنوع من استفزاز روحي جديده لديه ، عند تكليفه من سعد كامل لم يكن هناك قصرا للثقافة ولكنه قابل المحافظ جمال حماد وطلب منه مقرا فأعطاه مقر جمعيه الشبان المسلمين والتي كانت استراحة ملكيه قبل ذلك، واعطاه سلفه 100 جنيه لإصلاح سيارة القافلة واله العرض السينمائي، ونقل له عشر موظفين اعضاء الفرقة المسرحية منهم عطيه عويس وغيره، وقد سبقه لكفر الشيخ محمد عفيفي مطر ومحمود بقشيش وكلاهما كان يعاني من غياب الامكانيات، التجربة بعدد من الندوات لضيوف من القاهرة واجتذب ذلك مثقفي كفر الشيخ ولكن خلال وجودهم في فرح في قريه الخادميه استمتعا بغناء الفلاحين فيها فقرر عقد حفل لهم بالقصر في مقابل مادي، ونجحت تلك الحفلة في اكتساب طبقه كبيره من الشعب وهم حضور تلك الحفلة.
وخلال ندوه لصلاح جاهين بالقصر متحدثا عن تاريخ الغناء الشعبي وضرورة ان يكون لنا طابعا قوميا اقتحم الحديث ميكانيكي وبدا يغني في الميكروفون والناس تستزيده وكان اسمه سعد راجح، وقد فتن صلاح جاهين بتلك التجربة التي خلقت جماهير شعبيه لحفلات القصر مما سحب البساط مما تحت اقدام الاتحاد الاشتراكي الذي حضر اعضائه حفلات القصر وتم احتوائهم ، ولكن جمال حماد كان يدعم القصر وانفق من المحافظة 70 الف جنيه لبناء مسرح القصر في 7/5/1967، واول قافله نزلت القرية كانت في منشأة زغلول وكانت معقل الاقطاع مع فيلم سينمائي + مسرحيه الناس اللي ما معهاش لفؤاد حجازي، وقد تم تفعيل تجربه نوادي السينما هناك حيث يتم عرض فيلم مع وجود ناقد في حضور الجمهور وطرح الفيلم للمناقشة.
بعد الهزيمة بدا زحف الافلام الرخيصة التي تقدم في سينما القصر من ما اثار عز الدين نجيب فارسل بموقفه للقصور الاخرى ، ومعه الهزيمة تم نقل جمال حماد وجاء ابراهيم بغدادي محافظه المنوفية والمعروف بموقفه ضد الفلاحين ، ولكن صلابة سعد كامل ازكت المقاومة لدى عز الدين نجيب في جمع التراث الشعبي في كفر الشيخ وسجله حتى جاء تيبرو الكسندر وهو فنان روماني لتسجيل الالحان التراثية في مصر ، فبهر بما جمعه قصر الثقافة في كفر الشيخ ووضعه مع غيره على أسطوانة شهيرة ووزعت في رومانيا.
ويشهد عز الدين نجيب لسعد كامل مساحه الحرية التي تركها لمديري القصور بما يتلاءم مع الطبيعة النوعية للمحافظات ، ثم اصدر عز الدين نجيب جريدة للقصر واسماها( طليعة كفر الشيخ) والتي حققت نجاحا كبيرا .
ثم بدا تحديات ابراهيم بغدادي الى ان القصر لم يكن يتبع المحليات ، وبالتالي بدات الفرقة المسرحية بروفاتها وقد حضر اولى العروض حمدي غيث الفنان الكبير وقد كان العرض في الشتاء ورغم المطر كان الحضور كثيفا، ثم بدات الفرقة اول ديسمبر للإعداد لمسرحيه ادم الشرقاوي بمناسبه مرور عام على انشاء القصر مع موعد موت طلعت الخليفة اقيم له حفل تابين في 13/12/ 67 حضر فيها عبد الرحمن الابنودي وشاهنده مقلد وكان المحافظ قد حضر ولكن مع اعدائه للشعب ولكمشيش خرج مضمرا شيئا.
من مزايا التجربة ثقه الناس في قوافل وزاره الثقافة حتى انهم كانوا يكتبون العرائض ليحملوا همهم الخاص والعام وتقديمها للمسؤولين مما كشف مزيدا من المظالم، مما اثار حفيظه الاتحاد الاشتراكي وابراهيم بغدادي الذي اشتكى القصر وعز الدين نجيب لشعراوي جمعه الذي اجتمع بهما مرتين، ولكن سعد كامل كان يسانده وكذلك دعم عدد من الفنانين القادمين من مصر وهم حمدي غيث وصلاح جاهين ومحسنة توفيق.
ولكن اجهاض التجربة قد جاء بإقالة سعد كامل بعدما اختلف مع ثروت عكاشه وتم تكليف دكتور عبد الحميد يونس مكانه.
وقد استقال عز الدين نجيب بعدما ادرك نهاية العلاقة القوية بين الدولة واليسار، بل والدولة والاصلاح وذلك كان نمطا تحليليا لعلاقه المثقف بالدولة وحدود امكانياته وقدرته على التأثير.

تجربه الثانيه كانت في الدقهلية سنه 1978 وكانت تدفع جهاز التنمية السكانية وهو امر كان متعلق بمنحه قادمه من الامم المتحدة للنهوض بقرى برج النور الحمص بالدقهلية ومنها ديرب بقطارس، ولكن التجربة لم تكتمل حيث بدات الاعداد لها في 1978 وتم الغائها 1979 لان الاموال لم ترد من الامم المتحدة لخلافات متعلقة بإدارة المنحة من الاصل. ولكن رغبه الفلاحين وتحدياتهم قد ادى الى انتاج مسرحيه وقدم عرضا مسرحيا بقياده المخرج عباس احمد ولكن مع تفعيل دور المثقفين مع الفلاحين ونجاحهم في التأثير عليهم تم القبض على المخرج عباس احمد، ولكن التجربة نفسها أجهضت.
المثقف العضوي عز الدين نجيب كان همه الاول الأغلبية الصامتة وهم الفلاحين حيث كانوا هم المستهدفين عبر التجربتين فشلت التجربتين لعده اسباب:
1 الاولى عبر سعي الدولة بأجهزتها ممثله في ثروت عكاشه وتخلي الدولة عن احتواء اليسار ممثلا في شخص سعد كامل المسؤول الاول عن الثقافة الجماهيرية وقت ذاك.
2 المقايضة الانتهازية بين اجهزه الدولة والدعم القادم من الامم المتحدة، ولما ثبت للأجهزة الدولية عدم التزام الحكومة المصرية وقت ذاك، تم ايقاف المنحة وتم القبض على العناصر الفاعلة في التجربة والتي ساهمت في النجاح الاهلي لتجربه المسرح وهم المخرج عباس كامل وحسن شعبان. ولكن الرصد السسيو ثقافي للتجربة يؤكد على التغيرات النوعية الحادثة على المستهدف وهمة الفلاحين المفترض عبر تجارب التاريخ الاجتماعي المصري وهو ماده للمزايدة عبر كل تجارب التاريخ، وقد استخدمها محمد علي وقودا لمشروعه ولكن الخلفاء لم يستطيعوا التعامل مع تغير النوعي الذي تراكم عبر مساهمتهم في الوعي المتزايد بدورهم الاجتماعي فكانت المساهمة على شقين احمد عرابي ، وعلي مبارك وكلاهما وضع علامه فارقه باسم الطبقة عبر التاريخ، اما عبر العصر الحديث فجاءت ثورات الفلاحين كمقدمه ضرورية وصانعه لسرديه جديده، عبر اربعينيات القرن الماضي ، جاءت مساهمه احمد رشدي صالح لسرديه الزوجة الثانيه في غلاف واحد مع عنوان دراسات في تاريخ مصر الاجتماعي وكأن سرديه الزوجة الثانيه تطبيق درامي على البعد التحليلي الذي ساقه كمقدمه نظريه وبالتالي تحقق المفهوم التام للسردية [حيث تتحقق عدد من العناصر المشتركة والظواهر المتحققة داخل العقل الجمعي للجيل الواحد ]حيث توافق الوعي السياسي من خلال جماعه الفجر الجديد الذي اصدرت المجلة بنفس الاسم عام 1941 ومن دواعي العجب ان يكون رواد الحركة الثقافية في مصر هم اعضاء في نفس هذه الجماعة ، وهم عبد الرحمن الشرقاوي وعلى الراعي وكلاهما مبحث خاص وقد توصل عز الدين نجيب لعده نتائج من تجربته:
1 الشخصية الريفية تظهر امام الغريب غير ما تبطن وتلجا الى الالتفاف، ولكن ذلك مجرد تحوط وحذر املته عليها عوامل القهر، والوان الاستغلال على مدى القرون، وما ان تأنس وتطمئن حتى يتدفق عطائها وايجابياتها، وان شخصيه الفلاح المصري ليست ساكنه او متواكلة او مسلوبة الإرادة كما تعودنا ان نسمع ونقرا بل، هي في اعماقها شخصيه دينامية وقادره على المبادرة والفعل والتحدي الى الحد الذي نراها فيه تقفز لموقفها الصراعي طفره بعيده ، وربما كان مفتاح هذه الإيجابية والشعور الجمعي بمواجهه تحدي كبير ينكر ذاتها الجماعية او يتفوق او يستعلي عليها وهو ما يفسر تسابق الفلاحين لبناء المدارس وتعليم ابنائهم بالجامعات.
الدليل الاكبر على ذلك ان اعضاءها فرقه الفلاحين المسرحية شكلوا جمعيه مسرحيه وسعوا لإشهارها وانتخبوا لها مجلس اداره وكانت استجابتهم للإبداع المسرحي الذاتي اسرع من استجابة فريق المتعلمين لتوجيهات المخرج المسرحي ، ومواجهه التحدي لدى الفلاحين تكسبهم ثقه وهم اول الطريق لاكتساب الروح الجماعية والديمقراطية ويذكر ايضا ان طبقات السلبية الحقيقية تتكون لديهم حين يفقدون الثقة في انفسهم، او في الأجهزة التي تتعامل معهم بعد ان تخدعهم وتكذب عليهم ومن ثم فان هذه السلبية هي سلبيه تلك الأجهزة وليست سلبيه الفلاح وحتى سلبيتهم تلك نوع من الدفاع عن النفس.
المخرج المسرحي كمثقف وهو الذي مارس الاخراج 15 عاما قد استفاد من رؤيه جديده لمسرح الفلاحين عبر التجربة الاولى، وقد استخلص عز الدين نجيب تصور جديد لنظريه الانعكاس والتي تتجاهل القانون النوعي للعملية الثقافية وخصوصيتها في الواقع ، وهي خصوصيه تتصل بدينامية الفعل والتكوين النفسي وبميكانيكيه الفعل ورد الفعل وبما يسمى تجاوزا بالطبيعة الإنسانية التي تتشوق الى الطموح والى التقليد والى الفن كاحتياج ضروري للانسان حتى تعيش في اسوء الظروف، وان العمل الثقافي مدخل ضروري لأي عمل تنموي وانا الفن والعنصر الاكثر تأثيرا في نجاح عمليه التنمية الثقافية في الريف لأنه القاسم المشترك الاعظم بين المثقف والامي، بين السلفي والثوري، التجربة اثبتت ذلك في التجربة الاولى في كفر الشيخ حيث عرض الفلاحون مسرحيه حاميها حراميها التي تنتقل مفهوم العدل المتلون لدى السلطة في الريف [وهو ما اشار اليه احمد رشدي صالح في الاراجوز في الزوجة الثانيه ]وقيام الخفراء بسرقه الفلاحين بدلا حمايتهم ومنعت اي مسرحيه الا بعد الاطلاع عليها ولكن الراي العام وهم فلاحوا القرية ضغطوا على العمدة بألا يحدث ذلك ووبخ الخفراء الحقيقيين وصار ذلك نموذجا على رسم وممارسه الفعل الاجتماعي الانتقادي.
اميه المتعلمين اشد خطرا من اميه الاميين ، والتوجه الثقافي يجب ان يبدا من تربيه الكوادر من المتعلمين انفسهم، حيث ابدي بعضهم الاستعداد للإيمان بالخرافات وكذلك جهلهم بواقعهم وعدم ادراكهم بأهمية الربط ما بين محو الأميه ومشاكلهم المزمنة، وبين وعيهم بذلك وبالتالي توصلت التجربة لان الكوادر هي الاهم حيث هي الشرايين التي تربط القلب (قياده المشروع) مع الجسم وهم (القطاعات الشعبية العريضة )ولعل ذلك يقي المشروعات الثقافية مخاطر الثورة الثقافية المضادة.
ولك ابرز مثال لذلك شخصيه محمد ابو سويلم التي وردت في مواجهه شخصيه الشيخ الذي عاش بالقاهرة وكون مصالحه وكذلك الشيخ الذي ارتزق من اهله الشيخ حسونه والشيخ يوسف ، وذلك في رواية الارض.
اعتبار الذات بعد المشاركة في التجربة المسرحية وتطور وعي المراه الريفية ، حيث شاركت المراه الريفية في بقطارس في الفرقة المسرحية على الرغم من الحشد الديني ضد التجربة على منابر بقطارس ، وجاءت المشاركة دون حساسيه الجنس بل تغيرت نظره هؤلاء الشباب للمراه وانهارت الاسوار العالية بينهم.
رصيد المشاهدة والتفتح العقلي الجمعي لجيل الشباب الذي شهد تلك التجربة التي تركت عدد من المكتبات، ورصيد من الآلات الخاصة بالتريكو مثل مما استفز القيادات المحلية لتشغيل تلك الآلات بأسلوب تعاوني، وهنا يتم الرهان على الوعي ، والرهان على فعالية ذلك الفلاح إن اراد وكذلك اقامه معرض دائم للمنتجات عند مدخل القري في ملتقى الطرق المؤدية الى الطرق والمدن المجاورة الاخرى.
سردية الفن التشكيلي عند عز الدين نجيب
1908 التاريخ الفاصل في سرديه الوعي الفني المصري حيث بدات مدرسه الفنون الجميلة في نفس عام انشاء جامعه القاهرة، حيث تأرجح خريجوها في ابداعاتهم، ما بين البحث عن جذور الشخصية المصرية وبين اتباع المدرسة الغربية والتأثر بها ، ويحدد عز الدين نجيب الغرض الرئيسي من كتابه موسوعته الفنون التشكيلية في مصر في العصر الحديث حيث يرى انها بعض المفاتيح لفهم الفنون حتى تصبح عنصر ضروري في حياتنا وثقافتنا ويؤرخ لذلك بالحملة الفرنسية التي خلق علمائها ورساموها معادل مادي يشبه الانسان ، مما خلق تحريكا فعليا لمنظومه فتاوي تحريم الفنون الموروثة عبر 500 عام هي فتره الحكم العثماني لمصرد وتعامل تلك المتعادلات مع وعي وجماليات الفرد العالية العادي دونما مخافة على عقيدته او تسلس او تسلل الشيطان لقلبه كنوع من ادبيات التحريم المتوارثة.
ويسرد عز الدين نجيب الفارق بين الفنون التشكيلية والفنون الجميلة كبند لغوي فقط حيث الثاني هو التسميه الفرنسية والإنجليزية، اما الاول فهي التسميه الأمريكية ولعله زاويه الرؤية متعلقة بطبيعة المجتمع حيث طبيعةالارستقراطيه الحاكمة عبر اوروبا وفكره التنافس في الجماليات بحكم ارتفاع درجه الرفاهية وكذلك الطبيعة البراجماتية للتجربة الأمريكية ، حيث ادخلت الصناعات الزخرفية بحكم سياده فكره السوق ولعل فكره الربط بين المعماري والزخرفي قديمه، حيث امحتب و بنائه لهرم زوسر، وكذلك كونه نحاتا كبيرا وبذلك ربط القدماء ما بين الفنون الجميلة والفنون الدقيقة ، اي الزخرفية من خلال الربط ما بين فكره الانسان المجسد المرتبط بفكره الكمال الانساني ، والمرتبط بذلك مع فكره العري كصدي لتقديس الانسان عبر الاسطورة ، ولكن الاسلام جاء بفكره الألوهية وتواضع قدر الانسان امام خالقه فجاء التجريد الهندسي المرتبط بفكره الزخرفة كنوع من التكيف مع فكره العبادة، وبالتالي حل الفن الزخرفي عند المسلمين بديلا على الرغم من دنائه النظرة الغربية له وجاء الفني الزخرفي في عهد الاتراك متأثرا بطراز الروكوكو الاوروبي ، وهو يبتكر للشموخ والعظمة ولكنها ممتلئ بالحليات النظرية مثل المشربيات والحليات المظهرية شان محدثي النعمة حيث ارادوا تقليد العمارة المملوكية اما الفنون الشعبية مثل الحفر على النحاس وغيره فقد استمر عبر الاحياء الشعبية.
مشتركات السرد عبر الفنون والقص:
1 التعبير عن القيم الإنسانية السامية واثاره الخيال والدهشة واكتشاف معنى الجمال في الاشياء العادية ، وامتاع الحواس وتهذيب النفوس لان الفن والسرد احتياج انساني تخلقه شعوب لإشباع حاجتها من الجمال والمتعة والمنفعة ، وبناء على ذلك تقابل العبارة اللغة الفنية في السرد عبارة جماليات التشكيل في الفن مستغله تأثيرات الالوان وانسيابيه الخطوط وحركه الظلال كصدر طبيعي لحركه الانسان على الارض.
يجيب عز الدين نجيب عن اسباب عدم انتشار الفن الجميل بوعي المصريين:
1 عدم بقاء رسامي الحملة الفرنسية بسبب قصر مدتها وذلك لأنها اختلطوا بالشعب وشرحوا لهم ماذا يصنعون، وبهر الناس بالحياة الكامنة في تلك الرسومات، حتى ان الجبرتي يصف ذلك( يكاد اشخاصها يخرجون من اللوحة) فتره الحملة لم يكتمل التفاعل الجمالي بين الفن الجديد والشعب.
2 اقتصار فناني اوروبا على العمل بقصور ابناء محمد علي وعدم احتكاكهم بالشعب ، حتى ان اول معرض فني تشكيله يقيم في 1897 في عهد الخديوي عباس حلمي لم تجد فيه مصريا يشارك في دورات ذلك الصالون.
3 مدرسه الفنون الجميلة على يد يوسف بيك كمال 1908 حيث وضع حجر الاساس للفن المصري الحديث ، وتم صبه في القالب الاوروبي الذي ما زال مستمرا حتى الان ، وهذا هو السبب في السبب في الهوة الزمنية بين الفن التشكيلي والمجتمع الان، لأنه نشا منفصلا عن ذوق هذا المجتمع وحاجاته من الفن باتخاذ موضوعات للأعمال الأكاديمية لم يفهم الجمهور موضوعها مثل رسم الطبيعة الصامتة والموديل العاري القائم على فكره نسب التشريح وليس هدفا في حد ذاته ، ولذلك لم يجد المعرض الاول المقام 1911 اهتماما من الجمهور الذي دخله ثم صدم بمحتواه ثم خرج ولم يعد ، ولكن القواعد لا تخلق فنا بل ان التمرد عليها هو الذي يخلق الفن ، بدليل ان الابتكار جاء من مدرسه الإسكندرية على يدي ادهم وسيف وانلي ومحمود سعيد وعبد الهادي الجزار وذلك من خلال المراسم الأهلية.
4 فن محمود مختار كتجسيد لثوره 1919 بكل دلالاتها وذلك من خلال تماثيله الفلاحة المصرية ، ومجموعاته النحتية المسماة العودة الى النهر وكذلك تمثال كاتم الاسرار، ويحلل عز الدين نجيب تمثال سعد زغلول بالقاهرة حيث تمتد يد سعد لتبارك الشعب الذي منحه ثقته وعلى قاعده التمثال سجل بالنحت البارز لمسيره الحضارة المصرية القديمة بالزراعة والعمل، وفي تمثال الإسكندرية على القاعدة تمثالا للالهه ايزيس جالسه الحارس لمسيره مصر للابد.
5 محمد ناجي كمؤسس لفن التصوير المصري وتأثير ثوره 19 من خلال استلهامه للتراث ومعايشته للبر الغربي بالأقصر حيث رسم عشرات اللوحات هناك حيث جمع ما بين الرومانسية الشاعر وعقلانية المهندس ، ومن اشهر لوحاته مبايعه الشعب للوالي، مستشفى المواساة بالإسكندرية الطب الشعبي، وكذلك اقامته لمده عام في الحبشة بحكم عمليه الدبلوماسي حيث نقل شكل الحياه في الحبشة عند منابع تكون النيل.
المهم في تلك المعالجة الربط ما بين الواقع والتعبير الفني ولعل مرحله الرومانتيكية عالميا وهي فرنسيه النشأة على يد الفنان تيودور جيريكو بلوحه (طوف ميدوزا )والتي تعبر عن حادثه حقيقيه وهي غرق السفينة ميدوزا وهو مشهد يحتمل اهتزاز الالوان ومساحه من الانفعالات الإنسانية، بخلاف ما تحمله الكلاسيكية من انماط ثابته للحركة فوق الارض وقد جاءت الواقعية كصدر التطور في علوم الكيمياء والفيزياء.
هنا يكون الفنان التشكيلي مثقف يحمل مفردات واقعه حيث يصبح القاسم المشترك الاعظم هو المبدع /المثقف/ الانسان /المنتمي /المتفاعل /بحيث تتبلور داخله مجموعه من ردود الافعال كرد فعل تجاه حدث اجتماعي معين، والتباين هنا يكون في اداه التعبير ودقتها والمهارة التقنية في استخدام ادوات التعبير المتعارف عليها ، فاللون في النهاية جزء من الثقافة والظلال كذلك، وهي ادوات كامله في وعي الانسان البسيط من خلال مصطلح الارتياح ولكن الوسيط الذات المبدع هو القادر على صبغ تلك الالوان وتركيبتها على خلق معاد البصري يساوي مساحه وطبيعة المشاعر التي شعر بها المتلقي وقت تعامله مع الحدث نفسه، ولكن الموهبة في امتلاك الادوات وصبغ ذلك التأثر من عدمه بسياق فكري نابع من ثقافه المبدع ومنتمي الى العقل الجمعي الذي يربط ما بين المبدع والمتلقي.



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة والعالم
- من تداعيات ٧ اكتوبر ٢٠٢٣
- امريكا بعد ٧ اكتوبر
- محمد عبدالله الهادي مبدعا
- مرسي جميل عزيز والتراث الشعبي
- كيف تصنع ذاكرة الاجيال
- زكي مبارك وسؤال النهضة
- الزمن الامريكي
- امل دنقل ريح الحرية
- اليوم التالي لحرب غزة
- سماء خمرية ديوان البيومي عوض
- مروة مجدىالشاعرة
- سلطة الفيس بوك
- بكائية العالم العربي
- صورة الشيخ بين الحاضر والماضي
- المثقف المهزوم في مملكة الهالكوك قراءة في رواية مملكة االهال ...
- المؤسسة والمثقف
- احمد عبيده الخلود شعرا ٢
- احمد عبيدة القتال شعرا
- محمد زكي عبدالقادر


المزيد.....




- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - عز الدين نجيب المثقف العضوي